سعر الدرهم الإماراتي أمام الجنيه المصري في تعاملات اليوم 9-6-2024 بالبنوك    كيف يشكل قرار الحكومة الإسرائيلية إخلاء الشمال هدية لحزب الله؟ وكيف هي الصورة الآن؟    أنباء عن تعرض سفينة بضائع لقصف بصاروخ جنوب شرقي عدن    ترتيب مجموعات تصفيات كأس العالم لقارة افريقيا 2026    ننشر أوائل الشهادة الإعدادية والابتدائية الأزهرية في الوادي الجديد.. صور    مقتل 45 شخصا على الأقل جراء صراع عشائري في الصومال    ياسر إدريس: لا ينقصنا لاستضافة الأولمبياد سوى إدارة الملف    طارق سليمان: كنت مع مشاركة شوبير في نهائي إفريقيا على حساب الشناوي    استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء استهداف طيران الاحتلال لشقة في غزة    بيان من الجيش الأمريكي بشأن استخدام الرصيف العائم في تحرير رهائن إسرائيل    ضبط مصري يسرق أحذية المصلين بمسجد في الكويت وجار إبعاده عن البلاد (فيديو)    خبير مائي: سد النهضة على وشك الانتهاء من الناحية الخرسانية وسيولد كهرباء خلال سنتين    جامعة العريش تطلق مبادرة شاملة لتأهيل الخريجين لسوق العمل    مع بدء رحلات الحج.. خريطة حدود الإنفاق الدولي عبر بطاقات الائتمان في 10 بنوك    «هيكسروا الدنيا».. سيف زاهر يكشف ثنائي جديد في الزمالك    خلال الربع الأول.. 129% نموًا بصافى أرباح بنك القاهرة والإيرادات تقفز إلى 7.8 مليار جنيه    استمرار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس المتوقعة اليوم    "جميلة" يفتتح عروض المهرجان الختامي للفرق على مسرح السامر (صور)    «القومى للمسرح المصري» يحتفي بدورة «سميحة أيوب»    "نيويورك تايمز": قنبلة أمريكية صغيرة تقتل عشرات الفلسطينيين في غزة    "دا مينفعش يتقاله لا".. القيعي يكشف أسرار تعاقد الأهلي مع ميدو    طارق قنديل يتحدث عن.. سر نجاح الأهلي ..البطولة الأغلى له.. وأسعد صفقة بالنسبة له    البروفة الأخيرة قبل يورو 2024.. إسبانيا تسحق أيرلندا الشمالية وديًا    الأزهر يدين واقعة مخيم النصيرات ويطالب أصحاب الضمير الحر بنصرة غزة    النديم: 314 انتهاك في مايو بين تعذيب وإهمال طبي واخفاء قسري    عاجل - تصل ل44 درجة.. تحذير خطير بشأن حالة الطقس.. والأرصاد تحذر المواطنين    إصابة 6 أشخاص في تصادم سيارة وتروسيكل بالإسماعيلية    مصرع طفل عقب تعرضه للدغ عقرب فى جرجا بسوهاج    لميس الحديدي توجه رسالة للحكومة بشأن قطع الغاز الطبيعي عن مصانع الأسمدة    السعودية تبعد 300 ألف شخص من مكة لعدم حملهم تصاريح الحج    ليلى عبداللطيف تتسبب في صدمة ل أحمد العوضي حول ياسمين عبدالعزيز (فيديو)    نزار جمعة فى ندوة وداعا جوليا: نحن جيل ضائع والفيلم يلامس الحقيقة بطريقة مؤلمة    ما أهم الأدعية عند الكعبة للحاج؟ عالم أزهري يجيب    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد انتظام سير العمل بعيادة الجلدية ووحدة طوسون الصحية    عقوبة تصل ل مليون جنيه.. احذر من إتلاف منشآت نقل وتوزيع الكهرباء    سعر الزيت والارز والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الأحد 9 يونيو 2024    يربط ب"طريق مصر أسيوط الزراعي".. صورة ترصد تطوير طريق أبو ربع في البدرشين بالجيزة    حظك اليوم برج الجدي الأحد 9-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أيمن موكا: الجونة لم يبلغني بمفاوضات الزمالك ولم أوقع    ما هي أيام التشريق 2024.. وهل يجوز صيامها؟    دعاء ثالث ليالي العشر من ذي الحجة.. اللهم بشرنا بالفرح    زراعة القاهرة تحصل على شهادة الأيزو لجودة المؤسسات التعليمية.. وعميد الكلية: جهد جماعي    وزير الصحة يتفقد مستشفى رأس الحكمة والضبعة المركزي بمحافظة مطروح    «تخلص منه فورًا».. تحذير لأصحاب هواتف آيفون القديمة «قائمة الموت» (صور)    اليوم، مغادرة آخر أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلى مكة المكرمة    قومي حقوق الإنسان يكرم مسلسل بدون سابق إنذار (صور)    انتصار ومحمد محمود يرقصان بحفل قومي حقوق الإنسان    وزير الصحة يوجه بسرعة توفير جهاز مناظير بمستشفى الضبعة المركزي    حظك اليوم برج العذراء الأحد 9-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الميزان الأحد 9-6-2024 مهنيا وعاطفيا    تحرير 40 مخالفة تموينية فى حملة على المخابز والمحال والأسواق بالإسماعيلية    وزير التعليم الفلسطيني: تدمير 75% من جامعاتنا والمدارس أصبحت مراكز للإيواء    جامعة المنوفية تشارك في مبادرات "تحالف وتنمية" و"أنت الحياة" بقوافل تنموية شاملة    فضل صيام العشر من ذي الحجة 1445.. والأعمال المستحبة فيها    وكيل صحة الشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى أبو كبير المركزي    أسماء أوائل الشهادة الابتدائية الأزهرية بشمال سيناء    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة خلال مايو 2024    وزير الأوقاف: الأدب مع سيدنا رسول الله يقتضي الأدب مع سنته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسئلة شائكة يفجرها فراغ ما بعد عبدالناصر، دور مصر جعلها الساحة الأنسب لبروز جهود
نشر في التغيير يوم 05 - 07 - 2004


\r\n
وعلى امتداد العشرين الى المجموعات المتشددة الحديثة. ويحاول المؤلف من خلال استعراضه للتجربة المصرية التطرق الى ما يعتبره الإرث الذي خلفته الحركات المصرية لتيار التشدد في القرن الحادي والعشرين.
\r\n
\r\n
يستعرض جون اسبوزيتو في هذا الصدد ما يعتبره جزءاً من أزمة أدت الى ما آل اليه الحال في مصر خلال السبعينيات، والذي يرجعه في جانب منه الى الفراغ الهائل الذي تركه الزعيم العربي جمال عبدالناصر برحيله عام 1970. فعندما خلف أنور السادات جمال عبد الناصر كرئيس لمصر فإنه واجه مهمة ثقيلة، فقد حل محل زعيم كاريزمي يتمتع بشعبية هائلة، ومؤثرة ليس فقط في مصر، وإنما أيضا في العالم العربي. ففي بعض الأقطار العربية يمكنك أن ترى الكثير من الصور لناصر أكثر من رؤساء هذه الأقطار.
