موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بورسعيد    العمل تنظم فعاليات "سلامتك تهمنا" بالمنشآت الحكومية في المنيا    «المالية»: نصف مليار جنيه تمويلًا إضافيًا لدعم سداد أجورالعاملين بالصناديق والحسابات الخاصة بالمحافظات    رئيس الوزراء: برامج التعاون مع البنك الدولي تستهدف دعم القطاع الخاص    انطلاق «عمومية المنشآت الفندقية» بحضور رئيس إتحاد الغرف السياحية    كيفية الحفاظ على كفاءة التكييف في فصل الصيف    تطهير شبكات ومواسير المياه بقرية الأبطال في الإسماعيلية    السعودية ترحّب باعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين    يديعوت أحرونوت: وزارة الخارجية الإسرائيلية تدرس سلسلة من الإجراءات العقابية ضد أيرلندا وإسبانيا والنرويج    بعد الفشل في سداد الديون.. شركة أمريكية تستحوذ على ملكية إنتر ميلان    عاجل..توني كروس أسطورة ريال مدريد يعلن اعتزاله بعد يورو 2024    "الرجل الأول والعقد".. كواليس رحيل بوتشيتينو عن تشيلسي    هاني شكري: الكاف المسؤول عن تنظيم نهائي الكونفدرالية ونتمنى فوز الأهلي بدوري الأبطال    "معيط" يوجه بإتاحة نصف مليار جنيه لدعم سداد أجور العاملين بالصناديق والحسابات الخاصة بالمحافظات    تأجيل محاكمة طبيب نساء شهير وآخرين بتهمة إجراء عملية إجهاض بالجيزة    المشدد 7 سنوات للمتهم بقتل ابن زوجته بالقليوبية    ترقب المصريين لموعد إجازة عيد الأضحى 2024: أهمية العيد في الحياة الثقافية والاجتماعية    انتقاما من والده.. حبس المتهمين بإجبار شاب على توقيع إيصالات أمانة بالمقطم    تطورات الحالة الصحية للفنان عباس أبو الحسن.. عملية جراحية في القدم قريبا    المتحف القومي للحضارة يحتفل باليوم العالمي للمتاحف    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    افتتاح ورشة "تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية" في شرم الشيخ    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    غادة عبد الرازق تعود للسينما بعد 6 سنوات غياب، ما القصة؟    جوارديولا: أود مشاركة جائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي مع أرتيتا وكلوب    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    تراجع جديد.. سعر الريال السعودي اليوم الأربعاء 22-5-2024 مقابل الجنيه المصري بمنتصف التعاملات    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    لمواليد برج القوس.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب و"الغردقة لسينما الشباب"    « وتر حساس » يعيد صبا مبارك للتليفزيون    رئيس حزب الجيل: فخور بموقف مصر الحاسم تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    لمدة يومين.. انطلاق قافلة طبية إلى منطقة أبوغليلة بمطروح    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة في مديريات الشئون الصحية ب6 محافظات    التكييف في الصيف.. كيف يمكن أن يكون وسيلة لإصابتك بأمراض الرئة والتنفس؟    قمة عربية فى ظروف استثنائية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    حفظ التحقيقات حول وفاة طفلة إثر سقوطها من علو بأوسيم    صدمه القطار.. مصرع تلميذ أثناء عبوره «السكة الحديد» بسوهاج    جامعة حلوان الأهلية تنظم ندوة حول "تطوير الذات"    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    سيدة «المغربلين»    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    الرئيس الصيني: السياحة جسر مهم بين الشعبين الصيني والأمريكي للتواصل والتفاهم    استطلاع رأى 82% من المواطنين:استكمال التعليم الجامعى للفتيات أهم من زواجهن    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    طريقة صنع السينابون بالقرفة.. نكهة المحلَّات ولذَّة الطعم    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    الحكومة العراقية تطالب بإنهاء بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد قذاف الدم: الحكام العرب يدفعون فاتورة المؤامرات ضد شعوبهم

شخصية مثيرة للجدل على الصعيدين الدولى والعربي.. وطنى من الطراز الأول يعشق العروبة تجرى فى دمائه، ذكى لدرجة انك تجلس أمامه يرهق الآخرين فى التركيز معه، محاور جيد، صندوق أسود من الأسرار عن الربيع العربي، يعشق وطنه الثانى مصر يتحدث عنها بحب شديد أكثر من المصريين، ينزف من داخله على شعبه ودولته ليبيا، حزين على ما يحدث داخل وطنه الذى يحترق أمامه، يخطط كيف يخرج وطنه من التمزق الذى وصل إليه يجمع كل القبائل فى ليبيا، يتحاور معهم على الوقوف صفاً واحداً ويداً واحدة ضد الاستعمار، لا ينام.. يفكر.. يعقد اللقاءات يجرى الاتصالات قبل أن تنتهى ليبيا إلى الأبد، يعرف أسراراً كثيرة، يصرخ: دول حلف الناتو سرقت 400 مليار دولار، سرقوا أموالنا، شردوا أولادنا.. قررنا أن نتحاور معه نقف إلى جانب الشعب الليبى انه أحمد قذاف الدم.
