كشف مصدر دبلوماسي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عرض علي كبار وزرائه خطة امريكية لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين، تتضمن تجميدا للنشاط الاستيطاني لمدة 90 يوما. تشمل الخطة الامريكية تعهدا بعدم السعي إلي أي تمديد آخر لهذا التجميد، وتعهدا باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي محاولات في الاممالمتحدة لفرض اتفاقية سلام احادية الجانب أو اتخاذ قرارات ضد عمليات عسكرية تنفذها إسرائيل، واتفاقاً بشأن تزويد اسرائيل بمزيد من الطائرات الحربية. ونوه المصدر الإسرائيلي إلي أنه بموجب هذه الخطة ستعلن اسرائيل تعليقا اضافيا لعمليات البناء في الضفة الغربيةالمحتلة لمدة 90 يوما، ولن يشمل تجميد البناء المقترح القدسالشرقية. واضاف المصدر ان رئيس الوزراء الإسرائيلي التقي مع كبار وزرائه "منتدي السبعة" بعد يوم واحد من عودته من زيارة للولايات المتحدة. ولفت إلي انه سيتم وقف عمليات البناء التي بدأت منذ انتهاء التجميد في سبتمبر. واضاف ان تعهد واشنطن باستخدام حق النقض ضد القرارات التي تعتبر مناهضة لاسرائيل في مجلس الامن الدولي والمنظمات الدولية الاخري يجعل اسرائيل اقل عرضة لتهديدات من جانب بعض الفلسطينيين، باعلان اقامة دولة من جانب واحد في حال اخفاق محادثات السلام. واضاف المصدرالذي رفض كشف اسمه أن الولاياتالمتحدة ستتعهد أيضا بمنع استمرار البحث في تقرير جولدستون الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب علي غزة مطلع العام الماضي وضمان إحباط أي مشروع قرار دولي للإشراف علي المنشآت النووية الإسرائيلية ورفع التعتيم عنها، كما تتعهد بزيادة الضغوط علي إيران وسوريا لمنعهما من تطوير سلاح نووي. واشار المصدر الدبلوماسي إلي أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون طلبت من نتنياهو خلال زيارته للولايات المتحدة الموافقة علي بحث قضية الحدود بشكل مكثف عند استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين ورسم حدود الدولة الفلسطينية، وأن توضح إسرائيل خلال ذلك نسبة الأراضي في الضفة الغربية التي تعتزم الانسحاب منها في إطار اتفاق ولغرض قيام الدولة الفلسطينية. وقالت صحيفة هاآرتس إن نتنياهو لم يسلم الولاياتالمتحدة رد إسرائيل علي هذا الطلب حتي الآن. واضاف المصدر الإسرائيلي ان ادارة الرئيس باراك اوباما ستطلب ايضا من الكونجرس الموافقة علي تزويد اسرائيل ب 20 طائرة حربية من طراز "إف -35" الأكثر تطورا في العالم مجانا، للحفاظ علي تفوقها النوعي في المنطقة. وتبلغ القيمة الفعلية لهذه الطائرات 3 مليارات دولار. وكشف عن أن الولاياتالمتحدة ستوقع علي اتفاقية اشمل لتعزيز مساعدتها الامنية الاساسية لاسرائيل في اطار اي اتفاقية يتم التوصل اليها مع الفلسطينيين . وأشارت مصادر سياسية إلي ان نتنياهو يأمل كسب الموافقة علي الخطة من حكومته المؤيدة للمستوطنين في وقت لاحق من الاسبوع الجاري. وقال مسئولون اسرائيليون ان نتنياهو حث كلينتون علي التوصل الي التفاهمات الواسعة. واشارت تقارير إعلامية أمس إلي أن 4 من بين وزراء "السباعية" يعارضون أي نوع من تجميد البناء الاستيطاني. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الوزراء الذين يعارضون بشدة موافقة إسرائيل علي الاقتراح الأمريكي هم وزير الخارجية افيجدور ليبرمان والوزيران موشيه يعلون وبيني بيجن ووزير الداخلية إلياهو يشاي. وأضافت الصحيفة أن الوزراء الثلاثة الآخرين، نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ووزير شئون المخابرات دان مريدور يوافقون علي التجميد مقابل الضمانات والمكافآت الأمريكية. وتابعت ان نتنياهو سيحاول إقناع أحد الوزراء المعارضين لكي تكون هناك أغلبية في "السباعية" مؤيدة للاقتراح الأمريكي أو طرح هذا الاقتراح علي المجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والأمنية، رغم أن التقديرات تشير إلي عدم وجود أغلبية مؤيدة لتجميد الاستيطان في هذه الهيئة ايضا. أعرب رئيس إدارة الائتلاف الحكومي في إسرائيل زئيف الكين عن اعتقاده بأن معظم وزراء ونواب الليكود سيعارضون الاقتراح الأمريكي الخاص بتجميد أعمال البناء في المستوطنات لمدة ثلاثة أشهر مقابل مساعدات أمريكية في المجالين السياسي والامني. وأضاف في تصريح أورده راديو (صوت إسرائيل) إن المساعدات السياسية الأمريكية قد تضر بإسرائيل بدلا من أن تساعدها، معربا عن خشيته من استغلال فترة التجميد الجديدة لممارسة ضغوط شديدة علي اسرائيل في مسألة الحدود. وأشار إلي أن واشنطن تتعهد بموجب الصيغة المقترحة باستخدام حق النقض لمدة سنة واحدة لاسقاط تحركات احادية الجانب قد يقوم بها الفلسطينيون ولكنها قد تشترط استخدام الفيتو بعد انتهاء هذه الفترة بتقديم تنازلات إسرائيلية. واضاف أن إسرائيل كانت قد عقدت صفقة أسلحة مع الولاياتالمتحدة وستحصل بموجبها علي مساعدات عسكرية دون ربطها بتجميد البناء في المستوطنات. وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن القيادة الفلسطينية لم تتلق توضيحا رسميا من الإدارة الأمريكية بشأن المقترح. واشار إلي أن الاقتراح الأمريكي الذي تناولته وسائل الاعلام لا يشمل القدسالشرقيةالمحتلة، وهذا يعد أمراً محرماً بالنسبة للفلسطينيين. وأشار مسئولون فلسطينيون إلي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سينتظر ليري ما اذا كانت اسرائيل وافقت علي هذه الأفكار قبل إصدار أي تعليق.
