بدء زراعة أكثر من مليون فدان أرز.. واستنباط 4 أصناف جديدة قليلة الاستهلاك للمياه    وزير الاتصالات: من مليار إلى 2 مليار دولار تكلفة الكابل البحري الواحد    أسعار الحج السياحي والجمعيات الأهلية 2024    سول وبكين تناقشان تفاصيل زيارة وزير الخارجية الكوري الجنوبي إلى الصين    شكري يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية لغزة    إعلام عبري: العدل الدولية ستصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وآخرين.. لهذا السبب    حسين لبيب يهنئ لاعبي الزمالك بالتأهل لنهائي الكونفدرالية ويعد بصرف مكافآت خاصة    مصرع 5 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    ملك أحمد زاهر تكشف عن مواصفات فتى أحلامها    فيديو.. عمرو أديب يستعرض رواتب المبرمجين في مصر مقارنة بمختلف دول العالم    سامي مغاوري يتحدث عن حبه للتمثيل منذ الصغر.. تفاصيل    محافظ بني سويف يلتقى وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان    بالأسماء.. إصابة 12 في حادث انقلاب سيارة ميكروباص في البحيرة    انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة    في أحد الشعانين.. أول قداس بكنيسة "البشارة" بسوهاج الجديدة |صور    تريزيجيه يصنع في فوز طرابزون برباعية أمام غازي عنتاب    منة فضالي: اكتشفنا إصابة والدتي بالكانسر «صدفة»    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    محمد أبو هاشم: هذا أقوى سلاح لتغيير القدر المكتوب (فيديو)    صحة الإسماعيلية تنظم قافلة طبية مجانية ضمن مبادرة حياة كريمة    «الرقابة الصحية»: القطاع الخاص يقدم 60% من الخدمات الصحية حاليا    محافظ الدقهلية: دعمي الكامل والمستمر لنادي المنصورة وفريقه حتي يعود إلي المنافسة في الدوري    بايرن ميونخ يغري برشلونة بجوهرته لإنجاز صفقة تبادلية    فرقة بني سويف تقدم ماكبث على مسرح قصر ثقافة ببا    أون لاين.. خطوات إصدار بدل تالف أو فاقد لبطاقة تموين 2024    الرئيس عباس يطالب أمريكا بمنع إسرائيل من "اجتياح رفح" لتجنب كارثة إنسانية    بعد عامين من انطلاقه.. «محسب»: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم والتوافق بين أطياف المجتمع المصري    جذابة.. إطلالة ساحرة ل ياسمين عبد العزيز في صاحبة السعادة- وهذا سعرها    تحذيرات عاجلة لهذه الفئات من طقس الساعات المقبلة.. تجنبوا الخروج من المنزل    امتحانات الفصل الدراسي الثاني.. نصائح لطلاب الجامعات ل تنظيم وقت المذاكرة    دعاء راحة البال والطمأنينة قصير.. الحياة مع الذكر والقرآن نعمة كبيرة    التغيرات المناخية وآثارها السلبية في العالم العربي.. ورشة عمل بمركز الفلك بالبحوث الإسلامية    تعرف على مواعيد امتحانات المرحلة الإعدادية في مدارس الأقصر    منها تناول السمك وشرب الشاي.. خطوات هامة للحفاظ على صحة القلب    بروتوكول بين إدارة البحوث بالقوات المسلحة و«التعليم العالي»    «حرس الحدود»: ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر قبل تهريبها    ننشر أقوال محمد الشيبي أمام لجنة الانضباط في شكوى الأهلي    إعلام عبري: 30 جنديًا بقوات الاحتياط يتمردون على أوامر الاستعداد لعملية رفح    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد مستوى الخدمات المقدمة للمرضى بمستشفى أبوكبير    رمضان عبد المعز: فوّض ربك في كل أمورك فأقداره وتدابيره خير    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    وزير بريطاني يقدر 450 ألف ضحية روسية في صراع أوكرانيا    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    رفض والدها زواجه من ابنته فقتله.. الإعدام شنقًا لميكانيكي في أسيوط    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    اليويفا يكشف النقاب عن حكم مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في ذهاب نصف نهائي تشامبيونزليج    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    قضايا عملة ب 16 مليون جنيه في يوم.. ماذا ينتظر تُجار السوق السوداء؟    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    البوصلة    حسام غالي: «شرف لي أن أكون رئيسًا الأهلي يوما ما وأتمناها»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهيئة الشرعية تحذر العسكري وتدعو لمظاهرات 18 نوفمبر
نشر في التغيير يوم 13 - 11 - 2011

طالبت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتحديد موعد نهائي لانتخابات الرئاسة وتسليم السلطة لمدنين، وألا يتسببوا في التشكيك بوعودهم بأي شكل من الأشكال، ودعت الهيئة الشعب المصري إلى الخروج في مظاهرات حاشدة يوم الجمعة القادم في حال عدم التراجع عن وثيقة المباديء فوق الدستورية التي عرضها الدكتور علي السلمي نائب رئيس مجلس الوزراء.
