صفحة جديدة في كتاب التاريخ.. تعليق مجدي عبد الغني على فوز الأهلي    رسالة شديدة اللهجة من خالد الغندو ل شيكابالا.. ماذا حدث فى غانا؟    اليوم.. جلسة محاكمة مرتضى منصور بتهمة سب وقذف عمرو أديب    تحذير دولي من خطورة الإصابة بالملاريا.. بلغت أعلى مستوياتها    للحماية من حرارة الصيف.. 5 نصائح مهمة من وزارة الصحة    «المركزية الأمريكية»: الحوثيون أطلقوا 3 صواريخ باليستية على سفينتين في البحر الأحمر    «حماس» تتلقى ردا رسميا إسرائيليا حول مقترح الحركة لوقف النار بغزة    محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    "اتهاجمت أكثر مما أخفى الكرات ضد الزمالك".. خالد بيبو يرد على الانتقادات    د. محمد كمال الجيزاوى يكتب: الطلاب الوافدون وأبناؤنا فى الخارج    د. هشام عبدالحكم يكتب: جامعة وصحة ومحليات    ألاعيب سيارات الاستيراد.. واستفسارات عن التحويل للغاز    حقيقة انفصال أحمد السقا ومها الصغير.. بوست على الفيسبوك أثار الجدل    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    استشهاد شابين فلسطينيين في اشتباكات مع الاحتلال بمحيط حاجز سالم قرب جنين    شعبة البن تفجر مفاجأة مدوية عن أسعاره المثيرة للجدل    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    الأهلي يساعد الترجي وصن داونز في التأهل لكأس العالم للأندية 2025    كولر : جماهير الأهلي تفوق الوصف.. محمد الشناوي سينضم للتدريبات الإثنين    "في الدوري".. موعد مباراة الأهلي المقبلة بعد الفوز على مازيمبي    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 27 إبريل بعد الانخفاض الآخير بالبنوك    والد ضحية شبرا يروي تفاصيل مرعبة عن الج ريمة البشعة    رسالة هامة من الداخلية لأصحاب السيارات المتروكة في الشوارع    بعد حادث طفل شبرا الخيمة.. ما الفرق بين الدارك ويب والديب ويب؟    2.4 مليار دولار.. صندوق النقد الدولي: شرائح قرض مصر في هذه المواعيد    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    دينا فؤاد: الفنان نور الشريف تابعني كمذيعة على "الحرة" وقال "وشها حلو"    حضور جماهيري كامل العدد فى أولي أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. صور    أستاذ علاقات دولية: الجهد المصري خلق مساحة مشتركة بين حماس وإسرائيل.. فيديو    3 وظائف شاغرة.. القومي للمرأة يعلن عن فرص عمل جديدة    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    مقتل 4 عمّال يمنيين بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    حريق يلتهم شقة بالإسكندرية وإصابة سكانها بحالة اختناق (صور)    الأمن العام يضبط المتهم بقتل مزارع في أسيوط    العراق.. تفاصيل مقتل تيك توكر شهيرة بالرصاص أمام منزلها    عاصفة ترابية وأمطار رعدية.. بيان مهم بشأن الطقس اليوم السبت: «توخوا الحذر»    "أسوشيتدبرس": أبرز الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات ضد حرب غزة    الرجوب يطالب مصر بالدعوة لإجراء حوار فلسطيني بين حماس وفتح    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    حمزة عبد الكريم أفضل لاعب في بطولة شمال أفريقيا الودية    في سهرة كاملة العدد.. الأوبرا تحتفل بعيد تحرير سيناء (صور)    علي الطيب: مسلسل مليحة أحدث حالة من القلق في إسرائيل    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    رغم قرارات حكومة الانقلاب.. أسعار السلع تواصل ارتفاعها في الأسواق    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة "باتريوت" متاحة الآن لتسليمها إلى أوكرانيا    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أزمة السياحة تخنق "خان الخليلى"

خان الخليلى ينهار والحكومة غائبة.. عشرات الحرف مهددة بالانقراض، فبعد أن كان يزور �الخان� آلاف الأجانب والعرب والمصريين يوميًا انخفض العدد ربما إلى أقل من أصابع اليدين.