\r\n
\r\n
في البداية فإن صورة السادات ارتبطت بصورة ناصر لدعم شرعيته. ومع ذلك، فإنه فيما بعد، وللهرب من العيش في ظل عبد الناصر، فإن السادات غير اتجاهه، وراح يقدم دعوات كثيرة من أجل الاتجاه الى الإسلام. وكان السادات يرغب في أن ينأى بنفسه عن جماعة ناصر وأيديولوجيته الاشتراكية وسياساته وتحالفاته، وأن يسلك طريقه وسياساته الخاصة. وقد لقب السادات نفسه بالرئيس المؤمن. وقد شجع السادات تنامي الجماعات الإسلامية في المدن الجامعية، وتمكن من تحقيق السيطرة الكافية على جامعة الأزهر لكي يحصل على مساندتهم لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
\r\n
\r\n
سلاح ذو حدين
\r\n
\r\n
حسبما يستنتج فإنه أصبح من الواضح أن اتجاه السادات الى الإسلام كان سلاحا ذو حدين. فمستخدمين معيارا إسلاميا متشددا فإن الناشطين أدانوا السادات بسبب علاقاته مع الغرب. وإزاء تزايد منتقديه سواء الإسلاميين الذين يمثلون التيار العريض أو المتشددين، فإن رد السادات تمثل في إحكام قبضته. وقد حاولت الحكومة سجن كل معارضيها. واتجه السادات ايضا الى إسكات الآخرين، المثقفين، الصحافيين، المحامين، أساتذة الجامعات، والوزراء السابقين الذين انتقدوا سياساته.
\r\n
\r\n
وعندما هزت اضطرابات الخبز القاهرة في يناير 1977 فإن السادات راح يلقي باللائمة على الماركسيين واليساريين، واستمر في القبض على أي معارضة. وفيما كان يتم امتداحه في الغرب كقائد مسلم متطور، فإنه بالنسبة للكثيرين في مصر لم يكن يتمتع بالقبول، ووصل الأمر الى ما يمكن اعتباره أزمة حقيقية تمثلت في حملة الاعتقال الكبيرة التي قامت بها الحكومة في 1981 إزاء ما واجهته من تزايد حالة السخط والمعارضة تم خلالها القبض على أكثر من 1500 شخص.
\r\n
\r\n
وحظرت مطبوعات المعارضة العلمانية والإسلامية. وكان المعتقلون يمثلون كل ألوان الطيف السياسي من اليمين المتطرف الى اليسار المتطرف، الإخوان المسلمين والمتشددين، وكذلك الماركسيين، المسلمين والاقباط، الكبار والصغار، الصحافيين والكتاب وأساتذة الجامعات ومهنيين آخرين.
\r\n
\r\n
وفي بيان تلفزيوني أعلن السادات أنه بذلك يحفظ مصر من الطائفية السياسية والدينية. وذهب الكثيرون الى أنه بذلك وقع «مذكرة وفاته» وللأسف فإن هذا التنبؤ أثبت كونه حقيقة فيما بعد. وهنا يستشهد المؤلف بما يذكره سعد الدين ابراهيم من «إن إضفاء الطابع الساداتي على مصر تم التعبير عنه تقريبا في كل أغنية على الراديو والتلفزيون.. لقد كانت العمليتان تجريان في وقت واحد، إضفاء الطابع الساداتي من ناحية وتمجيد السادات من ناحية أخرى إعادة ميلاد الفرعون المصري».
\r\n
\r\n
وكانت نهاية السادات على يد جماعة الجهاد التي تطورت من الانقلاب المجهض والذي تم تدبيره من قبل «شباب محمد». وصرخ قائدهم الضابط العسكري: «أنا خالد الإسلامبولي، لقد قتلت الفرعون ولا أخشى الموت». وبعد ذلك بأعوام فإن شقيق خالد، محمد الإسلامبولي، سوف يعمل مع أسامة بن لادن في افغانستان. وقد شهد الجنازة الرسمية للسادات حشد من المشهورين، من رؤساء الدول، والسياسيين من اوروبا وأميركا. ومع ذلك فإن تغيب القادة العرب كان ملحوظا، كما أن الشعب المصري لم تبد عليه الفجيعة ازاء الحادث.
