\r\n اذ بعد مرور اسبوعين على بداية عمليات القصف الجوي الاميركي لافغانستان وبالتحديد في 24 اكتوبر 2001 بعثت اسرائيل بوفد حكومي كبير إلى واشنطن لاجراء مباحثات مع الادارة الاميركية. وكان ذلك الوفد يضم مدير لجنة الطاقة النووية الاسرائيلية ورئيس مجلس الامن القومي فيها. وكان الغرض الاساسي من ارسال هذا الوفد هو تحذير الولاياتالمتحدة مرة اخرى، عبر استخدام مزيد من الادلة، من ان ايران تسعى لأن تصبح القوة النووية المقبلة في المنطقة. \r\n \r\n \r\n كانت لهجة الرسالة الاسرائيلية قاطعة، ومفادها ان البرنامج النووي الايراني يتقدم بسرعة كبيرة، ولهذا ينبغي عمل شيء. لقد وضع هذا التحذير ادارة جورج دبليو بوش في مأزق. فإيران التي تربطها علاقات سياسية وايديولوجية قديمة مع افغانستان عرضت تقديم تسهيلات للاميركيين بالسماح للطائرات المروحية التابعة لقواتهم المسلحة القيام بعملياتها انطلاقاً من قواعد في اراضيها، كما وافقت على منح معلومات استخبارية للاجهزة السرية الاميركية. \r\n \r\n في الواقع ومنذ 11 سبتمبر 2001 كرر الرئيس الايراني انتقاداته لاسامة بن لادن ولتفسيره الجامد للاسلام، وكان القصد من تلك الانتقادات تحسين العلاقات بين طهرانوواشنطن. وكانت حركة طالبان قد قتلت ما يزيد على عشرة دبلوماسيين خلال عام 1998. بالمقابل كانت ايران حريصة دائماً على حماية حدودها ومصالحها. لكن اوساط الاستخبارات الاميركية كانت لديها شكوك قوية حول مدى استقلال الرئيس محمد خاتمي عن القادة المحافظين الذين كانوا يسيطرون على المخابرات ويمولون ويتعاونون مع حزب الله والمنظمات الاسلامية الاخرى التي تستهدف اسرائيل. \r\n \r\n \r\n كانت الاستخبارات الاميركية تتابع عن كثب النشاط النووي الايراني. وقد التقى المسئولون في الاجهزة السرية الاميركية والاسرائيلية سراً عدة مرات. وكان الموضوع باستمرار هو تبادل المعلومات عن البرنامج النووي الايراني. \r\n \r\n لكن ايران نفت مرات عدة انها تسعى إلى امتلاك السلاح النووي بينما تقول تقديرات الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية انه امام ايران خمس سنوات فقط كي تتوصل لانتاج رؤوس نووية. لكن كان السؤال الذي يدور في الاذهان يتعلق بمعرفة ما اذا كانت قد وصلت إلى نقطة اللاعودة، اي انها بلغت المرحلة التي لا تعتمد فيها على استيراد مواد واعتدة من الخارج من عدمه. \r\n \r\n البداية المبكرة \r\n \r\n كانت ايران قد بدأت مساعيها لامتلاك السلاح النووي منذ عقد السبعينيات الماضي، اي خلال عهد الشاه، الذي تشير المعلومات إلى انه استثمر ما يقدر بستة مليارات من الدولارات في المشروع النووي الذي شاركت فيه شركة «سيمنز» الالمانية. وكانت هذه الشركة قد اكملت بناء نصف المنشآت اللازمة لاقامة مفاعلين نووين في منطقة بوشهر بالقرب من مياه الخليج. وكان آلاف الايرانيين يدرسون في الخارج الفيزياء والعلوم المرتبطة بها. وتقارير الاستخبارات الاميركية تؤكد بشكل قاطع ان شاه ايران كان يسعى إلى تصنيع القنبلة النووية بالفعل. \r\n \r\n وكانت تلك المساعي قد تدقفت عام 1979 بعد الاطاحة بنظام الشاه. ثم تبددت