هو باحث أكاديمي وناقد سينمائي له ثقله بين المثقفين المصريين الذين يعملون بجد وإخلاص دون انتظار منصب أو مكانة؛ فهو يضع نصب عينيه نجاح وطنه من خلال رفع مستوى الثقافة والسينما. إنه الناقد والدكتور وليد سيف الذي كان ل"بوابة الوفد الإلكترونية" معه هذا الحوار حول مشكلات مهرجان الغردقة السينمائي مع وزارة الثقافة والمركز القومي للسينما، وكذلك مشكلات مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي وأزمة التمويل التي تُعاني منها المهرجانات الفنية.. ذُكر بإحدى الصحف أنك اعترضت على لجنة المركز القومي للسينما ثم اعتذرت.. فما تعليقك؟ لم يحدث أن قلت أن اللجنة التي شكلها المركز القومي للسينما مرفوضة ولكني قلت في حوار سابق أن قرار اللجنة مرفوض وسقط من الحوار سهواً كلمة "قرار" وأرسلت تصويب للجريدة التي نشرت الحوار ولم أقدم أي اعتذار حسبما ردد البعض. ولكن هل خضت تجربة الحصول على تمويل مهرجان من قبل؟ لم يكن لي في السابق أي علاقة بالجهات المانحة التي تقوم بتمويل المهرجانات سواء كانت خاصة أو حكومية وهذا العام خضت التجربة واكتشفت أنها عملية صعبة؛ خاصة مع مسئولي الحكومة الذين يتعاملوا مع الثقافة على أنها درجة ثانية أو ثالثة؛ باستثناء جهات قليلة مثل وزارة السياحة وهيئة التنشيط السياحي فهم بادروا بدعم المهرجان؛ وتناقشوا معي في الجوانب الثقافية من المهرجان والسياحية وهو ما لم يقم به مسئولي وزارة الثقافة الذين اهتموا فقط بالميزانيات والمكرمين والأمور الإدارية. وماذا عن مجلس الإدارة الذي شكله المركز القومي للسينما؟ المجلس لم يشغل باله بمناقشة الملفات المطروحة عليه، وأرسى مبدأ إمكانية أن تقيم كل جمعية مهرجان واحد فقط لأن كل من سيتقدم بمهرجان سيتم قبوله دون أسس وهذا أمر أدهشني! بالرغم من الخط الساخن الذي أقمته مع د.خالد عبد الجليل مدير المركز. ولم تراجعت عن تقديم مهرجان أفرو أوروبي واكتفيت بمهرجان أوروبي فقط؟ وافقت على أن يقتصر مهرجان الغردقة على الأفلام الأوروبية فقط كي لا يتأثر مهرجان الأقصر بذلك؛ خاصة وأنها أفلام قليلة وتفهمت طلب الدكتور خالد عبد الجليل وبناء على ذلك حددنا موعد المهرجان في شهر ديسمبر. وما علاقة المجتمع المدني بالمهرجانات؟ هذا كلام في ظاهره جيد ولكن باطنه غير معلوم.. لأن هناك جمعيات لها تاريخ مثل جمعية كتاب ونقاد السينما وأنا أعتبر ذلك فكر "فلولي" أشبه بفكر جمعية شباب المستقبل التي أنشأها جمال مبارك لأنه يستخدم عبارات مطاطة وهذا أمر سيسهم في تدمير الجمعية الوحيدة التي لها دور بارز مع المهرجانات منذ سنوات طويلة . ولكن الميزانيات تختلف من مهرجان لآخر؟ هذا حقيقي فلا يوجد ميزانية موحدة للمهرجانات ولكن هل من المعقول أن يتم تدعيم مهرجان يكرم فيفي عبده وأحمد بدير في حديقة بالإسكندرية عن مسلسلات رديئة وهابطة!