رئيس هيئة الدواء: نستهدف توطين صناعة أحدث وسائل تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية    الحوثيون: استهدفنا هدفين حيويين في أشدود وحيفا بالاشتراك مع الفصائل العراقية    إسرائيل تكافح حرائق هائلة.. ومنشآت استراتيجية تعرضت للخطر    يورو 2024.. طائرة بدون طيار تراقب تدريبات منتخب المجر قبل مواجهة ألمانيا    فيتو تنفرد بالثلاثي الكبار في قائمة المنتخب الأولمبي بأولمبياد باريس    ميدو يكشف تفاصيل رحيل الشناوي عن الأهلي قبل الموسم الجديد    ضبط 3 حالات غش إلكتروني.. التعليم: اتخذنا إجراءات مكثفة لضبط امتحانات الثانوية العامة    بعد موجة الطقس الحار.. موعد انخفاض درجات الحرارة    موعد تشييع جثمان وعزاء والد الفنان محمد صلاح آدم    أميرة بهى الدين: الدولة المصرية عملت فى جميع المسارات لدعم القضية الفلسطينية    بدائل الثانوية.. مدرسة مياه الشرب بمسطرد - موعد التقديم والأوراق والشروط    جوجل تطلق مزايا جديدة في الساعات الذكية.. تكتشف الحوادث وتتصل بالطوارئ    النمسا.. 29 سبتمبر موعدا لإجراء انتخابات البرلمان    مفوضية الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للاجئين.. وتؤكد أن مصر أوفت بإلتزاماتها    «التايمز 2024»: جامعة طنطا ال4 محليًا.. وبالمرتبة 66 عالميًا في «الطاقة النظيفة بأسعار معقولة»    جهود مكثفة لكشف ملابسات العثور على جثتين فى المعادى    «رحلة عزيزة».. انطلاق احتفالية «حماة الوطن» بذكرى دخول العائلة المقدسة أرض مصر    بديلا ل ناتشو.. نجم توتنهام على رادار ريال مدريد    سارة عبدالرحمن تشارك في فيلم المصيف إخراج سليم العدوي (خاص)    «العناني»: مصر تتميز بمقومات أثرية وتاريخية تجعلها قبلة للسياح الأجانب    أحمد جمال سعيد يستعد لتصوير مسلسل «وتر حساس» (تفاصيل)    هل يجوز للأرملة الخروج من بيتها أثناء عدتها؟ أمين الفتوى يُجيب    وكيل «صحة الشرقية» يتابع التشغيل التجريبي لوحدة تفتيت الحصوات بمستشفى كفر صقر    5 فئات ممنوعة من تناول لحمة الرأس في عيد الأضحى.. تسبّب مخاطر صحية خطيرة    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة يتم وفقا للمعايير الدولية    أكاديمية الشرطة تناقش الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع    الانفصال الأسرى زواج مع إيقاف التنفيذ    إعارته تنتهي 30 يونيو.. فليك يحسم مصير جواو فيليكس في برشلونة    الأطفال يطوفون حول الكعبة في محاكاة لمناسك الحج بالبيت المحمدي - صور    ما حكم الاشتراك في أضحية الضأن أو الماعز.. وهل ثوابها يصل لجميع الأهل؟.. الأزهر للفتوى يوضح    «محاكمة مزيفة».. الجمهوريون يتبنون نظريات المؤامرة بعد إدانة هانتر بايدن    رفض دعوى عدم دستورية امتداد عقد الإيجار لورثة المستأجر حتى الدرجة الثانية    أكلة العيد..«فتة ولحمة ورز»    بقيادة رونالدو.. 5 نجوم يخوضون كأس أمم أوروبا لآخر مرة في يورو 2024    أسعار فائدة شهادات البنك الأهلي اليوم الاربعاء الموافق 12 يونيو 2024 في كافة الفروع    محافظ الغربية يستقبل الأنبا أغناطيوس أسقف المحلة للتهنئة بعيد الأضحى    استجابة ل«هويدا الجبالي».. إدراج صحة الطفل والإعاقات في نقابة الأطباء    سفير مصر بالكويت: حالة المصاب المصرى جراء حريق عقار مستقرة    اتحاد الكرة يرد على رئيس إنبى: المستندات تُعرض أثناء التحقيق على اللجان وليس فى الواتساب    محافظ المنيا يشدد على تكثيف المرور ومتابعة الوحدات الصحية    شديد الحرارة.. تفاصيل الطقس والدرجات المتوقعة أول أيام عيد الأضحى    جامعة سوهاج: مكافأة 1000 جنيه بمناسبة عيد الأضحى لجميع العاملين بالجامعة    المفوضية الأوروبية تهدد بفرض رسوم على