دار الحكمة تحتفل بيوم الطبيب غدا    محلية النواب: عقد جلسات مع المسئولين لمتابعة أثر قانون التصالح وتذليل أي عقبات    التخطيط: 7.7 مليار جنيه استثمارات عامة ل "الأقصر" بخطة 2023 / 2024    سفير الاتحاد الأوروبي في مصر: أي عملية برية في رفح ستؤدي إلى عواقب كارثية    دبلوماسي سابق يكشف ل"فيتو" شرط قبول عضوية فلسطين بالأمم المتحدة    القاهرة الإخبارية تكشف آخر التطورات الميدانية والعسكرية في رفح الفلسطينية    غياب نيمار، البرازيل تعلن عن قائمة السامبا في كوبا أمريكا    بطولة العالم للإسكواش 2024.. يوسف سليمان يتأهل للدور الثانى    12 مايو، نظر الطعن في حبس زوج الإعلامية أميرة شنب 6 أشهر    بسمة بوسيل تعود للغناء، وتامر حسني يعلق (فيديو)    علياء طلعت تكتب: سنوات الجرى في المكان وحكاية جيل سجين لأمل مُجهض    فضائل شهر ذي القعدة ولماذا سُمي بهذا الاسم.. 4 معلومات مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    لعدم توافر مستلزمات المعمل.. وكيل صحة سوهاج يحيل مسؤولين بالمديرية ومستشفى الحميات للتحقيق    أبرزهم رضا سليم وإبراهيم دياز.. نجوم المغرب يُزينون 6 نهائيات قارية حول العالم    أشرف صبحي يلتقي فرج عامر وأعضاء سموحة لتعزيز الاستقرار داخل النادي    أسعار شقق جنة بمشروع بيت الوطن للمصريين في الخارج    الجيزاوي يتفقد مستشفى بنها الجامعي للاطمئنان على الخدمة الصحية    بداية من 1 يونيو.. تشغيل 10 قطارات لرحلات الصيف لمحافظتي الاسكندرية ومرسى مطروح    واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة، الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    بالصور.. وزير السياحة والآثار يشارك في الاحتفال السنوي ب"يوم أوروبا"    متصدرًا شباك التذاكر.. تعرف على إيرادات فيلم السرب في يوم عرضه التاسع    بعد زواجه من الإعلامية لينا طهطاوي.. معلومات لا تعرفها عن البلوجر محمد فرج    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    اعرف قبل الحج.. حكم تغيير نية الإحرام من التمتع إلى القِرَان بعد دخول مكة    خطيب الجامع الأزهر: الحضارة الإسلامية حوربت من خلال تشكيك المسلمين في تراثهم العريق    بالصور.. تشييع جثمان والدة يسرا اللوزي من مسجد عمر مكرم    للتخلص من دهون البطن.. تعرف ما ينبغي تناوله    «دراسة صادمة».. تناول الأطعمة المعبأة والوجبات الخفيفة يزيد خطر الوفاة    "علم فلسطين في جامعة جورج واشنطن".. كيف دعم طلاب الغرب أهل غزة؟    زيادة حركة الرياح المحملة بالغبار في مراكز شمال سيناء    انطلاق ملتقى تراث جمعيات الجنوب ضمن أجندة قصور الثقافة    السيطرة على حريق شقة سكنية بمنطقة الوراق    أرقام جلوس الثانوية العامة 2024.. تعرف على رابط الحصول عليها وموعد الامتحانات    تشييع جثمان عقيد شرطة توفي فى حادث بطريق الزعفرانة ببنى سويف    أوكرانيا: روسيا تشن هجوما بريا على خاركيف وإخلاء بلدات في المنطقة    الأسهم الأمريكية ترتفع متجهة نحو تحقيق مكاسب أسبوعية    وزارة البيئة تناقش مع بعثة البنك الدولي المواصفات الفنية للمركبات الكهربائية    محافظة الأقصر يناقش مع وفد من الرعاية الصحية سير أعمال منظومة التأمين الصحي الشامل    117 مشروعًا وبرنامجًا مع 35 شريك تنمية لتمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا    مفتي الجمهورية: الفكر المتطرف من أكبر تحديات عملية بناء الوعي الرشيد    ترغب في التخسيس؟