رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    عاجل - الدولار × الجنيه.. العملة المصرية تضرب الأمريكية وتتعافى تدريجيا (اعرف السعر الرسمي)    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    زيلينسكي: الهجوم على خاركيف يعد بمثابة الموجة الأولى من الهجوم الروسي واسع النطاق    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    خالد أبو بكر: مصر ترفض أي هيمنة غير فلسطينية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح    أكسيوس: محاثات أمريكية إيرانية غير مباشرة لتجنب التصعيد بالمنطقة    نصائح طارق يحيى للاعبي الزمالك وجوميز قبل مواجهة نهضة بركان    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    بالفستان الأحمر.. هانا الزاهد وعبير صبري في زفاف ريم سامي | فيديو    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    بعد 94 دقيقة.. نوران جوهر تحسم الكلاسيكو وتتأهل لنهائي العالم للإسكواش 2024    قبل مواجهة الترجي.. سيف زاهر يوجه رسالة إلى الأهلي    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    حلاق الإسماعيلية يفجر مفاجأة بشأن كاميرات المراقبة (فيديو)    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    تعادل لا يفيد البارتينوبي للتأهل الأوروبي.. نابولي يحصل على نقطة من فيورنتينا    حضور مخالف ومياه غائبة وطائرة.. اعتراضات بيبو خلال مران الأهلي في رادس    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    وسط حصار جباليا.. أوضاع مأساوية في مدينة بيت حانون شمال غزة    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    عايدة رياض تسترجع ذكرياتها باللعب مع الكبار وهذه رسالتها لعادل إمام    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    "الصدفة خدمتهما".. مفارقة بين حارس الأهلي شوبير ونظيره في الترجي قبل نهائي أفريقيا    هل يمكن لفتاة مصابة ب"الذبذبة الأذينية" أن تتزوج؟.. حسام موافي يُجيب    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البدانة ... وباء القرن الحادي والعشرين
نشر في التغيير يوم 07 - 11 - 2007


د. مازن النجار
\n\n
\nتقدر منظمة الصحة العالمية البدناء وزائدي الوزن عالمياً بنحو 1.6 مليار شخص، منهم 400 مليون بديناً. وأصبحت البدانة تصيب السكان مبكراً، كالأطفال دون الخامسة. وأعلن العام الماضي أن بريطانيا \"رجل أوروبا البدين\"، إذ تم تصنيف ربع السكان الراشدين، و14 بالمائة من الأطفال تحت سن 16 عاماً كبدناء.\nوقدرت شبكة البدانة الكندية مؤخراً الكنديين زائدي الوزن ب11 مليوناً، منهم نصف مليون مريض بالبدانة بحاجة لتدخل علاجي، كالجراحة مثلاً، بينما المستشفيات والعيادات غير معدة للتعامل مع الوباء. وتصاعد عدد من تزيد أوزانهم عن الطبيعي ب45 إلى 90 كيلوغراماً، وبين كل أربعة أطفال هناك بدين واحد. ويتوقع الخبراء أن تتجاوز البدانة نطاق وباء التدخين.\nوفي الولايات المتحدة، يُعاني أكثر من ثلثي السكان زيادة في الوزن، وثلث هؤلاء بدناء بالفعل. وتبلغ الوفيات الناجمة عن البدانة سنوياً 300 ألف، وتكلف نظام الرعاية الصحية مائة مليار دولار سنويا.\nوتشير بيانات معاهد الصحة القومية الأميركية إلى تضاعف عدد الأطفال الأميركيين زائدي الوزن خلال العقود الثلاثة الماضية، إذ يعاني حالياً طفل واحد من بين كل خمسة من زيادة الوزن. وتسري هذه الزيادة على الأطفال والمراهقين بكل الفئات العمرية والإثنية من الجنسين.