بعد ذلك المخاوف الاميركية حيال النشاط النووي الايراني بعد اندلاع الحرب العراقية الايرانية عام 1980. تلك الحرب التي اضعفت ايران والعراق في الوقت نفسه، كما ان البرنامج النووي الايراني قد توقف بعد ان دمرت الطائرات العراقية بإحدى غاراتها منشآت بوشهر النووية. \r\n \r\n ولقد انتهت تلك الحرب عام 1988. وعاد الايرانيون للاتصال بعد ذلك بشركة «سيمنز» الالمانية بقصد استئناف النشاط النووي غير ان الحكومة الالمانية استجابت للضغوط التي مارستها عليها الادارة الاميركية، وطلبت من الشركة عدم الاستجابة لما يريده الايرانيون. \r\n \r\n واذا كان العداء المشترك للولايات المتحدة من قبل ايران والاتحاد السوفييتي السابق لم يؤد إلى توثيق العلاقات بينهما، فإن وفاة الامام الخميني اعقبها انعطاف في استراتيجية طهران. هذا ما تبدى من خلال توقيع اتفاقية بين طهران وموسكو للتبادل التجاري وبيع السلاح. كما نصت الاتفاقية على التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ووافقت حكومة يلتسين على اعادة بناء المنشآت النووية التي كانت الحرب مع العراق قد دمرتها في منطقة بوشهر. \r\n \r\n وفي 1985 وقع الجانبان عقداً قيمته 800 مليون دولار لانشاء مفاعل نووي يتولى تشغيله فريق ايراني روسي. وبدأ تعاون فعلي حيث بدأت روسيا في تدريب الايرانيين الفنيين والعاملين في ميدان الفيزياء. لكن ترددت شائعات تفيد ان المنشآت النووية الايرانية ليست في منطقة بوشهر، كما قيل سابقاً، وانما في اماكن سرية اخرى تخضع للسيطرة المباشرة للعسكريين. ويقال انه قد بديء العمل في هذه المنشآت السرية قبل حوالي العامين من تفجيرات 11 سبتمبر. \r\n \r\n وانها منتشرة في اماكن متفرقة من ايران، حسب المصادر الاسرائيلية. ويبدو ان الايرانيين قد ارادوا بذلك اتخاذ اجراءات وقائية ترمي إلى الحد من الخسائر في حالة قيام اسرائيل بعمل مماثل لما فعلته في العراق عندما قامت بقصف المفاعل النووي العراقي «تموز» ودمرته. \r\n \r\n لم يكن الهم الاكبر للمخابرات الاسرائيلية والاميركية هو ما يمكن ان تحققه ايران من تقدم، وانما فيما يمكن ان تحصل عليه من روسيا، اذ بعد تفكك الامبراطورية السوفييتية كان هناك ضباط يريدون بيع سلاحهم لاية جهة كانت، كما ان بعض المواد والاعتدة الحساسة قد بقيت في عدد من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، وقد حاولت ايران، كما تدل معلومات استخباراتية الحصول على مواد لصناعة السلاح النووي من جمهورية كازاخستان، حديثة الاستقلال في اوائل التسعينيات من القرن الماضي. \r\n \r\n نجحت ادارة بيل كلينتون إلى حد ما في منع ايران من الحصول على ما تريده من روسيا.. كذلك نجح الاميركيون بمساعدة جهاز «الموساد» الاسرائيلي، في اقناع شركات المانية واوكرانية وتشيكية بعدم بيع التقنيات النووية لعملاء غامضي الهوية. كما اقنعوا هذه الشركات بوقف التعاون بشكل كامل مع ايران. وامتنع شركاء آخرون عن التعاون مع ايران استجابة لتهديدات بعقوبات اقتصادية قد يتم فرضها عليهم. \r\n \r\n لقد استمرت ادارة بيل كلينتون الثانية في التحذير من الخطر الذي يشكله صدام