وتأثر الخان بالسياحة كما تأثرت بها صناعات أخرى.. أبواب المحلات والبازارات تفتح فى الصباح الباكر وتغلق أبوابها مساء دون حركة بيع ولا شراء. فحركة السياحة الخارجية تراجعت بسبب تحذيرات السفر إلى مصر.
أما حركة السياحة الداخلية، فتراجعت نتيجة تضخم الأسعار، وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
يضاف لذلك أسباب أخرى، منها عزوف الشباب عن تعلم الحرف اليدوية، وتفضيلهم الأعمال الأخرى التى تجلب أموالاً أكثر، خصوصًا العمل فى المقاهى وقيادة �التكاتك�.. الأمر الذى جعل أصحاب الورش يغلقون أبوابها بسبب انصراف العامل وعدم شراء منتجات تلك الورش، لأن المواطن المصرى البسيط يفضل رغيف الخبز.. والسائح العربى والأجنبى لا وجود له.
�الوفد� تجولت داخل الورش والبازارات ومحال المصنوعات اليدوية فى �خان الخليلى� واستمعت إلى صرخات وآلام العاملين والحرفيين.
وتأمل �الوفد� أن يصل صوت المضارين من هذه الأزمة إلى وزارة السياحة ووزارة الآثار ووزارة الاستثمار ووزارة الصناعة، لبحث سبل التعاون المشترك من أجل العمل على تنشيط المكان وتوفير الأمان والرعاية الصحية والاجتماعية والتأمينية لأصحاب المهن والحرف اليدوية، حتى لا تنقرض الصناعات والحرف اليدوية التى تمثل تراث مصر الحقيقى، من أجل النهوض بقاطرة الاقتصاد المصرى إلى الأفضل للخروج من هذا النفق المظلم.
بداية يقول عمر فاروق، صاحب بازار للصناعات اليدوية: إن الصناعات اليدوية كان يقبل عليها السائحون الأجانب والعرب.. لكن نظرًا لاضطراب حركة السياحة التى أصبحت تحت الصفر نحاول إلغاء المنتجات اليدوية الأساسية، ونعمل على المنتجات الشعبية رخيصة الثمن التى تتناسب مع حركة البيع الداخلية للمصريين وقوتهم الشرائية البسيطة التى تخاطب الفئات المتوسطة.
وأضاف: إن الطبقة المتوسطة تكاد تندثر وتختفى تمامًا، والطبقة الغنية من المصريين تتجه للشراء من �المولات� الكبيرة فى مناطق التجمع و�سيتى ستار� وغير ذلك. فلا إقبال على الشراء لمصنوعات الحرف اليدوية من البازارات وخان الخليلى والحسين.. وبالتالى هذا يؤثر على حركة الصناعة للمنتجات اليدوية ويتسبب فى عزوف الشباب عن الحرف اليدوية، وهو أمر بات فى غاية الخطورة، لأن صناعات الحرف اليدوية المتعددة والمتنوعة مرتبطة بالسياحة الخارجية والداخلية ويقبل على شرائها الجميع.
وأوضح "فاروق" أن منطقة خان الخليلى والحسين وكل بازارات مصر بعد أن كان يتوافد عليها السائحون من ألمانيا وروسيا وإسبانيا وإيطاليا وأوروبا وكل دول العالم أصبح لا وجود لها، فبفضل مجهودات الرئيس السيسى زاد التدفق السياحى.. ومصر بدأت تتألق.. ثم جاء حادث سقوط الطائرة الروسية الذى دمر من جديد، لأن تركيا هى ذراع الشيطان الذى يريد هدم السياحة فى مصر.
