تابعت ما أثير حول تطبيع حزب النور مع الكيان الصهيوني، والاتهامات التي وجهها بعض الإعلاميين والسياسيين للدكتور يسرى حماد المتحدث الرسمي لحزب النور، ولا أخفى عليكم عندما أثيرت هذه القضية انزعجت جدا، فما الذي أدخل حزب النور على الخط مع الكيان الصهيوني؟، كيف تقوم قاعدة الحزب على التشدد في التحريم ويسعون إلى فتح قناة مع من يحتلون الأراضي العربية؟، وأشفقت على النور الوليد مما سيواجهه من انتقادات حادة بسبب هذا الملف الشائك، خاصة أن بعض اليساريين يزايدون كثيرا بملف التطبيع بشكل يؤسف له، وزاد أسفى عندما علمت أن الد?تور يسرى حماد هو الذي تدور حوله الاتهامات والانتقادات، حيث أتابع د.حماد جيدا من خلال تصريحاته وحواراته في الفضائيات، ومع أنني لم أتشرف بالتعامل معه بشكل مباشر، أرى أنه يتحلى بالعديد من الصفات التي يفتقر إليها الكثير من النخب التي تورمت وانتفخت بسب الإلحاح الإعلامي، أهم هذه الصفات تواضعه وصدقه ومنطقه وحلمه في الحوار، والحقيقة أن حزب النور، الذي أرفض تشدده في الخطاب الديني، قد أحسن الاختيار عندما قدم الدكتور حماد ليكون واجهته إلى المجتمع، وكلما استمعت للدكتور حماد فى مداخلاته الفضائية حزنت كثيرا لتبنيه فكر ا?نور المتشدد، وتمنيت كثيرا أن ينتبه لهذا التشدد ويحاول تخفيفه في الحزب أو ينصرف لحزب آخر (ذي مرجعية دينية) يتبنى خطابا وسطيا. ورجل يتحلى بصفات مثل هذه كان غريبا بالنسبة لى أن يقع فى فخ التطبيع سوى بحسن النية، خاصة أن ما يحسب لحسب النور( مع تشدد خطابه الديني) عدم معرفته اللون الرمادي، وتعامله بشكل مباشر وعلني مع القضايا السياسية، مستخدما قاعدة الحلال والحرام، فيعلن رأيه مهما كانت النتائج المترتبة على الإعلان، ويخيرك بين أن تأخذ برأيه أو تتركه، لأنه يؤمن أن هذا الرأي هو اجتهاده الفقهي استند فيه على مرجعيته الدينية وليست السياسية، استقاه من شرع الله وليس من بنات أفكاره، لهذا كان السؤال: هل وقع حزب النور في فخ التطبيع بإرادته أم بحسن?نية؟، كيف جاءت الواقعة؟، وهل ما قام به الدكتور حماد يستحق كل الجلبة التي أثيرت أم أن البعض يتصيد ما يشوه حزب النور؟. عدت لنص التصريح الذي أدلى به الدكتور حماد، واتضح أن رأيه كان معتدلا جدا وليس متشددا بالنسبة لاتفاقية كامب ديفيد، حيث أكد لمراسل الإذاعة الإسرائيلية: «نحن لا نعارض الاتفاقية، فمصر دولة ملتزمة بالاتفاقيات التي وقعت عليها الحكومات السابقة مع جميع الدول بما فيها إسرائيل»، وأضاف: «إذا كانت هناك مواد يرغب الشعب المصري في تغييرها، فمكان ذلك هو طاولة المفاوضات». ورداً على سؤال مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي حول ما إذا كان حزب النور السلفي سيقابل السائحين الإسرائيليين بالترحاب إذا جاءوا إلى مصر، قال حماد: «لا شك في ذلك، كل سائح يأتي إلى مصر، أهلاً وسهلاً به». وأعتقد ان د.حماد قال ما يراه أي سياسي معتدل، لأن الاتفاقيات الدولية لا تقدم أية حكومة على إلغائها سوى عندما تقرر الدخول فى خصومة مع الطرف الثاني بالاتفاقية، وأتفق مع الدكتور حماد في أن الشعب هو صاحب القرار في تعديل اتفاقية مثل كامب ديفيد، لكن المدهش بالنسبة لى ولأي متابع لأدبيات حزب النور تأكيد د.حماد استقباله للسياحة بغض النظر عن جنسيتها، إسرائيلية، أمريكية، فرنسية، عربية..، لأن الفتاوى التي وصلتنا من شيوخ الحزب تحريمهم للآثار وللسياحة الشاطئية، والسائح الأجنبي على حد معرفتنا يأتي إلى مصر لكي يستمتع بالشم? على شواطئها أو لكي يزور شواهد الحضارة المصرية القديمة. بغض النظر، كيف تم هذا التصريح للإذاعة الإسرائيلية؟، هل د.حماد كان على علم بأنه يصرح للميديا الصهيونية؟، د.حماد أكد أن الصحفي ادعي الجنسية العراقية، وفى نهاية التصريح كشف عن هويته، فأغلق د.حماد السماعة في وجهه.