"حبيب": صعبة في ظل سيطرة الحرس القديم علي الجماعة.. بان: تأخرت كثيرة والجماعة تحتاج إلي مراجعة شاملة في خطوة غير مسبوقة، أعلن جمال حشمت، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان عزم أطراف الجماعة على فصل الجانب الحزبى التنافسى عن الجانب الدعوى والتربوى، وأنه سيتم الإعلان عن هذا المبدأ قريبا، مشيرًا إلى أن هناك سعياً ل«إجراء مراجعات كبرى» لكنها تحتاج وقتا وإرادة، وتقديم الشباب. وقال حشمت علي صفحته علي "الفيس بوك" إن الخلاف الداخلى «نخبوى»، في المستويات العليا بالجماعة، وليس قواعدها، مؤكدًا وجود جهود للقضاء عليه في أقرب وقت، مستبعداً في الوقت الحالى إعلان انشقاق بالجماعة. وأكد، أن الأزمة الحالية ليست بين تنظيم يبقى أو ينتهى أو مواجهة أو تراجع، بقدر كونه محاولة جادة وحقيقية لتطوير الجماعة، وعودتها للرأى العام بشكل أفضل، بعد أن عولجت الأخطاء، وتمت الاستفادة من الدروس السابقة في تاريخ الوطن والجماعة. سياسيون ومتخصصون في شئون الجماعات الإسلامية، أكدوا أن هذه الخطوة نتيجة طبيعة لمرحلة الانقسامات الأخيرة بين أطراف الجماعة، وإنها تأخرت كثيرًا، وذهب بعضهم إلي أن الخطوة يصعب تحقيقها علي أرض الواقع لسيطرة الحرس القديم علي التنظيم وإن قرار مثله لا يخرج إلا منهم. وأكدوا أن هناك عدة عوائق في وجه تنفيذ هذه الخطوة من الانقسامات بين قيادات الجماعة، وإعلان مراجعات لفترة معينة، وإقناع الشباب بفصل الدعوة عن السياسية والبدء في المراجعات. بداية يؤكد أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن الخطوة ناتجة من الأزمة الداخلية الكبيرة التي تعاني منها خلال الفترة الأخير الأمر الذي دفعها للتحرك واتخاذ تلك الخطوة التي وصفها بالمتأخرة، مضيفًا أنه ما كان ينبغي أن تستمر في نهجها بخلط المسار الدعوي بالسياسي، لذا لا أتوقع ان تؤتي ثمارها في الوقت الراهن. وقال بان، في تصريحات خاصة أن الجماعة تحتاج إلي مراجعة شاملة، وليس فصل الدعوة عن السياسي، لتختار فيما بعد بين دورها الدعوي أو السياسي، مثل ما نهجته الجماعة الإسلامية من قبل.
وقال الدكتور كمال حبيب، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن هذه الخطوة صعب أن تتحقق على أرض الواقع، لأن القيادي جمال حشمت وغيره من قادة الإخوان غير قادرين على الإقبال على خطوات حاسمة في ظل سيطرة الحرس القديم على كل شىء داخل التنظيم. وأضاف أن حشمت وعمرو دراج وغيرهما من القيادات المتفقة مع رؤى شباب الجماعة، متأثرون بتجربة النهضة في تونس التي أعلنت فصل الجانب الدعوى عن الجانب السياسى، مشيراً إلى أن فصل الجماعة عملها السياسى عن الدعوى هو أزمتها الحقيقية، لكن ذلك لن يحدث في يوم وليلة كما يعتقد «حشمت»، وأنه طالما ظل محمود عزت ومحمود حسين مسيطرين على التنظيم فلن يستطيع الشباب تحقيق مبتغاهم.
وأكد «حبيب» في تصريحات صحفية أن الجماعة تحتاج لمراجعات حقيقية في عديد من القضايا، ومنها موقفها من العنف، ومن المجتمع، والقوى السياسية، والأنظمة السياسية، لتعيد تقييم مواقفها من جديد وتصوب أخطاء الماضى عبر خطاب تصالحى مع الآخرين. وشدد «حبيب» على أن القضية مطروحة داخل التنظيم وتحظى بتأييد البعض، لكن السيطرة والكلمة الأخيرة تظل بيد «عزت» الذي لن يقبل بتحركات «حشمت» ورفاقه. وقال إسلام الكتاتنى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إنها فصل الدعوة عن السياسية للإخوان ليس مجرد مناورة، وإنما يأتي في سياق طبيعي في ظل ما يعانيه التنظيم من انشقاقات و اعتراضات بين القيادات التاريخية للجماعة أمثال محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، و محمود حسين من ناحية وبين القيادات الوسطي أمثال محمد كمال الذي أعلن تخليه عن اي منصب من مناصب الجماعة الفترة الماضية في تسجيل صوتي منسوب إليه، ومحمد منتصر المتحدث الإعلامي السابق من ناحية أخري. وأشار في تصريحات خاصة، أن الجماعة أجرت الفترة الماضية عدة محاولات لتهدئة الأوضاع من خلال تشكيل لجنة لإعادة هيكلة الجماعة والتمهيد لإجراء انتخابات ومعاقبة المخالفين، علي غرار تجربة راشد الغنوشي في تونس الذي كان أكثر ذكاء منهم ولم يؤمن بالفكر القطبي وأعلن فصل الدعوة عن السياسة ولم ينتحر مثلهم سياسيًا و شعبيًا.