كشفت اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل اليوم الإثنين أن محققي جهاز "الشاباك" (جهاز الأمن الداخلي) المشتبه باستخدامهم التعذيب وإساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين يتمتعون بالحصانة رغم خرقهم التام للقانون ولتعليمات المحكمة العليا. وقال محامي اللجنة العامة لمناهضة التعذيب نبيل دكور إن "اللجنة قدمت قبل ايام التماسا للمحكمة العليا باسم 12 فلسطينيا تعرضوا للتعذيب والتنكيل اثناء التحقيق وكانوا قد اشتكوا ضد محققي الشاباك قبل اربع سنوات الا انه لم يجر التحقيق في اي من هذه الشكاوى. واضاف دكور "لقد بلغ عدد الشكاوى التي قدمناها 750 شكوى منذ العام 2001 وطالبنا فيها بالتحقيق مع محققي الشاباك الذين استخدموا التعذيب اثناء التحقيق مع الفلسطينين ولم يحقق مع اي واحد، واغلقت الملفات وبذلك تعتبر لجنة مناهضة التعذيب ان محققي الشاباك محميون بالكامل من قبل المؤسسة الاسرائيلية. وتابع "ادعى ممثلو المخابرات في المحاكم ان التحقيق جرى داخليا من قبل المفتش الداخلي لرقابة الشكاوى وهو من الجهاز نفسه ولم يجد مخالفات. وقال ايضا "طالبنا بمحاكمة رجال المخابرات محاكمة جنائية ولكن المحكمة العليا ردت التماسنا"، وقبل عام "ابلغتنا المحكمة العليا حول احد الملفات بانه ليس عندها صلاحية. واضاف "يلجأ عادة رجال المخابرات امام المحكمة العليا الى ادعاءات ان المعتقل يحمل معلومات خطرة وهو بمثابة قنبلة موقوتة ونحن بحاجة ماسة للدفاع عن انفسنا، وفي هذه الحالة يمكن استخدام العنف بقرار صدر عن المحكمة العليا عام 1999. واشار دكور الى "انواع التعذيب المستخدم مثل الحرمان من النوم لليال طويلة، واستعمال ادوات لتمزيق الاظافر ووضع المعتقل على كرسي بدون ظهر بحيث يدوس احد رجال المخابرات على قدمي المعتقل بينما يقوم زميله بسحب ظهر المعتقل باتجاه الارض ما يتسبب بالم بالغ في الظهر،اضافة الى الضرب والتسبب بجروح. من جانبها، نشرت صحيفة هارتس الاحد شهادة لاحد الضباط في وحدة التحقيقات المسماة "504" التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية جاء فيها ان "التعذيب الوحشي والتنكيل واهانة المعتقلين هي اساليب متبعة بشكل منهجي وليست استثناء وليست امرا مستهجنا او منبوذا" في دائرته. وقال هذا الضابط انه "شاهد زميله الذي كان له دور بارز في كل التحقيقات وهو يقتحم غرفة التحقيق بعنف وينفجر في وجه المعتقل ويهزه بعنف شديد ويلقي به ارضا ويوسعه ضربا بقبضته ويطلق الشتائم القذرة والتهديد. وتابع الضابط ان زميله "كان يدخل مرارا وبيده عصا وينهال على المعتقل بوحشية مهددا اياه بادخال عصا في مؤخرته اذا واصل الانكار واستمر في الامتناع عن الحديث. وللمرة الاولى، كشفت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي الاسبوع الماضي في احد برامجها بالصوت والصورة وقائع التعذيب الذي تعرض له الاسير اللبناني المحرر مصطفى الديراني الذي افرج عنه العام 2004 في اطار صفقة تبادل مع حزب الله.