«وقف الحال» ربما تكون تلك الجملة الأكثر شيوعًا بين مرتادي أكبر سوق للسيارات المستعملة في مصر، والذي يقام أسبوعياً بمدينة نصر يومي الجمعة والأحد، وقد طال الأمر أيضا حال السيارات الجديدة بسبب ارتفاع الأسعار بسبب أزمة الدولار. وقد ارتفعت أسعار السيارات في مصر بشكل مبالغ فيه خلال الشهر الحالي خاصة مع ظهور موديلات السيارات للعام الجديد "2017" التي بدأت المعارض والوكلاء والتجار في عرضها، وحتى بعض السيارات التي لم يطرأ تغيير على شكلها أو مواصفاتها، ارتفعت أسعار غالبيتها قرابة 30% عما كانت عليه العام الماضي، ويمثل هذا الارتفاع تقريباً القيمة ذاتها التي تراجع بها الجنيه المصري مقابل الدولار. «بوابة أخبار اليوم» قامت بجولة في السوق لرصد تأثير ارتفاع أسعار السيارات الجديدة على حركة بيع وشراء السيارات المستعملة. من جانبه قال العميد إبراهيم إسماعيل، مدير السوق إن السوق تم إنشاؤه في 2003 ومنذ ذلك وحتى قبل ثورة 25 يناير كانت أعلى نسبة إقبال على السوق، إنما الوضع حاليا الإقبال قل بنسبة 25% وهذه الفترة بالتحديد يشهد السوق حالة من الركود التام بسبب ارتفاع أسعار السيارات الجديدة التي انعكست بالتبعية على أسعار السيارات المستعملة. وأضاف، أن "مقاطعة أي سلعة يزيد سعرها هو الحل لرجوع هذه السلعة لسعرها الطبيعي ولا يجوز ربط سعر السيارات المستعملة بالسيارات الجديدة وهذا لا يحدث إلا في مصر، مثلا السيارة ماركة دايو لانوس في 2000 كانت بمبلغ 36 ألف جنيها الآن يتم بيعها ب60 ألف جنيه لأن سعر السيارات الجديدة "الزيرو" وصل 104 ألف جنيه". وأوضح محمود عبد المنعم، تاجر سيارات، أن "أسعار السيارات المستعملة زادت بشكل كبير خاصة بعد زيادة سعر السيارات الجديدة فمثلا السيارات المستعملة موديل 2015 .2016 زادت تقريبا 40 ألف جنيه على السعر الحقيقي لها فمثلا السيارة ماركة كيا سيراتو أول فئة كان يتم بيعها ب130 ألف جنيه الآن يتم بيعها ب 175 ألف جنيه يعنى فرق 45 ألف جنيه". وتابع، "حركة البيع والشراء بالسوق الآن أصابها شلل تام نظرا لارتفاع سعر "الزيرو" ومعارض السيارات تفضل البيع بالتقسيط وليس "كاش" لأنها تعلم أن السعر في زيادة مستمرة كل يوم وبالتالي المواطن الذي يملك سيارة مستعملة وكان يفكر في بيعها لشراء زيرو إما يتراجع عن البيع أو يعرض سيارته بسعر كبير حتى يستطيع شراء الزيرو". وقال: أنصح المواطن بالاعتراض على ارتفاع أسعار الزيرو ومقاطعة شرائها لان سعر السيارات الجديدة هو الذي يشل حركة سوق السيارات تماما. وأوضح عبد الفتاح محمود، من كبار تجار سوق السيارات، أن أزمة الدولار أثرت بشكل كبير جدا على أسعار السيارات الجديدة والتبعية أسعار السيارات المستعملة مما تسبب في ركود حركة البيع والشراء وتماما، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة لم يشهدها سوق السيارات من قبل. والتقت بوابة أخبار اليوم بأحد المواطنين، ويدعى محمد عزب جاء إلى السوق لبيع سيارته، وأوضح، أنه جاء إلى السوق ثلاث مرات ولكن "محدش بيشتري"، قائلا: كل تجار يعرض عليا سعر أقل وأنا لو بعت بسعر أقل مش هأعرف اشتري عربية تانية، التاجر في البيع يقلل الأسعار ولما أجي اشتري منه يعلي السعر، بالإضافة إلى أن سعر السيارات الجديدة زاد بشكل كبير جدا، طب هاشترى ازاي لو بعت بسعر قليل". إلقاء اللوم على تجار ومعارض السيارات "الزيرو" دفعنا إلى التحدث مع اللواء عفت عبدالعاطي رئيس شعبة تجار ووكلاء السيارات باتحاد الغرف التجارية للتعرف على أسباب هذه الأزمة. حيث قال اللواء عبد العاطي، إن هناك انخفاضا كبيرا في حركة الرواج بسوق السيارات وصلت إلى 30%، بسبب أزمة صرف الدولار خلال الفترة الماضية. وأوضح اللواء عفت عبد العاطى، أن تكلفة استيراد السيارات ارتفعت بما يقترب من نسبة 55% بعد ارتفاع سعر الدولار والذي تجاوز 11 جنيها في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن استيراد السيارة حتى يصل الميناء يكون من خلال العملة الصعبة وأن البنك المركزي لا يتحمل الأزمة الأخيرة والأولوية لاستيراد السلع الأساسية. وأكد رئيس شعبة تجار ووكلاء السيارات باتحاد الغرف التجارية،أنه من الضروري أن يكون هناك التزاما بما يتفق عليه المستهلك مع أصحاب المعارض ولا يتحمل المستهلك أي أعباء جديدة حالة كتابة تعاقد للحصول على سيارة وتم دفع مبلغها، ولا يتحمل المشترى ارتفاع سعر صرف العملة طالما أنه تم كتابة تعاقد. ونصح اللواء عفت عبدالعاطي رئيس شعبة تجار ووكلاء السيارات باتحاد الغرف التجارية، المواطن بشراء السيارات الصغيرة في مثل هذه الظروف والتي تكون أسعارها متوسطة.