السيارات الكهربائية الصينية    أسماء جلال تتألق بفستان «سماوي قصير» في العرض الخاص ل«ولاد رزق 3»    الجلسة الثالثة من منتدى البنك الأول للتنمية تناقش جهود مصر لتصبح مركزا لوجيستيا عالميا    مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف ART خلال إجازة عيد الأضحى 2024    مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائي يعقد اجتماعا موسعا بقيادات مطروح    مسؤول إسرائيلى: تلقينا رد حماس على مقترح بايدن والحركة غيرت معالمه الرئيسية    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق بالكامل لشركة «أرامكو» بقيمة 11 مليار دولار في سوق الأسهم السعودية    عفو رئاسي عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة عيد الأضحى 2024    محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف والتطوير الجارية ببسيون    "مقام إبراهيم"... آية بينة ومصلى للطائفين والعاكفين والركع السجود    اليونيسف: مقتل 6 أطفال فى الفاشر السودانية.. والآلاف محاصرون وسط القتال    «الخدمات البيطرية» توضح الشروط الواجب توافرها في الأضحية    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    نجم الأهلي السابق: مجموعة منتخب مصر في تصفيات كأس العالم سهلة    «اتحاد الكرة»: «محدش باع» حازم إمام وهو حزين لهذا السبب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سقوط بغداد.. وجهة نظر شاهد عيان لوقائع الحرب الحلقة الاولى
نشر في التغيير يوم 12 - 03 - 2005

في رأيه ان قصة العراق لاتزال مليئة بجوانب لم يكشف عنها احد، كما انها اصبحت الآن ايضاً قصة أميركا. ومؤلف الكتاب واحد من الكتاب الدائمين في مجلة «نيويوركر» وقد أصدر عدة كتب منها: «حرب العصابات»، «تشي جيفارا» «رحلات في عالم متمرد» و«قبر الأسد: رسائل من افغانستان».
\r\n
\r\n
\r\n
لم تحظ قضية بذلك القدر الكبير من الكتب التي صدرت حولها مثل قضية غزو العراق وإسقاط نظام صدام. وقد أصدرت داربنغوين، أخيرا، الكتاب الذي نناقشه هنا. وفي تقديم دار النشر له تقول إنه يلفت أنظار القراء إلى التجربة المريرة التي عاشها أبناء الشعب العراقي العاديون، خلال أحداث المرحلة النهائية العنيفة لذلك النظام والاحتلال الأميركي ويشير الناشر إلى أن قوة احتمال مؤلف الكتاب ومتابعته الدائبة لأحوال العراق قبل الغزو وبعده، وتورط أميركا في الاحتلال، كل ذلك ساعد على رسم صورة مدهشة للإنسانية في أحلك أحوالها.
\r\n
\r\n
\r\n
وتلفت النظر في الكتاب زيارات المؤلف العديدة للعراق وغيره من البلدان وقوة العلاقات التي ربطت بينه وبين عدد من العراقيين من مختلف الطبقات والتوجهات بدءا برموز نظام البعث العراقي وبعض المقربين من رئيسه وانتهاء ببعض ضحاياه وبسطاء الناس الذين لا حول لهم ولا قوة.
\r\n
\r\n
\r\n
ويقول جون لي أندرسون نفسه إنه قام بأول زيارة له للعراق مدفوعاً بما يسميه «ظاهرة صدام حسين» وبرغبته في أن يشهد مظاهر طغيانه، لفهم أسباب نجاحه في الاستمرار على قمة السلطة، كذلك دفعه إلى تلك الزيارة الأولى أنه كان على يقين من قرب نشوب حرب جديدة بين الولايات المتحدة الأميركية والعراق.
\r\n
\r\n
\r\n
ويعرب عن اعتقاده بأنها كانت مقررة سلفا منذ حرب الخليج، عندما انهزم الجيش العراقي، وسمح لصدام حسين بالبقاء في الحكم. ويستطرد المؤلف في الوقت الذي تولى جورج دبليو بوش الابن رئاسة الولايات المتحدة في يناير 2001، كان من الواضح أن نظام عقوبات الأمم المتحدة قد استنفد أغراضه، واصبح ضرورياً البحث عن وسائل جديدة للتعامل مع صدام حسين، ويتابع: «أصبحنا نعرف الآن أن بوش كان قد قرر سلفا أن أفضل ما يقوم به هو شن الحرب والتخلص من صدام حسين».