- أفضل الطرق لتنشيط هرمون حرق الدهون    حملة بحي شرق القاهرة للتأكد من التزام المخابز بالأسعار الجديدة    محلل أداء منتخب الشباب يكشف نقاط قوة الترجي قبل مواجهة الأهلي    بيرسي تاو يحصد جائزة أفضل لاعب في اتحاد دول جنوب إفريقيا    دعاء الجمعة للمتوفي .. «اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين»    في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر    بدء جلسات اجتماع اللجنة الدائمة للقاء بطاركة الكنائس الشرقية الأرثوذكسية في الشرق الأوسط    رد فعل محمد عادل إمام بعد قرار إعادة عرض فيلم "زهايمر" بالسعودية    فضل يوم الجمعة وأفضل الأعمال المستحبة فيه.. «الإفتاء» توضح    القسام تعلن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في هجوم شرق رفح الفلسطينية    حماس: الكرة الآن في ملعب الاحتلال للتوصل لهدنة بغزة    نشوب حريق بمصفاة نفط روسية بعد هجوم أوكراني بالمسيرات    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    الناس بتضحك علينا.. تعليق قوي من شوبير علي أزمة الشيبي وحسين الشحات    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتدرائية.. من هنا تبدأ الوحدة الوطنية
البابا تواضروس: لو حرقوا الكنائس سنصلي فى الجوامع
نشر في الوفد يوم 11 - 12 - 2016

عبد الناصر تبرع لبنائها.. السادات صلى فيها الظهر.. مبارك زارها مرتين للعزاء.. ومرسى لم يدخلها.. والسيسى أول رئيس يشارك فى احتفالاتها
فى 24 يوليو 1965 وضع أول حجر فى بناء الكاتدرائية، ووقتها شارك الرئيس جمال عبد الناصر فى وضع حجر الأساس، ووقف وإلى جواره البابا كيرلس السادس، خاطبا فى الحضور وقال «يسرنى أن أشترك معكم اليوم فى إرساء حجر الأساس للكاتدرائية الجديدة.. وحينما تقابلت أخيرًا مع البابا فى منزله فاتحته فى بناء الكاتدرائية، وقلت إن الحكومة مستعدة للمساهمة فى هذا الموضوع. ولم يكن قصدى من هذا فعلًا المساهمة المادية فالمساهمة المادية، أمرها سهل وأمرها يسير، ولكنى كنت أقصد الناحية المعنوية»..إن هذه الثورة (يقصد ثورة يوليو 1952) قامت أصلا على المحبة ولم تقم أبدا بأى حال من الأحوال على الكراهية والتعصب، هذه الثورة قامت وهى تدعو للمساواة «ولتكافؤ الفرص» والمحبة والمساواة «لأنه بالمحبة والمساواة» وتكافؤ الفرص نستطيع أن نبنى المجتمع الصحيح السليم الذى نريده والذى نادت به الأديان.
وبماء الذهب كتب على اللوحة الرخامية المثبتة فى صدر حجر أساس الكاتدرائية: «بسم الله القوى فى يوم الثلاثاء 25 يونيو 1968، فى ذكرى العيد المئوى التاسع عشر لاستشهاد القديس مرقس الإنجيلى».
وقرر «عبد الناصر» أن تساهم الدولة بنصف مليون جنيه فى بنائها، نصفها يدفع نقدا ونصفها الآخر يدفع عينا بواسطة شركات المقاولات التابعة للقطاع العام، والتى يمكن أن يعهد إليها بعملية البناء.
وفى كتابه «البابا كيرلس السادس وعبدالناصر» يروى الكاتب الصحفى محمود فوزى أن البابا كيرلس السادس زار الرئيس عبدالناصر ذات يوم فى منزله؛ فجاء إليه أولاده. وكل منهم معه حصالته؛ ثم وقفوا أمامه؛ وقال له الرئيس: أنا علمت أولادى وفهمتهم إن اللى يتبرع لكنيسة زى اللى يتبرع لجامع، والأولاد لما عرفوا إنك بتبنى كاتدرائية صمموا على المساهمة فيها. وقالوا حنحوش قرشين؛ ولما ييجى البابا كيرلس حنقدمهم له، وأرجو ألا تكسفهم وخذ منهم تبرعاتهم، فأخرج البابا كيرلس منديله ووضعه على حجره ووضع أولاد عبدالناصر تبرعاتهم؛ ثم لفها وشكرهم وباركهم.