حسين وهذا خفف إلى حد ما الضغط على ايران. كما خفف عنها ايضاً وجود اولويات اخرى لدى الادارة الاميركية، مثل توسيع اطار حلف شمال الاطلسي كي يطال بلداناً جديدة في اوروبا الوسطى والشرقية الشيوعية سابقاً ومثل البوسنة وكوسوفو والشيشان. \r\n \r\n اسرائيل على الخط \r\n \r\n بعد انتخاب جورج دبليو بوش رئيساً للولايات المتحدة الاميركية عام 2000 توقفت اللقاءات الاميركية الاسرائيلية الخاصة بايران. ولم يرغب الطرفان في استئنافها لفترة من الزمن، اذ كانت اسرائيل مشغولة بالانتفاضة، في حين ان رجال الادارة الاميركية الجديدة كانوا يحتاجون إلى الوقت الكافي من اجل تقييم المواقف. \r\n \r\n وخلال عام 2001، وفقاً لمصادر اميركية، جمعت اسرائيل براهين جديدة على ان هناك شركتان روسيتان على الاقل تقومان بتصدير مواد لازمة لتصنيع السلاح النووي إلى ايران. وقد تم نقل هذه المعلومات إلى واشنطن في اكتوبر 2001، غير ان الادارة الاميركية كانت مشغولة بالملف العراقي وبالبحث عن حلفاء جدد في حربها ضد الارهاب. \r\n \r\n وفي نهاية 2001، توصلت الاوساط الاستخبارية الاميركية إلى ان ايران تمثل خطراً عاجلاً في ميدان تصنيع السلاح النووي اكثر من الخطر الذي كان العراق يمثله، والحقيقة ان الكل يعلم ان ايران هي التي ستكون التالية في امتلاك السلاح النووي، فبعد انتهاء حرب الخليج استطاع المفتشون الدوليون انهاء النشاط النووي العراقي بصورة شبه كاملة، ثم على الرغم من ان العراق يمتلك المعرفة العلمية والتقنية ويمكنه معاودة نشاطاته النووية بسرعة، الا ان المجتمع الدولي لن يمكنه من ذلك. \r\n \r\n لذلك لم يصل العراقيون بعد إلى المرحلة التي وصل اليها الايرانيون في هذا الصدد. لقد واصلت ادارة جورج دبليو بوش تركيزها على العراق وهذا يعود حسب تعبير احد كبار الاستراتيجيين الاميركيين في ادارة بوش إلى انه «من المهم معالجة الوضع في العراق، وليس في ايران، فالعراق لا يجرى فيه اي شيء يسمح بتوقيع تحسن الاوضاع فيه».. لكن بالمقابل، وعلى حد تعبير الخبير الاستراتيجي نفسه «في ايران يوجد امل في ان يتحسن الوضع، بينما يسيطر صدام حسين على البلاد بقبضة من حديد، فإذا اختفى النظام العراقي من الصورة فإننا سوف نركز على ايران بطريقة مختلفة». \r\n \r\n وكانت المساعدة التي قدمتها ايران في الحرب بافغانستان والتطورات الداخلية التي اظهرت ابتعاداً جماهيرياً عن القيادات التقليدية وتزايد مشاركة النساء في الحياة السياسية، كل هذه العوامل شجعت الادارة الاميركية، لكنها لم تمنع الرسميين الاميركيين بالمقابل من التأكيد ان ايران سوف تواصل مساعيها للحصول على السلاح النووي. \r\n \r\n وكان الاسرائيليون يعتقدون ان موقف الولاياتالمتحدة من ايران ستحدده، قبل كل شيء، نتائج الحرب الاميركية ضد الارهاب، فإذا لم تسفر الجهود الاميركية المبذولة في هذا الميدان عن نتائج ملموسة فإن واشنطن سوف تلجأ إلى طلب المساعدة من ايران. \r\n \r\n وفي اغسطس 2002 عقد التنظيم المعروف باسم «المجلس الوطني للمقاومة في ايران» مؤتمراً صحافياً في واشنطن، وقد تم الاعلان في ذلك المؤتمر الصحفي على ان