\r\n
\r\n
\r\n
حوار مع السعدون
\r\n
\r\n
\r\n
وتكاد الفصول الأولى من الكتاب تخلو من أية معلومات جديدة، كما أنها تحتشد بتفاصيل كثيرة عن بعض علاقاته بأشخاص، من بينهم مثلا ناصر السعدون، وهو رجل في أواخر الستينات من عمره وتربطه قرابة بعيدة بالملك حسين، ولجأ إلى الأردن أثناء حكم صدام، وجاء إلى عمّان مع زوجته بدعوة من الأمير الحسن، الذي كان وليا للعهد آنذاك.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان المؤلف قد جاء إلى العاصمة الأردنية عائدا لتوه من العراق حيث قام بتغطية إخبارية للاستفتاء هناك الذي أطلق عليه اسم «استفتاء الولاء» لتجديد رئاسة صدام لسبع سنوات أخرى، وبينما كانت الولايات المتحدة وبريطانيا تحشدان قواتهما للحرب، غادر المؤلف بغداد، وتوجه إلى عمَّان، وقام بزيارة لبيت ناصر السعدون.
\r\n
\r\n
\r\n
وبعد أن حكى له مشاهداته في العراق، قال له السعدون: «لقد أصبح محتماً أن تنشب الحرب على العراق بقيادة أميركية، وسوف يخسر صدام الحرب». غير أنه قال له محذرا: «يجب على الأميركيين أنفسهم ألا يمسكوا بمقاليد الحكم في أيديهم، لأن العراقيين لن يتحملوا حكم الأجانب، والشيء الذي يجب أن تعلمه عن العراقيين أنه قد يمكنك كسب ودهم سريعاً، ولكنك أيضا قد تفقده سريعاً جداً.
\r\n
\r\n
\r\n
إن أبناء الشعب العراقي طيبون جدا كأفراد، ولكنك لا تدري كيف سيتصرفون كجماعات، ولذلك إذا جاء الأميركيون فينبغي عليهم ألا يبقوا في العراق وألا يحاولوا حكم العراقيين والتحكم في شؤون حياتهم، وعلى الأميركيين أن يفرضوا أية حكومة يستطيعون ايجادها ثم يغادروا العراق».
\r\n
\r\n
\r\n
سنرى تكرار هذا الرأي وقوله لمؤلف الكتاب من أكثر من شخص وفي أكثر من مكان.. ونعود إلى ناصر السعدون الذي أخذي يحكي للمؤلف قصة أحد أعمامه القدامى، وهو عبدالمحسن السعدون الذي كان رئيساً للوزراء في العراق في مرحلة مبكرة، والذي أقدم على الانتحار عام 1929 بسبب فشله في انتزاع السيادة الكاملة للعراق من بريطانيا.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان البريطانيون قد أحكموا قبضتهم على العراق، بعد أن كانوا قد وعدوا بمنحه الاستقلال الكامل عام 1920، ولكن عندما لم يتحقق ذلك، اتهم البرلمان العراقي رئيس الوزراء بالخيانة، فعاد إلى بيته وقتل نفسه.
\r\n
\r\n
\r\n
واختتم المضيف القصة بقوله: «الأمر المهم بالنسبة للعراقيين أنهم يعتزون ويفخرون جدا بمسؤولياتهم إزاء بلدهم، ولكن إذا تولى المسؤولية آخرون فلن يهمهم شيء، ولذلك أترك المسؤولية على عاتق العراقيين».
\r\n
\r\n
\r\n
وقد ظلت كلمات ناصر ترن في أذن جون لي أندرسون طوال الشهور التي تلت لقاءه به في عمَّان، وكأنها نبوءة سرعان ما تحققت، وأسفرت الحرب عن احتلال عسكري أميركي للعراق، ويقول أندرسون: «باعتباري أميركياً عاصر السنوات المفجعة للحرب في فيتنام، وعاش الحالة النفسية التي سادت في أمريكا والرافضة للعودة إلى أية حرب جديدة، فقد اعتبرت استخدام القوة العسكرية الأميركية وتدخلها في غزو العراق واحتلال دولة أجنبية.
\r\n
\r\n
\r\n
أمراً مفزعاً إلى أقصى الحدود، على الرغم من أنني أعرف مثل أي شخص زار العراق في ظل حكم صدام حسين أن نظامه كان بلا شك أشد النظم طغيانا»، ثم يسهب أندرسون بعد ذلك في وصف حالة الرعب التي كانت تجبر كل من تحدث إليهم على التزام الصمت عند الحديث عن ذلك النظام ورئيسه.