\n\n
\nلا يقل نطاق المشكلة في العالم العربي عن ما سبق، خاصة في دول الخليج. فقد أدى تغير نمط المعيشة وتوزيع العمل والوفرة الاستهلاكية والرفاه لزيادة أوزان معظم السكان، مواطنين ووافدين. وارتفعت مستويات البدانة فجلبت معها أوبئة أخرى.\nتعدد الأسباب والأسقام\nللبدانة أسباب متعددة، تتراوح من الإفراط المباشر في الأكل والعوامل الوراثية، إلى مشكلات التمثيل الغذائي (الأيض أو الميتابولِزم، أي عملية تحويل الطعام إلى طاقة وبروتين وغيرها مما يحتاجه الجسم لوظائفه الحيوية والبنائية)، وربما الفيروسات والعدوى.\nفقد خلص علماء بجامعة لويزيانا الشهر الماضي إلى أن العدوى بفيروس شائع، يسبب التهابات الحلق والعين، تسبب تغيرات بالأنسجة البشرية بحيث تولد خلايا دهنية أكثر وأكبر، مقارنة بأنسجة غير المصابين بالفيروس. ويؤمل أن يساعد فهم استجابة الخلايا الدهنية لعدوى الفيروس على تطوير لقاح لمنع زيادة الوزن.\nمن المعلوم أن زيادة الوزن المفرطة تفضي غالبا لأحوال صحية سيئة، كأمراض البول السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وانسداد وتصلب الشرايين، وقد تكون سببا للوفاة المبكرة.\nووجدت دراسات متعددة أن البدانة تؤثر على بنية ووظيفة عضلة القلب، وتفاقم شراسة وعواقب سرطان المبيض، وتعيق اكتشاف سرطان البروستاتا، ووجد لها ارتباط بعقم الرجال. كما اكتشف ارتباط للإجهاد العصبي وقلة النوم بالبدانةً.\nكيمياء الوجبات السريعة\nتواصلت المناقشات في الأعوام الأخيرة حول دور الوجبات السريعة في زيادة البدانة، نظراً لازدياد استهلاكها في العقود الثلاثة الماضية؛ كما تتابعت الأبحاث والدراسات حول أضرار هذه الوجبات.\nفقد وجدت دراسة أميركية ارتباطاً وثيقاً لاستهلاك الوجبات السريعة بالبدانة وازدياد مقاومة الجسم للإنسولين، ما يزيد احتمالات الإصابة بالنوع الثاني لمرض البول السكري. وجاءت النتائج في سياق دراسة مخاطر مرض الشريان التاجي لدى الراشدين الشبان.\nوفي الشهر الماضي، وجدت دراسة بريطانية أن تناول الأمهات للوجبات السريعة أثناء الحمل والرضاعة تعرض أطفالهن لمخاطر الإفراط في الأكل والإصابة بالبدانة. وأوصت الدراسة بوجوب تجنب الحامل أو المرضع الأطعمة الدهنية والسكرية والمالحة.\nتقول ستيفاني بايول، مؤلفة الدراسة، أن تناول الحامل أو المرضع لأطعمة غنية بالدهون والسكر والملح يعزز رغبة الذرية بتذوقها، ويثبط السيطرة الطبيعية على الشهية، ما يدفعهم للبدانة. وهذا يفسر صعوبة السيطرة على استهلاك الوجبات السريعة لاحقاً لدى البعض رغم توفر الغذاء الصحي.\nفالسيطرة على الشهية عملية مركبة، تشمل هرمونات ترسل للدماغ إشارات لتقنين مستوى الطاقة، والجوع والشبع. لكن الأكل ليس مجرد تنظيم للطاقة، فهو خبرة ممتعة متصلة بمراكز \"الإثابة\" في الدماغ، بحيث يتجاوز ثنائي الأكل واللذة تنظيم الشعور الاعتيادي بالشبع.\nوأظهرت أبحاث أخرى أن الغذاء الغني بالدهون والسكر يثبّط إشارات الشعور بالشبع، ويعزز الإحساس بالجوع، ويحفز نشاط مراكز \"الإثابة\" بالدماغ لطلب الطعام.\nوقد وجدت مراجعة بحثية بريطانية أن الأطفال الرضّع الذين يتمتعون بأجسام كبيرة ونمو سريع في السنتين الأوليين، مما يؤشر عادة لصحة جيدة، هم أكثر تعرضا لمخاطر الإصابة بالبدانة في الطفولة والمراهقة والنضج المبكر. بيد أنه لم يكن واضحاً في السابق متى تبدأ عملية الوقاية أو في أي مرحلة من العمر. ويُرجح أن العوامل المتصلة بنمو الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة أو قبلها قد تؤثر في مخاطر البدانة لاحقاً.