\r\n \r\n \r\n علاوة على ذلك نجد أن علاقات نظام \"بيونج يانج\" بكل من موسكو وبكين تحول دون تمكن مجلس الأمن من إنزال أية عقوبات ذات معنى بهذا النظام، خصوصاً إذا علمنا أن كوريا الجنوبية أعلنت أنها لن تمضي قدماً في الجهود الرامية لعزل كوريا الشمالية اقتصادياً كعقاب لها على تدشين هذا الصاروخ. \r\n \r\n وفي الواقع فإن نظام بيونج يانج يسخر من الحملة الأميركية ضد أسلحة الدمار الشامل حيث تجاهل الاجتماعات السداسية الهادفة لتفكيك برنامجه النووي، كما أن أسلوب التهديد وحتى المداهنة من جانب أميركا تجاهه لم يجدِ نفعاً. \r\n \r\n وكانت أقمار التجسس الأميركية واليابانية والكورية الجنوبية، قد رصدت شاحنات كورية شمالية وهي تقوم بنقل أجزاء من صاروخ ووقوده إلى قاعدة \"موسودان– ري\" للصواريخ الواقعة على الساحل الشرقي للبلاد، وهو ما يدل على أن نظام \"كيم يونج إيل\" لم يكلف نفسه بذل أي محاولة لإخفاء أنشطته. \r\n \r\n والصاروخ الجديد على ما يبدو هو نسخة محسنة من الصاروخ \"تايبودونج-1\"، الذي أجرت كوريا الشمالية تجارب عليه عام 1998، والذي أثبت في حينه أن هذا البلد على الرغم من فقره المدقع، يتوفر على تقنية أكثر تقدماً بكثير مما كان يُعتقد. ويقدر الخبراء أن الصاروخ الجديد \"تايبودونج- 2\"، قادر على الوصول إلى القواعد الأميركية في اليابان وإلى منطقة \"جوام\" التابعة لأميركا، بل ويمكنه أيضاً الوصول إلى ألاسكا وهاواي. \r\n \r\n وعلى الرغم من أن كوريا الشمالية لم تصل بعد إلى مرحلة القدرة على تركيب رأس حربي على الصاروخ، فإن معظم الخبراء يعتقدون أنها تعمل بشكل حثيث من أجل تطوير هذه الإمكانية. في هذا السياق قال محلل عسكري أميركي مختص بالشأن الكوري الشمالي رفض الإفصاح عن اسمه: \"لو أن هناك حالة يعتبر فيها العمل الاستباقي منطقياً فهي الحالة الحالية، بيد أن هذا الخيار ليس من الخيارات المتاحة حالياً لإدارة بوش\". \r\n \r\n وعند سؤالنا ل\"جيه توماس تشيفر\"، سفير الولاياتالمتحدة في اليابان، عن الإجراء التي ستتخذه الولاياتالمتحدة تجاه كوريا الشمالية بسبب نشر هذا الصاروخ قال: \"هناك خيارات متاحة للولايات المتحدة في هذه الحالة لم تكن متاحة لها في الماضي وهي مطروحة على الطاولة في الوقت الراهن\". \r\n \r\n ولكن ذلك لا ينفي أن الخيارات المتاحة أمام واشنطن محدودة، وأنها مضطرة في سبيل التعامل مع هذا التهديد إلى اتباع نفس النهج الذي اتبعته في مواجهة التهديد النووي لكوريا الشمالية وهو الاتصال بالصين وحثها على ممارسة ضغط على نظام هذه الدولة، على اعتبار أن معظم الواردات الكورية الشمالية تأتي من الصين، وأن الصين هي الدولة الوحيدة التي تمتلك نفوذاً ووسائل ضغط على هذا البلد. \r\n \r\n ويعتقد أن الرئيس بوش قد أجرى أكثر من اتصال مع الرئيس الصيني \"هو جنتاو\" خلال الشهر الأخير بصدد اختبار الصاروخ. أما اليابان، فهي لا تمتلك وسائل ضغط على \"بيونج يانج\" وكل ما تستطيع أن تقوم به في هذا الشأن هو التهديد باللجوء إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات على نظامها. \r\n \r\n وبعد تجربة صاروخ \"تايبودونج-1\" عام 1998 صدرت تهديدات عديدة لكوريا الشمالية ولكن لم يكن لها سوى مردود قليل. وقام الرئيس الأميركي في ذلك الوقت \"بيل كلينتون\" بالالتفاف على اعتراضات الكونجرس، لتمويل برنامج لتزويد كوريا الشمالية بالوقود الثقيل مقابل تعهد \"كيم يونج إيل\" بتأجيل إجراء تجارب صاروخية في العام التالي، ومرة أخرى عام 2002، وعندما فعل \"إيل\" ذلك فإنه حصل على مساعدات من اليابان. \r\n \r\n وقال \"أندري لانكوف\"، الخبير في شؤون كوريا الشمالية والذي يتخذ من سيئول مقراً له إن مهلة تأجيل إجراء التجارب الصاروخية قد انقضت الآن، وإنه يخشى أنه قد لا يوجد في القانون الدولي حالياً شيء يحول بين كوريا الشمالية وبين المضي قدماً في إجراء تجارب إطلاق الصاروخ المذكور. وهو ينصح إدارة بوش بعدم إثارة الكثير من الضجيج حول الموضوع لأن ذلك الضجيج سيؤدي إلى جعل الأمور أسوأ. \r\n \r\n باربرا ديميك \r\n \r\n مراسلة صحيفة \"لوس أنجلوس تايمز\" في سيئول \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n