عندما تشاورت مع الزميل محمد عبدالفتاح على اجراء هذا الحوار مع أحمد قذاف الدم المنسق العام للعلاقات المصرية- الليبية السابق لم يكن الأمر بالهين فقد جلسنا نتحاور لعدة ساعات كيف يكون هذا اللقاء ولماذا الآن فقال لى زميلي: ولمَ لا؟ ان الوفد يضم كافة التيارات السياسية قلت له أقصد أن الحوار ربما يأخذ بعداً آخر فأردف قائلاً أنسيت حمد الباسل كان من زعماء ثورة 19 ومن أصول ليبية وعميداً لقبيلة الرماح بالفيوم وانضم إلى الثورة المصرية وشارك فيها بقوة وصاحب الوكالتين فى حكومة الوفد ووكيل حزب الوفد بزعامة سعد زغلول.
فاتفقا على موعد مع الأخ أحمد قذاف الدم واخترقت السيارة ضاحية الزمالك.. بناية كبيرة وقبل صعودنا هاتفنا السكرتير الخاص لقذاف الدم وكان فى استقبالنا بالدور الثامن وما أن وصلنا إلى البهو الرئيسى قام الزملاء بإعداد كاميرات التصوير لتسجيل الحوار صحفياً وتليفزيونياً لبوابة الوفد الالكترونية.
وما أن انتهى الزملاء وسمعنا صوتاً هادئاً مبتسماً يرحب بنا ودعانا للحوار:
فى البداية أرحب بالوفد الذى أراه جبهة وليس حزبا حسب ما قرأت التاريخ وعلمت من بعض الشهود الذين عاصروا تأسيس الوفد، فى الحقيقة انه كان يعبر عن كل جماهير شعب مصر بكل فئاتها وطبقاتها لانها كانت مسألة وطنية ولم تكن مسألة سياسية، واحمد باشا الباسل أحد مؤسسى حزب الوفد من أصول ليبية ونفى ضمن قادة حزب الوفد وكان احد المناضلين وهذا يؤكد اللحمة بين ليبيا ومصر والتاريخ المشترك عبر الزمان.
هناك قبائل مصرية بمرسى مطروح والفيوم والمنيا لهم أصول ليبية تمتد إلى مئات السنين وكان أبرزهم حمد الباسل، ما سر احتفاظك بهذه الشخصية العظيمة؟
أولا لأنه مناضل عربى وأحد الليبيين الأحرار الذين هاجروا فى العهد التركى وملايين الليبيين الذين هاجروا كانوا ضمن محاولة لتفريغ شمال افريقيا من العرب فى الغزو التركى والإيطالى، وهى هجرات متتالية، فمعظم القبائل الموجودة فى مصر نزحت من ليبيا لأنها رفضت الاستعمار التركى والإيطالى لذا هاجرت وقد يكون ما زال فى ليبيا جزء من المخطط لتهجير باقى الليبيين وافراغ ليبيا من سكانها لتتحول الى منطقة عازلة بين العرب فى شمال إفريقيا.