وقال عمر محمود -عامل يدوى: لدينا 60 منتجًا من الصناعات اليدوية الحرفية ولا يوجد إقبال على الشراء من المصريين أو السياح. فلا توجد حركة سياحية مستقرة، والمصريون منهم 80٪ يتفرجون فقط، و20٪ يقبلون على الشراء �بعد الفصال� فى المنتجات رخيصة الثمن. لكن لا يوجد شراء لمنتجات خان الخليلى و�الشغل الفرعونى� والحرف اليدوية الأصيلة.
وحتى نضمن حدوث إقبال على الصناعات اليدوية يجب على الإعلام والجهات المسئولة توصيل رسالة صادقة لكل العالم أن مصر هى بلد الأمن والأمان والسلام الحقيقى.. فكما كنا نوصل للعالم رسالة مضمونها أن �مصر بها مظاهرات كل يوم جمعة�، يجب أن نوصل لهم أن مصر بها الأمن والأمان.. وهذه حقيقة يجب أن تعلمها كل دول العالم. ويجب تفعيل جولات سياحية فى خان الخليلى وشارع المعز وكل معالم مصر السياحية وعرض كل منتجاتنا من الحرف اليدوية لتشغيل الورش من جديد بعد أن أغلقت أبوابها.. ويجب توجيه رسالة �لكل العالم من على أرض الواقع.. وعلينا جميعًا أن نشجع البلد ليس فقط بالكلام والتصفيق والتهليل بل بالتكاتف والعمل الجاد من أجل النهوض والتقدم باقتصاد مصر، لأن منذ ثورة 25 يناير حتى الآن لا يوجد إقبال على الحرف اليدوية.
وعن تعليم الحرف اليدوية قال محمود إن معظم الورش أغلقت أبوابها بسبب عزوف الشباب عن تعلم الحرف اليدوية ومنها النحاس والصدف والأرابيسك والفضيات والخزف، وأتمنى عودة الشباب لتعلم الحرفة والصنعة اليدوية من أجل أن تدور عجلة الإنتاج والترويج والتصدير، فدون هامش ربح لا يوجد إنتاج.
ومن أجل النهوض والتقدم فى جميع المجالات لابد من العمل الجماعى والمشاركة الفعالة، وبالنسبة للشباب الذى يجلس على المقاهى وينتظر الوظيفة أقول له: �عليك النزول إلى ميدان العمل وتعلم حرفة من أجل تحقيق أهدافك�.
وقال أشرف الشامى (عامل يدوى): إن منتجات الحرف اليدوية عند المصريين أصبحت �رفاهية�. ولا يوجد إقبال سياحى نظرًا لعدم وجود سياحة خارجية.. أيضًا لا توجد سياحة داخلية من الأقاليم والمحافظات. وأعتقد أن السبب الحقيقى وراء ذلك هو انعدام الفائض الاقتصادى لأن المصرى يريد الأكل والشرب ولا يريد المنتجات التى تعد �كماليات�، وبالتالى السوق متوقف خصوصًا مع انصراف الشباب من السوق والتوجه إلى العمل سائقى �ميكروباص� و�توك توك�، فالعائد من قيادة السيارة و�التوك توك� أعلى من عائد الحرفة اليدوية، وأسهل للشباب.
ويرى عبدالرحمن الجندى (صاحب بازار للحرف اليدوية) أن الإقبال على الصناعات اليدوية ضئيل من جانب المصريين، بينما حركة السياحة تكاد منعدمة تمامًا.
وبالنسبة للشباب فإنهم ينصرفون تمامًا عن تعلم المهنة والحرفة اليدوية بكل أنواعها.
ويتذكر �الجندى� الماضى قائلاً: كنا نجد الأهالى يأتون بأولادهم فى الإجازات المدرسية لكى يتعلموا الحرفة فى الورش ويعملون فيها.. لكن الآن لا يوجد هذا الاهتمام من الأهالى ولا من الشباب.
