في سابقة فريدة من نوعها لم تحدث فى تاريخ الجامعات المصرية تم إجراء انتخابات القيادات الجامعية علي منصب العميد بمختلف كليات جامعة القاهرة وأيضا الجامعات المختلفة وسط حضور كبير من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة أملا منهم باستكمال أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير وتطبيقها في حرية الانتخاباب في الجامعات المصرية. مرت أحداث الانتخابات بمنتهى الشفافية والديمقراطية وضربت نموذجا يحتذى به في إجراء الانتخابات البرلمانية خاصة الروح التي سادت بين المرشحين قبل وبعد إعلان النتيجة حيث تم التعامل بمنتهي الرقى والترحيب بمن أتي به صندوق الانتخابات دون أدنى اعتراض من أحد حتي ولو كان عميدا سابقا وذلك بشهادات المرشحين أنفسهم وأعضاء هيئة التدريس التي قامت بهذه التجربة الديمقراطية التي مرت بها الجامعات المصرية، مطالبين بتطبيقها في انتخابات رئاسة الجامعة التي من المنتظر أن تتم في 10 من أكتوبر الجاري. قال الدكتور حسين عبد العزيز أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والذي شغل منصب الإشراف علي لجنة من اللجان المشرفة علي الانتخابات الجامعية إنه يستبشر خيرا لخطوة الانتخابات في الجامعة، مشيرا إلى أن الاختيار في الانتخابات تم على أساس موضوعي بعد أن قام كل مرشح من المرشحين بعرض برنامجه الانتخابي علي أعضاء هيئة التدريس. وأشار في اتصال هاتفي ل"بوابة الوفد" إلي أن أعضاء هيئة التدريس حرصوا علي المشاركة خاصة وأنها هي المرة الأولي من نوعها أن يمارسوا حقهم في انتخاب من يمثلهم ويرأسهم وكان ذلك علي مرئى ومسمع من الجميع خاصة بعد آفة التعيين التى كانت متبعة فى عهد النظام السابق وتخضع لأصحاب الحظوة وأهل الثقة والقادرين على النفاق والتطبيل لأبناء الأسرة الحاكمة. وأكد عبد العزيز أنه يتمني أن تتم انتخابات رئاسة الجامعة مثل ما حدثت انتخاب العمداء وخاصة حالة الشفافية التي سيطرت عليها دون تفضيل أي مرشح علي الآخر وعلي الجميع الاحتكام لصندوق الانتخابات ومن يأتي من خلاله علي الجميع أن يرضي به. وتابع، إن الآليات الواجب توافراها في القيادة الجامعية وخاصة رئيس الجامعة أن يكون متقبلا للآخرين ولديه قدرات إدارية وليست أكاديمية فقط حيث إن المنصب إداري وليس أكاديميا، مطالبا جميع المرشحين حين الفوز بالمنصب أن يتركوا ميولهم الحزبية والسياسية خارج الجامعة، ويكون بمنتهي الحيادية مع جميع الفئات والتيارات المختلفة للجامعة دون التحيز لجانب علي حساب الآخر وتكون مصلحة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب هي الشغل الشاغل له. ووافقه الدكتور معتز السيد عبدالله عميد كلية آداب القاهرة بأن خطوة الانتخابات بشري سارة للتعليم الجامعي، مشيرا إلي أنه يأمل من جميع القيادات الجامعية الذين لم يتقدموا باستقالتهم علي مستوى الجمهورية أن يقدموها ويقدموا علي نفس المنصب بالانتخاب لكي يستمتعوا بما للديمقراطية من إيجابيات ولها دور في زيادة روح الشفافية بين المرشحين ، مشيرا إلي أنه يتقدم بالشكر والتقدير لشهداء يناير الذين منحوه هذا الحق وهذه التجربة الجيدة قائلا :" إنه بتلك الانتخابات التى تمت يضربون المثل فى الشفافية والديمقراطية، متمنيا أن تكون تلك الانتخابات مثلا يحتذى به فى الانتخابات البرلمانية القادمة". وفي سياق متصل أكد الدكتور علي مكاوي أستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة أن جامعات مصر تشهد عرسا ديمقراطيا لم تشهده منذ نشأتها وهى التجربة التى طالما بحث أصواتهم للمطالبة بها، والانتهاء من تعيين قياداتهم بمعيار المحسوبية للنظام وتقارير أجهزة الأمن التى كانت تمتلك وحدها إدارة البلاد. ووفي نفس الشأن قال الدكتور عمر سالم أستاذ القانون بكلية الحقوق إن الآلية المستخدمة في إختيار القيادات الجامعية تلبي المطالب الديمقراطية التي نادي بها الجميع منذ فترات وأنها ستكون بشري خير علي التعليم الجامعي من أجل التقدم والازدهار، قائلا :"أنا شخصيا أستبشر خيرا بالانتخابات الجامعية"، مطالبا بضرورة تحسين الأحوال المالية لأعضاء التدريس والعاملين بالجامعات ودعم ميزانية البحث العلمي. وتشهد انتخابات رؤساء جامعة القاهرة منافسة ساخنة بين المرشحين بعد وصول عددهم إلي 9 مرشحين ومن المقرر أن تتم في 10 من أكتوبر الجاري بعد أن انتهت من انتخابات العمداء ماعدا عميدة كلية آثار القاهرة التي لم تتقدم باستقالتها حتي الآن مما أدي إلي تظاهر أعضاء هيئة التدريس بالكلية.