يوم 2 مارس عيد قيام الجماهيرية فى عام 1977 ما هذا اليوم؟
إنه يوم مشهود فالعالم مر فى الصراع على السلطة بمراحل عديدة منذ أن كان الملك ظل الله فى الأرض الى أن تطورت الى الامبراطوريات والممالك وكان فى بعض الدول الاله الملك ليعبد كما كانت فى مصر الفرعونية الى أن قامت الثورة الفرنسية وتحول العالم من عهد الممالك الى عهد الجمهوريات وبدأت الصراعات، فلم يعد هناك الملك الذى يورث الشعب لأولاده ومن ثم ظهرت نيابة للناس ينوبون عنه وبعد هذا الصراع الطويل على السلطة بدأت الشعوب تزحف الى المشاركة وهذا ما استنتجه معمر القذافى فى الكتاب الأخضر الذى بنى عليه النظرية العالمية الثالثة والتى تحدث فيها عن كيف يحكم الناس أو نظام الشورى الذى جاء به الإسلام فلم يعد هناك البرلمان الواحد بل أصبح البرلمان فى القرى يجتمع الناس ويحكمون أنفسهم فلم يعد هناك برلمان مركزى وسلطان يتحكم فى رقاب الناس وانتهى نظام التمثيل ولم يكن ليتأتى ذلك قبل خروج السلطة الشعبية دولة الجماهير وأصبح المواطن حرًا سيدًا يحكم نفسه بنفسه عن طريق المؤتمر الشعبى الأساسى يختار من يريد ويقرر ما يشاء دون أى ضغوط فكانت الجماهيرية الليبية فى 2 مارس 77.
الحريات كانت مكبوتة فى الوطن العربى بصفة عامة بدليل قيام ثورات الربيع العربى أطاحت بهذه الأنظمة أين كانت الديمقراطية؟
سلطة الشعب لم تسقط لانها ليست معمر القذافى وليست حاكما جاء من الخارج ولم تنصب بصواريخ الغرب الصليبى كما حدث فى ليبيا كل حى ومدينة وقرية يحكم نفسه بنفسه، تنعقد مؤتمرات شعبية وتختار من تريد أن يقودها فمثلا محافظ أى مدينة لم يعين من قبل الرئاسة وانما الشعب هو من اختاره وعينه ويسقطون من يريدون اسقاطه صحيح أنه فكر جديد ونظرية جديدة ومن الصعب أن نتحدث عن نجاح سلطة الشعب فى ليبيا، فأنا أتحدث عن المستقبل وعن الليبيين الذين أسسوا أول جماهيرية فى التاريخ قد تسقط وقد تنجح فى بلد آخر وعند شعوب أخرى أما فى ليبيا فلم تقم بالشكل المبتغى حتى تكون مثاليا لأسباب عدة.
ليبيا عاشت بدون جيش صحيح تملك من الأسلحة الكثيرة لكن بدون جنود ألست مؤمنا ببناء جيش قوى يدافع عن الليبيين والأراضى الليبية؟
لو كان فى ليبيا جيش نظامى محدود لسقط فى أقل من شهر فى هذه الهجمة «الحرب العالمية الجديدة» لأنها أكبر حملة عسكرية بعد الحرب العالمية الثانية، وأمامنا أمثلة فالجيش العراقى سقط فى شهر والنصف تقريبا ويوغوسلافيا الكبيرة سقطت فى 17 يومًا.
هل سقوط الجيش العراقى بسبب الخيانات؟!
