عقد مجلس الشعب المصري الجديد أولى جلساته اليوم الاثنين 23 يناير، منذ الاطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك وبعد انتخابات كان أكبر الفائزين فيها حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، يليه حزب النور الذراع السياسي للسلفيين. وتجمع العشرات من أنصار حزبي ''الحرية والعدالة''، و''النور'' السلفي، أمام بوابة مجلس الشعب التي دخل منها النواب، لاستقبال نواب الحزبين. وردد المتظاهرون الذين حملوا أعلام مصر وشعارات حزبيهما هتافات: ''ارفع راسك فوق انت مصري''، و''أحمد عز فين؟ .. النواب أهم''. ويحتفظ مجلس الشعب المصري بإجراءات إنعقاده لأكثر من قرن، منذ كان يسمى شورى النواب 1864، ثم الجمعية التشريعية فى عهد الاحتلال، التى تلاها مجلسا النواب والشيوخ خلال العصر الملكى، بعدها مجلس الأمة فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، وأخيرا الشعب والشورى. ويطالب سياسيون وقانونيون في مصر بإلغاء مجلس الشورى محدود الصلاحيات والذى يعد "جراج" لوزراء الحكومات السابقة المحالون إلى المعاش، والاكتفاء بمجلس الشعب الشعب. ويفتتح الرؤساء عادة برلمانات بلدانهم عند انتخاب أعضائها، إضافة إلى افتتاح سنوى مع كل دور انعقاد. وفى مقارنة لما يحدث في مصر يفتتح البرلمان في بريطانيا رأس الدولة الملكة إليزابيث الثانية منذ 1952 وحتى الآن، وذلك عند انتخاب أعضائه، إضافة إلى كل دور انعقاد سنوى فى نوفمبر أو ديسمبر من كل عام. ويتكون البرلمان الإنجليزى من مجلسى العموم المنتخب من الشعب، واللوردات المعين من الملكة ليضم إلى جانب العائلات الأرستقراطية، بعضا من أبرز نجوم المجتمع ممن حازوا ألقابا ملكية. وفى مشهد يعبر عن تقاليد عريقة يدخل حاجب الملكة، ثم السفراء الأجانب، وقضاة المحكمة العليا، وأعضاء البرلمان، وكبير الأساقفة الإنجليكانيين، فى مشهد مهيب، يتابع التليفزيون أثناءها تحرك الموكب الملكى من قصر باكينجهام حتى وصوله لمبنى البرلمان، فى المبنى الشهير ببرج ساعة بيج بن على نهر التايمز وسط لندن. وبعد أن يتخذ كل موقعه فى جلسة البرلمان بمجلسيه الذى يرأسها عادة رئيس مجلس اللوردات، تلقى الملكة خطاب العرش، الذى يكتبه رئيس الحكومة، ليعبر عن سياسات الحكومة العام التالى. وهذه الإجراءات تعبر عن تاريخ سياسى، قانونه الأساسى أن الملوك يفقدون دائما سلطاتهم بالتدريج لصالح البرلمان البريطانى القوى الذى يختار الحكومة ويحدد برنامجها. ولا نكاد نعثر على تقاليد بهذا الثراء فى خارج بريطانيا، حيث يكتفى الكونجرس الأمريكى، بخطاب الرئيس فى الثالث من يناير من كل عام، أو ما يسمى خطاب حالة الاتحاد. ويرأس الجلسة المشتركة للكونجرس نائب الرئيس الأمريكى الذى هو نفسه رئيس مجلس الشيوخ. وهذا الافتتاح يمثل الواقع السياسى الأمريكى، الذى يكون فيه الرئيس أقوى شخصية سياسية فى البلاد، مقابل الكونجرس أقوى المؤسسات. وألزم أول دستور حديث (الدستور الأمريكى) الكونجرس بعدم الاجتماع خارج مقره فى كابتول هول بالعاصمة واشنطن. وفى فرنسا، يفتتح الرئيس، الذى يمنحه الدستور سلطات واسعة الجمعية الوطنية المكونة من النواب والشيوخ المنتخبين، فى مقره بقصر البوربون على نهر السين، وسط العاصمة باريس. وفى الهند، يتوجه رئيس الاتحاد الهندى صاحب السلطات الشرفية، ليفتتح "بهارات كى سانساد" البرلمان بمجلسيه تقليدا لخطاب العرش البريطانى.