\r\n وأنا ليس لدي شيء ضد القوة الذكية، وهي مزيج من القوة الناعمة والصلبة. وهي أفضل من القوة الغبية، التي كان لدينا منها جرعة كبيرة. \r\n والقوة الغبية تبعد وتنفر الأصدقاء، وتمنح امتيازا للقوة، وتقوض السلطة الأخلاقية الأميركية وتعلن حربا بدون نهاية. \r\n ولكن ما أريده من إدارة أوباما هو شيء أكثر من الذكاء المعتاد.. أنا أريد الواقعية السحرية. \r\n نادرا ما يكون الأمل الكبير مواجها لقلق كبير كما في هذه الأيام القلائل قبل أن يصبح باراك أوباما الرئيس الأميركي الرابع والأربعين وأول رئيس أميركي من أصل أفريقي. \r\n ومن \" ويست فرونت \" في \" الكابيتول \" ( مقر الكونجرس الأميركي )، حيث سيؤدي اليمين الدستورية ومعه أنجيل لينكولن تحت يده، سيواجه أوباما إبراهام لينكولن، الذي أنقذ الاتحاد الأميركي في حرب على العبودية، والمكان الذي ألقى فيه مارتن لوثر كينج خطبته التي بعنوان \" لديَ حلم \". إن تعبيرا أكثر زخما عن الإمكانية الأميركية في وقت العوز الأميركي هو أمر يصعب تخيله. \r\n وسينتقل (انتقل) أوباما بعدها إلى البيت الأبيض، الذي ساعد العبيدُ في بنائه، مواجها أسوأ هبوط وانكماش اقتصادي منذ الثلاثينيات من القرن الماضي. \r\n إن مصالحةً وسموا وتفوقا وإعادة توكيد كبيرة لأسطورة الإمكانية الأميركية تتصارع مع الدين والشك والركود. \r\n يبدو أن هناك شيئا واحدا مؤكدا: وهو أن الانفراجة ستتأخر لمدة الثمانية عشر شهرا الأولى لفترة رئاسة أوباما. إن الخزانة الأميركية خاوية. والأميركيون غارقون في الديون. والثقة ضائعة ومفقودة. \r\n تلك هي الواقعية. ولكن هذا الرجل ذو السابعة والأربعين سنة من العمر وذو الجنس أو العنصر المُختلط كانت تصاحبه دائما العناية الإلهية، وهو شخصية عالمية، ويبدو مثل رجل في مقهى محلي أكثر من كونه مثل الرجال الممسكين بفواتير الدولارت. وهذا هو السحر. \r\n هو يحتاج إلى هذا السحر، الذي يتردد في صوت جليل وقور واضح. إن القوة الذكية لن تكون كافيةً. ولو كانت كذلك، لكان الأميركيون قد انتخبوا هيلاري كلينتون رئيسةً. \r\n ولكن بإحساسهم الجيد الدائم، حس الأميركيين بحدسهم حتمية الوصول إلى ما وراء الذكاء من أجل ميزةٍ ما لايمكن وصفها، قادرةٍ على التوحيد والإلهام في وقت انقسام وطني وعالمي. \r\n وبشكل لا مفر منه تنظر الأمة وراءها إلى عام 1932. فقد قال فرانكلين ديلانو روزفلت في خطبة تنصيبه الأولى، مع تأثر الاقتصاد بالركود:\" نحن ليس لدينا ما نخشاه سوى الخوف نفسه\". وقال أيضا:\" إن هذه الأمة تطلب عملا وعملا الآن\". \r\n وقد أعقب ذلك العمل بغزارة - وابل من التشريعات والخطب في الأيام المائة الأولى المستهدفة لدفع البلد قدما. \r\n لقد تعهد أوباما بحزمة اقتصادية هائلة، ولكنه قلل أيضا من التوقعات، قائلا إن الأمور ستزداد سوءا. وهذا يمكن أن يكون صحيحا، ولكنه يتعين عليه أن يكون حذرا حريصا. إن إفراطا في الواقعية سيفسده. \r\n واثنان من الأسلحة الأعظم التي لديه هما اللغة، والتي يستخدمها على نحو أفضل من أي رئيس أميركي حديث، والرابطة التي أرساها مع الشعب الأميركي. ومن هنا يكمن السحر. ومثل فرانكلين روزفلت المتحدث الجيد، يتعين عليه أن يحافظ على هذه الرابطة بطريقة مباشرة. \r\n إن خطبة تنصيبه يجب أن تلهم وتوحي بعد السنوات الثماني العجاف لزعيم، وهو الرئيس جورج بوش، لم يستطع أن يجد في نفسه عبارة عزاء لرفع الروح المعنوية. \r\n يتعين عليه أن يرسم للأميركيين نسقا جديدا، شيئا يتجاوز ما يُسمى بالحرب على الإرهاب ويستقطب شركاء لولاياتٍ متحدةٍ مُعاد تصورها من جديد، أقل قوة وبطشا ولكن لا يمكن الاستغناء عنها، يستقطبهم إلى قوة دفع وزخم مُتشارك فيه من أجل رخاء أكبر وطاقة أنظف وأمن أكثر. \r\n وعندما يسقط المرء يحتاج إلى أصدقاء. لقد كانت هيلاري كلينتون على حق في قولها :\" نحن يجب أن نبني عالما فيه شركاء أكثر وأعداء وخصوم أقل\". \r\n إن نقطة انطلاق جيدة ستكون إدراكا أن تقنية كسر الحواجز نفسها التي ساعدت أميركا في الوصول إلى قمة قوتها ما بعد الحرب الباردة قد أسبغت \" دمقرطة \" على المعرفة بطرق لا يمكن للولايات المتحدة أن تسيطر عليها أو تتحكم فيها. إن رؤية ووجهة نظر العالم التي تُصاغ وتُشكل في الشرق الأوسط من قبل قناة \" الجزيرة \" ليست عرضة للمنطق الغربي. ولكنها لها منطقها الخاص. \r\n لقد انتقلت الثروة أيضا إلى أرخبيل جديد للقوى، بما في ذلك البرازيل وروسيا والصين والهند ودول الخليج. \r\n كرروا ورائي: عندما سُئل غاندي عما يعتقده في الحضارة الغربية، أجاب قائلا:\" أعتقد أنها فكرة جيدة \". إن بلاد الفرس ذات حضارة قديمة مثلما هي مكان تدور فيه أجهزة الطرد المركزي النووية. \r\n إن تناثر وتوزع القوة والمعرفة يتطلب تواضعا أميركيا جديدا، ولكن ليس هناك فكرة أخاذة مسيطرة مثل فكرة الأميركي المجسدة في صعود أوباما. وإذا أمكنه فقط أن يستخدم ويسخر سحر ذلك في واقعية جديدة يمكنه أن يستدعي الطاقة والقدرة على التغلب على أزمة أميركا. والقوة الذكية لا يمكنها أن تبشر بوعد أو بشرى القرن الحادي والعشرين المؤجلة. \r\n إن أوباما يمكن أن يفعل ما هو أسوأ من أن يضع على مكتبه كلمات روائي من قوة الواقعية السحرية، وهو سلمان رشدي، وهي \" ما يمكن أن يكون لعنة العنصر الإنساني.. ليس هو أننا مختلفون جدا عن بعضنا البعض، ولكن أننا متشابهون جدا \". \r\n \r\n روجر كوهين \r\n محرر بصحيفة \" إنترناشيونال هيرالد تريبيون \" وله مدونة على الإنترنت \r\n خدمة \" إنترناشيونال هيرالد تريبيون \" - خاص ب\" الوطن \"