النجم الأمريكى دينزيل واشنطن نجم الدورة ال62 من مهرجان سان سباستيان السينمائي الذى يستمر حتى السابع والعشرين من سبتمبر الجاري، وكان بطل فيلم الافتتاح عن قصة أصلية لسلسلة من الحلقات التليفزيونية التي تحمل نفس الاسم التي كان يتم عرضها في الثمانينيات، وتدور أحداث الفيلم المتعادل «Equalizer» الذي يقوم فيه الفائز بجائزة الأوسكار «دينزل واشنطن» حول رجل المشاة المتقاعد «روبرت ماك كول» الذي ادعى وفاته لكي يعيش بسلام بعد التقاعد كمواطن عادي في مدينة «بوسطن» بولاية مساشوستس الأمريكية. تبدأ أحداث الفيلم عندما يخرج «ماك كول» عن صمته ويكشف عن نفسه في محاولة لإنقاذ امرأة شابة تدعى «تيري»، تقوم بدورها الممثلة «كلو موريتس»، مما أدى به إلى التورط في اشتباكات عنيفة مع مجموعة من أفراد المافيا الروسى.. ويعيد الفيلم أجواء الصراع بين المخابرات الأمريكية والمنظمات السرية السوفيتية إبان الحرب الباردة (وهو موضوع المسلسل)، ولكن بعد أن أصبح الخطر الروسي يتمثل في تلك العصابات الإجرامية التي تتاجر في كل شيء، من المغرّر بهن لممارسة الدعارة إلى البترول. من المعروف أن استطلاع أجراه مركز «هاريس» للاستطلاعات للرأي أكد أن الممثل الأمريكي دينزل واشنطن هو النجم السينمائي المفضل لدى الأمريكيين..وواشنطن في سنة 1982 بدأ التمثيل في المسلسل التليفزيوني «سانت السافور» حيث لعب دور الدكتور فيليب تشاندلر، وبدأ منتجو هوليوود بتسليط الضوء عليه مما أظهر نجوميته. وفي سنة 1987 لعب دور المناضل الجنوب أفريقي ستيف بيكو في الفيلم السينمائي (دموع حرية ريتشارد أتنبورو)، وهذا الدور أكد نجوميته حتى أنه ترشح لجائزة أفضل ممثل مساعد في مهرجان الأوسكار، بعد ذلك بسنتين تلقى دينزل واشنطن جائزة أفضل ممثل مساعد في مهرجان الأوسكار عن دوره في فيلم الدراما جلوري (Glory) عام 1989. وأغلب أفلامه الناجحة أخرجها سبايك لي خصوصاً فيلم «مالكوم إكس» الذي منحه الفرصة الثانية للترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل.. ويجسد في هذا الفيلم دور المناضل الأمريكي الأسود «مالكولم إكس» الذي اعتنق الإسلام، ونادى مثل غيره من السود بتحسين أوضاع السود وإلغاء نظام الفصل والتمييز العنصري في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. لكنه في عام 1998 قام ببطولة فيلم «الحصار» الذي يعده البعض أسوأ فيلم أمريكي مسيء للإسلام. وفي عام 1999، لعب دور المحقق العبقري المصاب بالشلل في فيلم (جامع العظم) إلى جانب أنجلينا جولي, حيث يقومان بملاحقة قاتل محترف. أيضاً في عام 1999 شارك ببطولة فيلم الإعصار، وهو كذلك تجسيد لقصة حقيقية، قصة الملاكم الأمريكي الأسود وبطل العالم في الحجم المتوسط في الملاكمة «روبن كارتر» وقد حقق الفيلم أعلى الإيرادات، وعليه تلقى دينزل واشنطن جوائز كثيرة من أهمها جائزة «جولدن جلوب» ورشح لمرة جديدة لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل. وعلى الرغم من أدواره الأيقونية القوية في أفلامه السابق ذكرها إلا أنه فاز بأوسكار أفضل ممثل رئيسي في دور شرطي فاسد متقاعس في فيلم «يوم تدريب» عام 2001 ليكون بذلك ثاني أسود في تاريخ السينما يفوز بأوسكار أفضل ممثل رئيسي بعد سيدني بواتييه في الستينيات. في فيلم Philadelphia، لعب دور محام يدافع عن أحد المصابين بالإيدز نتيجة طرده من العمل، استطاع أن يطغى على إحساس توم هانكس في المشاهد بينهم، والفيلم كان له دور فعال، حيث إنه ظهر في الوقت الذي اجتاح مرض الإيدز ونقص المناعة أمريكا، وأصيب الناس بالرعب والخوف من خطر العدوى، ولكن الفيلم أظهر حقائق عن المرض لم يعرفها الكثيرون. وفي فيلم Training Day قام بدور الشرطي المرتشي المتوحش الذي يأخذ الضابط الجديد في جولة يظهر فيها مدى الفساد الذي يغرق فيه، من أفضل وأقوى الأدوار التي قدمها واشنطن، بل لقد نجح في خلق جمل يستخدمها الجمهور والشباب في مصطلحاتهم العامية لم تستخدم من قبل الفيلم، كما حصل من خلال هذا الدور على جائزة الأوسكار كأحسن ممثل. لعب واشنطن في فيلم Man On Fire دوراً جديداً تماماً على واشنطن، فمن رجل قانون إلى حارس خاص للأثرياء في المكسيك، ليواجه العصابات ويتعامل مع الطفلة بجدارة، ويقتل الكثيرين، ويميت الجمهور من القلق والتوتر أثناء المشاهد. وقدم فيلم (Inside Man) شخصية المحقق «كيث» الذي يعتبر رسالة لمستشفيات التأمين على الصحة، وكان أداء «دينزيل» أكثر من رائع وأستمر في تقديم الأفلام المميزة الواحد تلو الواحد، وقدم عام 2007 فيلماً بعنوان (American Gangster) نال به ترشيح جائزة «الجلودن جلوب» لأفضل ممثل درامي، وفي نفس العام قدم فيلم (The Great Debaters)، وقام بإخراجه أيضاً حيث أبدع فيه وكان بطل الفيلم الممثل «Derek Luke».. وفي سنة 2010 قدم فيلم «The Book of Eli» حيث جسد شخصية «آيل» الشخص الذي يتجه إلى الغرب بعد أن انعدمت الحياة على الأرض حاملاً معه الكتاب المقدس وقام «دينزيل» بدور أكثر من مميز، وأخيراً وليس آخراً قدم فيلم «Unstoppable» حيث قام بشخصية «فرانك بيرنز» سائق القطارات الذي يتعرض لموقف خطير ويقوم بدور بطولي قبل أيام من تقاعده. اختارته مجلة People في عامي 1990 و2002 ضمن أحد أكثر 50 شخصاً من الناس جمالاً.. كان والد دينزيل قساً وكان دائماً ما يأخذ «دينزيل واشنطن» إلى المحاضرات في الكنيسة، بينما كانت أمه تعمل في محل للتجميل وكانت هي الأخرى تأخذه إلى المحل كثيراً.. قال عن نفسه: «أنا فخور جداً كوني أسود ولكن الأسود ليس جميعه أنا إنما هي خلفيتي التاريخية الثقافية إنها تركيبي الوراثي هي القاعدة التي أجيب عنها عن كل سؤال».. وقال: «الناس يقولون تهانينا أخيراً حصلت على الأوسكار ولكن يجب أن أصحح لهم في الحقيقة هذا هو أوسكاري الثاني فقد فزت على دوري في Glory ولكن بعض الناس يقولون نعم ولكن هذا الدور كان لممثل مساعد إنما بالنسبة لي هو نفس الشيء».