نبضت الحياة فى حى الأسمرات، بعد أول يوم دراسى بمدرسة تحيا مصر، تدفقت روح جديدة داخل أهلها، فبعد أن تركوا عذاب العشوائيات، وعاشوا فى جنة الأسمرات، ابتسمت لهم الحياة ولن يتسرب اليأس إلى قلوبهم، فالمسئولون عن الحى يحيطون الأهالى بكل سبل الرعاية، فقبل أشهر انتقل إلى الحى 36 أسرة من سكان منشأة ناصر وكانت الحياة بالنسبة لهم غير مألوفة يشعرون بالعزلة، أما الآن ومع تزايد عدد الأسر المنتقلة إلى 846 أسرة، وافتتاح المجمعات الاستهلاكية وتوفير جميع الخدمات لهم تأكدوا انهم ولدوا من جديد. فى جولة جديدة ل"الوفد" داخل الأسمرات (1) رصدنا كيف تغير الحى بعد ان توفرت جميع الخدمات أو كما قال لنا الأهالى كل شىء موجود إلا السكر ووفقاً للآخرين المسئولين فى الحى معنا فى كل شىء وشعرنا معهم بآدميتنا. 24 عمارة تم تسكينها اختلفت ألوانها وأسماؤها البرتقالي وتحمل اسم عمارات الجوهرة، والأخضر وتحمل اسم عمارات الفردوس.. وسط هذا الجمال مازالت سلوكيات بعض السكان لم تتغير حيث رصدنا إلقاء بعض المخلفات على الأرصفة إلا أن المسئولين بالحى أصروا على تغيير هذه السلوكيات بتقديم النصائح، واعتبروا كل طفل من أطفال الأسمرات يحمل إلى أسرته ما يتعلمه حرصاً منهم على تقديم جيل جديد إلى مصر يفيد المجتمع. لم تختلف الزيارة الاولى عن الحالية فالأمن ما زال متواجدا على بوابات الأسمرات، يتحقق من الزائرين، يفرض النظام على المتواجدين ويمنع التجاوزات، فأرسل مسئول الأمن أحد الأفراد التابعين له بصحبتنا إلى رئيس الحى لنحصل على إذن برصد الحياة الفعلية داخل الحى. رئاسة الحى التقينا بالمهندس حسن الغندور، رئيس حى الأسمرات، لنرصد آخر التطورات التى شهدها الحى، حيث أكد تسكين 846 أسرة بعدد 24 عمارة بالمرحلة الأولى، والتى من المقرر انتهاؤها فى 30 يونية عام 2017، بالإضافة إلى افتتاح مجمع الأهرام الاستهلاكى فى حى الأسمرات (2) ويحوى فرعا للحوم والدواجن المجمدة والخضراوات، بالإضافة إلى منفذ تابع لجهاز الخدمة الوطنية، كما تم افتتاح مدرسة «تحيا مصر» للتعليم الابتدائى والإعدادى، وقام أحد رجال الأعمال بالتبرع بعدد 500 زى مدرسى، إلى جانب قيام جمعية الأورمان بتقديم الأدوات المدرسية للأطفال بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة وصندوق تحيا مصر بالإضافة إلى شنطة تحتوى على فرشاة أسنان ومعجون وصابونة للنظافة الشخصية للتلاميذ. واتخذ الحى العديد من القرارات منها منع دخول التوك توك للحفاظ على المظهر الحضارى للحى ومنع استغلال الأهالى، حيث كان يتم نقل الأهالى من الحى إلى موقف المقطم ب 5 جنيهات، وفى استجابة من هيئة النقل العام لسكان الحى تم توفير 3 باصات مكيفة لنقلهم إلى موقف المقطم بسعر رمزى جنيه واحد. وأكد الغندور اهتمام الحى بتوظيف العاطلين بالحى، حيث سيتم عقد مؤتمر للتوظيف برعاية 4 شركات، لتقديم الوظائف وتقدم عدد 26 من أصحاب المؤهلات العليا وعدد 188 سيدة للعمل بمهنة التفصيل و45 ممن لا يجيدون القراءة والكتابة وسيتم تدريب المتقدمين ويحصل المتدرب على 20 جنيهاً يومياً، كما سيتم تقديم خدمة للأرامل عن طريق شركات صناعة المنسوجات والملابس، وبعد التدريب ستقدم الشركة ماكينة هدية للأرملة للعمل عليها بمنزلها إلى جانب الخامات كمساهمة منهم لمواجهة ظروف المعيشة، بالإضافة إلى 5% من ذوى الإعاقة، كما تقدم عدد 28 فردا لشغل الأعمال الخدمية بالمدارس والمركز الطبى. المركز الطبى توجهنا إلى المركز الطبى داخل باص الحى والتقينا ب «شكرى عزالدين»، مسئول النقل بجهاز الرقابة، حيث أكد توفير الباصات المكيفة للأهالى لرفع المعاناة عنهم، وأثناء انتقالنا