؛ وهذا سؤال يجيب عليه المركز القومي للسينما لأننا نعيش في انتكاسة فكرية. وماذا عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟ كل مثقفي وفناني مصر يعلمون أن جمعية كتاب ونقاد السينما هي صاحبة الحق في مهرجان القاهرة لأنها أقامته على مدار 8 دورات إلى أن اغتصبته منها وزارة الثقافة؛ وآن الأوان أن يعود الحق لأصحابه بعد الثورة بدلا من أن تقوم الوزارة بتوزيع ما قامت باغتصابه على جمعيات ليس لها تاريخ أو سابقة أعمال . وهل ستقومون برفع دعوى قضائية لاسترداد مهرجان القاهرة؟ المستشار القانوني للجمعية توصل لصيغة ولكن لن يتم الإعلان عنها حالياً، والأمور المالية الخاصة بمهرجان القاهرة غامضة وحسب معلوماتي هي محل تحقيق الآن وهذا المهرجان حق للجمعية وليس لأي جهة أخرى مع كامل احترامي وتقديري لأعضائها لأن الوزارة ليس من حقها منحهم تنظيمه. ولكن مهرجان الإسكندرية له تاريخ من المشاكل؟ أعترف بذلك ولكن آخر 5 دورات تم تلافي العديد من هذه المشكلات وأشاد به الجميع بعيدا عن صيادي الأخطاء؛ لأن من يقولون ذلك يتحدثون عن دورات قديمة في بدايات المهرجان وتم تلافيها لأن المهرجان له دور كبير ثقافيا وسياحياً رغم معاناته من مشكلة الإقبال الجماهيري نوعا ما. وماذا عن مهرجان الغردقة؟ المهرجان يهتم بسينما أوروبا الشرقيةوالغربية وسيقوم بعرض مجموعة كبيرة من روائع أفلامها ليتعرف الجمهور عليها؛ لأن أوربا تنتج أفلاما أفضل من السينما الأمريكية التي أجبرتنا عليها حكومتنا السابقة؛ وسنقوم بتكريم السينما الروسية ضيف شرف المهرجان لأنها بدأت استرداد مكانتها علي خارطة السينما وهذا درس للسينما المصرية فنحن نعيش بمرحلة شبيهة الآن. ولكن أين مصر من المهرجان؟ مصر تشارك في التكريمات من خلال السينما المستقلة لأنها قامت بتنمية الوعي والحريات منذ التسعينات؛ ولعبت دورا هاما في الثورة فهم شباب مستقلين عن الأجيال التي عاشت في نظام مبارك وتلوثت به، ولم يقبل هؤلاء الشباب التنازل ولابد أن يرى أعمالهم الجمهور بالدول الغربية لأنها انتشرت عبر المواقع الاليكترونية والمهرجانات السينمائية إقليميا ومحليا ودوليا. وإلى أي مدى وصلت مفاوضاتكم مع وزارة الثقافة والمركز القومي للسينما؟ للأسف مازلوا يتعاملون بنفس النهج القديم وأُعلن من خلالكم أن قرارات المركز القومي للسينما صدرت بعد جلستين فقط ، وقد اعلنت رفضي لهذه القرارات لأنها أشبه بتوزيع التورتة وأرسلت مذكرة بذلك للمركز ولوزير الثقافة، وما زال الحوار مفتوحا مع الدكتور عماد ابو غازي، وهناك موعد للقاء قريب معه لمناقشة الأمر؛ فأنا لن أيأس أو أتوقف عن محاولاتي وسأظل أتعامل باحترام وسأصعد الأمر لرئيس الوزراء؛ وقد أرسلت له بالفعل مذكرة طالبت فيها بانقاذ السينما والثقافة والتعامل معها على أنها ملف ثقافي وليس سبوبة، فيجب احترام المثقفين ولا نرتكب جرائم المخلوع الأحمق يوم تعديه علي المثقف الكبير الدكتور محمد السيد سعيد. وماذا تقول حول مزاعم تأجيل أو منع المهرجان ؟ أنا أقول للجميع أن المهرجان سيقام في موعده المحدد ولو بالجهود الذاتية والخبرات والامكانيات التي ستوفرها وزارة السياحة والجهات الخاصة لأنه لا يستطيع أحد أن يمنع الجمعية من إقامته فهناك جهات حكومية تؤمن بالثقافة ولن تسمح لهم بالقضاء على الثقافة. شاهد الفيديو