تجولت عدسة "بوابة الوفد" داخل أكبر سوق للسيارات المستعملة في مصر، التى تقام أسبوعياً بمدينة نصر يومي الجمعة والأحد، من أجل استطلاع رأى تجار السيارات فى حركة البيع والشراء، وأيضًا رأى بعض العملاء والزبائن أصحاب السيارات، خصوصًا بعد ارتفاع سعر الدولار فى الفترة الأخيرة وتأثيره على تجارة السيارات التى أصبحت تهم كثيرًا من المواطنين. على بعد 200 متر من السوق ينتظر السماسرة الذى يحتلون الطرقات، وفور مشاهدة أصحاب السيارات يتوافدون عليهم للاتفاق على السعر معهم ويحيلونهم للتجار من أجل تحقيق المصلحة المشتركة للحصول على "العمولة" مرددين مقولة "تبيع يا باشا هجيبلك سعر كويس لعربيتك". وفى هذا السياق قال "الحاج عبدالمنعم"، تاجر سيارات، أهوى تجارة السيارات منذ التسعينات وفى الفترة الحالية أصبح سوق السيارات مربحًا ودخل كثيرون هذا المجال مما أدى إلى تزايد أعداد العاملين بتلك المهنة وانتشارها خصوصًا فى تجارة السيارات المستعملة، مضيفًا بأن حركة السوق فى البيع والشراء الفترة الحالية تشهد ركودًا نسبيًا بسبب ارتفاع أسعار السيارات بصفة عامة بسبب زيادة سعر الدولار، مما أثر على حركة البيع والشراء فى السيارات بشكل كبير قائلاً: "السوق دلوقتى عالية بسبب الدولار". وضرب عبدالمنعم مثلاً ببعض الموديلات التى زادت أسعارها الفترة الأخيرة مثل" هيونداى إلنترا 2011 "يتراوح سعرها بين ال100و110 آلاف جنيه مستعمل، حسب الحالة، و"التويوتا كورولا 2007 "تتراوح أسعارها بين ال90 وال100 ألف جنيه مستعمل، لأنها يابانى، قائلاً" اللى معاه عربية يابانى معاه قطعة ذهب". واتفق معه فى الرأى سيد أبو الفتوح تاجر سيارات مستعملة، حركة السوق إلى حد ما نشطة ولكن مشكلة السوق هى ارتفاع سعر الدولار وبالتالى زادت أسعار السيارات بشكل كبير، خصوصًا أن صاحب المال يخشى الشراء فى تلك الفترة على أمل نزول سعر السيارات المستعملة، مع أن السيارات الزيرو ارتفع سعرها ضاربًا مثلاً "هيونداى فيرنا 2012" كانت ب103وأصبحت ب112 ألف جنيه، موضحًا بأن الصينى أصبح له سوق فى تجارة السيارات ولكن بنسبة كبيرة للسيارات الجديدة "الزيرو"، لأن المستعمل الصينى فى مصر يثير قلق الزبون المصرى الذى لا يثق فى صناعة السيارات الصينية وعلى رغم ذلك هناك بعض الأنواع أثبتت منافسة فى السوق مثل "الجيلى والجاك". وقال الدكتور سيد حسن "مالك سيارة" ويريد بيعها داخل السوق، إن السوق اليوم شغال بنسبة 60% وأفضل نسبيًا من الفترة الماضية ولكن الناس قلقة بسبب ارتفاع الأسعار والدولار والمعظم خايف من الشراء، قائلاً: "أنا هنا من 9 صباحاً وجالى 3 أفراد يريدون الشراء ولكن عايزين بأقل الأسعار وهو غير عادل بالنسبة لى"، مضيفًا بأن السوق الصينية للسيارات شهدت رواجًا الفترة الأخيرة ولكن بالنسبة لبيع السيارة الصينى الناس بتقابل مشاكل فى بيعها لأن المواطن والزبون المصرى لديه فكرة سيئة عن المنتج الصينى. وقابلنا "مصطفى صقر" الذى يريد شراء سيارة من داخل السوق وكان منهمكًا فى البحث عن سيارة بسعر مناسب، مؤكدًا بأن لديه نية فى الشراء ولكن الأسعار مرتفعة الثمن للمستعمل، وقال إنه ليس من المعقول أن أرى سيارة "دايو لانوس 2006" بمبلغ 60 ألف جنيه، وايضًا الفيات 128 التى كان سعرها لا يتجاوز 12 ألف جنيه أصبحت ب18 ألف جنيه". واندهش صقر من ارتفاع الأسعار الرهيب فى السوق، حيث كان من المفترض يشهد انخفاضًا فى الأسعار لأنه سوق يضم أنواع السيارات كافة، قائلاً: "معايا فلوس اهى ومش عارف اشترى الأسعار كلها فوق وبلف من الصبح". واختتم حديثه بأنه يخشى التعامل مع السيارات الصينى لأنها غير قادرة على تحمل الاستهلاك، خصوصًا فى مصر وازدحام الشوارع وأيضًا ليس لديها سوق للبيع.