رصدنا بعض العادات السيئة للسكان التى يحاول المسئولون جاهدين تغييرها، وهو عدم التزامهم بدفع قيمة تذكرة الباص بحجة أنهم لا يملكون أموالاً وهو ما استنكره مسئول النقل وشدد على ضرورة الالتزام بدفع قيمة التذكرة. داخل المركز الطبى التقينا دكتورة زينب النجار مسئول المركز، والتى أكدت على توافر الخدمة للسكان من الساعة التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً وبسعر رمزى للكشف بقيمة جنيه واحد شاملة العلاج، ويحتوى المركز على عدد 40 طبيبا فى جميع التخصصات، بالإضافة الى توافر عيادات الاسنان المجهزة بأحدث الاجهزة، ومركز للطوارئ يعمل من الثامنة مساء وحتى الثامنة صباحاً ويتم إرسال الحالات إلى مستشفى الشيخ زايد أو مستشفى المنيرة. وأكدت زينب النجار قيام المركز بفحص الأهالى، حيث تقدم 200 شخص للكشف على الإصابة بفيروس الكبد الوبائى، وتبين إصابة 10 أفراد وذلك بسبب الحياة القاسية التى كانوا يعيشونها بالعشوائيات، ولذلك حرصنا على عقد ندوات أسبوعية من أجل التوعية بالنظافة الشخصية والكشف المبكر على حالات سرطان الثدى. تحيا مصر توجهنا إلى مدرسة تحيا مصر، التى اصطف أمامها أولياء الأمور فى انتظار موعد خروج أبنائهم، وظهر النظام داخل المدرسة وظهرت فرحة التلاميذ على وجوههم، وأكد المدرسون اهتمام أولياء الأمور بتعليم أبنائهم، وانضباط التلاميذ فى الحضور. يقول نبيل نعيم مدير مدرسة تحيا مصر: إن المدرسة تحتوى على 8 فصول لمراحل النقل الابتدائية بعدد 388 تلميذا و3 فصول للمرحلة الاعدادية بعدد 88 تلميذا، ويؤكد أن الأطفال هم رسل إلى أسرهم فى نقل السلوك الحسن الذى يكتسبه فى المدرسة إلى أسرته لتغيير عاداتهم السيئة. وأكد «نبيل» أن وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع حى الأسمرات، تقدم مجموعات مجانية لطلاب الشهادات فى مرحلة الصف السادس الابتدائى والصف الثالث الإعدادى. رسالة إلى مسئول توجهنا لنرصد الخدمات التى يتم تقديمها إلى سكان الأسمرات، وأمام مخبز الأسمرات سألنا عن سعر رغيف الخبز، حيث أكد أحد العاملين أنه يتم صرف العيش بالبطاقات التموينية ومن لا يمتلك البطاقة يتم صرف عدد 5 أرغفة له مقابل جنيه واحد، وتوجهنا إلى مجمع الأهرام، حيث تواجدت جميع السلع داخله إلا السكر، حيث اشتكى الأهالى من عدم تواجده وأن وزارة التموين لا تنظر إلى سكان الأسمرات، ولن تساهم بعربات لبيع السكر داخل الحى، وأمام مركز الأهرام سألنا عن أسعار اللحوم وكانت بأسعار وزارة التموين 60 جنيهاً للكيلو. التقينا بسكان الأسمرات، حيث عبر بعضهم عن استيائه من الأجرة الشهرية مؤكدين أن مبلغ ال 300 جنيه لا يستطيعون تحمله. وتحدثنا إلي أم محمود التي وقفت فى انتظار ابنها أثناء خروجه من المدرسة، عما يعكر صفو فرحتها بالانتقال إلى الأسمرات واجابت: الإيجار غالى 300 جنيه فى الشهر وزوجى يعمل نجار مسلح يعمل يوم وعشرة مفيش دا غير فواتير الكهرباء والمياه هنجيب منين حينما انتقلنا حصلوا على مبلغ 4 آلاف جنيه لانتقالنا. وأضافت: كنت أعيش بمنشأة ناصر فى بيت مملوك لزوجى لم نكن ندفع إيجارا الآن اخذوا منزلنا الملك وذهبنا للعيش بشقة إيجارها 300 جنيه، بخلاف سعر المجموعات المدرسية التى تصل الى 35 جنيها للابتدائى و40 جنيها للإعدادى. ويشكو يوسف فاروق من ذوى الإعاقة للمسئولين حالته بعد الانتقال قائلاً: بعد أن انتقلت أنا وزوجتى وأبنائى للأسمرات، لم نكن نتخيل أن تكون الحياة بذلك الجمال، ولكن المحزن أننى كنت أستأجر محلا لبيع السلع الغذائية وبعد الانتقال لا أجد عملا وأطلب من المسئولين إعطائى محلا من المحلات الموجودة لأستطيع الإنفاق على أسرتى.