\nبيئة غذائية \"سامة\"!\nكذلك، وجدت مراجعة أخرى بجامعة كاليفورنيا، أن بدانة الطفولة أكثر أمراض الأطفال انتشاراً، وأحد أسبابها الرئيسة الغذاء عالي السعرات ومنخفض الألياف، ما يعزز الاختلالات الهرمونية المشجعة على إفراط الأطفال في الأكل.\nيعتبر الباحثون أن ممارسات صناعة الغذاء خلقت \"بيئة سامة\" تفضي بالأطفال للبدانة، ما يطرح مجدداً إشكاليات القابلية البيولوجية والمحاسبة الاجتماعية والمسؤولية الأخلاقية إزاء صحة الأطفال.\nويلفت الأطباء إلى أن أمراضاً كانت، في السابق، حكراً على الراشدين، كالنوع الثاني من مرض البول السكري، أصبحت تصيب مؤخراً أعداد متزايدة من الأطفال. ونظراً لأن الأطفال زائدي الوزن أكثر تعرضاً لزيادة الوزن في سن الرشد، تزداد مخاطر إصابتهم بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتات. كما يتعرض الأطفال البدناء لمضايقات اجتماعية كعدم القبول والسخرية المستفزة، ما يعرضهم للاكتئاب، ومشكلات نفسية.\nمن ناحية أخرى، اكتشف باحثون من جامعة شيكاغو العلاقة بين قلة النوم والهرمونين المسؤولين عن إشعار المخ بالجوع (غِريلين) أو بالشبع (لبتين). فوجدوا أن قلة النوم تخفض مستوى الثاني وتزيد مستوى الأول، وتسبب ازدياد الشهية للسكريات والملوحة، لا للأغذية عالية القيمة كالخضروات والفاكهة. وهذا يفسر علاقة البيئة ونمط العيش بزيادة البدانة.\nيرد الباحثون الميل لتناول السكريات والأطعمة عالية السعرات إلى احتياج المخ لسكر الغلوكوز بصورة دائمة، ما يجعل الحصول عليه من مصدر نشوي أسرع منه من مصدر ليفي، كالخضروات. كذلك، تؤثر قلة النوم على قرار اختيار الأطعمة، فيميل لأطعمة تعتمد المذاق لا الفائدة الغذائية.\nهذا الدليل البيوكيميائي يفسر ارتباط قلة النوم بزيادة البدانة المضطردة في بعض المجتمعات. ففي الستينات مثلاً، كان الفرد الأميركي الراشد ينام في المتوسط 8.5 ساعة يومياً، بينما انخفض النوم حالياً لأقل من 7 ساعات. كذلك، كان في الستينيات شخص زائد الوزن بين كل أربعة، وبدين واحد بين كل تسعة. أما الآن فهناك اثنان زائدا الوزن وبدين بين كل ثلاثة أشخاص تقريباً.\nآليات واختلالات هرمونية\nيلاحظ الخبراء مثل الدكتور روبرت لوستِغ، أستاذ طب الأطفال بسان فرانسيسكو، أن البيئة الغذائية الراهنة أصبحت مولدة جداً للأنسولين، كما يظهر من كثافة طاقة الغذاء المتزايدة، وتتمثل بارتفاع محتوى الدهون ومؤشر سكرية الدم، وزيادة تكوين سكر الفركتوز، ونقص الألياف والألبان.\nويرى لوستغ أن الإفراط في محتوى الفركتوز والافتقار للألياف هما أساس وباء البدانة، من خلال تأثيرهما على الأنسولين. والمعلوم أن هرمون الأنسولين يؤثر على الدماغ محفزاً الرغبة في الطعام عبر آليتين منفصلتين.\nالأولى تعترض الإشارات العصبية المنطلقة من دهون الجسم إلى الدماغ بتثبيط عمل هرمون لبتين، مما يزيد تعاطي الطعام وانخفاض النشاط البدني. في الآلية الثانية، يعزز الأنسولين الإشارة العصبية الساعية للشعور بالإثابة الناجم عن عملية الأكل وتحمله مادة دوبامين التي تجعل الشخص يرغب بالأكل للحصول على دفقة دوبامين لذيذة.\nيتحكم هرمون لبتين في تعاطي وصرف السعرات الحرارية. فعندما يقوم لبتين بوظيفته جيداً، يزداد النشاط البدني، وتقل الشهية للطعام، ويزداد الشعور بالعافية. لكن لدى تثبيط لبتين، يقل النشاط البدني والشعور بالعافية، وتزداد الشهية للطعام، وهي حالة تعرف بمقاومة لبتين.