جاء ذلك خلال مؤتمر الهيئة الرابع تحتت عنوان "نحو انتخابات نزيهة"، بمسجد بلال بن رباح في مدينة نصر بالقاهرة مساء أمس السبت؛ بحضور رئيس الهيئة الدكتور علي أحمد السالوس، وأمينها الدكتور محمد يسري إبراهيم، والنائب الأول للهيئة الأستاذ الدكتور طلعت عفيفي، والدكتور هشام عقدة، والشيخ خالد صقر، والدكتور طارق الزمر، والدكتور محمد هشام راغب، والمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين
وافتتح المؤتمر الدكتور محمد يسري إبراهيم الأمين العام للهيئة الشرعية، مختصرا هدف المؤتمر العام حول بيان المسئولية الملقاة على عاتق جميع المصريين (جماهيرًا ومرشحين وإعلاميين وقيادات سياسية وحزبية وقادة الرأي)؛ لضرورة الخروج بانتخابات نزيهة ناجحة، فضلا عن أهمية توضيح المعايير والضوابط والمحاذير المتعلقة بذلك، مشيرا إلى ضرورة التركيز في المرحلة الراهنة ثم المقبلة على الانتخابات البرلمانية، ودراسة نتائجها من حيث: نزاهة الانتخابات والنسبة الإجمالية التي سيحصل عليها الإسلاميون.
المتاجرة بالأصوات
من جهته، أكد الأستاذ الدكتور علي السالوس رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أن صوت الناخب أمانة، ويترتب عليه مسائل كثيرة مهمة تحدد مصير أمة بأسرها؛ لافتا إلى أنه على هذا الناخب أن يعلم أن الله تعال سوف يحاسبنا على أصواتنا، ويسألنا سبحانه: هل كنت تدلي بشهادة صدق وحق أم شهادة زور وكذب وافتراء وبهتان؟، فكأن الذين يشهدون بغير ما يعتقدون، والذين يشهدون لأناس لا يستحقون هذه الأصوات، فهو من باب شهادة الزور والكذب والتزوير، وقد حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأكد كذلك على أن الذين يتاجرون بأصوات الناخبين تجارتهم باطلة، ويشترك معهم صاحب الصوت وسمسار الأصوات ومن يعين على ذلك، مذكرا بان الجميع سوف يحاسب أمام ربه على هذا العمل الباطل، إلا أن الصورة ليست معتمة تماما؛ فهناك بارقة أمل ظهرت بعد عقود مظلمة؛ وهي إقبال الناس على الانتخابات –وقد كان استفتاء مارس الماضي خير دليل- حتى أننا وجدنا النتائج مبهرة للغاية، لأنها أخيرا عبرت عن الواقع.
وقال الدكتور السالوس أننا الآن أمام مرحلة دقيقة وحساسة؛ وعلينا أن نتيقن وأن ننظر إلى كل كلمة تخرج منا، كما علين أن نراعي ربنا عز وجل في هذه الأمانة؛ فنعطيها لمن يستحق، فعلى الأقل تبرأ ذمتنا ولا نحاسب على هذا يوم نلقى الله، والتحريم واضح وجلي لمن يتاجر بالأصوات، لأنه في ذاته حرام، فهو تزوير وشهادة زور، وذنبها عظيم ومعلوم لدى الجميع.
وناشد السالوس جموع المسلمين أن يربئوا بأنفسهم عن الوقوع في شهادة الزور،. وقد لفت الأنظار إلى أن هناك بعض الجهات تعمل على تخويف المسلمين وغيرهم من الإسلام، وكأن الإسلام هو قطع اليد، والرجم؛ وليس فيه نفع لأحد؛ مستعجبا أن الإسلام فيه نفع عام للبشرية بصورة لا توجد في سبيل غيره.
