«سبايك لى» هذا الاسم المثير للجدل دوما ليس بسبب نوعية أفلامه وأسلوب معالجته لها، ولكن لتحديه نجوم هوليوود منذ العام الماضى ومهاجمته للأوسكار واتهام القائمين عليه بالعنصرية، والدخول فى معارك ضد هوليوود تصل الى حد التطرف فى الكلام عن حقوق الممثلين السود.. سبايك لى كمؤلف او كمخرج أو ممثل او منتج أو ناشر أو ناشط، لعب دورا كبيرا فى تمزيق الصورة النمطية عن السود طارحا القضايا العرقية بشكل صريح وكان آخرها ما فعله فى منتصف العام الماضى في مدينة شيكاجو للدفاع عن فيلمه الذي يحضر له بعد تعرض اسمه المفترض )تشيراك( لانتقادات من ساسة محليين. وقال لي في كنيسة في منطقة ساوث سايد في شيكاجو محاطا بأمهات من أصل أفريقي يحملن صور أبنائهن الذين قتلوا في أعمال عنف بالشوارع إن الفنانين مرآة للمجتمع وهم ليسوا خائفين من قول الحقيقة. وقال سبايك لي «علينا أن نوقف الجنون. إنه «وضع» ينافي المنطق.. مضيفا أن من عبروا عن آرائهم حيال الفيلم لا يعرفون شيئا عما يجري. وتطرق لي إلى اسم الفيلم المفترض «تشيراك» دون أن يفصح عما إذا كان سيعتمده أم لا وامتنع عن الإجابة على أي سؤال. ولفظ «تشيراك» تعبير يستخدم في العامية ويشبه مدينة شيكاجو ثالث أكبر مدينة في الولاياتالمتحدة بساحات الحرب في منطقة الشرق الأوسط. وعبر رئيس بلدية شيكاجو رام إيمانويل والسناتور ديك دوربن وعضو المجلس البلدي أنتوني بيل عن قلقهم من العنوان واعتبره الأخير «مهينا». وسجلت شيكاجو 407 جنايات قتل عام 2014 وهو رقم يفوق كثيرا عدد الجرائم في نيويورك أكبر مدينة في الولاياتالمتحدة الذي بلغ 328. وقال سبايك لي إنه ليس مهتما بالسياسة أو السياحة في شيكاجو.. الكثيرون يرون أن أفلامه بمثابة سلسلة من الاحتجاجات السياسية ضد العنصرية والتفرقة بين الرجل والمرأة. الى جانب أنها قدمت جيلا جديدا من الممثلين، من بينهم دينزل واشنطون وويسلى سنيبرز وسامول ال جاكسون وانجيلا باسط ولورانس فيشبارنب، وهو يعد من أفضل مخرجي السينما، بعبقريته الفذة وصورته السينمائية المختلفة..وهو نصير قضايا السود الى درجة الهوس والتطرف أحياناً والسينما لديه ذات تركيبات بصرية وحيوية، والكاميرا بين يديه تشعرك أنك أمام فنان ذي ذكاء، مخترع ومفكر وفيلسوف بقفزه بسهولة بين الأزمنة والأمكنة. ولكن على الجانب المخرج «سبايك لي» لا يمكنه إخراج فيلم حركة جيد على الإطلاق وله تجاربه التي فشلت من قبل.. ولقد كانت بدايته بفيلم «صالون حلاقة جو، نحن نقطع الرؤوس» وحصل هذا الفيلم على جائزة الطالب من أكاديمية فنون وعلوم السينما. ثم قدم فيلما جنسيا بعنوان «انها ستحصل عليه» فاز بجائزة العمل الاول من مهرجان كان السينمائى، وحقق 9 ملايين دولار أرباحا. و«سبايك» لي ومن أعماله الفتى العجوز ،فيلم جريمة سنة 2013. بطولة جوش برولين, إليزابيث أولسن, شارلتو كوبلي وصامويل جاكسون...