ويؤكد أن الصناعات اليدوية تنقرض، وهذا شىء صعب على مصر، لأن هذه الصناعات تعد من معالم مصر والتى تميز المجتمع.
أيضًا نجد الشباب الذى تعلم المهن والحرف اليدوية منذ سنوات ويعمل بها، يترك هذه المهنة تمامًا وينصرف عنها ويعمل على عربات �الميكروباص� من أجل أن يحصل على دخل يومى أكثر.. ويضيف: �أقول للشباب حافظوا على تراث الأجداد حتى لا ينقرض�.
ويقول "حسن" الذى يعمل فى صناعة �العكاكيز� و�عصا التحطيب� إن هذه الصنعة على وشك الزوال والانقراض نظرًا لانصراف الشباب عن مزاولة المهنة للبحث عن عمل آخر يجلب إليه المال بوفرة من أجل المعيشة.. والآن نجد الشباب يفضل الجلوس على المكاتب فقط ولا يريد مزاولة الحرف اليدوية وهى تراث الأجداد.
لذا على الشباب أن يمارس الحرفة والصناعة اليدوية مثلنا ومثل آبائنا وأجدادنا وعليهم أن يورثوها لأبنائهم حتى لا تغلق ورش هذا التراث العظيم.
وعن حركة الإقبال، قال حسن: �لا يوجد إقبال للشراء من المصريين على الصناعات اليدوية ولا يوجد تدفق سياحى.. والسوق حاليًا يعتمد على الرحلات الداخلية من المصريين، ومعظمها للترفيه وليس للشراء�.
فلا يوجد من يشترى نظرًا لتدنى الحالة الاقتصادية.. وللأسف الشديد منتجات الصناعات اليدوية موجودة بوفرة.. والمشترى المصرى والأجنبى خارج نطاق الخدمة.
وقال محمد قابيل (صاحب بازار للصناعات اليدوية): �لا يوجد إقبال على شراء المنتجات اليدوية ولا توجد سياحة مثل الماضى عند المصريين.
وإذا حاولنا الوصول للناس بمنتجات الحرف اليدوية نجد أن تكلفة المشاركة فى عرض المنتجات بأرض المعارض مرتفعة جدًا، وفى ذات اليوم يعتقد المواطنون حال ذهابهم إلى المعارض أن الأفضل لهم الشراء من الحسين وخان الخليلى والأزهر.
ويؤكد "قابيل" أنه حزين لأن الحرف اليدوية انقرضت نظرًا لانصراف الشباب �الصنايعية� من الورش.
لكن من يعمل الآن هم شيوخ المهنة، والشباب كان يعمل فى الماضى حبًا فى المهنة، والآن لم يعد يوجد هذا الحب، خاصة أنها أصبحت غير مربحة له مثل ذى قبل، وبالتالى يتجه الشباب إلى أعمال أخرى بحثًا عن دخل مادى أكبر وأفضل.. وعندما تستقر حركة السياحة ويعود السوق إلى حالة الازدهار، سيعود من تركوا المهنة إليه مرة أخرى.
وأكد �قابيل� أن حركة السياحة فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك كانت نشطة جداً ليلاً ونهاراً لكن الآن نجد السائح ينزل المنطقة ويخرج كما هو ولا يشترى شيئاً لأن أفقر السائحين هم الذين ينزلون مصر الآن.. وللأسف يمثلون عبئاً على مصر فى تأمينات رحلاتهم وإقامتهم ولا نستفيد منهم شيئاً.
