فإما ان تجرى انتخابات الكيان الحكومي الجديد بحلول نهاية كانون الثاني المقبل تبعا لما هو مقرر لها, ويتعزز موقع انصار صدام في الفلوجة ويمتد الى بقية اجزاء المثلث السني, اولا, فإذا حصل الاحتمال الاول, ستظل امامنا مجموعة كبيرة من التحديات, لكن شيئا من الامل سيظل معك, اما اذا حصل الاحتمال الثاني, فإننا سنواجه فوضى كاملة بانتظارنا. \r\n \r\n ذهبت الى جبهة الفلوجة ضمن فريق صحفي محدود العدد رافق الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة, الذي طار الى هناك ليشرف بنفسه على مواجهة اشد المشاكل تعقيدا في العراق, عندما وصلنا الى هناك كان الجزء الاعنف من القتال قد انتهى, لكن ايقاع القصف المدفعي المنتظم كان ما يزال يهز مقر القيادة العسكرية واليكم الاسئلة التي حملتها معي والاجوبة التي عدت بها. \r\n \r\n * ما مدى اهمية السيطرة على الفلوجة? \r\n \r\n - عظيمة جدا, فالفلوجة كانت بالنسبة للمتمردين العراقيين ما كانت افغانستان بالنسبة لاسامة بن لادن, فهي الملاذ الآمن الذي تمكن فيه المسلحون من التخطيط لعملياتهم, وتخزين اسلحتهم واقامة الاتصالات بين منفذي التفجيرات الانتحارية القادمين من الخارج وزملائهم العراقيين, وكان كل ذلك يتم في حصانة كاملة تمنحها الفلوجة لاولئك المسلحين, هذا الامر انتهى الان. \r\n \r\n ففي مخبأ واحد للسلاح تم العثور على 49 الف قطعة تتراوح ما بين مدافع الهاون والذخيرة الحية. وقد ظل مخبأ اخر للسلاح تم تفجيره الاسبوع الماضي يتفجر بما فيه على مدى 45 دقيقة بعد اصابته. \r\n \r\n * ما الذي سيحصل في الفلوجة بعد ذلك? \r\n \r\n - الخطة الموضوعة تقضي بأن يدخلها الجيش العراقي ورجال الشرطة والحرس الوطني العراقيين, حيث يقومون باستعادة الامن والسيطرة على المكان على النحو الذي لا يسمح باستعادته من قبل المتمردين, ومن ثم اجراء الانتخابات فيه في كانون الثاني المقبل, ليس من الواضح بعد ما اذا كان الجيش العراقي سيتمكن من تحقيق هذه المهمات. وعليك ان لا تصدق الارقام الكبيرة التي يتناولها المسؤولون في واشنطن عند الحديث عن اعداد رجال الامن العراقيين الذين دربناهم. فتلك الارقام لا معنى لها. \r\n \r\n اما الحقيقة فهي كما يلي: حيثما يوجد افراد شرطة عراقيين ورجال جيش وحرس وطني تقدموا بشجاعة لخدمة العراق الجديد واظهروا استعدادا للقيادة رغم محاولات الترهيب التي توجه ضدهم من قبل المتمردين, فإن هؤلاء الافراد يشكلون وحدات فعالة. اما حيث لا تجد قادة عراقيين ملتزمين, فإن ما يتوفر لديك لا يعدو ان يكون مجموعة من الرجال التي تقبض الرواتب الشهرية وتهرب عند اول اشارة للخطر. \r\n \r\n الخبر الجيد هو ان هناك عددا من القادة العراقيين الذين صاروا يظهرون من بين صفوف الشرطة والجيش, اما الخبر السيء فهو ان عددهم ما يزال قليلا جدا. \r\n \r\n * السؤال بعد ذلك هو هل نمتلك ما يكفي من الجنود هناك? \r\n \r\n - الجواب: كلا, اطلاقا, فالقادة الامريكيون يضطرون على الدوام الى الاختيار ما بين ارسال جنودهم الى مكافحة حريق اندلع في مكان ما او استخدامهم في منع اندلاع حريق ثان في مكان اخر, ومع اقتراب موعد الانتخابات العراقية والحملة الانتخابية على وشك الابتداء, فإن العراق ما زال مكانا غير آمن الى حد كبير, ومع انسحاب الغالبية العظمى من العاملين في الاغاثة, اصبح على القوات الامريكية ان تقوم بكل شيء. اذ ان وحدة عسكرية امريكية مثل فرقة الخيالة الاولى الموجودة في بغداد يمكن ان تقاتل المسلحين في مدينة الصدر صباحا, وتتعامل مع مشكلة مياه الصرف بعد الظهر, وتعطي دروسا في الديمقراطية بحلول المساء. وبعض جنود هذه الفرقة بات يحمل ثلاث ميداليات من نوع »القلب القرمزي« لنجاته اكثر من مرة من الاصابة بهجمات القنابل في بغداد. \r\n \r\n * ما الذي فهمناه من العديد من المتمردين الذين القي القبض عليهم في الفلوجة? \r\n \r\n - ان الغالبية العظمى منهم تتكون من السنة العراقيين, ولا يشكل المقاتلون الاجانب بينهم الا اعدادا قليلة جدا. اذن, هي انتفاضة سنية عراقية, لكن مسؤولا عراقيا كبيرا اخبرني بأنهم اكتشفوا وجود انصار لصدام بين المقاتلين كانوا يتخذون من مدينة حلب السورية قاعدة لاعادة تجميع صفوفهم والتخطيط للعمليات التي يقومون بها داخل العراق. \r\n \r\n * والنتيجة? \r\n \r\n - ان العراق بلد ما يزال في غرفة العناية المركزة في حين تمثل القوات الامريكية القلب والرئة الصناعية التي تبقيه على قيد الحياة. \r\n \r\n في وحدة استطلاع المارينز المتمركزة في محافظة بابل التي زرتها اثناء وجودي هناك, اخبروني ان 211 من رجال المارينز اصيبوا في القتال اثناء الشهور القليلة الماضية وقد اصر 180 منهم على العودة الى الموقع بعد معالجتهم. وهذا يعني ان القوات الامريكية ما تزال تتمتع بتصميم كبير على كسب المعركة. \r\n \r\n لكن ثمة امرا اخر لا يقل قوة عن هذا التصميم وهو ان المتمردين لن يدخروا وسعا في الحيلولة دون انخراط العراقيين في الحكومة الجديدة. فالقتل لا يستثني احدا ابتداء من عاملات النظافة الى وكلاء الوزارات, حيث ان استراتيجية المتمردين تقوم على الترهيب. تلك هي المعركة الحقيقية, ولا بد من القول ان المتمردين يبلون فيها بلاء حسنا. وبدون بيئة آمنة يمكن فيها انتخاب القيادة الجديدة ومباشرتها لعملها, لن يتمكن العراق ابدا من التنفس بنفسه, وسوف يكون على القوات الامريكية ان تبقى هناك الى الابد.0 \r\n \r\n عن: »نيويورك تايمز«