\r\n
\r\n
\r\n
وعندما عاد أندرسون إلى انجلترا بعد لقائه مع ناصر السعدون في نوفمبر 2000. كانت آلة الدعاية الأميركية والبريطانية وغيرهما قد ملأتا الأجواء بالقصص عن امتلاك صدام حسين للأسلحة الكيميائية والبيولوجية، وعن النتائج المأساوية التي قد تترتب على قيامه باستخدامها، وتنبأ البعض بأنه قد ينشر مثل هذه الأسلحة، أثناء الحرب إذا اعتقد أنها قد تنقذ نظامه، ورسم آخرون سيناريوهات لكوارث فظيعة، يلجأ فيها صدام المحاصر إلى استخدام الغاز السام كملجأ أخير ثم ينفجر ولكن بعد أن يأخذ معه أرواح أكبر عدد من الجنود الأميركيين.
\r\n
\r\n
\r\n
ويذكر المؤلف أن مسؤولا كبيرا سابقا في المخابرات الأردنية يعرف صدام معرفة شخصية حدّثه عن قلقه من احتمال لجوء الرئيس العراقي إلى الإرهاب الدولي بواسطة أسلحة جرثومية ينشرها عملاء عراقيون في أجزاء مختلفة من العالم.وتساءل المسؤول الكبير نفسه عما إذا كان سوف يستخدمها قبل توجيه ضربة ضده أم بعد أن يستشعر أن الهزيمة على الأبواب؟.
\r\n
\r\n
\r\n
حكايات دبلوماسية
\r\n
\r\n
\r\n
يروي المؤلف قصة أخرى يرى أنها تكشف عن مدى الذعر الذي نشرته الدعاية الغربية عن أسلحة الدمار الشامل كذريعة لشن الحرب على العراق، وبطل هذه القصة هو شتاين أوندهايم القائم بأعمال السفارة النرويجية، في بغداد، والمراقب العريق للشؤون العراقية، وأحد الدبلوماسيين الغربيين القلائل الذين بقوا في العراق آنذاك.
\r\n
\r\n
\r\n
وقد ذكر الدبلوماسي النرويجي للمؤلف أن كثيرا من الضباط العراقيين مقتنعون بأن السبب الوحيد لعدم تقدم الأميركيين نحو بغداد في حرب الخليج هو امتلاك العراقيين للأسلحة الكيميائية، كذلك يعتقد هؤلاء الضباط أن تلك الأسلحة هي التي أنقذتهم حتى ذلك الوقت، والتي أنقذتهم أيضا في الحرب مع إيران. وهم يعتقدون أنها يمكن أن تنقذهم مرة أخرى.
\r\n
\r\n
\r\n
وأسرّ أوندهايم لمؤلف الكتاب أنه قد استعد لجميع الاحتمالات وقام بتخزين معدات في غرفة آمنة تحت الأرض في مبنى السفارة تحتوى على ملابس ضد الحرب الكيميائية، وأقنعة ضد الغاز السام، وكميات كافية من الأدوية والأغذية والمياه تكفيه هو وعدة أعضاء في السفارة للبقاء على قيد الحياة عدة أشهر.
\r\n
\r\n
\r\n
أما كينيث بولاك المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، فيستشهد أندرسون بكتابه «نذير العاصفة.. السباق إلى غزو العراق» وقال إنه يعكس بدقة فكر المخططين للحرب في واشنطن ولندن ،ويتزامن تماما مع حملة الاتهامات المكثفة ضد صدام حسين التي شنتها حكومتا بوش وبلير.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي الوقت نفسه بدأت الجماعات المعادية للحرب، تصدر توقعات منذرة بالكارثة ومحذرة من وقوع أعداد هائلة من الضحايا من المدنيين وصلت في بعض التقديرات إلى مئة ألف شخص قد يلقون مصرعهم إذا نشبت الحرب. وكان من الواضح أنه لم تعد هناك فرصة لوقفها.
\r\n
\r\n
\r\n
ويضيف المؤلف إن أحد مسؤولي الإغاثة الإنسانية البريطانية أخبره بأن الحكومة الإيرانية كانت تتوقع تدفق نحو سبعمئة ألف لاجئ عراقي عبر الحدود الإيرانية، ولذا فقد أخذت في إقامة معسكرات طوارئ لاستقبالهم.
\r\n
\r\n
\r\n
أما بالنسبة للصحافيين الذين قرروا تغطية الصراع فقد بدا لهم أن الحكمة تقتضى أن يستعدوا لكل اشتباك، وبدأت المنظمات الإخبارية في شراء معدات الحماية لمراسليها وإشراكهم في دورات تسمى «البيئة المعادية». وأرسلت مجلة «نيويوركر» التي يراسلها أندرسون إليه رداء للحماية من الحرب الكيمائية والبيولوجية، وقناعاً ضد الغازات السامة، وحقن الأتروبين، وخوذة لا يخترقها الرصاص، وسترة ذات صفائح واقية من رصاص القناصة تم تثبيتها من الأمام والخلف.
