حذرت الدكتورة منال عمر استشارى الطب النفسي من تدنى النمو المعرفى، والأخلاقي لدى قطاعات من الشعب، موضحة أن ذلك يظهر من خلال مطالبات البعض لشباب التحرير المعتصم لعدم تحقق الكرامة، والحرية، والعدالة بفض اعتصامه، مؤكدة أن هذه التى يطالب بها شباب التحرير هى قمة النمو الأخلاقى، والتى لا يمكن أن يطالب أحد بالحيلولة دون تحقيقها سوى من لديهم طفولة فى نموهم الأخلاقي والمعرفي . وعددت عمر دوافع الناس المختلفة للالتزام الأخلاقي، ومراحل الترقي فيه، قالت:" هناك ضعف فى التكوين الاجتماعى والمعرفي والأخلاقي لدى بعض الناس كأنهم أطفال، فهناك عدد كبير من الناس منهم أساتذة توقفت طريقة تفكيرهم عند المرحلة "واحد"، وهذا لا تستطيع التفاهم معه كمن يشرح رسالة دكتوراه لطفل، فقد كان ميدان التحرير فى الثورة مبهرا، ولكن كان هناك من "يشد لتحت" ، فبعض الناس تتصور أنه المفروض نمشي صح بسبب الخوف من العقاب، وده معناه إنه مادام مفيش حد يفتش عليا وكنت آمن من العقاب فسأفعل ما أريد وسأسرق وأفجر وهذا هو حال الناس الأعاظم اللى قاعدين فوق، أما القاعدة الأعرض من البسطاء فهم أكثر نموا فى الأخلاق من هؤلاء لأن ضميره هنا هو أنه يأخد مكافأة علشان بيعمل الصح، وليس العقاب، وهنا يكمن التحايل للحصول على الرشوة، لو كسبت هعمل ولو مكسبتش مش هعمل، اى درجة من البشرية دى؟! دى الدرجة 2 يعنى عيال فى تالتة ابتدائي، فهل تتصوروا إن الشعب فى تالتة ابتدائي نمو اخلاقي؟!، طيب الدرجة اللى بعدها ليه بتعمل الصح يقولك: لأن عندى أنفة كإنسان انى أغلط أنا بعمل الصح للصح، ليس لعقابك ولا لثوابك، وده فى تصور الناس قمة الأخلاق ولكن الحقيقة هى لسه بدرى، والقصة فى نموك الأخلاقي انك لازم تطلب ان الباقيين يبقوا كويسين مش انت بس، ودى الدرجة رقم 4 فى الترقي الإخلاقي، وهى ليست الأعلى، وإنما الأعلى هو المطالبة بالعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية لمن لا تعرف، يعنى أنت لا تعرف "خالد سعيد " ولكن تطالب بالقصاص ممن قتله، وهؤلاء هم المهاتما غاندى، والأم تريزا، وينضم إليهم " ميدان التحرير" وهذه فهمها الغرب ولم نفهمها نحن، فظهر عندنا آسفين يا فلان والثورة المضادة، لابد من أن تغير لك المعرفة أخلاقك، فأنت ساذج معرفيا لو قلت ان مادام فلان كويس فى حاجة، يبقي هو كويس فى كل حاجة، الأطفال الصغيرين يعرفوا ان الكبار هما الصح، فهل ينفع نفضل صغيرين نتعامل مع المواقف بنفس الشكل؟!". وتحدثت عمر عن أزمة فقد الثقة، قالت:" الثقة تأتى من أنك تكون متكاملا ولست غامضا، غائما، وأن استطيع أن أتوقعك، يعنى لو مقلتليش انت مين بالضبط، وهتعمل إيه الخطوة الجاية، يبقي مش المفروض إنى أثق فيك، يعنى لما نقعد نقول إمتى هتنزل الشرطة فى الشارع مفيش إجابة، طب إيه الآليات اللى هتنزل الشرطة الشارع، مفيش اجابة!، فهل المطلوب منى أقعد 30 سنة تانى علشان أدرك أنه والله صح معملش أى اجابة يبقي يلا نشيله؟! ;feature=share