هؤلاء المعارضين الايرانيين يمتلكون الادلة الدامغة على ان ايران قد انشأت مباني للنشاط النووي في منطقة تقع جنوب العاصمة طهران. \r\n \r\n ومن المعروف ان «المجلس الوطني للمقاومة في ايران» يمثل الفرع السياسي من منظمة «مجاهدي خلق» الايرانية المعارضة التي تولى رئاستها مسعود رجوي والتي تصنفها الخارجية الاميركية منذ عام 1997 على أنها مجموعة ذات طبيعة ارهابية. وبعد عمليات تفتيش قام بها مفتشون تابعون لوكالة الطاقة الذرية الدولية في ايران تم العثور على مواد يمكن ان يجري استخدامها في النشاطات النووية، كما بدا ان بعض هذه المواد قد جرى جلبها من باكستان، بينما تم شراء البعض الآخر من السوق السوداء. \r\n \r\n وفي اكتوبر 2003 اعلنت السلطات الايرانية انها قامت بانتاج كمية من اليورانيوم المخصب، وانها قامت ايضاً بنشاط نووي وان انشطة البرنامج النووي تعود إلى ثماني عشرة سنة خلت، وبعد ان اكد المسئولون الايرانيون باصرار في البداية ان كل هذه الانشطة قام بها ايرانيون عادوا واعترفوا بإن ايران قد حصلت على معونة من الخارج ولكنهم رفضوا تماماً تحديد الجهة التي قدمت لهم ذلك العون في الميدان النووي. \r\n \r\n وقد كان لاسرائيل دور في محاولة الحصول على المعلومات الخاصة بالنشاط النووي الايراني وتوظيف هذه المعلومات من اجل الحث على ضرورة كبح هذا النشاط ومنعه. وكانت الاستخبارات الاسرائيلية قد اشارت منذ عدة سنوات إلى انها استطاعت فك وسائل ايرانية مشفرة علمت من خلالها بوجود اتصالات بين ايرانوباكستان بشأن تصنيع السلاح النووي. \r\n \r\n ومن المعروف ان للاستخبارات الاسرائيلية صلات قوية في ايران بحكم العلاقات الوثيقة التي كانت قائمة في زمن حكم الشاه. ولا تزال هناك اليوم صلات خاصة مع بعض جماعات المعارضة الايرانية بما فيها المجلس الوطني للمقاومة في ايران، الذي يبدو انه قد حصل على المعلومات التي اعلن عنها في المؤتمر الصحافي المشار له سابقاً من اسرائيل. \r\n \r\n وفي غضون ذلك يواصل القادة الايرانيون التأكيد ان بلادهم تسعى لانتاج الطاقة النووية لاستخدامات مدنية سلمية، وليس لانتاج السلاح النووي. وبالفعل توقفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر 2003 عن اتهام ايران بالسعي لانتاج القنبلة النووية، وقالت انه لا يوجد اي دليل على ان النشاطات النووية الايرانية ترمي إلى تصنيع السلاح النووي. \r\n \r\n تل أبيب وأنقرة والاكراد \r\n \r\n في يوليو 2003، بدأت اسرائيل بتحذير الولاياتالمتحدة من ان الاحتلال سيواجه عمليات «تمرد» كبيرة في العراق وان موجة تفجيرات واغتيالات سيشهدها فصل الصيف، بعد ان كانت اسرائيل، كما هو معروف، من اكبر المتحمسين لغزو العراق. وقالت الاستخبارات الاسرائيلية ان مقاتلين اجانب سيقدمون الدعم في ذلك وان هؤلاء المقاتلين يتسللون عبر الحدود العراقية الايرانية. \r\n \r\n وطالبت اسرائيل الادارة الاميركية بضرورة اغلاق الحدود العراقية مع ايران مهما كان الثمن، لكن الاميركيين لم يستجيبوا لهذا الطلب، لانهم لم يكونوا يريدون في واقع الامر، ان يتوقف الايرانيون عن الاحتكاك بالعراقيين واستمرار