لا ليست خيانات وهناك العديد من القصص غير صحيحة ومختلقة، ولكن المنطق يقول ان هذه القوى الغاشمة التى جاءت بأحدث الأسلحة لا يستطيع جيش أن يواجهها فى مواجهة ضد روسيا والصين لأن هذا الحلف «الجهنمى» ما كان لجيش نظامى أن يواجهه وفى ليبيا تم تدريب 470 ألف مقاتل فى المناوبة الشعبية من الرجال والنساء فلدينا وحدات ومعسكرات حربية واكاديميات تدريب فى البر والدفاع الجوى وهذا ما جعل كل المدن متماسكة وتقاوم ولكن اذا كان جيش نظامى تستهدف الوحدات وتنتهى وعلى سبيل المثال لو كان لديك جيش من 100 ألف ويهزم تسقط الدولة ال50 مليون ولكن عندما تجند 2 مليون من ال50 مليونًا فلن يهزم فالشعب المسلح لن يهزم لأن كل الناس تقاتل وبالنسبة لنا نحن كيف تقوم مجموعة ببناء العمارات وأذهب أنا لأقاتل فى الصحراء نيابة عنك فهذا وطن الجميع ومسئولية الرجال والنساء الدفاع عنه، فالمرأة الليبية قاتلت فى الحرب الأخيرة ورأيتموها على الشاشات كيف كانت تحمل الاربيجى والصواريخ وكانت حربا مقدسة فالحملة الاعلامية والحرب النفسية التى شنت فلم يكن الناس يعرفون ماذا يحدث فى ليبيا ولكن سيتوقف التاريخ طويلا أمام البطولات التى قام بها شعبنا فى المواجهات الكبيرة التى استمرت ثمانية أشهر بحملة غاشمة 30 الف غارة و17 ألف قمر صناعى فعلى الأقل عندما نتحدث عن فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وأمريكا، فدولة واحدة كانت كفيلة بأن تصبح المواجهة معها صعبة فما بالك أن تكون كل هذه الجيوش بأقمارها وصواريخها الليزارية والتى تخرج من حاملات الطائرات ومداه 300 كيلو متر وموجه وطائرات بدون طيار شاركت حتى إسرائيل فى هذا الهجوم بالاضافة الى القوات البرية التى اعترفوا بها اخيرا ويعترفون بتواجدهم على الأرض كمقاتلين فكان حوالى 8 آلاف أمريكى كانوا على الأرض و3 آلاف ايطالى وحوالى 7 آلاف فرنسى حتى الشقيقة قطر قالوا لديها 5 آلاف مقاتل وقتل منهم كثير ولكن لم يعلن فى وسائل الاعلام فالحملة شرسة ولو لم يكن هناك جيش وقوات مسلحة فلدينا 1000 طائرة مقاتلة وكنا أكبر جيوش البحر المتوسط ولدينا 5 آلاف مدرعة بالاضافة الى أسطول بحرى كان من أقوى الاساطيل فى البحر ولكن للأسف القوة لم تكن متكافئة ،وقال الاخ معمر الشهيد «قد لا نهزم هذا الحلف الصليبى ولكننا نقوم بواجبنا» وهذا ما كان.
بعد سقوط سلطة 2 مارس كيف ترون مستقبل ليبيا ونحن نراها ممزقة بين «داعش» والجماعات الارهابية؟ كيف يمكن اعادة الوطن مرة أخرى؟
لو استمرت المطالب الليبية لما وصلنا الى ما وصلنا اليه وبالتأكيد جميعنا اخطأ وقد نكون ساهمنا بشكل أو بآخر لما وصلنا اليه، لكن الخيانة الحقيقية هى التحالف مع قوى أجنبية ضد بلدك ايا كانت الاسباب والمبررات فهذه خيانة، والخيانة ليست وجهة نظر قابلة للنقاش وهذا ما نختلف عليه، أما الليبيون الآخرون نحن وهم أصبحنا شركاء فى معاركنا والكل يبحث فى اخراج الوطن من الكارثة التى وصل اليها والمؤامرة مازالت مستمرة على ليبيا ومازالت هناك قوة تدعم الشرق و الغرب و الجنوب بالسلاح ولا يدعمون القوات المسلحة و الجيش الليبى الذى يفترض ان يعاد بناؤه، فلو كل واحد فينا بقى فى قريته ومدينته يدافع عنها فلن يحدث عدوان من طرف على اخر والليبيون يسعون لاعادة بناء القوات المسلحة بكل ما يستطيعون، والاشكالية الآن أن هناك من يعتقد أنه مازال هناك صراع على السلطة فهذه السفينة التى نركبها جميعا تغرق الآن فالصراع ليس على السلطة، الصراع على وطن معرض للزوال إما ندخل فى سيناريو الصومال والذين يتقاتلون فيه منذ 30 عاما أو النموذج الآخر وهو افغانستان فهذا جزء من الحرب على الاسلام وبدأ الناس يعرفون أنها مؤامرة كبرى على الإسلام فهذا ليس ربيعا بل هى مؤامرة كبرى على المنطقة وليس صدفة أن تدمر جيوش العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر لولا أن حماها الله والآن هناك حرب استنزاف للأمة ماديا ومعنويا وعسكريا وارهاقها بدلا من أن نتجه نحو البناء اتجهنا نحو الدمار وكلنا يتوعد الآخر بالويل.
