�الغنوشى� ينفصل ب�النهضة�.. و�حشمت� يصف الجماعة بالصنم دعوات لفصل الدين عن السياسة.. وخبراء: خدعة جديدة للخروج من الأزمة لم تمضِ سوى بضعة أيام على إعلان جمال حشمت، عضو التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، عن عزم جميع الأطراف داخل الجماعة، فصل الجانب الدعوى والتربوى عن الجانب الحزبى التنافسى، حتى أعلن الشيخ راشد الغنوشى، رئيس حركة �النهضة�، التونسية إلى تحويل الحركة إلى حزب سياسى. � وقال �الغنوشى�، إن حركته �حريصة� على فصل الدين عن الدولة، داعياً، �إلى التحييد الكامل للمساجد عن خصومات السياسة والتوظيف الحزبى لتكون مجمعة لا مفرقة�، مؤكداً، خلال كلمته التى ألقاها فى افتتاح المؤتمر العاشر للحركة بضاحية �رادس� جنوب العاصمة تونس، أن �النهضة� كانت فى البداية �حركة عقدية�، لكنها تحولت إلى �حركة احتجاجية شاملة فى مواجهة نظام شمولى دكتاتورى إلى حزب ديمقراطى وطنى متفرغ للعمل السياسى�� بمرجعية وطنية تنهل من قيم الإسلام�. وأعلن �الغنوشى� انفصال الحركة بشكل شامل عن جماعة الإخوان وتنظيمها العالمى، واتهم الجماعة بأنها سبب الدماء وضياع ثورات الربيع العربى. وتأتى مبادرة فصل الدين عن العمل السياسى التى تسعى إلى تنفيذها أطراف مؤثرة داخل التنظيم الدولى للإخوان بالتوازى مع تخلى أحزاب الإسلام السياسى عن تحالف ما يسمى �دعم الشرعية� الذى تأسس، عقب عزل محمد مرسى من الحكم فى عام 2013، بهدف التصعيد لتحقيق أهداف جماعة الإخوان فى عودة تدريجية للمشهد السياسى بعد أن عزلهم الشعب المصرى. وكان من أبرز هذه الأحزاب �الوسط والوطن والأصالة، والفضيلة، والبناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، والإصلاح، والحزب الإسلامى التابع لتنظيم الجهاد، وحزب الاستقلال، وحزب الراية– تحت التأسيس- والجبهة السلفية، وقد انفضوا عن التحالف الإخوانى مؤخراً�. ويعد هذا الطرح والتغير الطارئ فى أيديولوجيات جماعة الإخوان يحدث للمرة الأولى على مدار تاريخها الممتد منذ أكثر من 80 عامًا، والذى يشهد الآن تغيرات وانشقاقات وخلافات فى الرؤى جميعها أعقبت ثورة 30 يونيه التى كشف حقيقة ما توارى طوال تلك السنوات من أفكار ومصطلحات دينية تم توظيفها لتحقيق مكاسب سياسية مثل مصطلح �الإسلام السياسى� الذى استغل الدين لتحقيق مكاسب سياسية. المتابعون، للحركات الإسلامية وصفوا عزم الإخوان على فصل العمل الدعوى عن العمل الحزبى بالخديعة التى تستهدف الخروج من الأزمة الراهنة. مستشهدين بحقبة الرئيسين جمال عبدالناصر و�السادات�، حيث تعامل معها الأول بالحسم والشدة والأخير باللين والرفق والنتيجة أنها اغتلته خلال احياء ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة. وأكد جمال حشمت، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، على فكرة �فصل الجانب الحزبى التنافسى عن الجانب الدعوى والتربوى، داخل الحركة الإسلامية، مؤكداً أن كل الأطراف داخل الجماعة عازمة على تحقيق ذلك وأنه سيُعلن هذا قريباً، قائلاً �إن هناك سعياً لمراجعات كبرى، لكنها تحتاج لوقت، وإرادة، وتقديم الشباب�. وأضاف �حشمت�، عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل �فيسبوك� أن الخلاف الداخلى داخل الجماعة �نخبوى� فى المستويات العليا بها، وليس قواعدها، مؤكدًا وجود جهود لرأبها فى أقرب وقت، مستبعداً فى الوقت الحالى إعلان انشقاق بالجماعة التى تأسست