اختيار المرشحين
من ناحيته، أشار الأستاذ الدكتور طلعت عفيفي النائب الأول للهيئة الشرعية إلى أن كل المرشحين للمقاعد البرلمانية يتباروا للفوز بأصوات الناخبين، وما يدل ذلك إلا على أن محور نجاح هذه العملية، وأساس تحديد مستقبلها إنما هو "صوت الناخب"، وللأهمية القصوى لهذا الصوت أرسل فضيلته عدة رسائل إلى صاحب هذا الصوت: من أهما أنه يجب على الناخب معرفته بأن الدعوة إلى الإدلاء بالصوت إنما هي دعوة إلى شهادة؛ وقد قال الله تعالى "ولا تكتموا الشهادة.. آية"، فلا بد ألا يتخلف أحد ويتقاعس عن تأدية هذه الشهادة.
كما بين سيادته أنه أيضا يجب على هذا الناخب أن يعلم أن لصوته أهمية في نصرة الحق وخذلان الباطل، مشيرا إلى أنه صفعة في وجوه الظالمين والقتلة والمفسدين في الأرض ممن اعتادوا على تزوير الانتخابات، فعلى الناخب الكريم ألا يتخاذل عن أداء دوره، وبناء مستقبل أمته.
وأكد عفيفي على أن أعضاء المجالس في النهاية هم موظفون عند الشعب، وأنه على الناخب أن يتحمل مسئوليته في اختيار من يستأجر، وأن عدم مشاركته في الانتخابات سلبية سوف يستغلها آخرين ممن اعتادوا شراء الأصوات، وتخريب البلاد وأخلاق العباد؛ فلابد من أن نكون إيجابيين ونقطع الطريق على تجار وسماسرة الأصوات الذين يبغونها عوجا.
كما حذر الدكتور طلعت عفيفي من أن يقوم الناخب ببيع صوته بعرض من الدنيا قليل، لقاء بضعة جنيهات أو دولارات، أو لقاء دعوة إلى طعام أو شراب أو نحو ذلك، فإن هذه رشوة؛ وصدق الرسول الكريم: "الراشي والمرتشي في النار"، وذكر عفيفي بأن من استباح لنفسه أن يشتري الأصوات بأمواله فسوف يحرص على استردادها من أموال الشعب والبلد أضعافا مضاعفة.
كما حذر عفيفي من إعطاء الأصوات لمن عرف عليهم الكذب والخداع والفساد، ومن استغلوا مواقعهم السابقة في تحقيق الثراء لأنفسهم وذويهم، فأهدروا أموال البلد ومدخراتها وثرواتها، كما أنه على الناخب ألا يختار مرشح لأنه قريبه فقط، انطلاقا من العصبية أو القبلية أو نحو ذلك؛ فلقد النبي عنها " دعواها فإنها منتنة".
وحدد بعضا من الصفات التي أشار إليها القرآن الكريم التي ولابد أن تتواجد في الشخص المنتخب أو المرشح؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر: أن يكون قويا أمينا كفءً؛ فلقد قال الله تعالى ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين﴾، وقال على لسان نبي الله يوسف ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾، وذلك بغض النظر عن قربه منك أو بعده، اتفقت معه أو اختلفت.
وأيضا أنه لا بد من انتخاب الشخص الذي يشهد له ماضيه ببراءته من أي ظلم للعباد أو انتهاك للحرمات، أو انتهاب لثروات العباد، له دين يعصمه، وخلق يحكمه، وأدب يجمله، فلا يصدر عنه فاحش قول أو منكر عمل.
وفي نهاية كلمته أشار عفيفي إلى أن الأصوات أمانة فعلينا أن ندقق مرات ومرات فيمن نمنحه هذا الصوت، وان وضع هذا الصوت في غير موضعه يعرض الإنسان لخزي الدنيا وعذاب الآخرة، وقد جاء في الحديث الشريف " مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَحَدًا مُحَابَاةً لَهُ لا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلا، وَمَنْ أَعْطَى أَحَدًا مِنْ مَالِ اللَّهِ شَيْئًا فَحَابَاهُ ؛ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ " أَوْ قَالَ : " بَرَأَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ "، وفي حديث آخر "من استعمل رجلا من عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين".