وقال شكرى محمد أحمد - صاحب بازار وورشة لمنتجات الفضيات: إن حركة الإقبال ضعيفة جداً منذ خمس سنوات بخلاف أن صاحب العقار يريد هدم المحل المنشأ منذ قرون وعليه علم �الهلال والنجمة�، وأكد �شكرى� أن الحرف والصناعات اليدوية بدأت فى الانقراض وأصبح المنتج البديل هو الشغل الصينى فى كل الصناعات، وأضاف: إن انصراف الشباب وعزوفهم عن تعلم الحرف اليدوية يدفع أصحاب الورش إلى إغلاقها وبالتالى انقراض المهنة.
وقال إن منطقة الأزهر والحسين وخان الخليلى وشارع المعز أصبحت مليئة بالشحاتين بدلا من السائحين بالإضافة إلى وجود التلوث البيئى والسمعى والأخلاقى فكيف يسمح هذا الجو بجذب السائحين.
وأشاد �شاكر� بما تبذله الدولة من جهود كبيرة فى الحفاظ على الأمن والأمان بالمنطقة وأيضاً أعمال الصيانة والترميم.
ويطالب �شكرى� وزارة الآثار بالاهتمام بشارع المعز وإبعاد الشحاتين من المنطقة لأنه عندما يواجههم العاملون بالمنطقة ويحاولون إبعادهم يكسرون عليهم زجاج المحلات والبازارات.
وقال ياسر عبدالفتاح - يعمل فى بازار للحرف اليدوية: لا توجد حركة للسياحة نهائياً من أجل شراء الصناعات اليدوية، وبالنسبة للمصريين فإن تواجدهم قليل جداً، إذ يتفرجون فقط دون شراء أى منتج من الحرف اليدوية، وأضاف أن انهيار السياحة هو السبب، بسبب الحوادث الإجرامية الإرهابية التى وقعت خلال الفترة الماضية.

مخاوف الانتقال من وسط القاهرة تطارد العاملين
ردود أفعال غاضبة جداً، رصدتها �الوفد� للعاملين فى مناطق الأزهر والرويعى والموسكى وحارة اليهود وخان الخليلى ودرب البرابرة، إثر انتشار شائعات عن قرارات مرتقبة بنقلهم إلى أماكن أخرى، خارج وسط القاهرة.
�الوفد� رصدت ردود الأفعال:
بلهجة حادة وانفعال شديد قال شكرى أحمد: �سمعنا أن المحافظ يدرس خطة الآن لنقل أماكننا إلى أخرى بديلة بعد الحرائق التى نشبت بالمناطق المجاورة تحسبًا لنشوب حوادث شبيهة�.
وأضاف: �أنا لا أوافق على هذا النقل إلا على جثثنا.. وهذا مكان آبائنا وأجدادنا وإحنا زى السمك إذا خرج عن مكانه يموت� وأضاف: �نمارس عملنا تحت سقف عقارات أثرية تخضع لوزارة الآثار ومالك العقار يريد هدمه.. فأين وزارة الآثار والمسئولين؟�.
والتقط طرف الحديث �أبوعلاء� الذى يعمل فى إصلاح الأحذية قائلاً: �مش هنمشى وبقول للمحافظ وكل المسئولين مش هنمشى.. مش كفاية طالع عنينا وبنشتغل لوحدينا ولا يوجد من يساعد زى زمان لأن الشباب خلاص بيستعر من مهنة الصرماتى�.
وأكد عزوف الشباب عن تعلم المهنة التى تعد من أقدم الحرف اليدوية.
ويقول �سامبو� الذى يعمل بالحرف والمشغولات اليدوية: �لا يجرؤ أحد أن ينقلنا من أماكننا.. أنا بعمل منذ 55 عامًا وهذا مكانى لن أخرج منه إلا على نقالة الموتى.. حرام يا حكومة سيبونا ناكل عيش�.
وقال فهمى فسخرون ميخائيل صاحب محل - وهو يتصبب عرقًا ويبكى حرقة المقهورين البؤساء ويمسك بعض من النقود فى يده ويقبلها: �الحمد لله .. الحمد لله .. ارزقنا بزبائن مصريين ولا سياح أجانب ولا عرب يا رب.. ابعت يا كريم�.