\r\n
\r\n
\r\n
وانضم جون لي أندرسون إلى نحو اثني عشر مراسلا يعملون لدى كبريات المجموعات الإعلامية البريطانية، والأميركية، للالتحاق بدورة ليوم واحد، موضوعها التدريب على إدراك مخاطر الحرب الكيمائية والبيولوجية، وقد اقيمت الدورة في قصر ريفي في منطقة مليئة بالغابات والأشجار في هامشاير على مسيرة نحو ساعة بالسيارة من لندن.
\r\n
\r\n
\r\n
وتستعمل هذا القصر مؤسسة تسمى «سنتوريون لخدمات تقويم المخاطر» وهى مؤسسة بريطانية لاستشارات الأمن قامت بتنظيم الدورات في الاستعداد للحرب للصحافيين والدبلوماسيين والعاملين في ميدان المساعدات الإنسانية، وعقدت الدورة التي أشار إليها الكتاب في اسطبل سابق للخيول.
\r\n
\r\n
\r\n
وقام عضو سابق في القوات البريطانية الخاصة بشرح كل شيء، بدءا بالحرب الكيماوية والجرثومية وحتى فيروس الإيبولا والطاعون، وعرض المدرب على المراسلين شريط فيديو قصيراً به مشاهد من ميدان قتال غير معلوم خلال الحرب العراقية الإيرانية، تكشف عن صور لجثث جنود قتلوا بالغاز السام. وفي النهاية قال المدرب إن الحرب الكيميائية قد استخدمت منذ عصر فرسان الدروع، وكل ما في الأمر أنها أصبحت الآن أسوأ».
\r\n
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف إنه: «.. وبينما استمر رجل مؤسسة سنتوريون في الثرثرة، أخذت أفكر ملياً في المفارقة الناشئة عن استخدام المدرب لقطات من الحرب العراقية الإيرانية، ومع ذلك لم يكن لديه شيء يقوله عن حقيقة ما حدث هناك. فعلى الرغم من كل ما قيل في الغرب عن أسلحة صدام للدمار الشامل، فإنه لم تحدث معاناة في المنطقة من هذه الأسلحة مثل تلك التي شهدتها حرب 1980 1988».
\r\n
\r\n
\r\n
وقرر أندرسون السفر إلى إيران ليستطلع آراء البعض من العراقيين المهاجرين والبالغ عددهم أكثر من نصف مليون شخص. وقضى المؤلف شهر يناير 2003 في إجراء مقابلات مع المنفيين العراقيين ومع الإيرانيين حول الحرب الوشيكة.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان عدد كبير من بين من التقى بهم من العراقيين يعيش في إيران منذ عشرين سنة أو أكثر، لاحظ لديهم تفاؤلا حذرا بأن نظام صدام الذي دام طويلاً قد يصل إلى نهايته أخيراً، غير أن معظمهم أعرب أيضاً عن عدم ثقته في دوافع الولايات المتحدة،وأعرب عن خشيته من عقد صفقة في اللحظة الأخيرة بين واشنطن وصدام قد تتركه أو احد أعوانه المقربين من حزب «البعث» في حكم البلاد.
\r\n
\r\n
\r\n
وعلى الجانب الآخر وجد المؤلف لدى معظم الإيرانيين الذين قابلهم اعتقادا سائداً بأن بوش قد خطط لغزو العراق ليكون مرحلة تمهد لحرب أميركية ضد إيران. ويرى المؤلف أنه من المنطقي أن يتوصل الإيرانيون إلى هذا الاستنتاج في الوقت الذي كان فيه خطاب الرئيس بوش عن حالة الاتحاد عام 2002 يجمع بين إيران والعراق وكوريا الشمالية باعتبارها تشكل ما أسماه «محور الشر» وفي الوقت الذي كان صناع السياسة الأميركيون ووسائل الإعلام الأميركية يناقشون علنا وسائل «تغيير النظام» في إيران.
\r\n
\r\n
\r\n
لقاء في طهران
\r\n
\r\n
\r\n
كان من بين الأشخاص الذين طلب أندرسون مقابلتهم في إيران أمير محبيان رئيس تحرير صحيفة «رسالات» الإيرانية المحافظة. وقد قال له انه كان واحدا من أصحاب نظرية المؤامرة وعضوا سابقا في الحرس الثوري ومحارباً سابقاً، كما أن الصحيفة تعتبر ناطقة باسم آية الله خامنئي. وبعد أن قدم أندرسون طلباً رسمياً لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي المشرفة على نشاط الصحفيين الأجانب وافق محبيان على مقابلة أندرسون والتحدث إليه.