رسائل للناخبين
من جانبه، أرسل الدكتور محمد يسري مجموعة رسائل للناخبين كآداب عامة يجب الالتزام بها: ومن أهما: أصلاح النية قبل الإدلاء بالصوت؛ لأننا نرجو بهذا الترشيح أن تدفع مسيرة نصرة الشريعة الإسلامية، وتعديل الدستور، وتنقية القوانين المصادمة للدين، وتحقيق الخير للمصريين وفي الحديث الشريف "إنما الأعمال بالنيات"، والأمور بمقاصدها، وأيضا المشاركة بإدلاء الصوت إيجابية محمودة تكثِّر الخير وتقلِّل الشر، ورسالة ثالثة: على الناخب ألا يشهد لأحدٍ إلا بعلم؛ لأن الصوت شهادة للمرشح الذي يتم اختياره؛ "فخير الناس أنفعهم للناس".
ويستكمل يسري الرسائل بأنه لا يجوز أبدا أن يبيع الناخب صوته بأي ثمن؛ ففي ذلك خيانًة للوطن، وإهداراً للكرامة، وعودةً إلى عهود الفساد. ولا يجب أن يشارك الناخب الكريم في أعمال أو أقوال غير مشروعة، سواء في جانب الدعاية لمرشح ارتضاه، أو جانب القدح في مرشح لم يفضله، وكذلك انه على الناخب أن يظهر في يوم الانتخابات نبْل معدنه وكريم أخلاقه بالصبر والتؤدة، والالتزام بالدور والانضباط، والحرص على النظام والشفافية.
وطالب جموع الشعب المصري بالنزول في مظاهرات حاشدة تعم جميع الميادين في حال عدم التراجع عن وثيقة الدكتورعلي السلمي
المسئولية عامة
في السياق ذاته، قال المهندس محمد خيرت الشاطر أن على الجميع مسئولية في إنجاح هذه العملية الانتخابية، لأننا جميعًا نستشعر الأمانة الملقاة على عواتقنا تجاه هذا الدين؛ وهو الأمر الذي يحتاج منا إلى أكبر قدر ممكن من الجهد والبذل والعطاء، وفي كل التخصصات والمجالات؛ كل منا في موضعه، وذَّكر الشاطر بألا يستحقر أحد من المعروف شيئًا، فالمبدأ العام الذي نسير عليها ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ..﴾.
وبين المهندس الشاطر أن الانتخابات في حد ذاتها ليست غاية؛ وإنما هي وسيلة، ومن باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وخاصة أن المسلمين قد غيبوا عن صناعة مصيرهم عشرات السنوات؛ تارة تحت شعارات الاشتراكية وتارات تحت شعارات الرأسمالية؛ فلقد آن الأوان أن نرفع شعارات ربنا العلي، وشريعته في كل مجالات الحياة، وذلك بغية بناء نهضة أمتنا.
ونصح الشاطر إخوانه في العمل السياسي الإسلامي بأن يصبروا على بعضهم البعض، فمسألة التعاون فيما بينهم جديدة عليهم، وقابل أن يحدث بعض النزاع أو الخصام أو الاختلاف في الرأي، فوقتها علينا أن نصبر على أنفسنا، لأننا أمام معركة كبيرة حقا، وهناك تنافس كبير جدا.فعلينا أن نكون على مستوى القضية والحدث.
وأشار الشاطر إلى أن أهم دور علينا الآن هو توعية الناس بكل ما يتعلق بالعملية الانتخابية، والوقوف على الدور الحقيقي للناخب في هذه العملية، وخاصة أن الناس لم تتعود بشكل كبير على هذه الطرق الجديدة في الانتخابات. وليعلم الجميع أن نجاح أي انتخاب الآن مرهون بعدد الأصوات؛ لا باللافتات والإعلانات والدعاية؛ فما كلها إلا لتشارك بنسبة 10 % تقريبا من هذا النجاح، والبقية مرهونة بأصوات الناس، وتوعيتهم.
وأشار المهندس خيرت الشاطر إلى انه من المتوقع أن تكون هناك حالات بلطجة في الانتخابات، وعلينا أن نُرتب أنفسنا للوقوف أمام هذه الحالات، فعلينا تأمين الدوائر الانتخابية بأي طريقة وأهم هذه الطرق: هي كثرة الناس وحشدهم للانتخاب.