كيف يكون دور القبائل الليبية فى استعادة هذا البلد ومواجهة الزحف غير الإسلامى ومساندة مصر للاشقاء فى ليبيا؟
المستهدف هو الإسلام فى هذه الحملة، فالإسلام بعد الحرب العالمية الثانية أصبح عدوًا متوقعًا فهذه الأمة إذا توحدت تشكل خطرًا على الحلفاء الذين انتصروا فى الحرب وبالتالى لابد من تدميرهم فتجنيد الشباب الذين يموتون فى عمر الزهور ويفجرون أنفسهم ويدمرون بلدانهم ويذبح المسلم اخاه المسلم ويستطيعون تدمير هذه الأمة بأيدينا وبأموالنا وللأسف بحماس شديد، ويتم تجنيد 500 مرتزق من اندونيسيا فقط يصلون يوم السبت المقبل بالاضافة إلى بوكو حرام ومصر والمغرب والجزائر ظنا أنهم سيقيمون دولة الإسلام فهم دمروا الإسلام وتجاوزوا كل القيم الإسلامية بالقتل والذبح والدمار والتهجير وما يفعلونه ليس من الإسلام ويقول الله عز وجل «ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن» فلم يقل الله أحمل السيف واقطع رقاب المسلمين فالمسلم أصبح يخاف المسلم.
ما هى الدول الراعية للإرهاب فى ليبيا؟
ليست فى ليبيا فقط أن الغرب استهدف المنطقة من العراق الى المغرب واندونيسيا لتمزيقها واضعافها حتى لا تشكل خطرا عليهم، نحن ضحاياها ويستخدموننا واحدًا ضد الآخر فهم لا يفرقون بين الحكام فقط يرون أننا مسلمون وأننا مستهدفون حتى تركيا الآن تستخدم ظنا منها أنها تستطيع أن «تستأسد» فى المنطقة وتعيد العثمانية الجديدة وبعض الدول العربية تظن أنها اذا تحالفت مع الغرب تكون فى مأمن وهذا غير صحيح وعلينا أن نعد العدة لمواجهة الغرب وأن نضم صفوفنا لنمنع التقاتل ونحرم دماء المسلمين التى حرمها ديننا ونبدأ فى البناء بدل الهدم ونبحث عن حلول ناجحة.
هل هناك تنسيق بينك وبين القبائل الليبية فى بناء الجيش الليبيى؟ وهل هناك تنسيق مع السلطات المصرية لاستقرار ليبيا؟
أنا عشت حياتى كجندى فى ثورة الفاتح ادافع عن بلدى وورثت هذا عن والدى وهو أحد ممثلى جيش التحرير، فنحن عائلة وطنية ويهمنا أن تأخذ هذه الأمة مكانها الذى يليق بها، فالعار يلحق بنا جميعا عندما نرى أهلنا فى السجون ومشردين وبلادنا تحترق والمؤامرة تستعر فنادينا لمواجهة هذه الكارثة، فقد أصبحت ليبيا مصدر رعب ودمار لكل جيراننا حتى هؤلاء الأوغاد الذين جاءوا فى 2011 يخافون من ليبيا وسيزورهم الربيع ان شاء الله.
