أكدت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن فوز التيار الإسلامى فى مصر، جاء نتيجة القمع الذى تعرضت له هذه الجماعات والتيارات على أيدى أنظمة مستبدة طيلة الستين عاما الماضية، إضافة إلى الأداء المتميز لتلك التيارات فى المدن والقرى. ومع ذلك رأت المجلة أن الفرصة مازالت قائمة أمام التيارات العلمانية والليبرالية للتعويض فى انتخابات المرحلتين الثانية والثالثة. وأشارت المجلة إلى أن ما تشهده مصر الآن، كأكبر الدول العربية فى عدد السكان والأكثر تأثيرا بينها وكأحد أهم حلفاء الغرب وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، يبشر بحدوث تغيير جوهرى استراتيجي هام فى المنطقة فى الفترة المقبلة. وقالت المجلة إن تفوق السلفيين ممثلين فى حزب "النور" فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية، كان مفاجئا للجميع سواء فى مصر أو العالم الخارجى. وقالت المجلة إن تفوق جماعة الإخوان المسلمين كان متوقعا، كما حدث بالنسبة لحزب النهضة التونسى. وأضافت المجلة أن النتائج الأولية لأول انتخابات حرة نزيهة فى مصر تؤكد حصول الإخوان المسلمين على 40% من مقاعد البرلمان. وفى نفس الوقت، تؤكد المؤشرات أن السلفيين بأيديولوجيتهم الإسلامية المتشددة سيحصلون على نسبة "20%" وهو ما فاق كل التوقعات، أى إن الأغلبية فى البرلمان القادم ستكون لصالح الإسلاميين. وأضافت المجلة ان ماحدث يمثل أكبر التحديات للتيارات العلمانية والليبرالية الأخرى التى قادت ثورة 25يناير واكتسبت نفوذها من تأييد الشارع المصري لها. كما أن فوز الإسلاميين يمثل تحديا للأقباط، فى مصر، حيث يمثلون عُشر عدد السكان فقط، إلا أن الأقباط ينتابهم الخوف بشكل خاص من السلفيين. وفى نفس السياق، يمثل هذا التحول تحديا لفلول النظام المخلوع وللمجلس العسكري الذى تولى إدارة شئون البلاد فى فبراير الماضى بعد سقوط الرئيس السابق "حسنى مبارك" حيث سيجد نفسه محاطا بكتلة من الإسلاميين.