كما لفت الشاطر الأنظار إلى ضرورة مكوث الناخبين إلى نهاية العملية الانتخابية، بل على الجميع يوم الانتخاب ما يلي: العمل على تجميع الأصوات وحشدهم في يوم الانتخاب، والمساهمة في تأمين الدوائر، ومن المهم جدًا التواجد أمام الدوائر الرئيسة التي يتم فيها فرز النتيجة.
وختم الشاطر كلامه بالحديث عن وثيقة الدكتور علي السلمي رئيس الوزراء؛ مؤكدا على أنه لا بد وان تعدل الوثيقة بحيث لا تكون ملزمة لأحد –لا اليوم ولا الغد- وإن لم تعدل فإنا نرتب أنفسنا على النزول في الجمعة القادمة، ولن يكون ذلك في فعالية وحدة بل فعاليات مختلفة.
التنازل بين المرشحين الإسلاميين
وتحدث الدكتور هشام عقدة حول "حكم التنازل بين مرشحي التيارات الإسلامية"، مبينا أن مشكلة تعدد مرشحي التيار الإسلامي على المقاعد الفردية تكمن في دوائر العلمانيين والليبراليين، الذين لا يريدون تطبيق النموذج الإسلامي على واقع أمتنا؛ والحل بسيط شرط أن نشعر بالمسئولية تجاه هذا الدين: وهو أن نوحد المرشح، لأنه لا يجوز أبدًا أن نضعف المرشح الإسلامي بسبب تعدد الأصوات وتفرقها؛ وعليه فإنه يترتب وجوب الانسحاب على المرشحين الإسلاميين الآخرين؛ وخيرهما من يفعل ويبوء الآخر إما بإثم العناد أو للتسبب في وصول الغير كفء، أو لتعريض المسلمين لمخاطر في فوات تلك المقاعد منهم إلى آخره.
وبين الدكتور هشام عقدة أن مسألة الانسحاب في وقت الفتن جعله الشرع موقفا واجبا مع أن وجه الصواب لم يتضح؛ والأدلة على ذلك كثيرة منها: قول النبي ص " سَتَكُونُ فِتَنٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ".
الدعاية الانتخابية
وعن الضوابط والمحاذير في الدعاية الانتخابية جاءت كلمة الشيخ خالد صقر؛ وتحدث عن أن الإنسان المسلم ينبغي له أن يظهر للعالم أجمع كيف يعمل المسلم في ظل أحكام دينه في كل مناحي الحياة، وكيف يتحرك المسلم في هذه المواقف ملتزما بما أدبه به الله، وبما علمه النبي ص، مؤكدًا على أن أول ما يجب أن يراعيه المرشح الإسلامي في دعايته الانتخابية هو استحضار النية؛ فيسأل نفسه: ماذا يريد؟ هل يريد إعلاء كلمة الله تعالى ومرضاته وأن ترفع راية الشريعة، أم يريد غلبة على منافسيه أو يريد ظهورًا وشهرة وتمكنا من رقاب الناس؟.
وأضاف: ثم إن على المرشح أن يتيقن من أن هذه الانتخابات إنما هي وسيلة لنقيم بها سلطان الله تعالى في أرضه، وحتى نجعل هذه البلد –بل العالم كله- ينعم بشريعة الله الخالق، فنخرج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد؛ والوسائل في ديننا تأخذ أحكام الغايات. ولا يوجد في الإسلام استخدام أساليب الكذب والخداع والإيهام، وأيضا ليس في الإسلام مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة".
ويحذر الشيخ صقر من أين يضيع دين المرء في الانتخابات بين الغيبة والبهتان. وعلى المرشح أو الداعي له ألا يذكر محاسن ليست موجودة فيه، أو في حزبه، بل يلتزم الصدق، ولا يتشبع بما ليس فيه؛ حتى لا يدخل تحت نطاق المتشبع بما ليس فيه كلابس ثوبي زور.