وبطرف الجلباب يجفف ميخائيل عرقه وهو جالس على كرسى أمام محله.
وقال ل�الوفد� والدموع تنهمر من عينيه: �أنا باشكى حالى لله .. فلا يوجد حركة بيع ولا شراء والحال تعبان فى السوق لكن فضل ونعمة من الله اللى ما بينسى عباده�.
أضاف ميخائيل، الذى يعمل منذ 35 سنة فى خان الخليلى، أنه يخشى من موضوع النقل الذى سمع به ويتردد على ألسنة الناس.. وأن الحكومة تريد نقلهم إلى الجبل والمدن الجديدة فى الصحراء.
وقال: �المثل بيقول بلدك فين يا جحا قال اللى فيها أكل عيشى، وادى حالنا وبقول للمحافظ مش هنمشى، نمشى نروح فين حرام عليك لما نمشى الناس هتيجى تشترى مننا إزاى يعنى حرام عليكو بقى�.
وأوضح كل من عبدالله محمد وعلى زيكا وأحمد وإبراهيم ومحمد قابيل وسيد قابيل ومحمد، يعملون بمحلات وورش وبازارات، أنهم قلقون جدًا من موضوع النقل الذى يتردد منذ اندلاع الحرائق التى شهدتها الأسواق وسط القاهرة بالمناطق المجاورة لهم، مؤكدين أنهم لا يوافقون، ويرفضون نقلهم إلى أماكن أخرى.

اللواء أحمد تيمور :نقل الباعة الجائلين فقط.. وأقول لأصحاب المحال �لا تخافوا�

ظهرت شائعات خلال الأيام القليلة التى أعقبت مأساة حريق العتبة، مضمونها أن محافظة القاهرة ترغب فى نقل المحال والباعة إلى مناطق خارج قلب القاهرة.
�الوفد� توجهت إلى اللواء أحمد تيمور، القائم بأعمال محافظ القاهرة، فقال إنه يعمل الآن على تجهيز أسواق بديلة لنقل الباعة الجائلين فقط، لأن هذه الظاهرة أصبحت مقلقة جدًا للعاصمة والمواطنين بكل ما يحدث بها من تداعيات سلبية، سواء الحريق أو غير ذلك، وهذا سيتم لمنطقة العتبة.
وأشار إلى أن منطقة الأزهر تبدأ من شارع صلاح سالم والدراسة وميدان الحسين والجمالية والخليفة وحى الصاغة وخان الخليلى وشارع الأزهر والغورية وشارع عبدالعزيز والرويعى ودرب سعادة ودرب البرابرة.
وأكد تيمور أن كل هذه المنطقة تشكل جزءًا من تاريخ مصر العريق، لافتًا إلى أنه تم تطوير جزء كبير حتى الآن من شارع المعز لدين الله، وسيتم تطوير كامل المنطقة.. مثلما تم تطوير القاهرة الخديوية وعابدين..
وليس معنى التطوير إلغاء المنطقة والانتقال إلى مكان آخر، لكن سيتم التعامل فقط مع مجموعة الباعة الجائلين ونقلهم.
وأكد "تيمور" أنه يضع فى اعتباره دائمًا أن هذه المنطقة تشكل جزءًا كبيرًا من تاريخ مصر.
وأشار إلى أن �خان الخليلى� وكل ما فيه من أنشطة تشكل وجهًا تاريخيًا وسياحيًا.. مؤكدًا أنه سيتم التعامل مع هذه المنطقة فى إطار الحفاظ على الشق التاريخى والتراثى بها.
وأضاف: �ليس من السهل أبدًا ولن يجوز أن أقول للتجار والعاملين وأصحاب المحلات والبازارات والورش، هيا اخرجوا خارج المنطقة نهائيًا.. لا لن نفعل هذا أبدًا.. وسوف أقف أمام من يقول لهم اتركوا أماكنكم�.