\r\n
\r\n
إعادة التكوين
\r\n
\r\n
يشير المؤلف الى أن المشكلة أن هذه الأوضاع تواصلت حتى بعد اغتيال السادات حيث أعادت الجهاد الإسلامي تكوين نفسها وعادت للظهور طوال فترة التسعينيات مع الجماعة الإسلامية لتهديد أمن المجتمع المصري وعاد الدكتور أيمن الظواهري من أفغانستان وجلب معه الكثير من الأفغان العرب، وانخرط على الفور في أنشطة منظمة الجهاد.
\r\n
\r\n
وهنا فإنه يستعرض الأنشطة التي اتسمت بالعنف والتي قامت بها الحركات المتشددة. وقد أسفر هذا التحرك عن مقتل اكثر من ألف شخص واعتقال اكثر من 20 ألف متشدد، وهو الصراع الذي كانت نتيجته تشير الى أنه انتهى لصالح الحكومة المصرية، ذلك أنه بحلول عام 2000 أعلن قادة الجماعة الإسلامية المسجونين وقف النار من جانب واحد، وأفرجت الحكومة عن الألاف من المعتقلين، وبدا أن حركة الجهاد الإسلامي في مصر قد ضعفت حيث أن العديد من قادتها كانوا إما في السجون أو المنفى، وإن كانت جماعة الجهاد الإسلامي في الخارج وبشكل خاص أيمن الظواهري وقادة الجهاد الإسلامي أفغانستان اعترضوا على وقف النار واستمروا في تحركهم العالمي.
\r\n
\r\n
ومع ذلك يذهب اسبوزيتو الى أن المجتمع المصري نفسه أصبح أكثر أسلمة على مستوى الجذور الشعبية وأصبحت الاتجاهات الإسلامية الجديدة ملموسة من خلال القادة المتعلمين الدينيين الجدد والذين لهم أتباع من الجماهير من الطبقيتين المتوسطة والعليا، الأطباء، الصحافيين، المحامين، وحتى علماء السياسة.
\r\n
\r\n
كما أصبح الإخوان المسلمين يمثلون الثورة الاجتماعية الهادئة التي حدثت في المدن والبلدات المصرية. وقد أصبح الناشطون الإسلاميون ذوي إطار مؤسسي، حيث أصبحت المدارس، العيادات، المستشفيات، والخدمات الاجتماعية وأيضا البنوك ودور النشر الإسلامية جزءا من التيار العريض للمجتمع، فضلا عن أن اداء الإسلاميين في عملية التصويت كان مؤثرا، فإزاء منعهم بمقتضى القانون من المشاركة كحزب سياسي شرعي، شكل الإخوان المسلمين تحالفا وظهروا كزعماء للمعارضة في الانتخابات البرلمانية التي شاركوا فيها.
\r\n
\r\n
آفاق عربية
\r\n
\r\n
من تناول الوضع في مصر ينتقل المؤلف الى استعراض الوضع في عدد من البلدان العربية والإسلامية، ويأتي أبرزها ممثلة في حركة حماس بفلسطين المحتلة وجبهة الإنقاذ في الجزائر. في حديثه عن حماس يبدأ المؤلف بعبارة استهلالية مقتبسة قد تكون تعبيراً عن حقيقة الصراع الذي يراه في فلسطين. تقول العبارة: «اذا صادر أحد أرضك، ودمر منزلك، وبنى مستوطنات لكي يمنعك من العودة، وقتل أطفالك ومنعك من الذهاب الى العمل، ألن تحارب من أجل بلدك؟».