وتابع قائلاً.. نحن نفكر بجدية فى إنشاء مجلس شيوخ يختاره كل القبائل ويختارون مجلس وزراء محايدًا ليس كما يجرى الان مجلس وزراء توافقى يولد فى خارج ليبيا وهذا مستفذ لليبيين وبذلك ننقذ بلدنا من التدخل الاجنبى مرة اخرى لان هذا هو العار الحقيقى الذى لحق بليبيا لانهم عندما جاءوا فى 2011 لم يكونوا من اجل تحقيق الديمقراطية وعندما قتلوا معمر القذافى لم نعد نراهم.
مدى التنسيق بينك وبين الفريق خليفة حفتر؟
نحن اعترفنا بالبرلمان الليبى رغم أننا لم نكن شركاء فى انتخابه حفاظا على الوطن ونعترف بكل القرارات التى صدرت عنه ومن ضمنها اختيار الفريق أول خليفة حفتر قائدا للجيش، وأحيى الذين قاموا برفع الرايات البيضاء سواء فى طبرق أو زوارا أو فى وسط ليبيا فبعض الإخوة يقولون انه استسلام وأقول لهم نعم هو استسلام للوطن اذا كان هذا ينقذ ويحمى دماء الليبيين يجب أن نرفعها وإذا كانت هذه الراية توحد رؤى الليبيين أمام هدف واحد فنحن نوحد رايتنا فالوطن يضيع فمن أجل هذا ننحنى امام ليبيا ونرفع الراية البيضاء ونتحد أنا لا أكره خصومى بل أشفق عليهم، وأوضح قذاف الدم قائلا: قلت للكثيرين عندما خرجتم ضد النظام فى ليبيا لأنه ليس به ديمقراطية وحقوق انسان اذا كيف تقبلون بهذا النظام البائس الذى دمر ليبيا وساقها نحو الجحيم فى هذه السنوات العجاف عليكم أن تنتفضوا ضده هذا باطل.. من يملك الوطنية فى ليبيا لا يقبل بما يجرى الآن ونحن نمد أيدينا لهم ونتحد جميعا لإنقاذ الوطن وهذا ما سيتم قريبا.
من يدفع فاتورة الحرب فى ليبيا؟
نحن ندفع الفاتورة من أموالنا ودموعنا وآلامنا، فكل ما يحدث لا يخسر فيه العدو شيئا، فالوطن العربى يتأكل من حولنا من أطرافه لأن الأمة ضعيفة العرب هم من يدفعون ثمن الصواريخ التى تسقط على رؤوسنا بأموال عربية ودماء عربية، هذه أمة عظيمة إذا اتحدت وستكون رقمنا فى هذا العالم والغرب يرى أن الاسلام يشكل خطرًا عليهم، فالمعطيات التى ضربت بها الدول العربية موجودة فى دول أخرى وأدعو الأمة لإعادة حساباتها لما يحدث.
ما حجم الأموال التى تركها الرئيس القذافى فى البنوك الليبية وما هو الوضع الاقتصاد الليبيى حاليا؟
تركنا أكثر من 400 مليار دولار فى مصارفنا ومحافظنا بالخارج وكلها كانت باسم الدولة الليبية وأطنان من الذهب والفضة ولا يحضرنى الرقم لأنه كانت لدينا أرصدة هائلة من الذهب وليبيا كانت فيها من أغنى اقتصاد فى العالم من العملة السائلة، تم تجميد هذه الأرصدة وتستخدم فى الأزمة الطاحنة فى الغرب وصرف 150 مليار دولار ولم تبن طوبة بهذه المبالغ، بعثرت وسرقت وذل الليبيين وأصبحوا يقبلون الإعانات من تشاد ومصر ودول الخليج وعدنا الى ما قبل الاستقلال عندما جاءت المجاعة الى ليبيا علاوة على عدم توافر المرتبات والعلاج وأصبحوا مشردين، فالمأساة مدمية للقلب ولكن «دولة الباطل ساعة وهى فى الدقائق الأخيرة ان شاء الله».