وأشار "تيمور" إلى أنه يعكف الآن على وضع خطة ذات رؤية تحافظ على هؤلاء من تكرار أية حوادث شبيهة بعد ذلك.
أما عن الباعة الجائلين فسيتم التعامل معهم بشكل لائق وتوفير أماكن مناسبة لهم، موضحًا أنهم يشكلون عبئًا بإصرارهم على العودة مرة أخرى بعد تدبير الأماكن اللازمة لهم. وهذه ظاهرة فى منتهى الصعوبة تواجه القائمين على العمل التنفيذى فى مصر، مشيرًا إلى ما حدث فى منطقة وسط البلد، بعد نقلهم من شارع وميدان رمسيس، إذ يوجد إصرار منهم على العودة مرة أخرى.
وأوضح "تيمور" أنه سينقل ما يشكل عبئًا على الرصيف والشارع والمظهر الحضارى للمنطقة فقط، مؤكدًا فى ذات الوقت أنه سيسعى لتأمين المكان من أى حرائق وسرقات مستقبلية.
وأضاف: �خان الخليلى والجمالية والموسكى والأزهر والحسين جزء أصيل من تاريخ مصر ولن يتم نقل من بهم.. وأطمئنهم وأقول لهم: ماتخافوش.. سيتم نقل الباعة الجائلين فقط�.
وأعلن تيمور، أنه لن يقبل بتحويل شقة سكنية إلى مخزن لمواد قابلة للاشتعال، مشيرًا إلى أن تحويل الشقة السكنية لمكان تجارى لابد أن يخضع لعدة إجراءات وقوانين وتعليمات خصوصًا أن النشاط التجارى له مواصفات معينة، حتى لا تكون �مخزنًا لقنابل موقوتة�.. وأكد تيمور أن هذه المخازن، هى التى تسببت فى حريق العتبة والمناطق المجاورة، لأن العقارات والفندق كانت بها مواد كلها قابلة للاشتعال، وأوصى بضرورة وجود أبسط قواعد الأمن الصناعى والحماية المدنية بتواجد عدد 5 طفايات حريق فى كل محل وورشة بمنطقة �خان الخليلى� لأن دخول عربات الإطفاء للمكان فى غاية الصعوبة.
قال القائم بأعمال المحافظ: �أتمنى أن كلامى يطفئ نار الشائعات المغرضة التى واجهناها من المضللين غير المهنيين.. لكن أيًا كان الهجوم فلن يحرك ساكنًا ولن يحرك شعرة من شعر رأسى ولا يأخذ من تفكيرى لحظة�.
وأشار تيمور إلى أنه يعمل فى الدولة منذ 43 سنة، منها 39 سنة فى المخابرات العامة و3 سنوات فى المحليات.. وكل ما يشغله هو الحقيقة وقول الحق.

600 عام.. ولا يزال �الخان� يقاوم
خان الخليلى واحد من أعرق أسواق الشرق، يزيد عمره قليلاً على 600 عام، لا يزال معماره الأصيل باقيًا على حاله منذ عصر المماليك، ولا تزال توجد به جالية من أهل مدينة الخليل الفلسطينية تسكن به وتعمل.
عدد كبير من هذه الجالية يعمل بالتجارة وإليهم ينسب �الخان� وقد سمى بهذا الاسم نسبة لمؤسسه وهو أحد الأمراء المماليك وكان يدعى �جركس الخليلى� ابن مدينة الخليل، ولو عدنا بالزمان إلى الوراء كثيرًا فسوف يطالعنا التاريخ العربى قائلاً: إن الخان مبنى مربع كبير يحيط بفناء ويشبه الوكالة وتشمل الطبقة السفلى منه �الحوانيت� أو الدكاكين وتضم الطبقات العليا المخازن والمساكن، وقد سمى �المقريزى� الخان باسم خان الخليلى عام 1400م نسبة إلى منشئه الشريف �الخليلى� الذى كان كبير التجار.
