استنكر المستشار خالد زين الدين، رئيس اللجنة الأوليمبية السابق، محاولات المهندس هشام حطب، رئيس اللجنة الحالى، لتحسين صورة اللجنة.. وتعجب «زين» من تصريحات «حطب» الذى يحاول بثها عبر وسائل الإعلام المختلفة عندما أعلن خلال حواراته التليفزيونية أن الأوليمبية الدولية هى التى تكفلت بمصاريف البعثة المصرية بالكامل، وهو ما يخالف الحقيقة.. ويبقى التساؤل: كيف تسافر بعثة الفراعنة من «جيب» الأوليمبية الدولية؟ وأوضح خالد زين أنه عندما كان متوليا منصب رئيس البعثة المصرية فى أوليمبياد أثينا 2004 كانت الخزينة المصرية هى التى تتحمل مصاريف سفر أبنائها وليس كما يشيع «حطب» حالياً، مؤكداً أن الأخير يحاول بذلك التنصل من المسئولية المادية أمام الرأى العام، خاصة بعد إفشاء أسرار سفر بعض «المحاسيب» على نفقة اللجنة الأوليمبية المصرية، وهم ليس لهم أى علاقة بالنشاط الرياضى أو الدورة الأوليمبية من الأساس. واتهم خالد زين الدين ضلوع حسن مصطفى رئيس اللجنة الثلاثية فى هذا الأمر من أجل خروج «حطب» سالماً من كارثة «ريو 2016».. علماً أن الأوليمبية الدولية لن تحاسب أحدًا إذا قال إنه سافر على نفقتها الخاصة. على الجانب الآخر، توقع رئيس اللجنة الأوليمبية السابق خالد زين فشل مصر مسبقاً فى الأوليمبياد، مؤكداً أن هذا التراجع الكبير الذى رأيناه للفرق المصرية هو نتاج الإدارة الفنية المتواضعة بقيادة هشام حطب، رئيس اللجنة الحالى، حيث استنزفت ملايين الجنيهات من ميزانية الدولة المصرية، وأهدرت «قوت الغلابة» هباءً دون تحقيق أى نتيجة مقبولة مقارنة بما تم إنفاقه مادياً. ولفت «زين» إلى وضوح الحقيقية للجميع بشأن الفارق بين التخطيط العلمى والفنى طويل المدى لمنظومة الرياضة المصرية وبين العشوائية التى يدار بها النشاط الرياضى حالياً، مشيراً إلى ضرورة أن يكون هدف اللجنة الأوليمبية هو الصالح العام والوصول إلى منصات التتويج فى العرس الأوليمبى من أجل سمعة الرياضة المصرية، ولكن ما يحدث هو العكس تماماً لأن مسئولى الأوليمبية والاتحادات الرياضية الحاليين يبحثون فقط عن «الكرسى» والمصالح الشخصية. وانتقد المستشار زين التصريحات الوردية والوعود الرنانة لمسئولى الرياضة قبل انطلاق الأوليمبياد بداية من المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، وهشام حطب، وشريف العريان، وتأكيدهم على أن مصر تنافس على 8 ميداليات، ولكن ما حدث هو اكتفاء مصر بثلاثة برونز فقط. وكشف رئيس اللجنة السابق أن مصر فقدت ميداليات مضمونة فى أوليمبياد ريو أبرزهم إيهاب عبدالرحمن ومصطفى الجمل، مؤكداً أن فشل البعثة المصرية يرجع إلى فقدان هشام حطب ورفاقه إلى الخبرة الأوليمبية، مشيراً إلى أن «حطب» كان دائم التشكيك فى قدرات اللاعبين المصريين الدوليين فى المنافسة على الميداليات، وهو الأمر الذى أثر على نفسية اللاعبين الذين كانوا فى حاجة ملحة إلى علاج نفسى قبل خوض المنافسات، وهو ما حدث تماماً مع الملاكم حسام بكر والبطل رمضان درويش. وقال خالد زين الدين: إن جميع تصريحات «حطب» بشأن تحقيق البعثة المصرية نتائج جيدة هو كلام مستهلك للإعلام الهدف منه «إلهاء» الرأى العام لأن الفيصل فى ذلك هو تحقيق الميدالية وليس مركزًا متقدمًا كما يؤكد حطب فى تصريحاته، مشيراً إلى أن نتائج مصر خاصة فى ألعاب الرماية والغطس كانت صادمة ومخيبة للآمال ولا ترتقى لدولة بحجم مصر التى أنفقت الملايين من العملة الصعبة فى ظل الأزمة المالية التى تعانى منها البلاد، وكانت المحصلة ضئيلة جداً، مقارنة بما كانت تتوقعه الجماهير المصرية. كما انتقد «زين» طريقة أداء أغلب اللاعبين الذين وصفهم بالمتواضعين فى المستوى، ولذا كان خروجهم من المنافسات مبكراً أمرًا متوقعًا.. ورفض المستشار خالد زين الدين فكرة التمثيل المشرف التى يروج لها حالياً هشام حطب وحاشيته، لافتاً إلى أن هناك معايير فنية وبدنية معينة لحصد الميداليات وهو ما يجب اتباعه فى أوليمبياد طوكيو المقبلة. وأشار إلى أنه يتعجب من سفر لجنة برلمانية تضم خمسة نواب أفاضل تقطع آلاف الأميال لتصل إلى بلاد السامبا من أجل تقصى حقائق البعثة المصرية المشاركة فى أوليمبياد «ريو 2016».. ولكن هل يعقل أن يسافر أعضاء لجنة البرلمان على حساب اللجنة الأوليمبية المصرية، كيف يكون شكل هذا الحساب؟.. علماً أن لجنة مجلس النواب من المفترض لها أن تحاسب مسئولى البعثة المصرية على «كل مليم» وأين يتم صرف أموال الشعب المصرى المطحون.. مشيراً إلى أن تذاكر وإقامة وفد البرلمان من «جيب» اللجنة الأوليمبية، إضافة إلى تسلم أعضاء البرلمان زى البعثة والإقامة فى القرية الأوليمبية.. وبعد كل ذلك، كيف يصدق الشعب تقرير تقصى الحقائق المزعوم الذى يعده هؤلاء الأعضاء المحترمون، فبالتأكيد نتيجة التقرير معروفة، ويكفى أن نقول إن بعضًا من هذه اللجنة البرلمانية صرح عقب انتهاء الدورة الأوليمبية بدقائق أن أفراد البعثة المصرية «عملوا اللى عليهم».. ويبدو أن العيب كان فى أرضية البرازيل أو المنافسين. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فهناك فساد إدارى من نوع آخر، جعل الكثيرين يشنون هجوماً حاداً على اللجنة الأوليمبية بعد سماحها بسفر 5 من أعضاء مجلس النواب على نفقة اللجنة، وفى الوقت الذى تم منع مدرب اللاعبة هداية ملاك فيه من السفر على نفقة اللجنة، وسافر على نفقته الخاصة.. وإذا كان ذلك حقاً، أين رد هشام حطب وحاشيته على تلك الواقعة المشينة فى حق الرياضة المصرية؟ ويبقى أن نقول إن الأمل الأخير لنا كمصريين هو إعلان لجنة تقصى الحقائق المشكلة من مجلس النواب عن كل ما يتم الكشف عنه بكل صدق من فساد وتقصير حدث، سواء كان متعمداً أو دون قصد تسبب فى خروج مصر المهين من معظم الألعاب الأوليمبية وحصد ثلاث ميداليات برونز فقط لا ترتقى لحجم الرياضة المصرية.. فيجب أن يتم إعداد تقرير مفصل دون أية مجاملات عن المخالفات الجسيمة التى ارتكبتها البعثة المصرية.. وكل ذلك من أجل تفادى الأخطاء مستقبلاً وانتهاج مبدأ الثواب والعقاب، خاصة قبيل انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية المقبلة فى طوكيو.