\r\n
\r\n
\r\n
وتم اللقاء في غرفة المؤتمرات بمبنى الصحيفة وبلغة إنجليزية رفيعة تحدث محبيان مباشرة إلى المؤلف في مونولوج فظ قائلا له: سواء اعتبرت ذلك صحيحا أو خاطئا فإن الولايات وإيران قد ظلتا في مواجهة لبعضهما مدة عشرين عاما حتى الآن، وكل جانب بطبيعة الحال مهتم بتحركات الآخر في المنطقة.
\r\n
\r\n
\r\n
ونحن نفترض أن لدى الأميركيين خطة كونية، وفي اعتقادي أن قلب هذه الخطوة هو منطقة الشرق الأوسط، فمصادر الطاقة لها مكان بارز في مستقبل العالم، ولدى كل من الشرق الأوسط وآسيا الوسطي مصادر هائلة. وهكذا فإن الولايات المتحدة تعتبر هذه المنطقة مفتاح مصالحها، كما أن إيران هى الممر بين هاتين المنطقتين: الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى.
\r\n
\r\n
\r\n
ويتمثل الهم الأساسي لصناع السياسة الأميركية في توفير الأمن الاقتصادي للولايات المتحدة، ولهذا فنحن نرى أن هجوم أميركا على أفغانستان وسيلة للحصول على الغاز والنفط، أما أسامة بن لادن وطالبان فهما مجرد ذريعة للهجوم على أفغانستان. أما بالنسبة للهجوم الأميركي المحتمل على العراق فنحن نعتقد أن هدفه السيطرة على دولة يمكن أن تكون مصدرا للطاقة الرخيصة.
\r\n
\r\n
\r\n
لقد وضعت أميركا قدميها الكبيرتين في المنطقة فأصابعها في أفغانستان وكعباها في العراق،ونحن في مكان ما في الوسط في تجويف القدم ونتوقع أن تقوم بالضغط علينا في أية لحظة،ونحن في الحقيقة لا نصدق كل الكلام الأميركي عن الديمقراطية ومحاربة الإرهاب.
\r\n
\r\n
\r\n
أما عن العراق فقد قال محبيان في حديثه المباشر للمؤلف: نحن نعتقد أن وجود نظام ديمقراطي في العراق أمر جيد ويتفق كذلك مع مصالحنا القومية، ولكننا نرى أن أميركا في حقيقة الأمر لا تريد عراقاً ديمقراطياً يستند إلى إرادة الأغلبية، والسبب الرئيسي لذلك هو أن ستين في المئة من السكان من الشيعة، وبهذا سوف يحظى النظام بتأييدهم.
\r\n
\r\n
\r\n
وأوضح محبيان لمحدثه الأميركي أنه قرأ في الصحف الغربية أن الأميركيين يخشون من أن يضع عراق ما بعد صدام الديمقراطي الأساس لحكم «مناظر لما هو سائد في طهران» ولهذا فإن مثل ذلك النظام غير مرغوب فيه.وأضاف محبيان: «اعتقد أن السياسي البراغماتي يتصرف دائما وفقا لحساب الربح والخسارة، ولهذا فهل من المعقول أن نصدق أن الولايات المتحدة تريد تغيير النظام الحالي في العراق إلى نظام ديمقراطي قد يحمل نفس سمات إيران بسبب «الاغلبية الشيعية؟».
\r\n
\r\n
\r\n
ويبادر جون لي أندرسون إلى سؤاله متحديا: أي إيران تقصد؟.. إيران 1980و 1995 أم اليوم؟ لقد تغيرت إيران الثورة الإسلامية وهى مستمرة في التغير اليوم. فأي إيران ستكون النموذج بالنسبة لهم؟ فيجيب أمير محبيان قائلا: «ما تقوله صحيح ونحن لا نستطيع التنبؤ بكيفية اختيارهم لطريقهم.. ربما على عكس إيران لن يسمحوا للساسة العلمانيين بالاشتراك في حكومتهم الدينية، وربما يكونون أقل تمسكا بالأصولية.. اسمع..
\r\n
\r\n
\r\n
لقد كان صدام على الدوام عدونا الخطير ولذلك قد يكون الخلاص منه في مصلحتنا ولكن وجود أميركا في المنطقة ليس في مصلحتنا، ولهذا فإن أفضل ما تفعله واشنطن هو إسقاط صدام حسين ولكنها سوف تدفع ثمنا غاليا لتحقيق ذلك. وفي اعتقادي أن من يدفع ثمناً غالياً في اتخاذ خطوة واحدة سوف يفكر مليا قبل اتخاذ خطوة أخرى. والواقع أن الولايات المتحدة دفعت ثمناً غالياً جدا في افغانستان، وربما كان هذا سببا في ترددها طويلا بالنسبة للعراق، غير انها لم تمعن التفكير فيما يأتي بعد صدام حسين. والمسألة ليست مجرد إسقاط شخص أو حتى نظام.