التواصل معهم. وكان خبراء الادارة الاميركية يعتقدون ان عزل العراقيين ليس في صالح احد، وكما قال احد الخبراء الاميركيين، طالما ان الايرانيين لا يأتون لقتالنا فليس هناك خطر ومن المعروف ايضاً ان افواجاً كبيرة من الايرانيين يتوجهون سنوياً إلى العراق للحج، ويرى الاميركيون انه ليس من الحكمة منعهم من ذلك. \r\n \r\n لم يرق هذا التفسير للسلطات الاسرائيلية ولم توافق على ما جاء فيه، بل اكدت بالمقابل بان الامور سوف تزداد سوءاً، وستتردى الاوضاع اكثر فأكثر بالنسبة لقوات الاحتلال في العراق. بل ان ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل السابق قد اخبر ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي، بان اميركا قد انهزمت في العراق بل إن الاحتلال لابد وان ينتهي ذات يوم، وقال باراك حرفياً لتشيني: «تبقى معرفة حجم الإذلال الذي سوف تتعرضون له»، كما نقل احد المطلعين عنه. وتؤكد الاوساط الاسرائيلية كلها أن الادارة الاميركية لن تنجح في نشر الديمقراطية في العراق، ولن تصل هذه البلاد إلى السلم والاستقرار في ظل وجود القوات الاميركية. \r\n \r\n لذلك فإن اسرائيل بدأت بالبحث جدياً عن بدائل اخرى لحساباتها السابقة، التي كانت على اساس انتصار أميركا وليس «هزيمتها». وذلك على أساس ان الولاياتالمتحدة سوف تتجرع الهزيمة سياسياً، ولذلك ينبغي على حكومة شارون ان تجد الوسائل التي تخفف من الآثار السلبية لمثل هذه الهزيمة السياسية على اسرائيل. ويؤكد مؤلف الكتاب الذي نناقشه هنا انه من بين الخطط التي وضعتها اسرائيل كخيارات محتملة هناك محاولة توثيق العلاقات مع الاكراد في العراق وايجاد حضور قوي لها في المناطق الكردية. \r\n \r\n ومنذ منتصف عام 2004 يعمل الاسرائيليون في تدريب مجموعات من الاكراد بغية تحضيرهم للقيام بعمليات في المناطق الكردية في ايران وسوريا. وضمن هذا الاطار يعمل العديد من كوادر جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) في منطقة كردستان بصفة رجال أعمال. وعلى الرغم من النفي القاطع للسلطات الاسرائيلية لذلك فإن الجميع يعرف أن اسرائيل لها وجود في كردستان من خلال عناصر ينتمون إلى جهاز الاستخبارات الاسرائيلي. وكما قال أحد الرسميين الاميركيين في معرض تعليقه على هذا الموضوع فإن اسرائيل تقوم فقط بعمل ما هو في صالحها. \r\n \r\n وفي واقع الأمر تضع اسرائيل خططها على اساس امكانية قيام تحالف سوري ايراني تركي تبدو ملامحه في الأفق. وإذا كانت إدارة جورج دبليو بوش لا تعارض التقارب الاسرائيلي الكردي فإنها تخشى في الوقت نفسه من أن يؤدي مثل هذا التقارب الى اثارة قلق تركيا، وهي البلد الحليف استراتيجياً للولايات المتحدة في المنطقة منذ فترة الحرب الباردة. \r\n \r\n ومن هذه الزاوية ايضاً تعارض السلطات التركية أي تقسيم للعراق يمكن أن يمنح الأكراد استقلالهم، وبناء على ذلك فإن تركيا بتحذير الجميع، وفي مقدمتهم اسرائيل بأنه من أجل الابقاء على العلاقات الطيبة يجب أن يظل العراق موحداً.هكذا فتحت الحرب الأخيرة في العراق ملفات جديدة ساخنة ليست مرشحة للاغلاق في الأفق القريب. \r\n \r\n