\nأدت التغيرات بعملية صنع الغذاء خلال العقود الثلاثة الماضية، وخصوصاً إضافة السكر لأطعمة عديدة، وإزالة الألياف منها، وكلاهما يعزز إنتاج الأنسولين في بيئة تجعل الأغذية سبباً للإدمان.\nيرى لوستغ أن الأطفال لا يلامون أو يتحملون مسؤولية شخصية تجاه سلوكهم الغذائي، عندما تكون بيئة الأطعمة المعروضة عليهم، خصوصاً الوجبات السريعة الرخيصة الغنية بالسكر والخالية من الألياف، بيئة سامة.\nفمفهوم المسؤولية الشخصية لا يمكن قبوله إزاء الأطفال. فليس هناك طفل يختار أن يكون بدينا. كما أن الأطفال غير مسؤولين عن اختيار الغذاء بالبيت والمدرسة. ولا يمكن القول بأن أطفال، تنتشر بينهم البدانة في سن ما قبل المدرسة، هم في وضع يسمح بتحميلهم المسؤولية الشخصية.\nتراجع الذكاء والقدرات الإدراكية\nوجه الانتشار المضطرد لوباء البدانة عالمياً أنظار الباحثين إلى استكشاف أي ارتباط لأمراض اضطراب التمثيل الغذائي (كالبدانة والبول السكري) بالقدرات والوظائف الإداركية.\nفتبين أن هرمون لبتين المتحكم في التمثيل الغذائي، يُفرز لدى البدناء بمستويات عالية وغير طبيعية، تؤدي لتغيرات وظيفية بخلايا الدماغ العصبية، وتؤثر سلباً على قدراتهم الإدراكية وتحصيلهم الدراسي. هذا الهرمون تنتجه الأنسجة الدهنية لتثبيط الشهية وزيادة حرق الدهون الزائدة.\nوهي إحدى آليات \"التغذية المرتدة السلبية\" في الجسم، فكلما ازداد النسيج الدهني، زاد إفراز هرمون \"لبتين\" فتنخفض الشهية، ويقل تناول الطعام، فتتراجع الأنسجة الدهنية في الجسم. ولدى زيادة الوزن المبكرة، يؤدي إفراز هرمون \"لبتين\" لسيطرة محمودة على عمليات الهدم الغذائي.\nلكن عند الوصول للبدانة، يتم إفراز \"لبتين\" بمستويات عالية وغير طبيعية، وتكاد تكون غير مؤثرة. ويؤدي هذا الإفراز الزائد لتثبيط قدرة الخلايا العصبية في الدماغ على الاستجابة الطبيعية للمؤثرات.\nرصد باحثون بجامعة تولوز الفرنسية تناسباً عكسياً بين منحنى الذكاء ومؤشر كتلة الجسم، أي بين وزن الشخص ومستوى ذكائه، كما أظهرت نتائج اختبارات للقدرة العقلية؛ تناولت تعلُم وتذكر مفردات، وتعويض رموز رقمية، وانتباه انتقائي. تعزو الدكتورة ماكسيم كورنو تراجع البدناء إدراكياً لدور هرمونات (الدهون) المدمر لخلايا الدماغ، ما يؤدي لتراجع وظائفه. ونظراً لدور البدانة في زيادة مخاطر أمراض القلب والشرايين، لأنها تزيد سماكة وتصلب الأوعية الدموية، ترجح كورنو حدوث نفس الأمر لأوعية الدماغ.\nسبل الوقاية والعلاج\nتركز معظم المقاربات لوباء البدانة على أهمية النشاط البدني في مكافحتها والحد من نتائجها المرضية. وقد نشرت في السنوات الماضية دراسات طبية عديدة حول فوائد الرياضة البدنية في خفض مخاطر معظم الأمراض، بما فيها السرطانات والاضطرابات العصبية.\nكذلك، وجد باحثون أن تناول البروتينات يعزز الهرمون المكافح للجوع، ويساعد على خفض الوزن. بيد أن الحمية الغذائية البروتينية تجهد الكلى نظراً لكثافة أحماض البروتينات الأمينية. ويحذر الإخصائيون من الإجهاد العصبي والحرمان من النوم لتسببهما بالبدانة. يوصي خبراء التغذية بخفض المحتوى الدهني والسكري في الغذاء وزيادة الألياف والخضروات، واختيار كربوهيدرات وبروتينات من مصادر جيدة كالبقول والمكسرات، واستخدام زيوت نباتية، كزيت الزيتون وعباد الشمس وغيرها.