وتدور فكرته حول أوه اديسون الرجل المسجون داخل ناطحة ناطحة سحاب من قبل مجهولين لمدة خمسة عشر عاماً، وبعد ان يتم إخلاء سراحه يخرج كالمجنون يبحث عن الانتقام مِنْ مَنْ فعل به هذا ويبحث عن اجابة سؤال لما قضي 15 عاما من عمره ليتحول من صبي الي صبي عجوز. الفيلم كانت ميزانيته 30 مليون دولار أمريكي.. الفيلم مأخوذ من فيلم كورى أنتج في عام 2003 ولا يبتعد كثيرا عن النسخة الأصلية للفيلم.. فمشهد المطرقة المشهور يظهر واضحا ضمن أحدثه.. وفى فيلمه الدخيل مع دينزل واشنطن «سبايك لي» ركز بشدة على مدينة نيويورك كما هي عادته منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وركز على العلاقة بين البيض والسود وكيف أنه يجمعهما معًا انفعالات واحدة ويتأثران بذات الشيء معاً وهو ما أصبح مملاً بالنسبة للأمريكيين ،وعمد المخرج إلى استخدام تقنية الفلاش فورورد وهي عكس الفلاش باك.. ليمنحك النهاية في منتصف الأحداث كل خمس دقائق.. فعندما تدخل الأحداث منعطفًا مظلمًا يأتيك بفلاش فورورد للتحقيق مع الرهائن بعد انتهاء الأحداث..وهناك فيلم حمى الأدغال والذى قدم هالى بيرى وكان نقطة انطلاقتها الكبري أمام «ويسلي سنايبس» و«أنتوني كوين» وصامويل جاكسون وفيلم Sugar Hill (تل السكر) وقدم فيه ويسلي سنايبس في شخصية متورطة في تجارة المخدرات وهناك فيلمه «افعل الصواب» فى عام 1989 وحصل به على جائزة الرابطة الوطنية الأمريكية لتنمية الملونين لأفضل ممثلة سينمائية، الذى وضعه على قائمة أهم مخرجى السينما الامريكيين. ودار حول التوتر العرقى العنصرى. كان عالم الجاز هو موضوع فيلمه لعام 1990 والذى حمل عنوان «أفضل معزوفات البلوز لمو» وهناك فيلم نيو جاك سيتي.. وفى فيلمه هناك أربعة مراهقين من المدينة يقعون خلال مطاردتهم للسلطة والسعادة، والذي يصفونه بأنه العصير وفيلم «كروكلين» وهو كوميديا لاذعة استلهمها سبايك لى من تجربة حياته الشخصية فى بروكلين فى نهاية السبعينات، وكان سيناريو الفيلم من تأليفه بمشاركه شقيقتيه جووى وسينكى.أما أهم أفلامه فهو مالكوم إكس هو فيلم تم إنتاجه عام 1992 ويدور حول سيرة حياة مالكوم إكس التي قام بكتابتها الزعيم الأفريقي الأمريكي مالكوم إكس وشاركه فيها أليكس هالي. وهو أول فيلم غربي يقوم بتصوير بعض المشاهد في مكةالمكرمة، بإذن من الهيئة الشرعية وقد تم تصوير الفيلم أيضا في الولاياتالمتحدة ومصر وجنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية، وتلقى الفيلم ترشيحين لجائزة الأوسكار: عن فئة أفضل ممثل في دور رئيسي «دنزل واشنطن» وعن فئة تصميم الأزياء «روث كارتر»، وترشيح واحد لجوائز الجولدن جلوب «عن فئة أفضل ممثل في فيلم درامي». وقد تم عرض الفيلم داخل المنافسة في مهرجان برلين السينمائي، حيث فاز واشنطن بجائزة أفضل ممثل. ولحضور العرض الأول للفيلم قد قام سبايك لي بحث جميع الأفارقة الأمريكان علي عمل إضراب والتغيب عن المدرسة قائلا: «سوف أخبركم بجزء من قصة أمريكية التي ظلت حتي الآن غامضة. وأراد