وعلى مدى 3 سنوات استمر بناء الكاتدرائية وتم افتتاحها فى عام 1968 فى حضور الرئيس جمال عبدالناصر وإمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسى وكان ثالثهم البابا كيرلس السادس
والمثير أن الأرض التى اقيمت فوقها الكاتدرائية شهدت معارك طويلة قبل أن يستقر بها المقام لتحتضن الكاتدرائية الأكبر والأشهر والأقوى تأثيرا فى أفريقيا.
ففى عام 1937 أراد وزير الداخلية محمد محمود باشا الاستيلاء على أرض الأنبا رويس التى اقيمت فوقها الكاتدرائية فيما بعد، لأنها كانت أصلًا مدافن، وقررت الحكومة نقل المقابر إلى أرض الجبل الأحمر، ثم أرادت أن تستحوذ على الأرض الأصلية لسعتها ولأهمية موقعها بالقرب من ميدان العباسية، وبدأ ماراثون المفاوضات بين الكنيسة وبين وزيريّ الداخلية والصحة حتى سنة 1943.
وتقول وثائق الكاتدرائية إن «حبيب المصري» المحامى كتب ثلاث مذكرات دفاعًا عن حق الأقباط فى ملكية هذه الأرض؛ إحداها لرئيس الديوان الملكى وكتب الاثنتين الأخريين لوزيرى الداخلية والصحة. و بعد نجاح مسعاه قرر الوزيران ووافقهما رئيس الوزراء على أن الكنيسة تملك أرض الأنبا رويس بشرط بناء منشآت عليها لا تدر أى ربح خلال خمس عشرة سنة وإلا تستولى الحكومة على الأرض.
وعلى الفور تم الشروع فى وضع الرسومات الهندسية للكاتدرائية، وثم استمر بناؤها 3 سنوات، حتى تم افتتاحها فى 26 يونيه 1968 بإقامة الصلاة على مذبح الكاتدرائية، وبعدها حمل البابا كيرلس السادس رفات القديس مارمرقس إلى حيث أودع فى مزاره الحالى تحت الهيكل الكبير فى شرق الكاتدرائية.
وعلى مدى تاريخها ظلت الكاتدرائية عنوانًا للوحدة الوطنية.. وشهدت تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسى البابوية خلفا للبابا كيرلس فى 14 نوفمبر 1971.. وشهدت أيضا تتويج البابا تواضروس الثانى بطريركا خلفا للبابا شنودة الثالث فى 18 نوفمبر 2012 .
ويسجل التاريخ للبابا تواضروس الثانى موقفه الحاسم عندما تعرض عدد من الكنائس لاعتداءات عناصر جماعة الإخوان الإرهابية عقب ثورة 30 يونيو 2013 وسقوط حكم الإخوان، ووقتها وقف البابا ليقول «لو حرقوا الكنائس هنصلى فى الجوامع.. ولو حرقوا الجوامع هنصلى إحنا الإتنين فى الشارع» وأضاف «مصر نسيج واحد، وأى أسرتين فى جيرة، لما بيبقى فى أسرة عندها أى موقف الأسرة التانية بتقف جنبها، تفتح البيت تفتح الشقة إن كانوا محتاجين مساحة أكبر، وده اللى بيحصل فى حياتنا، لو أخويا لقانى مش عارف أصلى فى مكان هيقولى تعالى صلى ويايا، ولو ملقيناش إحنا الاتنين هنقف نصلى فى الشارع، يعنى ده مستمد من الفكر المصرى أو من الحياة المصرية».