\nيقترح العلماء أن تهتم دراسات بدانة الأطفال باستقصاء عوامل النمو، واستكشاف فوائد ومضار التدخلات، الطبية والغذائية، الهادفة لتغيير نمط نمو الطفل. وينبغي تقييم مطاوعة العوامل المؤثرة في مراحل نمو الأطفال المبكرة لعملية التغيير والتبديل، سعياً لصياغة استراتيجيات لتغيير نمو الأطفال، والنظر في مدى قبول الوالدين لها.\nمن ناحية أخرى، يوصي خبراء التغذية الوالدين بالرضاعة الطبيعية من الأمهات حصراًً في أشهرهم الستة الأولى على الأقل، وتجنب الإفراط في كمية الغذاء، وإتاحة الأغذية الصحية كالخضروات والفاكهة، وتجنب الأغذية فقيرة القيمة والغنية بالدهون والسكريات.\n------------------------------------------------------------\n\n
بدانة الأطفال مؤشر للإصابة بأمراض قلبية عند المراهقة (23. 9. 2007)\nأكدت دراسة جديدة أن الأطفال الذين لديهم زيادة في الوزن ربما يواجهون مخاطر الإصابة بأمراض قلبية عند مراهقتهم.\nووجد الباحثون أن الأطفال البالغ عمرهم ثمانية أعوام من الذين لديهم زيادة في الوزن أو البدناء تزيد لديهم احتمالات مواجهة عوامل مخاطر الإصابة بمرض بالقلب في عمر 15 عاما بمعدل سبعة أضعاف مقارنة بنظرائهم الأكثر نحافة.\nوتتضمن هذه المخاطر ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول غير الصحي، وكذلك ارتفاع السكر بالدم والأنسولين.\nوإلى جانب البدانة تعد كل هذه المشاكل مكونات لأعراض مشاكل التمثيل الغذائي الذي يزيد في المقابل من مخاطر الإصابة بمرض البول السكري من النوع الثاني على المدى الطويل للإصابة وبأمراض القلب.\nوتضاف هذه النتائج التي نشرت في الدورية الأميركية للتغذية الطبية إلى أدلة على وجود عواقب صحية وخيمة للبدانة في الطفولة.\nوكانت دراسات سابقة وجدت أنه حتى المراهقين والبالغين الصغار يمكن أن تظهر عليهم مؤشرات لمرض في شرايين القلب إذا كانوا بدناء أو مصابين بمرض البول السكري من النوع الثاني.\nكما تشير النتائج الحالية إلى أن الأطباء بحاجة فقط إلى قياس وزن وطول الأطفال وليس محيط خصرهم للحصول على صورة جيدة للمخاطر المتعلقة بالقلب التي تواجههم في المستقبل.\nمخاطر أمراض القلب\nويرتبط مؤشر كتلة الجسم في الطفولة وهو قياس للوزن مقارنة بالطول بشكل أكثر قوة بعوامل مخاطر أمراض القلب في المستقبل مقارنة بقياس محيط الخصر.\nوهذا يتناقض مع الوضع لدى البالغين حيث يكون محيط الخصر على وجه خاص لديهم فيما يبدو مؤشرا على ما يتعلق بصحة القلب.\nوحتى الرجال والنساء الذين لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي، ويحملون دهونا حول منطقة وسط الجسم تزيد لديهم فيما يبدو مخاطر الإصابة بأعراض مشاكل التمثيل الغذائي وأمراض القلب.\nواستندت الدراسة إلى 172 طفلا جرى قياس مؤشرات كتلة الجسم لديهم وكذلك محيط الخصر في عمر ثمانية أعوام وقيموا من أجل عوامل مختلفة لمخاطر الإصابة بأمراض في القلب في عمر 15 عاما. ووجد أن 10 % تقريبا لديهم ثلاثة أو أكثر من عوامل المخاطر هذه.\nوقالت المشرفة على الدراسة الدكتورة سارة بي غارنت بمستشفى الأطفال في ويستميد في أستراليا \"مجموعة عوامل المخاطر التي لوحظت لدي المراهقين من المرجح أن تستمر لوقت وستتقدم من الناحية الإكلينيكية\" وتركز هذه النتائج على الحاجة لمنع البدانة مبكرا كما تقول الباحثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.