رأت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية إن الشعب المصري بعد ثورة يناير 2011 تغير بشكل كبير، وأصبح لديه القدرة على الاعتراض ومقاومة الحملات الوحشية التي تشنها السلطات عليه وأصبح لا يخشى قوات الأمن مثل السابق خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، فأصبح لديه ثقافة المقاومة وهو ما ظهر جليا خلال الأحداث التي وقعت بين الشعب وقوات الأمن منذ الإطاحة بحسني مبارك. وقالت لقد تصاعدت الحملة العسكرية ضد الذين يعتصمون في الميادين ويقولون إنهم يدافعون عن الديمقراطية والعدالة في المجتمع الجديد بعد سقوط الديكتاتور مبارك، وهو ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة آخرين خلال الاشتباكات التي بدأت منذ منتصف ديسمبر الماضي عندما سعت قوات الأمن لفض اعتصام أمام مبنى مجلس الوزراء بالقرب من ميدان التحرير، واستمرت حتى نهاية العام. وأضافت إن المجلس العسكري استهدف اليساريين ونشطاء حقوق الإنسان من خلال الوسائل القانونية أو بحملات تشهير في وسائل الإعلام، الأمر الذي دفع الشعب لاستعادة روح الثورة من جديد ، ففي أواخر نوفمبر أدى استخدام الشرطة للعنف والقمع ضد المتظاهرين إلى تعبئة كبيرة للشعب لم تحدث منذ اندلاع الثورة في يناير وفبراير، ومسيرات احتجاجات في الجامعات وأماكن العمل وفي شوارع القاهرة ومدن أخرى يوميا. كما خرجت مسيرات نسائية احتجاجية على الاعتداء الذي تعرضت له للمرأة خلال الاشتباكات بين الشرطة وقوات الأمن في ديسمبر، وتردت فيها هتافات مناهضة للمجلس العسكري، ومن بينها "متخفش وقول بصوت عال ، أرحل يا عسكري"، هذه المظاهر لم تكن معروفة أو مألوفة قيل ثورة يناير.