وعلى مدى تاريخها شهدت الكاتدرائية علاقات شد وجذب مع رؤساء مصر، ففى عهد عبدالناصر كانت العلاقة بين الرئيس والبابا على أفضل ما تكون، وكان بينهما إعجاب متبادل وكان معروفًا أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر فى أى وقت يشاء.. ووصلت العلاقة لدرجة أن عبدالناصر قرر أن تتحمل الدولة رواتب ونفقات الكنيسة فى نهاية الستينيات، حينما كانت الكنيسة تمر بأزمة مالية طاحنة بسبب تراجع التبرعات عقب نكسة 1967.
وفى عهد السادات تدهورت العلاقة بين البابا والرئيس وكانت الزيارة الأولى والأخيرة للسادات للمقر البابوى فى أكتوبر 1977، ووقتها ظهر فيها البابا شنودة وهو يؤدى صلاته بالتزامن مع صلاة الظهر التى أداها «السادات» ونائبه آنذاك حسنى مبارك، وممدوح سالم، رئيس الوزراء فى ذلك الوقت.
وبدأ تأزم العلاقة بين السادات والبابا شنودة، بداية من رفض البابا اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع «إسرائيل». وتعقدت العلاقات أكثر وأكثر عندما فوجئ الرئيس السادات بتظاهرات مناهضة له أثناء زياته لأمريكا ووقتها طلب من البابا شنودة وقف هذه التظاهرات لكن لم تأت الاستجابة سريعة فاعتبر السادات ذلك تحديًا له من البابا..وعلى الفور أصدرت أجهزة الأمن، قرارًا أبلغته للبابا شنودة، بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعى، ورد البابا بإعلان عدم الاحتفال بالعيد فى الكنيسة، وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة.
ووصل الأمر إلى ذروته عندما كتب البابا فى رسالته التى طافت كل الكنائس المصرية قبيل الاحتفال بعيد الميلاد أن هذه القرارات جاءت «احتجاجًا على اضطهاد الأقباط فى مصر»، وكانت هذه المرة الوحيدة التى يقر فيها البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط فى مصر، ولم يفعلها بعد ذلك مطلقًا.
أصبحت القطيعة بين «السادات» والبابا «شنودة» هى عنوان المشهد، ولذا كان من المنطقى أن يطول عقاب البابا فى أيام «السادات» الأخيرة عندما أصدر فى سبتمبر عام 1981 قراره بالتحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة، مع تحديد إقامة البابا فى الدير بوادى النطرون.
وتحسنت علاقة الكنيسة بالرئاسة جزئيًا فى بداية عهد حسنى مبارك، الذى بدأ حكمه بالإفراج عن المعتقلين، وكان اللقاء بين مبارك والبابا شنودة كنوع من تهدئة للأمور بين الرئاسة والأقباط فى مصر.
وزار مبارك الكنسية مرتين، الأولى كانت عام 2000 عندما ذهب لتقديم العزاء فى وفاة الفريق فؤاد عزيز غالى، وكانت الثانية عام 2006 لتقديم العزاء فى رحيل حنا ناشد عضو المكتب السياسى للحزب الوطنى، ولكن مبارك اكتفى بإرسال برقيات تهئنة للبابا وإرسال مندوبين لتقديم التهنئة فى أعياد الميلاد.
ولما تولى البابا تواضرس الثانى عام 2012- خلال فترة حكم الإخوانى المعزول محمد مرسى، رفض مرسى حضور حفل تنصيب البابا تواضروس، واكتفى بإرسال المندوبين للتهنئة فى أعياد الميلاد.
وفى الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ذهب رئيس الوزراء هشام قنديل نائبًا عن مرسى. فقام البابا تواضرس بذكر اسم الحاضرين، ولكن لم يصفق أحد من الأقباط له. بينما فعلوا ذلك عندما ذكر اسم عبد الفتاح السيسى- وزير الدفاع آنذاك.
وتحسنت العلاقة كثيرا بين الرئيس والبابا بتولى عبد الفتاح السيسى رئاسة مصر وحرص «السيسى» على زيارة الكنيسة فى عيد الميلاد العام الماضى عقب عودته من الأمم المتحدة، وكانت الزيارة مفاجئة للجميع، حيث كانت أول مرة يزور فيها رئيس مصرى الأقباط فى عيد الميلاد، حيث ألقى كلمة أوصى فيها المصريين بعدم الاختلاف والتماسك مهما كانت الظروف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.