زعمت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن المصريين لا يثقون في جماعة الإخوان المسلمين وفي حقيقة مشاركتها في مجتمع "علماني متفتح ومتسامح"، مضيفةً أنه رغم دعوة العلمانيين بإتاحة الفرصة للإخوان ل"إثبات حسن نواياهم" بعد المعاناة التي تعرضوا لها في عهد الرئيس السابق حسني مبارك؛ إلا أنهم يشعرون – العلمانيين- بنفس الانزعاج تجاههم. وقالت المجلة، في تقريرها إن ما يخيف جموع المصريين هو ظهور "المتطرفين الحقيقيين" بعد إطلاق سراح الآلاف منهم من السجن، بما فيهم الجهاديين والسلفيين، موضحةً أن الأصوليين سيركبون وراء "عباءة الإخوان" ليعيدوا المصريين إلى "التفسير المتزمت" للإسلام مثل بتر الأيادي عند السرقة. واستدركت المجلة أن طبقة العلمانيين، خاصة في القاهرة والإسكندرية، لا تزال تشعر بالقلق العميق تجاه الإخوان المسلمين رغم إنها تحاول الظهور بالوجه المتسامح غير الديكتاتوري، واصفة الدكتور عصام العريان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، بأنه "الأخ المبتسم" باستمرار، وأنه "نموذج للاحتشام في كل منصة". وأوضحت المجلة أن القوى السياسية التي توحدت من قلب ميدان التحير رفضت التعديلات الدستورية لأن الوقت لم يتح لها الوقت تشكيل جبهة سياسية متماسكة أو لإقامة هيكل حزبي قوي، مضيفةً أن الوقت المتبقي سيصب لصالح الإخوان ويمنحهم فرصة الفوز على الليبراليين العلمانيين وأي أطراف أخرى في أي انتخابات مبكرة. وفي سياق آخر، قالت المجلة إن الجيش في "تناقض حاد" مع رجال الشرطة، الذين عادوا إلى الشوارع بحذر شديد، قائلةً إن جنرالات الجيش لا يزالوا "بعيدن إلى حد ما عن الديمقراطية الطبيعية" وأن هذا السبب هو ما جعل أغلب المصريين يوافقون على التعديلات الدستورية لكي يخرج الجيش.