الإعلاميون والانتخابات
وتحدث الدكتور محمد هشام راغب عضو مجلس أمناء الهيئة الشرعية حول دور الإعلاميين وقادة الرأي في العملية الانتخابية، مناشدا للعاملين في حقل الإعلام أن يتقوا الله وان يعلموا مدى حساسية دورهم، فكلامهم مؤثر؛ ربما يتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات ؛ "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا"، والعكس صحيح، فعليهم الالتزام الكامل بما يتناقلونه من أخبار المرشحين، وعدم بث الإشاعات؛ وألا يسمحوا لأحد أن يستخدمهم أو يستغلهم تجاه المرشحين الآخرين؛ ملتزمين بالصدق والأمانة والشفافية، ولا فرق بين العالمين في تلك الوسائل أو ضيوفهم الذين يتوافدوا عليهم، كما أنه ناشدهم العدل بين كل المرشحين؛ وأن يتيحوا فرصا متساوية للمرشحين سواء كانت مجانية أو مدفوعة، على أن تكون متوازنة.
وأجاب راغب على تساؤل كيف يتعامل الناس مع وسائل الإعلام؟، مؤكدا أن للإعلام سطوة، وأن لكل مجتمع.. الإعلام الذي يستحقه، فهو مرآة للمنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وصناعة الإعلام صارت لها سطوة، من حيث ندري أو من حيث لا ندري، وقد أطلق الدكتور هشام راغب لبعض النصائح التي ينبغي الالتزام بها: ومن أهما: ألا نعطي عقولنا لمبتدع، أو مغرضا، وإن كان المتكلم كذلك فليكن المتلقي أو المستمع أو المشاهد عاقلا واعياً، ويصفي ما يتلقاه من وسائل الإعلام المختلفة، ومن تلك النصائح أيضا: أنه يجب فعليا أن تكون هناك تعمل كذراع للرقابة الإعلامية، فتصدر التقارير اليومية أو الأسبوعية في وقت الانتخابات، وبصفة مستمرة.
ثم انه علينا أن نتواصى فيما بيننا لمقاطعة بعض الوسائل الإعلامية التي تشوه شكل الإسلام والإسلاميين، وفي نفس الوقت نشجع المنصفين حتى ولو لم تكن على غير ذات احترافية، كما أننا لابد وان نتواصى بأن نعرف أن الكلمة أمانة وقد صح عن النبي " المستشار مؤتمن"، وأهل الإعلام مستشارون الناس ترجع إليهم، وأهل العلم والدعاة كذلك، لأن كل إنسان متبوع برأيه؛ عليه معرفة أن رأيه هذا أمانة، مشيرا إلى أن أمانة الرأي أعظم من أمانة المال، لأن الرأي تصلح به الأحوال؛ فكل الحروب قامت برأي، وكذلك السلم يكون بالرأي.
المشاركة الجماهيرية
وتحدث الدكتور طارق الزمر عن أهمية المشاركة الجماهيرية في نجاح العملية الانتخابية، فبين أن المشاركة هي واجبة لإنقاذ هذه الثورة المباركة؛ لأن الحضور الواسع يعني ما يلي: أولا: التأكيد على حيوية الشارع، وتدل على قدرة الشعب على استكمال أهداف هذه الثورة، ثانيا: الإصرار على حماية المتربصين بالثورة المصرية من الداخل والخارج، ثالثا: الاختيار الشعبي لأفضل المرشحين الذين يعبرون عن نبض واقع المصريين الحقيقي، رابعا: الإصرار على المطلب الأساسي في الفترة الحالية وهو تسليم السلطة لحكومة مدنية.
كما بين الزمر أن المشاركة الواسعة تعتبر من أهم الوسائل اللازمة للتالي: أولا: للتصدي للبلطجة وكل محاولات إرباك الانتخابات، ثانيا: عدم السماح بتزوير الانتخابات.كما أكد الزمر على أن هذه المشاركة الواسعة سيكون من أهم أسباب اختيار أكفأ المرشحين.. ومن ثم بناء مجلس برلماني فعال وحيوي، فيعمل على استكمال هذه الثورة، كما أنه سيعمل على تطهير البلاد من أذناب النظام السابق.
وأوضح أن هذه المشاركة سيكون من أهم الإشارات على أننا لن نقبل العودة للوراء مرة أخرى، فالقوى الدولية والخارجية لم يعد أمامها إلا احترام إرادة الشعب الذي يخرج ليدافع عن اختياراته، ثم إن القوى الداخلية المتربصة بنا وبالثورة ستفقد الأمل في إمكانية عودة عقارب الساعة إلى الوراء، ثم أنه بالمشاركة ستسقط كل المشاريع الغير دستورية ومنها الوثيقة الحاكمة.