\r\n
\r\n
في هذا الصدد يشير المؤلف الى أن الأوضاع الدراماتيكية في اسرائيل فلسطين أنتجت أواخر الثمانينيات جماعتين إسلاميتين مسلحتين استجابة لفشل القيادة الإسرائيلية والفلسطينية هما حماس والجهاد الإسلامي. وهنا فإنه ينفي اعتقاد البعض بأن حماس تمثل أقلية، حيث أثبتت أنها الأكثر فعالية، حيث استخدمت الدين مع النشاط السياسي والإجتماعي وزادت من استخدام العنف في اطار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
\r\n
\r\n
وهنا يبدو من الغريب أن يلجأ المؤلف الى تجاهل الطابع النضالي لأعمال المقاومة الفلسطينية، خاصة تلك التي تقوم بها حماس وحتى اذا كان ذلك مستساغا ومقبولا في ضوء ما يذهب اليه فريق من المسلمين أنفسهم مثل رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، فإن المؤلف يتغافل عن التعرض للأسباب الرئيسية التي أدت الى حدوث مثل هذا الاتجاه للعنف ألا وهو الإحتلال الإسرائيلي. ويقدم المؤلف استعراضا مفصلا لنشأة حماس .
\r\n
\r\n
وتطورها غير أن ما يهمنا من هذا التناول هو الجزء الذي يخصصه للتساؤل حول ما اذا كانت حركة مقاومة وطنية أم منظمة ارهابية. يرسم لنا هنا الصورة الغالبة التي تعرف بها حماس في الغرب قائلا أنه مهما كانت انجازات حماس كحركة اجتماعية وسياسية وهي الانجازات التي تعرض لها بالتفصيل، فإن أنشطتها التي تتسم بالعنف هي المعروفة في الغرب. وحرصا على حياده فإنه يورد رؤية حماس على الرغم من أن ذلك يأتي في سياق تفصيلي تغيب معه القضية الأساسية، وهو الاحتلال الاسرائيلي وإن كان سيشير اليه بشكل صريح في موضع تال من الكتاب.
\r\n
\r\n
وعلى هذا يقول المؤلف أنه عندما أدانت اسرائيل والولايات المتحدة حماس باعتبارها منظمة إرهابية، فإن قادة حماس ردوا بالقول بأن استخدام العنف يعتبر مقاومة مشروعة من ناحية وانتقاماً محدداً بأهداف عسكرية وسياسية في الأراضي المحتلة، وأنه على هذا الأساس تعتبر أفعالهم رداً على الاحتلال الاسرائيلي واستخدامه العنف غير المحدود والإرهاب ضد الفلسطينيين، وقد تغير هذا الموقف كلية بشكل مأساوي بعد اتفاقات اوسلو عام 1993 واستجابة لحدثين في اسرائيل والضفة الغربية وغزة. الأول هو حادث الحرم الإبراهيمي ومقتل 29 مسلما أثناء صلاة الفجر، وهو الأمر الذي كان رد حماس عليه من خلال العمليات الاستشهادية.
\r\n
\r\n
السؤال الذي يطرحه الكاتب ويحاول أن يجيب عنه هو: ما الذي قاد شباب المسلمين الى أن يصبحوا بمثابة قنابل انتحارية؟ في محاول لتلمس ما يراه الإجابة عن السؤال يقول إن الكثير من الفلسطينيين يرون الأجيال تنمو في مخيمات لاجئين أو تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ إقامة دولة اسرائيل في عام 1948. لقد زاد شعورهم بالإضطهاد وكونهم ضحية مع تبخر الوعد الذي قدمته اتفاقات اوسلو، على شاكلة ذلك التي قدمته اتفاقيات كامب ديفيد، تحت قيادة ياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية. وقد اشعل زيادة استخدام العنف من قبل حكومة ارئيل شارون من شرارة الإنتفاضة الثانية التي بدأت في سبتمبر 2000.
\r\n
\r\n
مضيفا أن الشباب الفلسطيني وقع تحت طائلة الظلم المتنامي وتحت الحصار ومواجهة مستقبل لا يحدوه الأمل مع تزايد في معدل البطالة، والفقر المتأصل يمكن أن ينتج غضب ورغبة في الانتقام ضد المسئول عن هذه الحالة. وعلى الرغم مما يبدو من استنكارها أو عدم استيعابها فإنه يشير الى أن العمليات الاستشهادية تجاوزت الشكل العسكري للصراع وقادته الى الشوارع مقوضة الشعور الذي لا نظير له بالحصانة .
