فقد عاد الكثيرون من المواطنين الأفغان الذين هربوا من الغزو السوفيتي والحرب الأهلية التي تبعته والغزوات والحروب المتلاحقة على أرضهم، على أمل الحصول على عمل ومأوى ومساعدة حكومية، دون جدوى. \r\n \r\n فشرحت هودن مخطاب، 40 عاما، المرحلة من طهران \"كنا نعيش في بيت، لكننا تركنا كل شيء عندما رحلتنا الحكومة الإيرانية\". \r\n \r\n وأضافت \"عائلتي من ثمانية أفراد.عدنا إلى أفغانستان منذ ستة أشهر، ولم تقدم الحكومة لناأي مساعدة، بل ولم تزورنا لتفقد أحوالنا\". \r\n \r\n تحدثت هودن مخطاب ل \"آي بى اس\" بجوار منزلها الجديد وهو عبارة عن خيمة من القماش بدعائم خشبية لحمايتها من الرياح. \r\n \r\n هنا تعيش مع نحو 400 عائلة أخرى في مخيم شمان بابراك في كابول، حيث أقيمت الخيام وسط الوحل، دون ماء أو كهرباء. \r\n \r\n ويأوي المخيم لاجئين مرحلين من الدول المجاورة أو نازحين من مدن أخرى في أفغانستان. ويقول بعضهم إنهم رحلوا من باكستان حيث عاشوا طيلة سنوات الحرب. وهناك بعض اللاجئين الباكستانيين الذين هربوا من أحوال الطقس القاسية أو القلاقل في بلدهم. \r\n \r\n لكن معظم لاجئ المخيم هم أفغان عادوا من إيران بعد أن رحلت حكومة طهران ألاف منهم في الشهور الأخيرة. وعاد أغلبهم منذ ستة أشهر ونصبوا خيامهم في مشهد يتكرر في كبرى المدن الأفغانية. \r\n \r\n فتؤكد منظمات الإغاثة أن هناك مئات من المخيمات كمخيم شمان بابراك منتشرة في كافة أنحاء أفغانستان، وأن الأوضاع فيها تهدد بأزمة إنسانية مأساوية. \r\n \r\n والواقع أنه في بلد كأفغانستان يناضل في وجه تداعيات عقود طويلة من الحروب، لا محال أمام الكثيرون إلا أن التجدى والشحاذة نظرا لشبه انعدام فرص العمل. \r\n \r\n ويفتقر المخيم إلى حطب الوقود لحماية اللاجئين من قسوة البرد، ويجبر غلاء الطعام الكثيرين منهم على الجوع. \r\n \r\n يضاف إلى ذلك أن برنامج مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والحكومة الأفغانية تركز على مساعدة الأفغان النازحين وأولئك الذين قرروا العودة بمحض إرادتهم. لكنها لا تعنى بالمرحلين من بلدان أخرى. \r\n \r\n وكما هو الحال بالنسبة لهودن مخطاب شرح فاضل غرياس، 20 سنة، أن الحكومة الإيرانية أجبرته على العودة إلى أفغانستان. \"كنا نعيش في خيام وساعدتنا الحكومة (الإيرانية)، لكنهم جاءوا يوما منذ ستة أشهر وقالوا لنا \"هناك حرية في بلدكم الآن، فأرجعوا إليها\". \r\n \r\n وقال أن الجنود أجبروهم على الصعود إلى الحافلات تحت تهديد السلاح، وحرقوا بيوت أولئك الذين رفضوا الانصياع إلى أمر الترحيل. \r\n \r\n هذا وتقدر مفوضية اللاجئين عدد الأفغان العائدين من إيران بنحو مليون منذ 2001 وأن إيران رحلت 360،000 منهم في العام الماضي. \r\n \r\n ومن ناحيتها، تقدر وزارة شئون اللاجئين والعائدين في الحكومة الأفغانية أن إيران رحلت 17،000 أفغاني في أول شهرين من العام الجاري على الرغم من اتفاق بين كابولوطهران على احتواء عدد المرحلين خلال أشهر الشتاء. \r\n \r\n ومن الجدير بالذكر أن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والحكومة الإيرانية تؤكدان أن الأفغان المرحلين كانوا غير مسجلين ويبحثون عن عمل في إيران بصورة غير قانونية وهم مهاجرون اقتصاديون، لا لاجئون. \r\n \r\n لكن أغلب اللاجئين في مخيم شمان بابراك يؤكدون حيازتهم لبطاقة تسجيل كلاجئين صادرة عن السلطات الإيرانية. وأشارت منظمات غير حكومية إلى أن الجنود أحيانا ما يرحلون الجميع من مخيم ما دون التدقيق في وثائقهم. \r\n \r\n وبدوره، صرح المتحدث باسم مفوضية اللاجئين الأممية أحمد نادر فرهد، أن المفوضية تعنى فقط بالعائدين طوعيا، وبالتالي لا يدخل المرحلين المطرودين في مجال اختصاصها. \r\n \r\n أما عبد القادر زازاى، كبير مستشاري وزير شئون اللاجئين والعائدين، فقد صرح ل \"آي بى اس\" أنها \"ليست مسئولية إيران أو حكومتنا\". \r\n \r\n وأعلن الوزير محمد أتبارى أن الحكومة الأفغانية غير قادرة على استيعاب ألاف المرحلين، وطلب من السلطات الإيرانية أن تقلل من ترحيلهم. (آي بي إس / 2008)