يخوض الجيش المصري، مناورة عسكرية جديدة، بمشاركة القوات الجوية الفرنسية، المعروفة باسم «رمسيس 2016»، والتي بدأت المرحلة الرئيسية منها، أمس الجمعة، بمشاركة عناصر من القوات الجوية والبحرية المصرية والفرنسية، ومن المقرر لها أن تستمر لعدة أيام، على سواحل محافظة الإسكندرية، لعمل تدريبات مكثفة لكلا البلدين. وشهد الأسبوع الماضي، مناورة أخرى للجيش المصري، شاركت فيها أكثر من 20 دولة أخرى، وهي مناورة رعد الشمال، التي بدأت في 26 فبراير الماضي، شارك فيها نحو 350 ألف جندي، واستخدمت 2540 مقاتلة و20 ألف دبابة و460 مروحية، ومئات السفن. . وتعد «رعد الشمال» العرض العسكري الأضخم من نوعه، والذي أقيم في مدينة الملك خالد العسكرية، في حفر الباطن بمشاركة 20 دولة، وعددًا من الفروع العسكرية هي سلاح المدفعية، والدبابات، والمشاة، ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية. وحدد خبراء الشأن الأمني 5 نقاط، تكمن فيهم أهمية المناورات التي يشارك فيها الجيش المصري مع نظائره من جيوش العالم وهي: - تبادل الخبرات العسكرية. - الاطلاع على أحدث أنواع الأسلحة. - التدريب على مسرح العمليات والحروب. - حل المشاكل العسكرية التي تواجه الجيوش العربي. - رسالة للعالم بقوة الجيش المصري وريادته في المنطقة. اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزر الداخلية الأسبق، أوضح أن التدريب المشترك يعد أحد صور التعاون العسكري بين الجيوش، ويتضمن عدة أهداف، أولها تبادل الخبرات العسكرية، والاطلاع على أحدث أنواع الأسلحة التي توصل لها الطرف الآخر. وأضاف، وأيضًا التعرف على مسرح العمليات والحروب، التي قد يُنتدب إليها الجيش المصري، تحت أي سبب، سواء في الخليج أو الدول العربية، مشيرًا إلى أن التدريب المشترك يُنمي العلاقات بين الجيوش، ويعطيهم فرصة لبحث أساليب التعاون. ولفت إلى أن لكل جيش حول العالم، أساليبه وقواعده ونظامه الخاص، ويتيح التدريب المشترك بحث تلك الأساليب والأخذ منها، والوصول إلى أساليب تعاون جديدة ومبتكرة، والعمل على حل المشكلات التي تواجه الجيوش العربية، سواء كانت في السلاح الجوي أو البري. وشدد على الأهمية التي تحملها مناورة رمسيس 2014، لاسيما أن الجيش الفرنسي، يمتلك أسلحة عسكرية متطورة، والتدريب بينه وبني الجيش المصري يعد فرصة للتعارف على قدرات الجيش الفرنسي والاستفادة منه. ومن جانبه، رأى اللواء طلعت موسى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن المناورات التي يجريها الجيش المصري مع نظائره من دول العالم، تبعث بالكثير من الرسائل للعالم بأكمل، منها أن الأمن القومي العربي وحدة واحدة لا تقبل التهديد. وأَضاف، أن المناورات المتنوعة تعد بمثابة رسالة قوية للقضاء على الإرهاب، كما أنها تفيد في تبادل الخبرات العسكرية بين جيوش العالم، وقد تضمن أيضًا إبرام الاتفاقيات العسكرية بينهم، وتعطي للجيش المصري ريادته في المنطقة. وأشار اللواء نبيل أبو النجا، مؤسس أول مجموعة قتالية بالفرقة "999"، إلى أن مناورات الجيش المصري مع دول العالم، تعمل على تعزيز التعاون العسكري بينهم، وترفع من الإمكانيات القتالية للقوات المصرية، لأنها تكون بمثابة تدريب عملي، وكأن الجنود في ميدان المعركة. ولفت إلى أن تعدد وتنوع المناورات التي تقوم بها مصر، سواء مع دولة عربية كالسعودية، أو أوربية مثل فرنسا، فهي رسالة للعالم أن الجيش المصري منفتح على كل جيوش العالم، ولا يتقصر تعاونه على جيش دولة بعينه. ورأى اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، أن التدريبات المشتركة، تمكن الجيش المصري من الاطلاع على أحدث التكنولوجيا العسكرية للجيوش الأخرى، تؤهل مصر فيما بعد لإبرام الاتفاقيات العسكرية، وإقامة قوات دفاع مشتركة. وأشار إلى أن تنوع مناورات مصر مع الدول بين الأوروبية والعربية، يجعلها تطلع على أبرز أساليب القتال المختلفة، وأحدث أنواع الأسلحة، التي تضيف لها من الناحية العسكرية.