\r\n
\r\n
ونشرت الرعب في المجتمع الاسرائيلي. ولأن العمليات الانتحارية أو الإستشهادية كانت شديدة الفعالية، فإن استخدامها تصاعد مع تصعيد حكومة شارون للعنف من خلال التفجيرات، الهجوم بالصواريخ، وإغتيال الزعماء الفلسطينيين. وهنا فإنه رغم عدم التكافؤ بين الفلسطينيين مع الإسرائيليين في العدد أو السلاح، فإن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أحد قادة حماس(زعيم حماس الآن في قطاع غزة بعد إغتيال مؤسسها الروحي أحمد ياسين) يعتقد أن مثل هذه الهجمات تؤكد أن الإسرائيليين لن يتمتعوا بالاستقرار أو الأمن حتى ينتهي الاحتلال.
\r\n
\r\n
غير أن المؤلف يشير عن حق الى نقطة مهمة تتمثل في الجدل الذي تسببت فيه هذه العمليات سواء داخل حماس أو في العالمين العربي والإسلامي، ففيما ذهب بعض قادة حماس الى أن استهداف المدنيين يؤدي الى عكس النتائج المرجوة حيث قد تتسبب في الكثير من الضرر لصورة الإسلام في الغرب، وهذا يحدث في أي وقت تقتل فيه مدنيا فإن أخرين، على العكس، يرون أن حماس إنما ترد بشرعية على الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، و«احتلالها غير القانوني» للضفة الغربية وغزة .
\r\n
\r\n
و«معاملتها البربرية» للفلسطينيين. وقد أكد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس والكثير من الفلسطينيين الآخرين أن الهجمات الانتحارية أو الإستشهادية تعد ضرورية ومبررة، وفي ذات الوقت انقسم زعماء إسلاميون دوليون أخرون في الرأى بشأن هذه القضية، فالشيخ طنطاوي مفتى مصر (آنذاك) دافع عنها، بينما أدانها رموز إسلامية أخرى باعتبار أنها غير إسلامية.
\r\n
\r\n
\r\n
ويحاول المؤلف أن يوفي حماس بعضا مما يراه حقها فيشير الى أنها على عكس المنظمات المتطرفة مثل القاعدة التي يترأسها ابن لادن، فإن تاريخ حماس، على شاكلة غيرها من المنظمات الإسلامية الأخرى، يبين القدرة على الموازنة بين الجانب الأيديولوجي والأنشطة العملية التي تمثل استجابة للحقائق السياسية والاجتماعية، مضيفا أن هذا الأمر لم يحدث في أي وقت أن أصبح واضحا مثلما كان عليه الحال في سنوات ما بعد اوسلو.
\r\n
\r\n
الجزائر وإزدواجية الغرب
\r\n
\r\n
يستعرض اسبوزيتو الحالة الجزائرية، مشيرا الى أنه بينما كان الخوف يسيطر على الكثيرين في الغرب خلال فترة الثمانينيات من أن الإسلام يمكن أن يصل الى السلطة عبر الثورات أو عبر الإطاحة بالحكومات من خلال المجموعات السرية، شهدت الجزائر نجاح الإسلاميين عبر صناديق الاقتراع. غير أن هذا النجاح السياسي أدى الى ولادة حلقة مفرغة من العنف والعنف المضاد هددت المجتمع الجزائري.
\r\n
\r\n
ففي أعقاب اضطرابات دموية ضد الحكومة في اكتوبر عام 1988شعرت الحكومة الجزائرية والتي ينظر اليها على أنها أكثر الحكومات جمودا من بين تلك التي تتبع نظام الحزب الواحد، بأنها مجبرة على تنظيم انتخابات تعددية تشمل جبهة الإنقاذ الإسلامية. والتي تعد أول حزب إسلامي يحظى بالشرعية القانونية في شمال افريقيا، حيث انتعشت أحزاب المعارضة الإسلامية عندما فشل النهج الاشتراكي في الجزائر في حل مشاكل الاقتصادية والاجتماعية هناك.