عام 1928. وأشار عضو مجلس شورى الإخوان، إلى أن أزمة الجماعة نخبوية تمس الهيئات الإدارية العليا للجماعة فى الداخل والخارج، وفى الوقت ذاته لا يمكن غض الطرف عن تداعياتها الداخلية التى تمس صفوف الإخوان، سواء داخل السجون أو خارجها، داخل مصر أو بالخارج، وفى كل الأحوال ستبقى الأزمة أزمة لن نستطع أن نضخمها، فنقول إنها نهاية الجماعة، أو نقلل من حجمها وتوتراتها. واعترف �حشمت�، بأن الإخوان يعانون من أزمة قيادة قائلاً: �لدينا أزمة فى القيادة، وهذا ليس عيبًا، وفى ظل أزمتنا الحالية فإن الأزمة أكبر، فى ظل فراغ إدارى كبير، ولا شك أن التمسك بالتنظيم وكأنه صنم، كان جزءًا من أزمة سابقة وحالية بالجماعة، لكن علينا أن نعترف بأنه يحتاج لتطوير ومؤسسية ومحاسبة وضخ قيادات شبابية فى كافة هياكله�. ولفت عضو مجلس شورى الجماعة، الى انه لابد من مراجعات كبرى، وقد بدأنا بعضها على المستوى السياسى، لكن نحتاج بدايةً لتنظيم راشد، فالجماعة لن تدار بالتحقيقات أو العقوبات الإدارية التى تأتى فى ظروف أمنية صعبة، ولن تدار بالتسريبات والشتائم، والوقت الحالى لن يشهد حدوث انشقاق حقيقى إلا إذا تهور طرف بإجراءات عقابية مثل الفصل، وهو لا يحق له فى هذه الظروف الضاغطة. نبيل نعيم، الجهادى السابق، أكد ان عزم الاخوان على فصل الدين عن السياسة هدفه تمرير الأزمة الحالية وخداع الشعب المصرى للعودة من جديد الى المشهد السياسى، وقد حدث ذلك من قبل فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر وعندما منحهم الرئيس �السادات� الأمان والعودة للاندماج فى المجتمع المصرى انقلبوا عليه وغدروا به.��� وأكد �نعيم�، ان الاخوان والسلفيين لا يغيرون الايديولوجية التى يسيرون عليها ولكنهم يلجأون دائماً للخديعة وهذا ما نحذر منه مراراً. وقال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية: �إذا حدث وقررت الجماعة أن تفصل العمل الدعوى عن العمل السياسى، فسوف نلاحظ تغيراً فى طبيعة الجماعة ولن تكون تنظيماً ولن تكون سرية ولن تتعاطى مع السياسة الحزبية دون أن يعنى ذلك إمكان اشتباكها مع الشأن العام فقط كما يشتبك الدعاة أو الخطباء مع بعض قضايا الأمة العامة. وأضاف �حبيب�، إن إعلان جمال حشمت، عضو مجلس شورى الإخوان، أن التنظيم سيفصل المجال الدعوى عن السياسى يعنى الاعتراف بأن الإخوان جماعة تعنى بمسائل الدعوة والتربية والتزكية بعيداً عن كونها جماعة شاملة، كما طرحها البنا فى رسالة المؤتمر الخامس حيث ذكر أنها دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية وشركة اقتصادية ورابطة علمية، ولن تعود الإخوان جماعة شاملة تقوم مقام الإسلام ذاته. وقال مصطفى حمزة، رئيس مركز دراسات الإسلام السياسى، إن فصل الدين عن السياسة عند جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من تيارات ما يعرف بالإسلام السياسى، أمر مستحيل، لأنه جزء من عقيدتهم التى تدعو إلى شمولية الدين الإسلامى، بمعنى أنه يشمل جميع جوانب الحياة، بما فى ذلك الجانب السياسى، ووصف �حمزة� الأزمة الحقيقية عند جماعة الإخوان بأنها تكمن فى تسييس الدين. واعتبر �حمزة�، تصريحات جمال حشمت التى جاءت بالتوازى�� مع تصريحات راشد الغنوشى، رئيس حركة �النهضة� التونسية، اتجاهًا عامًا داخل الجماعة، مشيراً إلى أنه أمر يستحيل تطبيقه وإن تظاهروا كنوع من البرجماتية السياسية بتطبيقه أو العزم على ذلك. � � � � � �