\r\n
\r\n
\r\n
قليل من العراقيين يرتبطون بالنظام ويجب إسقاطهم أيضا، ولكن عددهم لا بأس به، وهؤلاء الناس متأكدون من أنهم سيموتون لو ذهب صدام. وباستثناء الأكراد فإن أربعين في المائة من السكان من السُنة وهم يخشون التغيير. وهكذا فإن صدام يعتمد على خوف بعض الناس من المجهول، وخوف آخرين من الموت، وهاتان الجماعتان توفران له دعما قويا جدا، ولذلك إذا وافق صدام على التخلى عن السلطة فسوف يرسي ذلك الأساس لاندلاع حرب أهلية.
\r\n
\r\n
\r\n
وبينما كان جون لي أندرسون ينهض ليغادر المكان في نهاية اللقاء بادره أمير محبيان بملاحظة ختامية قائلا له: «هناك عبارة مأثورة عن ماكيافيللي تقول: «يمكن السيطرة بسهولة على نظام ديموقراطي، ولكن من الصعب الاستمرار في الاحتفاظ به، ويصعب التخلص من نظام دكتاتوري ولكن من الأسهل السيطرة عليه»، ولو كنت سياسيا أميركيا لوضعت دكتاتورا آخر في مكان صدام من دون أن أغير النظام كله».
\r\n
\r\n
\r\n
وضحك محبيان وهو يضيف : «أرجو ألا يكون لدى أميركا مستشار مثلي».
\r\n
\r\n
\r\n
ويعلق المؤلف على هذه المقابلة بقوله إن من الممكن إدراك مخاوف محبيان من وجود الأميركيين على الأبواب.
\r\n
\r\n
\r\n
تساؤل الحكيم
\r\n
\r\n
\r\n
يخصص المؤلف صفحات عديدة من الفصل الثاني من كتابه للحديث عن تفاصيل زياراته في كل من طهران وقم وخوزستان ولقاءاته بعدد من المهاجرين العراقيين وبعض أهالي ضحايا الحرب الإيرانيين، ويردد كثيرا من الحكايات التي أصبحت معروفة وشائعة من دون أن يقدم شيئا جديدا.
\r\n
\r\n
\r\n
وربما كان من أهم ما احتوته تلك الصفحات لقاؤه ببعض رجال الدين البارزين من الشيعة الذين استطاعوا الهجرة إلى إيران هربا من اضطهاد نظام صدام لهم، ومن هؤلاء محمد باقر الحكيم، الذي كان آنذاك رئيسا للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ويقيم في العاصمة الإيرانية، حيث يقع مبنى قيادة المجلس في مواجهة مبنى وزارة التجارة. ويحمل الجناح العسكري لهذه المنظمة اسم «لواء بدر».
\r\n
\r\n
\r\n
ويذكر المؤلف أنه يضم ما بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف مقاتل ويقوده شقيقه الأصغر عبدالعزيز الحكيم. وقد اشترك رجال «لواء بدر» في الانتفاضة في جنوب العراق بعد حرب الخليج. وأثناء اللقاء مع محمد الحكيم سأله جون أندرسون عن رأيه في الحرب المقترحة آنذاك بقيادة الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين، فأجابه بقوله إن الولايات المتحدة تقول إنها تريد تغيير النظام وإقامة حكم ديموقراطي في العراق.
\r\n
\r\n
\r\n
ولكنها لا تتعاون مع القوى الشعبية العراقية، بل تريد أن تفرض نفسها على الشعب العراقي مما يثير الشكوك في الولايات المتحدة، نظراً لوجود بعض الغموض في سياستها المعلنة. وتساءل الحكيم: هل سيبقى الأميركيون في العراق كمحتلين أم أنهم سوف يتركون للشعب العراقي إدراة شؤونه.
\r\n
\r\n
\r\n
وطرح الكاتب عليه سؤالا عما إذا كان يثق في الأميركيين في ضوء ما حدث عام 1991 في نهاية حرب الخليج، وبعد فترة صمت قصيرة أجاب قائلا: بعد تحرير الكويت غيرت أميركا رأيها وانتهت إلى تأييد صدام حسين ولا يزال هذا الموقف مبعث قلق لدى العراقيين، ولكننا نرى الآن إصرارا أميركيا جادا على تغيير النظام في العراق، وما يقلقنا هو ماذا سيحدث بعد التغيير.