من يتحكم فى النفط الليبى؟
النفط فى الصحراء فى أمان وهو ليس تحت سيطرة أحد فهم لا يستطيعون أن يصدروه وحرق فى مواقع كثيرة لأنهم ليس لديهم أى أحساس بالمسئولية، الزعيم «القذافى» عندما رأى الليبيين يخرجون عن بكرة أبيهم الى الميادين فى شهر يوليو، وهذا موثق رأى أن الناتو لن يتوقف طالما أن الاخ «معمر» موجود فى طرابلس، وبالتالى آثر ان يخرج منها لأن الهدف أصبح واضحا ليست ديمقراطية وإلا حقوق انسان فكانوا يستهدفونه هو شخصيا، اما الآن دمرت مطارات وموانيها وتنزل على شواطئها الجرافات التى تحمل الأسلحة والدمار وهؤلاء المرتزقة فى وضح النهار، قد يكون لديهم الخيار الأخير للخروج وأن يلتحقوا بالوطن ويرفعون الراية البيضاء من أجل السلام، أما اذا استمروا فى هذا الغى لم يعد لديهم ما يحتمون به، لأن الناس فى الشوارع نفد صبرهم والعسكريين يلتحقون بعشرات الآلاف والسلاح يتدفق على ليبيا والجيش ملك زمام أمره، لن نسمح لأبناء شعبنا أن يعيشوا فى المهجر أكثر مما عاش ولن يبقى فى السجون أكثر مما بقى ولم يعد هناك امكانية لقبول هذا الواقع المر الذى فرض علينا، سننقذ أمتنا من هذا الكابوس الذى وصلنا اليه.
غادرت ليبيا إلى القاهرة أثناء الثورة وقيل إنه هروب من المعركة والتخلى عن العقيد «القذافى».. كيف كنت ترى المشهد؟ وبماذا نصحت الرئيس «القذافى»؟
أنا لا أهرب من بلدى.. قاتلت بأمر من معمر القذافى فى سبع دول وذهبت للموت من أجل قضايا أمن بها فى مصر وبيروت وإفريقيا لست أنا من يهرب من المواجهة فى المعركة، اختلفنا كثيرا مع «القذافى» عبر كل السنوات فلم يكن ديكتاتورا بل كان يناقش كل الأمور وكنا نختلف معه فى قضايا ونتفق فيها وللأسف كل ما اختلفنا فيه مع معمر القذافى كان على حق ونحن على باطل، وعشت مع «معمر» أخى تحت سقف واحد فهو من قبيلتى أؤمن بأفكاره وأدافع عنه وكتبها عبد الرحمن شلقم فى كتابه عندما طلب منى أن نلتحق بهؤلاء قال «النظام يسقط وخلاص» قلت له «سأقاتل مع معمر القذافى لو حارب العالم كله وحيدا سأبقى معه « لأننى أعرف معمر عن قرب وأعرف مدى صدقه ومدى دفاعه عن قضيته وايمانه بامته ومدى دفاعه عن الاسلام كان صادقا مع نفسه ومع الآخرين نعم لديه أخطاء ولو لم يكن كذلك لما تبعناه من البداية، لو كان ديكتاتورا ما كان احد يجرؤ على أن يقول له أفعل أو لا تفعل.
هل الاتصالات والعلاقات بينك وبين أسرة «القذافى مستمرة»؟
نعم جيدة.