وإذا كان المثل الشعبى يقول: �الرجل تدب مكان ما تحب� فإن أول دبة على أرض الخان لابد أن تكون فى مقهى �الفيشاوى�، الذى يزيد عمره على 200 عام، وكان من أشهر رواده الكاتب الكبير نجيب محفوظ فى فترة الستينات من القرن العشرين.
وتسبح فى فضاء المكان روائح جميلة تصل إلى السائح الذى يعبر الزقاق فى اتجاه شارع الموسكى، حيث تكثر تجارة العطور العربية والآسيوية والأوروبية، هنا �عطر الملك�، والعنبر، والياسمين والفل.
مئات وربما آلاف الزجاجات ذات أشكال وألوان غريبة تحوى عطوراً غير مألوفة تتراوح ألوانها ما بين الزيتى فى لون البترول الخام، والأصفر الذهبي، والبنفسجى الممزوج بالعنبر.
ونسأل تاجر يتحدى الزمن بابتسامة عن �الأسانس� الذى يتم تصنيع هذه العطور منه، فقال إن ما أراه من عطور هنا يكاد يكون هو التركيبة الفعلية للعطر دون إضافة كحول إليه.
هذه زجاجة تحوى عطراً زيتى الملمس، فاقعاً وقال إن هذا العطر يتم استخلاصه من نوع معين من ذكور الغزال يسمى �وعل المسك�.
أما هذا الذى يخلط لونه البنفسجى بعتامة تتألق تحت الضوء فهو خلاصة البنفسج، أما زيت العنبر فيفرزه نوع واحد من الحيتان يسمى حيتان العنبر، والحوت لا يفرز هذا العنبر إلا وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة أو يعانى سكرات الموت.
أما البخور فله مملكة خاصة فى الخان، ويعتقد الناس أن دخان المستكة يمنع العين والحسد، أما الكسبرة فهى زعيمة مملكة البخور ويطلق عليها الناس اسم �الفك والفكوك� أى أن من يشمها تذهب عنه العقد بلا رجعة. أما زائر خان الخليلى فلابد أن تكون له رجعة.
يشتمل الخان على الحرف التقليدية والتراثية ومئات العمال والحرفيين الذين يمتهنون الحرف والصناعات اليدوية مثل السجاد والسبح والكريستال وصناعة البردى وصناعة الحلى الذهبية والفضية والتمائم‏‏ الفرعونية.
ويشتهر ببيع المشغولات الذهبية والفضية والنحاسية والقطع الأثرية الفرعونية المقلدة بإتقان، والأشغال الفنية اليدوية والأحجار المختلفة والإكسسوارات، المصنوعات الجلدية والأعشاب الطبيعية والبخور، والأباجورات، والزجاج البلدى والنارجيلة �الشيشة العربى� التى أصبحت من أشهر منتجات خان الخليلى.
ويوجد بالخان مكان مخصص للمصنوعات الجلدية والنحاسية والإكسسوارات التاريخية كالسيوف والخوذات النحاسية والأحزمة، وتتراوح أسعار هذه المنتجات حسب أحجامها وخاماتها وتبدأ من 20 جنيهًا وتصل حتى آلاف الجنيهات.
ويباع البخور المستورد من السودان، وبخور العود الذى يتم استيراده من السعودية، والمستكة وبخور �الكسبرة�.
أوراق البردى تحمل رسومًا وكلمات �هيروغليفية� وتمائم وأيقونات وقصائد غزلية، ونقوشات تروى حكاية إيزيس وأوزوريس. وترى المسابح بمختلف أنواعها منها المصنوع ببذر الزيتون والبلاستيك وتسمى �نور الصباح� والمصنوع من الفيروز والمرجان والكهرمان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.