\r\n
\r\n
\r\n
وأشار إلى أن منظمته كانت تعمل بجد على تشكيل جبهة موحدة مع جماعات المعارضة الأخرى بما فيها السنة العرب والتركمان والأكراد. وأكد أن على أية حكومة في المستقبل أن تتشكل من جميع الجماعات الاثنية العراقية وأن تحترم تعاليم الإسلام.
\r\n
\r\n
\r\n
ويذكر المؤلف أن واحدا من الأسئلة الكبرى التي لم يجب عنها محمد الحكيم يدور حول ما إذا كان لايزال يأمل في اندلاع ثورة إسلامية في العراق. ويضيف أنه لايزال يتساءل عما إذا كان الحكيم قد غيّر وجهات نظره ومال إلى الاعتدال بعد مرور السنين على الثورة الإيرانية.
\r\n
\r\n
\r\n
وتجاسر اندرسون وانتهز الفرصة لكي يثير الموضوع الحساس حول المحادثات التي أجراها المجلس الأعلى مع إدارة الرئيس بوش، فقد كان معروفا في أغسطس 2002 أن الحكيم أرسل أخاه عبدالعزيز إلى واشنطن لعقد اجتماعات مع إدارة بوش وممثلي جماعات المعارضة العراقية.
\r\n
\r\n
\r\n
ويضع المؤلف ملاحظة بين قوسين تقول: «في مقابلة منفصلة لي مع عبدالعزيز أقر بأن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وواشنطن كانا يديران «حوارا» متواصلا بهدف التوصل إلى قدر من التنسيق بين شبكة المنظمة السرية العاملة داخل العراق وبين القوات المسلحة الأميركية إذا نشبت الحرب».
\r\n
\r\n
\r\n
ولكن محمد الحكيم لم يُستدرج إلى الحديث عن هذا الموضوع غير أنه أكد وجود محادثات بين المنظمة والحكومة الأميركية حول ما أسماه ب «الشؤون العراقية».
\r\n
\r\n
\r\n
وذات صباح توجه جون لي أندرسون إلى مدينة قم وتوجه إلى مركز المصطفى للبحوث الإسلامية على أمل الاستماع إلى وجهة نظر أخرى تختلف عما قاله الحكيم. وتمت إجراءات لقائه مع الشيخ علي القرآني الذي كان الممثل المقيم في قم لآية الله علي السيستاني الذي كان يعيش رهين داره في النجف منذ سنوات، ومن بين الآراء التي تناولها القرآني قوله للمؤلف: إن من الصعب على الرجل الغربي أن يفكر بحرية الآن تحت ضغوط الجماعات المختلفة في الولايات المتحدة واللوبي اليهودي.أنتم الآن تورطون أنفسكم في حروب عالمية، وسوف ينالكم التعب بعد ذلك..
\r\n
\r\n
\r\n
لديكم القوة بطبيعة الحال، لديكم الجيوش، وتستطيعون وضع جميع النظم والدول تحت سيطرتكم، ولكن الفلاسفة والمفكرين يؤمنون بأن في قدرتكم أن تفعلوا شيئا آخر، فكيف يمكن أن تحافظوا على استمرار هذا الشيء؟ هناك سبيل واحد أبسط وأقل تكلفة، من ذلك مثلا حل قضية فلسطين، أنتم تستطيعون ذلك. وإذا كان لديكم أصدقاء في الحكومات الشرق أوسطية، فلن يكون هناك إرهاب، وإذا اتخذت الولايات المتحدة موقفا عادلا إزاء مثل هذه القضايا فإن قوتها المعنوية عندئذ ستكون أقوى من قوتها العسكرية.
\r\n
\r\n
\r\n
ولما كان الشيخ على القرآني قد رفض في بداية اللقاء الحديث عن الحرب الوشيكة في العراق بحجة أنه لا يتحدث في السياسة، ألح جون لي أندرسون عليه بالسؤال عما يراه بهذا الشأن، فتردد لحظات ثم استسلم مجيبا في هدوء: «نحن جميعا نريد التخلص من صدام حسين ولكنني اعتقد أن الأميركيين سوف يواجهون المتاعب في العراق، وهم يتحدثون عن تعيين حاكم عسكري هناك لمدة عام أو ما شابه، وعن بناء الديمقراطية.
\r\n
\r\n
\r\n
ولكنني اعتقد أن معاناتهم ستزيد لأنك إن وضعت حاكما عسكريا في العراق فسوف يظل الناس يقولون: «هذا أميركي» وإذا أخذتم تصنعون موقفا ديمقراطيا للعراقيين بكل سرعة ممكنة مع إجراء انتخابات وتشكيل حكومة وطنية فهذا أمر جيد، ولكن لا تتورطوا في رمال العراق المتحركة، ولذلك إذا أردتم فعل شيء في العراق فأفعلوه على وجه السرعة».
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.