محاكمة سيف الإسلام هل هى محاكمة انتقام؟
هذا باطل من يحاكم من ماذا فعل سيف الاسلام أمام هؤلاء؟ نحن نقول لنطوى هذه الصفحة جميعا وننظر الى الامام، يجب الافراج الفورى عن كل الاسرى الموجودين فى السجون الليبية، ويجب أن يعود كل المهجرين من ديارهم الى بلادهم هذا حق عند يجلس الليبيين جميعا دون إقصاء لأحد ولا نريد من أحد أن يتنازل لاحد ولكن نتنازل للوطن ،نحن سنذهب بعيدنا ببلدنا وسندمر الاسلام والامة وسنندم كثيرا كما قال معمر القذافى وبدأنا نندم يوم لا ينفع الندم الان الليبيون يتظاهرون فى بعض المدن الليبيبة ويقولون «زنقة.. زنقة.. دار دار.. واللى قاله «معمر» صار» فما حذر منه «القذافى» يحدث حتى خصومنا عندما يجلسون وحدهم ويقيمون ما حدث وما فعلوا وماذا فعلنا فليس هناك مقارنة لم نكن نحن ملائكة فلدينا أخطاء وعيوب ولكن لا يقارن بما يحدث الان، وعلى إخواننا ان ينتهزوا الفرصة وأن يخرجوا من الواقع لديهم بعض الكروت ايجابية اما اذا ارادوا ان ينتحروا «فإنك لن تهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء».
رغم أن علاقاتك جيدة برؤساء دول كثيرين الا انك اخترت الإقامة فى مصر بعد خروجك من ليبيا لماذا؟ ما هى الحرب التى شنتها عليك جماعة الاخوان وقت القبض عليك؟ وقصة الأموال التى طلبوها منك؟
انا جئت الى مصر وطلب منى المجلس العسكرى فى ذلك الوقت أن أبقى بمصر وكان أحمد أبوالغيط وزير خارجية واستضافونى هنا وعندما اختطفت مصر تم اختطافى كبقية الناس وطلبوا من إخوان ليبيا 2 مليار دولار لتسليمى لهم وهاجمونى فى هذا المكان واطلقوا على الرصاص والغاز قصة لا أريد أن اتكلم عنها وأنصفنى ربى وكل من اذانى اذاه الله وادعوا لهم بالمغفرة.
هل أرادت جماعة الإخوان استنزافك ماديا وكم المبلغ؟
الإخوان سقطوا وتعرضت لمضايقات كثيرة غير مبرره، هم كانوا واهمون اننا لدينا مليارات واعتقدوا انه بالامكان ابتزازنا فهم فى الواقع أساءوا لانفسهم وأساءوا لمصر وهم الآن يدفعون ثمن ما اقترفوه فى حقى وحق كثير من الناس وحق مصر واحى شعب مصر وموقفه معى وكل من وقف معى من المحامين من الوطن العربى والعالم الاسلامى دافعوا عنى ومسئولين ورؤساء دول تواصلوا معى وأنا فى السجن.
آخر اتصال بينك وبين الرئيس القذافى؟
آخر مكالمة كانت فى ليلة 13 لم ينقطع اتصالى بالشهيد اطلاقا عبر كل شهور المعارك وكلفت بمهام كثيرة وعملنا محاولات كثيرة للتواصل مع المنطقة الشرقة من اجل حقن الدماء ولكن أوراق اللعبة خرجت من أيدى الليبيين، وأصبحت المؤامرة لابد ان تنتهى وان تنفذ بأى ثمن المعيب ان يستمر هذا الى هذه الساعة.
وأخيرًا ماذا تقول للإخوة الليبيين؟
أقول لبعض الليبيين الذين يحملون صور عمر المختار ويدافعون عنه ويتكلمون بأسمه لأنهم يرونها زعيمًا وبطلاً وطنيا، فهو لن ينتصر على إيطاليا ولكنه رفض المساومة على ليبيا واعدم فأصبح شهيدًا وبطلاً وطنيًا، «القذافى» اعدم فأصبح شهيدًا وبطلا وطنيًا أم «القذافى» رفض الخضوع ل40 دولة.
فأصبح فى تاريخ ليبيا والعالم الإسلامى على هذا المستوى فهذا الجيل لديه أحلام ورؤى ويختلف عنا كثيرًا أما الاستقواء بالأجنبى خيانة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.