بعد عدة أيام من المواجهات الدامية، أكد الناشطون الشباب المصريون أنهم عازمون على ملاحقة "قناصى العيون" من رجال الأمن الذين أطلقوا الرصاص المطاطي وطلقات الخرطوش عليهم في الأحداث التي يشهدها ميدان التحرير . وأثارت مشاهد صورت بالفيديو وشاهدها الآلاف على موقع "يوتيوب "و أذاعتها محطة تلفزيونية مصرية خاصة صدمة في البلاد، حيث يظهر فيها ضابط شرطة برتبة ملازم أول واقفا في شارع محمد محمود المتفرع من ميدان التحرير مسلحا ببندقية يستخدمها ضد المتظاهرين وهو يتقدم بضع خطوات للأمام ويطلق الرصاص أكثر من مرة في اتجاه المتظاهرين ويستدير للخلف، بينما يهنئه أحد زملائه على دقة التصويب قائلا "في عينه.. في عينه ..جدع (أحسنت بالعامية المصرية) يا باشا". ويظهر وجه القناص بوضوح في هذا الفيديو الذي اقتطعت منه صورة فوتوغرافية انتشرت في جميع أنحاء مصر. في ميدان التحرير، يوزع الناشطون منشورات عليها صورة قناص وزارة الداخلية ويعدون بمكافأة مقدارها 5 آلاف جنيه مصري (قرابة 800 دولار) لكل من يرشد عنه. وفي ميدان التحرير، على بعد بضعة أمتار من شارع محمد محمود، حيث يسمع دوي طلقات الشرطة لليوم الخامس على التوالي، يرفع الناشطون صورة لشخص آخر: من المرجح أنه أحمد حرارة، البطل الجديد للثورة المصرية الذي دفع عددا من النشطاء إلى استخدام شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك لإطلاق "الحملة المصرية لمواجهة بلطجية الأمن". وكان حرارة، وهو طبيب أسنان في الحادية والثلاثين من عمره، فقد إحدى عينيه في 28 كانون الثاني/يناير الماضي أثناء الثورة التي انتهت بإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك. وأدت طلقة خرطوش إلى نزع عينه الثانية أثناء مشاركته في التظاهرات السبت الماضي، وبات الآن يحمل ضمادتين الأولى فوق العين اليمنى مكتوب عليها "28 يناير" والثانية فوق العين اليسرى مكتوب عليها "19 نوفمبر". وتطوع مستشفى العيون الدولي الخاص في القاهرة، حيث عولج حرارة، لاستقبال العديد من ضحايا الطلقات في العيون. وفي إشارة إلى استهداف العيون، وضع الناشطون ضمادة بيضاء على إحدي عيني تمثالي الأسد الشهيرين القابعين عند مدخل كوبري قصر النيل المؤدي إلى ميدان التحرير. ووفق الأرقام الرسمية، أصيب اكثر من ألفي شخص منذ السبت الماضي خصوصا بطلقات الخرطوش والرصاص المطاطي. ولكن وزارة الداخلية أكدت أنها لم تستخدم "أسلحة نارية أو بنادق صيد (مزودة بطلقات خرطوش) أو رصاصا مطاطيا" ضد المتظاهرين وأنها لجأت فقط إلى الغازات المسيلة للدموع لتفريقهم. واليوم الاربعاء سقط صباحا ثلاث ضحايا جدد بطلقات يرجح الأطباء في المستشفى الميداني أنها رصاص حي.