مخطئ من يظن أن الفساد يتراجع أو يحاصر، بل على العكس تماماً فقد بلغ الفساد مداه، ووصل إلى مرحلة لا يمكن السكوت عنها. الفساد فى مصر بات مقنناً، والمسئولون فى شركات الحكومة يحددون بأنفسهم المبالغ المطلوبة، حتى باتت الرشوة والمحسوبية شعاراً فى التعيينات التى تتم عن طريق مسابقات وهمية معروف نتائجها مقدماً. ما يحدث فى شركة مياه الشرقية مهزلة تستوجب وقفة من كل الحريصين على المال العام، بل وكل من يحارب الفساد، حيث أجرت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالشرقية عدة مسابقات للإعلان عن حاجتها لشغل بعض الوظائف، لكنَّ النتيجة أتت كما كان متوقعاً، فكانت مفادها لم يعين أحد من خارج الشركة. فيما أكدت مصادر داخل الشركة، أن موظفاً داخل جنبات الشركة هو المسئول الأول والأخير عن خروج العشرات من المتقدمين خارج إطار التعيين، واتضح فيما بعد أنه هو المسئول والمتحكم فى التعيين لتلك المسابقات. وذكر المصدر أن مسئول التعيين قام بتعيين العشرات من أقاربه على درجات وظيفية مختلفة بدءاً من درجة محصل ونهاية بموظف مسئول، الأمر الذى أثار استياء المتقدمين والعاملين بالشركة لهيمنة مسئول التعيينات على مفاصل الشركة، وكأنها شركة توارثها عن أسلافه وليست شركة قطاع عام حكومى. وأكد البعض، أن آخر مسابقة للشركة أجريت منذ عدة شهور كانت تتضمن مؤهلات متوسطة تم تعيينهم بالشركة عن طريق الوساطة والمحسوبية لأبناء العاملين الكبار بالشركة. والغريب أيضاً أن اللجان المشكلة لاختيار المحظوظين لها مصالح ولهم أبناء، وعند اكتشاف الأمر تم إرجاء إعلان مسابقة المؤهلات العليا التى توافد عليها ذوو المؤهلات بشهادات مضروبة، ولم يتم الإعلان عن الفائزين حتى الآن، بعد أن ترددت أنباء عن دفع رشاوى كشرط للتعيين عبارة عن 8 آلاف جنيه قبل دخول اختبارات التعيين و8 آلاف أخرى بعد التعيين، ولا يحدث ذلك إلا مع المتقدمين من خارج الشركة ومن لا يلتزم يتم استبعاده. وأضاف مسئول بالشركة، أن لجان الاختيار من كلية الهندسة بجامعة الزقازيق تضم مشاركة أكثر لأقارب المتقدمين كما طالب من تم استبعادهم من اللجنة بتدخل الجهات الرقابية وتغيير رؤساء القطاعات والمسئولين منع الاحتكار الدائم لهم. الجدير بالذكر، أنه تم التقدم بالعديد من الشكاوى لوقف مهزلة التعيينات بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالشرقية، وفتح تحقيقات عاجلة ولكن دون جدوى.