سبايك لي من جميع الممثلين أن يخضعوا لاختبار، بمن فيهم من عمل معه من قبل. ومن الفنانين الذين خضعوا لهذا الاختبار كانت باميلا اندرسون وويسلس سنايبس. ودينزل واشنطن يلعب دور مالكوم إكس كان الممثل الوحيد المؤكد أنه سيكون بالفيلم هو دينزل واشنطن، والذي قد عمل سابقا مع لي في فيلم «per Mo' Better Blues». وبالرغم من أن شعره وبشرته أغمق بكثير من مالكوم تم اختياره لتمثيل دور الزعيم الأمريكي الإفريقي. ويقول سبايك لي متحمسا «فكانت تشع منه هالة مالكوم إكس». وله فيلم مثير للجدل أيضا «حصل على لعبة He Got Game» بطولة دنزل واشنطن وراي ألين وميلا جوفوفيتش, الفيلم يتكلم عن شخص إسمه جيك يتهم بقتل زوجته ويحلم بأن يكون لاعب كرة سلة ويقابل لاعب السلة راي ألين. وفيلم الساعة الخامسة والعشرين (25th Hour) بطولة إدوارد نورتون وفيليب سيمور هوفمان وباري بيبر وبراين كوكس، ترشح الفيلم لجائزة الجولدن جلوب كأحسن موسيقى، وترشح كذلك لجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي الدولي. وقد بلغ مجموع إيراداته حول العالم 24 مليون دولا، وهو ما يعد نجاحا جيدا قياسا بميزانية الإنتاج التي بلغت 5 ملايين دولار.. مونتي بورجان «إدوارد نورتون» تاجر المخدرات بمدينة نيويورك، يقضي آخر يوم له من الحرية، إذ سيبدأ من الغد تنفيذ عقوبة السجن لمدة 7 سنوات. ويدور حول مونتي الذى يقرر قضاء آخر 24 ساعة من الحرية له بصحبة أعز صديقين له منذ أيام الطفولة، الذين ابتعد عنهما عندما سلك طريق المخدرات، علهما يهوّنان عليه وحدته وخوفه وشعوره بالخيبة، وهما فرانك سلاتري «باري بيبر» سمسار البورصة، أحد أكثر الناجحين في هذا المهنة المليئة بالمجازفات الخطيرة، وصديقه الآخر جاكوب إلينسكي «فيليب سيمور هوفمان» مدرس اللغة الإنجليزية الذي يغار من ثراء صديقيه، ورغم صعوبة عمله كأستاذ لتلاميذ المرحلة الثانوية في مدرسة في أحد الأحياء الفقيرة، فإنه غير مستعد لترك عمله من أجل المال السهل مثلما فعل مونتي. يقضي الثلاثة الليل بأكمله يجوبون أنحاء المدينة، ويتذكرون أيام الطفولة وأحلامهم البريئة، بينما يشرد مونتي فيما آل إليه وضعه، متسائلا: هل من سبيل للتغيير والبدء بحياة جديدة نظيفة.. ووسط هذا الجو المشحون ضده مازال العالم فيلمه الوثائقي عن مايكل جاكسون فى 26 فبراير بعنوان «Michael Jackson's Journey from Motown to Off the Wall» «مسيرة مايكل جاكسون من شركة «موتاون» إلى ألبوم «أوف ذي وول»، ويعرض للمرة الأولى خلال مهرجان «ساندانس» الأمريكي للسينما في 24 يناير.. ويتناول الوثائقي انتقال جاكسون من تعاونه مع شركة الإنتاج الموسيقي «موتاون» التي فتحت له أبواب الشهرة مع فرقة «جاكسون فايف»، إلى تعاونه مع المنتج كوينسي جونز الذي جعل منه سيّد البوب بلا منازع. وأجرى المخرج سبايك لي في إطار هذا الفيلم، مقابلات مع عائلة مايكل والمغني فاريل وليامز ولاعب كرة السلة كوبي براينت.