انتشرت في الأونة الأخيرة تجارة الأعضاء البشرية في مصر، وأصبحت كالوباء الذي يضرب ربوع الوطن يوم تلو الأخر، وتحولت إلى نشاط اقتصادي مزدهر في السنوات القليلة الماضية، رغم أنه فعل مجرم بحكم القانون والأخلاق. وصباح اليوم، أعلنت هيئة الرقابة الادارية، عن قيامها بضبط اكبر شبكة دولية لتجارة الاعضاء البشرية، التي تضم مصريين وعرب، من بينهم أساتذة وأطباء وأعضاء هيئة تمريض وأصحاب مراكز طبية ووسطاء. وتستغل الشبكة الظروف الاقتصادية لبعض المواطنيين للاتجار بالاعضاء البشرية، مقابل مبالغ مالية زهيدة في حين يتربحون هم من ورائها الكثير، حيث ضبطت الهيئة معهم ملايين الدولارات والجنيهات لدى المتهمين من متحصلات الاتجار، كما أصدر النائب العام أوامره بسرعة التحقيق فى وقائع القضية. وترصد «بوابة الوفد» أبرز وقائع تجارة الاعضاء البشرية في مصر مؤخرًا: في سبتمبر 2014، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على شبكة تجارة أعضاء بشرية، كانت تتخذ من مقهى بشارع الألفي في وسط القاهرة، مقرًا لإدارة عملياتها، وتضم أربعة متهمين يشتركون مع آخرين. كما تم ضبط اثنين من المتبرعين بأعضائهم وقتها، وبحوزتهم مبالغ مالية، وإقرارات موثقة من الشهر العقاري تفيد بتبرعهما بكليتهما، وصور لتحاليل طبية، تخصصت تلك الشبكة في استقطاب المواطنين للتبرع بأعضائهم البشرية، مقابل مبالغ مالية. وجاء في اعترافات الجناة آنذاك، أن عمليات الاستئصال تتم بمعرفة عدد من الأطباء بمستشفيات شهيرة، بينما أقر المتبرعو ببيع الكلى الخاصة بهم بمبلغ يتراوح بين 20 إلى 25 ألف جنيه للكلية الواحدة. وفي يناير 2016، تم ضبط "مافيا" للاتجار بالأعضاء البشرية بمنطقة الخليفة، تتكون من 4 سيدات ورجل، منهم سيدتان قاما ببيع كليتهما، مقابل 17 و20 ألف جنيه للواحدة، ثم انضموا للتشكيل العصابي من أجل استقطاب آخرين لبيع أعضائهم البشرية نظير مبالغ مالية. وكانوا يقومون بدور السماسرة بين البائعين والمشترين، وتجهيز بائع كليته من خلال عمل أشعة وتحاليل له، والاتفاق مع أحد المستشفيات بمنطقة المهندسين، لإجراء عملية نقل الأعضاء بها . وفي أبريل الماضي، عثر على جثث تسعة صوماليين، في إحدى شواطئ مدينة الإسكندرية، وقد سُرقت أعضاؤهم، وكانت هذه الأسرة الصومالية قد جاءت إلى مصر بغية الهجرة إلى أوروبا، إلا أنه تم اختطافهم من قبل مجهولين، وسرقة أعضائهم مثل الكبد والقلب والكلى. وفي يونيو الماضي، أعلنت قوات الشرطة عن تمكنها من ضبط تشكيل عصابي في حي المرج بالقاهرة، تخصص في تجارة الأعضاء البشرية، حيث ضبطت سمسار لتجارة بيع الأعضاء وبرفقته شخص آخر يساعده في اختيار الشباب، وإقناعهم بإتمام عملية بيع الأعضاء البشرية في موعدها، وإتمام التحاليل اللازمة للعملية، مقابل منحهم 15 ألف جنيه للكلية الواحدة. وفي أغسطس الماضي، كشفت الأجهزة الأمنية، عن ضبط تشكيلين عصابيين استغلا حاجة الفقراء للمال، واستوليا على أعضائهم البشرية، اتخذت العصابة الأولى منطقة السيدة زينب مقرًا لهم. وأقر أعضاء هذه العصابة في اعترافاتهم أمام النيابة، عن قيامهم باجتذاب الفقراء والمغتربين والمتعسرين ماديا للتبرع بأعضائهم، ووعدهم بالتوظيف في شركات مقابل رواتب جيدة، ويتم إجبارهم على توقيع شيكات وإيصالات أمانة؛ لضمان عدم إخلالهم بالاتفاق أو إبلاغ الشرطة عن الواقعة. وكشفت الشرطة عن تورط طبيب وممرض وموظفة بمستشفى "أم المصرين" الحكومية بالجيزة في هذه القضية، التي كان يحصل فيها المتبرع على مبلغ مادي في حدود ال 12 ألف جنيه. والأخرى، كانت في منطقة المرج، والتي تم ضبطها بعد أن أبلغ بعض الأهالي الشرطة عن صدور أصوات مشاجرات متكررة في شقة سكنية يقطنها رجال ونساء غرباء عن المنطقة، ووقتها داهم الأمن المنزل واكتشف وجود ثلاجات ممتلئة بأعضاء بشرية.