دينا صلاح الدين منذ 1 ساعة 52 دقيقة الأم: أنتي اتجننتي يا بنت، ده لو باباكي عرف هيقطع رقبتك. البنت: ماما أنا مبعملش حاجة غلط، أنا بحبه وهو بيحبني ووعدني إنه هيقابل بابا ويطلبني منه. هكذا كان الحوار الذي يدور في أي بيت مصري حين تعرف الأم أن ابنتها على علاقة بشاب، فكيف يحدث ذلك ونحن نعيش في مجتمع له عاداته وتقاليده الشرقية.. بالتدريج تغير هذا الحال، وبدأ الأهل يتفهمون أن يكون لابنتهم علاقة بشاب أو أكثر طالما أنه زميلها في الدراسة أو العمل، وبعد فترة وبدعوى التحرر والتمدن بدأ الأهل يتقبلون أن ترتبط ابنتهم بعلاقة حب طالما أن هذه العلاقة تحدث بمعرفتهم، طبعا لا توجد مشكلة في أن يتفهم الآباء مشاعر ابنتهم، لكن المشكلة في طريقة بعض الآباء في التعامل مع هذا الأمر، فبعضهم يرى هذا مظهرا من مظاهر التحضر وفي سبيل ذلك التحضر فكل شيء مسموح، والبعض الآخر يتظاهر بموافقته ابنته على هذه العلاقة فقط من باب التقليد متخليا عن دوره في نصحها. بعيد عن البيت "عايزة تصاحبي يبقى بعيد عن منطقة البيت".. النصيحة الوحيدة التي كانت تنصحها والدة "داليا" لها، فكل ما كان يهمها أن يكون الشخص الذي تريد ابنتها الارتباط به -وكما تقول تصاحبه- من منطقة سكنية بعيدة عن منزلها دون أن تهتم بمعرفة شخصية هذا الشاب وطريقة تفكيره.. في البداية كنت أراها أم "كول"، لكن فيما بعد بدأ الأمر يستفزني؛ فإذا كانت مقتنعة أن ابنتها لا تفعل خطأ فلماذا تنصحها دائما بذلك؟ وفي مرة سألتها: "ليه دايما بتقولي لداليا كده؟" أجابتني:"عشان لما يتقدم لها حد ويسأل عن أخلاقها محدش من المنطقة يقوله إنها كانت مصاحبة" قاطعتها:"طب افرضي إن واحد من اللى هي بتعرفهم هو اللى اتقدم لها" بكل ثقة أجابتني: "لا طبعا ده كله لعب عيال". وقتها أدركت أنها لا تتفهم مشاعر ابنتها أبدا وأن الأمر كله ليس أكثر من مجرد تظاهر بالتمدن دون اقتناع منها بما تفعل. عيد ميلاد ال boy friend على النقيض تماما كان موقف أحد أصدقاء والدي، حين دعاه والدي للسفر معنا هو وأسرته لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، اعتذر قائلا: "معلش مش هينفع نيجي لأن عيد ميلاد ال boy friend بتاع سارة يوم الجمعة وهتسافر معاه عشان يحتفلوا بيه مع بعض". بلا شك إجابته أدهشتني وأثارت فضولي لأن أسأله: "يعنى إيه boy friend؟" بدهشة أكبر من دهشتي سألني:" بجد مش عارفة يعنى إيه، إزاى ده في كل الدول الأوروبية البنت لازم يكون لها boy friend". طبعا لم أكن أقصد من سؤالي هذه الإجابة الساذجة بل كان قصدي معرفة طبيعة العلاقة هل هي حب أم صداقة أم كما يقصدها الغرب، لكنى حصلت على معلومة أخرى هي أن السبب الوحيد لاقتناعه بعلاقة ابنته هو تقليد الغرب.