تحوّل «ماسبيرو» فى الأيام الأخيرة إلى رجل مريض، وزاد من حالته سوءاً عدم قدرة القائمين على إدارته على النهوض به وتحسين أدائه، البعض اتهم عصام الأمير بأنه لم يشعر بالغيرة من حال الفضائيات الخاصة التى تحارب من أجل جذب نظر المشاهد ولفت انتباهه وتعامل مع الوضع بمنطق: «ليس فى الإمكان أبدع مما كان».. ونتيجة سياسة عصام الأمير الباهتة والغارقة فى الاستسلام.. تراجع ماسبيرو واختفت أنواره القريبة والبعيدة وهجره أصحاب الرأى والفكر، والبعض الآخر رأى أن الرجل بريء مما نسب له، وأن الدولة تخلت عنه ولم تدعمه. لكن الأزمة أنه يوم بعد يوم ارتبك الحال وتداخلت التفاصيل حتى باتت كل مذيعة أو مذيع يغرد بمفرده ولا تحكمه سياسة عامة أو واضحة.. وعلى أثر ذلك حدثت كوارث عديدة، مثل خروج مذيعة تهاجم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بشكل فج وبعيد عن كل أشكال اللياقة.. وراحت أخرى تدعو بشكل صريح للخروج فى مظاهرات ضد النظام.. تناست أن مصلحة الوطن تقتضى منا جميعاً لم الشمل وعلاج الجروح بشكل هادئ، تناست أيضا أن النافذة التى تطل عليها هى ماسبيرو التليفزيون المصرى، الذى يحترمه الناس ويقدره رغم أنه يعانى من فقر فى الفكر وفقر فى الدم.. بعد هذه الواقعة تمت الإطاحة ب«عصام الأمير»، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وجاءت خلفاً له صفاء حجازى.. ومع قدوم «صفاء» إلى المنصب تهللت الأسارير وعرفت الابتسامة طريقها الى ملامح جميع العاملين.. فهى لديها تاريخ مشرف وشغلت مناصب عدة، آخرها رئيس قطاع الأخبار.. فضلاً عن أنها مذيعة لها حضور وبصمة شديدة الوضوح.. التقينا الإعلامية الكبيرة صفاء حجازى لمعرفة كواليس التعيين ورؤيتها بعد إسناد لها مهمة خطيرة.. يرى كثيرون أنها مهمة بالغة الصعوبة لكنهم فى نفس الوقت متفائلون لأن رئيس الاتحاد الجديد تجمع بين ذكاء الإدارة وروعة الموهبة. بداية كيف تلقيت خبر تعيينك رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون؟ - تليقت تليفوناً من رئاسة الوزراء لتولى منصب رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وصدر قرار رسمى بذلك، خلفاً لعصام الأمير، ولا أبالغ إذا قلت إننى سعيدة بهذا المنصب، وأعتبر أن ثقة الدولة فى اختيارها لى وساماً على صدرى، خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يقدر المرأة ويحترمها ويعطى لها ثقة كبيرة، ولا خلاف أن ماسبيرو يحتاج الى فريق عمل متكامل لصناعة إعلام حقيقى يعبر عن الشعب المصرى ويكون حصن الأمان للدولة، وأول ما أفعله دراسة جميع ملفات الاتحاد، حتى يتيح لى اتخاذ قرارات تفيد قطاعاته، ووضع خطة تطوير للشاشة حتى تكون منافسا جيدا بمحتواها وموضوعاتها، ويصل إلى العالم. كنت رئيس قطاع الأخبار.. فهل يسهل ذلك مهمتك الجديدة أم لا؟ - دون شك تجربتى فى قطاع الأخبار أعطتنى فرصة للتعرف على متطلبات المشاهد بما يخدم الوطن، فالإعلام المصرى لابد أن يستعيد ثقة الجميع ويعود إلى مجده، وفرصة لنا جميعا أن نساهم فى نهضة الإعلام، ونستغل دعم الرئاسة، ورئيس الوزراء ماسبيرو والاستفادة من قدرات وإمكانيات الصرح الضخم، الذى يوجد به كفاءات ممتازة لها قدرة على تقديم إعلام جيد، وأملى أن نعمل جميعاً لنجاح الإعلام. وما المنهج الذى سوف تتبعه صفاء حجازى فى مهمتها الجديدة؟ - أسعى لوضع أسس للعمل ليكون الاختيار على مستوى الكفاءة والمعايير المهنية، ووضع هوية لكل وسيلة إعلامية حتى تختلف عن الأخرى فى تقديم رسالتها، بشكل يتماشى مع التطور الإعلامى السريع. ودراسة وضع القنوات الإقليمية وإعادة صياغتها لتكون فعالة فى الشارع المصرى، وسوف يكون القانون هو الحكم بينى وبين من يخطئ، ويضر الأمن العام. فالحكومة تسعى لتطوير اتحاد الإذاعة والتليفزيون بما يحقق الصالح العام، وحتى يتم الاستفادة من قدرات وإمكانيات العاملين به، ليمكنه من القيام بمهامه. الكل متفائل بوصولك إلى منصب رئيس الاتحاد لأن تاريخك مشرف.. ما تعليقك؟ - الحمد لله.. أنا أحب كل زملائى ومؤمنة بأن دور الإعلامى وطنى جداً وقد اجتهدت فى حياتى وراهنت على ثقة المشاهد .. فقد تخرجت فى كلية تجارة المنصورة عام 1984، والتحقت بالعمل فى الإذاعة المصرية بعدما قرأت إعلاناً فى إحدى الصحف، حيث نجحت فى إجراء أول حوار مع رئيس الحكومة عاطف صدقى عام 1989، بالإضافة إلى التسجيل مع عدد من الشخصيات، منهم مصطفى أمين وكامل الشناوى، حيث كنت أعد برنامجاً عن سيرة كوكب الشرق أم كلثوم.. وماذا عن البدايات فى التلفزيون؟ - بدأت عملى بالتلفزيون كقارئة لنشرة الأخبار وأسند لى تقديم برنامج «بيت العرب»، الذى قامت الجامعة العربية بتمويله، الذى استمر لأكثر من 20 عاماً نجحت خلاله فى إجراء عدد من اللقاءات التلفزيونية مع رؤساء وملوك الدول العربية، حيث كانت شريكاً أساسياً فى تغطية القمم العربية المختلفة. وعينت كرئيس لقطاع الأخبار فى 19 سبتمبر 2013 بقرار من وزيرة الإعلام الدكتورة درية شرف الدين خلفاً للإعلامى إبراهيم الصياد، وكنت أول سيدة تتولى المنصب بالتليفزيون منذ انطلاق بثه عام 1960.