كان وجوده في الولاياتالمتحدة مؤثرا لدى معظم الأميركيين الذين صدموا للبيان الرسمي الذي صدر يعلن وفاته بعد الظهر من أحد ايام الربيع‚ كل شخص شعر بانه فقد انسانا قريبا وعزيزا عليه‚ \r\n \r\n عندما نتذكر روزفيلت وسياسته ونقارنها مع ماهو عليه الوضع الآن نجد كم كانت تلك المسافة بعيدة التي ابعدت فيها اميركا عن المساواة والافكار المثالية التي نادى بها ذلك الزعيم الذي احبه الشعب الأميركي‚ لقد كان هدف روزفيلت هو «جعل هذه البلاد ذات حضن دافىء لا يشعر أحد بها انه ترك وحيدا في العراء»‚ \r\n \r\n نحن الان نعيش عهد جورج بوش وديك تشيني وتوم ديلي وجمهرة صغيرة من الرجال الملتزمين بتركيز الثروات الكبيرة في ايدي قلة محظوظة ومحدودة من البشر‚ \r\n \r\n ومن أجل أن نقارن كيف كان عليه الوضع أيام روزفيلت مع السياسات التي يؤخذ بها اليوم لنعد الى خطاب حالة الاتحاد الذي أذيع من البيت الأبيض في 11 يناير 1944‚ كانت صحة روزفيلت في حينه تشهد تدهورا ملحوظا وكان يعاني من البرد وجاء خطابه بالتالي أقرب الى دردشة قرب مدفئة‚ \r\n \r\n بعد ان تحدث عن الحرب التي كانت لا تزال مستمرة على جبهتين قدم الرئيس ما يمكن ان يقال انه مخطط لمستقبل أميركا‚ لقد كان اوضح بيان القي على الشعب الأميركي منذ فترة الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا‚ \r\n \r\n أشار روزفيلت الى مقترحاته التي وردت في خطابه على انها «مشروع القانون الثاني للحقوق» وأنها تقوم على أسس للرخاء الذي يمكن ان يطال كل فئات المجتمع الأميركي بغض النظر عن اللون او الجنس من تلك الحقوق التي ذكرها روزفيلت ما يلي: \r\n \r\n الحق في الحصول على عمل مجز ومفيد في الصناعات او السفن او المزارع او المناجم التي تمتلكها الأمة‚ \r\n \r\n الحق في كسب ما يكفي من الدخل لتوفير الغذاء والملبس والاستجمام الكافي‚ \r\n \r\n حق كل مزارع في زراعة ما يريد وبيع منتجاته بسعر يكفل له حياة كريمة‚ \r\n \r\n حق كل رجل أعمال صغيرا كان أو كبيرا في الاتجار في أجواء حرة وتنافسية عادلة وعدم السماح للاحتكار بالانتعاش لا داخل أميركا ولا خارجها‚ \r\n \r\n حق كل أسرة في ان يكون لها سكن مناسب‚ \r\n \r\n حق كل مواطن في الحصول على الرعاية الطبية الكافية والتمتع بالتالي بالصحة والعافية‚ \r\n \r\n الحق في وجود حماية كافية من الخوف الاقتصادي من كبر السن والمرض والحوادث والبطالة‚ \r\n \r\n الحق في الحصول على التعليم الجيد‚ \r\n \r\n ذكرت بعضا مما سبق قوله امام احدى معارفي وهي سيدة لا يزيد عمرها على 30 عاما فما كان منها الا ان قالت «لا اصدق ان رئيسا يمكن ان يصدر عنه مثل هذا الكلام»‚ \r\n \r\n رؤية روزفيلت صدمت المحافظين في كلا الحزبين في عام 1944 ولا يزال نفس المفعول حتى اليوم‚ \r\n \r\n والحقيقة ان الولاياتالمتحدة تمكنت في الخمسينيات والستينيات من تحقيق تقدم رائع قبل ان يتراجع هذا الزخم خلال حرب فيتنام وانتخاب نيكسون في عام 1968‚ بعدها جاء رونالد ريغان الذي هاجم الرعاية الصحية واصفا إياها «بانها موجة متقدمة من الاشتراكية»‚ \r\n \r\n أما ديك تشيني فقد وقف بقوة ضد البرنامج الخاص الذي قصد منه زيادة الاهتمام بالأطفال الفقراء‚ ان ما يهم تشيني هو اغداق المال الحكومي على اناس لديهم الكثير من الأموال التي لا يعرفون ماذا يصنعون بها‚ ديك تشيني هو واحد من العصابة «الجمهورية» التي عملت على القيام بتحويل كامل للثروة عبر الاقتطاعات الضريبية من الفقراء الى الأغنياء‚ \r\n \r\n ليس بوسع احد ان يقول ان روزفيلت كان كامل الأوصاف ولكنه اعطى الأمل والاحساس بالممكن لشعب احوج ما كان الى تلك الأشياء‚ كما انه حذرنا من مغبة الاستسلام للخوف‚ \r\n \r\n ان الولاياتالمتحدة الآن تقع في قبضة اناس اقل ما يقال عنهم انهم خبراء في استغلال الخوف وهم غير معنيين وغير مكترثين لاحتياجات وآمال او حتى معاناة أفراد الشعب البسطاء‚ \r\n \r\n يقول روزفيلت «ان اختبار التقدم ليس ان نضيف المزيد الى من يملكون الكثير بل تقديم ما يكفي لاولئك الذين يملكون القليل»‚ \r\n