البيان الختامي للمؤتمر الرابع
وقبل أن يبدأ الدكتور محمد يسرى فى إلقاء البيان الختامى وضح موقف الجمعية الشرعية للحقوق والإصلاح من وثيقة على السلمى فى رده على أحد أسئلة الحضور وقال نرفض وثيقة المبادىء للدستورية الحاكمة كوثيقة إلزامية وإذا لم يتم التراجع
عنها سنحشد مليونية بميدان التحرير وأمام مجلس الوزراء وأمام عدة أماكن مهمة ومؤثرة بل مظاهرات تعم البلاد بأسرها
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله صحبه أجمعين، أما بعد..
فقد انعقد المؤتمر الرابع الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمصر في يوم السبت 12/11/2011م والموافق 16/12/1432ه، وذلك بعنوان "نحو انتخابات نزيهة".
وبعد عدة كلمات شارك بها أعضاء الهيئة الشرعية حول موضوع المؤتمر؛ أصدر المؤتمرون إلى الأمة الإسلامية البيان التالي:
أولا: تمثل أول انتخابات برلمانية بعد الثورة المصرية فرصة عظيمة لتظهر القوى السياسية وجموع الناخبين لامتنا والعالم بأسره كيف تكون الممارسة السياسية راقية وشريفة بمراعاة آداب الإسلام وأخلاقه وشرعه.
ثانيا: بيع وشراء الأصوات الانتخابية أمر محرم، والمال المأخوذ على ذلك سحت لا يحل بحال، ويعتبر هذا العمل خيانة للأمانة، وإهدارا للكرامة، وتزويرا لإرادة الأمة، ورشوة منكرة، والراشي والمرتشي كلاهما ملعون والعياذ بالله.
ثالثا: يدعو المؤتمر جموع الناخبين لانتخاب الأصلح دينا وخلقا وأمانة وانتماءا إلى الوطن، وتحقيقا للمصالح العليا للبلاد والعباد.
رابعا: المشاركة بإدلاء الأصوات إيجابية محمودة تكثر الخير، وتحقق الآمال، وتنجز المصالح الوطنية، وتقي البلاد والعباد شر الفساد والاستبداد.
خامسا: على مختلف الأفراد والأحزاب والقوى الوطنية مسئولية كبرى في إنجاح عملية الانتخابات وتأمين سيرها بشكل طبيعي يفضي لإلى تقديم أنموذج وطني حضاري مشرف.
سادسا: الدعاية الانتخابية وسيلة لقصد مشروع من إقامة الحياة المصرية وبناء نهضتها المعاصرة على أساس من دينها الحنيف، فلابد للغاية الشريفة من وسيلة شريفة، فلا يجوز تجريح أو كذب أو بهتان أو شائعات مغرضة أو معاملات لا أخلاقية.
سابعا: يتعين التنسيق والتنازل بين الإسلاميين في المقاعد الفردية في حال خوف تشتت الأصوات وتفرقها، وبما يضعف فرصتهم ويضر بالمصالح العليا للوطن، وكل مسئول عن واجبه في هذا الصدد.
ثامنا: يجب على الإعلاميين الشرفاء أن ينحازوا إلى ثوابتهم الأخلاقية والوطنية وان يظهروا للأمة جميعا حيادية موضوعية محمودة، وألا تتحول المنابر الإعلامية إلى وسائل للتأثير السلبي على الرأي العام.
تاسعا: على جموع الجماهير أن تفطن لأغراض إعلامية مشبوهة وأبواق وأقلام مأجورة.
عاشرا: على جميع مصر الواعية أن تستقي أخبار وتقارير الحملات الانتخابية من الوسائل الإعلامية التي تلتزم الصدق والموضوعية.
حادي عشر: تعتبر المشاركة الجماهيرية في انتخابات مجلس الشعب والشورى استكمالا حقيقيا للثورة المصرية، وإنقاذا متوجبا لها، وعملا مهما في تطهير الحياة السياسية.
ثاني عشر: تطالب الهيئة الشرعية المجلس العسكري الحاكم بتحديد موعد نهائي لانتخابات الرئاسة وتسليم السلطة لمدنين، وألا يتسببوا في التشكيك بوعودهم بأي شكل من الأشكال.
والحمد لله رب العالمين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.