\r\n
\r\n
وإزاء فوزها الساحق في الانتخابات البرلمانية في ديسمبر 1991 فإن الجيش الجزائري شدد من سيطرته على السلطة وتحرك بسرعة لقمع ظهور أي معارضة قانونية أو بديل سياسي وذلك عبر الاعتقالات والمحاكمات أمام محاكم عسكرية خاصة، وهي المحاكمات التي أدانتها منظمات حقوق الإنسان. وإزاء الزج بقادة الإنقاذ الى المنفي أو لجوئهم الى العمل السري فإن الجيش الجزائري أصبح يواجه حلقة مفرغة من العنف والعنف المضاد.
\r\n
\r\n
وقد أصبح أعضاء الإنقاذ من المعتدلين والذين لا يحبذون العنف والذين دخل قادتهم السجن او تم نفيهم يشكلون ميليشيا للجبهة ممثلة في «جيش الخلاص الإسلامي». وكانت النتيجة إطالة أمد الحرب الأهلية. وتم حشر الأغلبية من الجزائريين في وسط هذا الصراع وتحولوا الى ضحايا للإرهاب أو الرعب بين الجناح العسكري المتشدد وقوات الأمن الذين يرفضون الحوار ويبررونه باستئصال الإسلاميين وعدم التنازل على الإطلاق لمجموعة الجيش الإسلامي.
\r\n
\r\n
وقد ظهرت حركة الجيش الإسلامي المتشددة بعد قمع الإنقاذ، وهى تشمل في عضويتها الأفغان العرب، أولئك الذين عادوا من الجهاد في أفغانستان، وأصبحت واحدة من التيارات العديدة للإنقاذ. وأدى التدخل العسكري، وإلغاء النصر الذي حققته الإنقاذ واضطهاد العناصر المتشددة فيها الى اشتداد عود المقاتلين الأفغان وشحذ من جهادهم المسلح.
\r\n
\r\n
المهم أن المؤلف يحاول استخلاص النتيجة التي أسفرت عنه عملية وأد فوز الإنقاذ قائلا أنه كان من أثر ذلك استخدام هذا الموقف من قبل مجموعات الجهاد ضد الأصوات الاكثر اعتدالا للتأكيد على أن المشاركة في الانتخابات استراتيجية غير مجدية. وقد أشاروا الى هذا باعتباره مثالاً آخر على أنه حتى اذا فازت الأحزاب الإسلامية في الانتخابات فإن الدول التسلطية غير الإسلامية بمساندة من حلفائهم الغربيين سوف تمنعهم من الوصول الى السلطة سلميا.
\r\n
\r\n
ويعتبر المؤلف أن من المفارقات التي تدعو للسخرية وكشفت عنها الحالة الجزائرية هي أن أداء الحركات الإسلامية الإنتخابي يمثل تحديا للمقولة التقليدية التي تقرر أن الإسلاميين لا يمكن أن ينجحوا عبر صندوق الانتخابات. ومما يدعو للسخرية أن نجاح الحركات الإسلامية في اطار العملية الديمقراطية تم النظر اليه على أنه حدث بالغ الخطورة ويشكل تهديدا يتجاوز ذلك الذي تمثله الثورة المسلحة. وبينما كان العديد من قادة العالم في حالة تحفز ضد بروز ايران أخرى، فإن نصر الإنقاذ في الجزائر زاد من حضور حركة إسلامية يمكن أن تأتي الى السلطة عبر الاقتراع وليس الرصاص.
\r\n
\r\n
وفي إطار محاولته لاستقصاء حقيقة ما آل اليه الوضع هناك يستعين المؤلف بما أشار اليه أحد الخبراء الجزائريين بقوله: «يوجد الآن دليل راجح تؤكده السنوات الست الأخيرة في الجزائر يوضح أن المعاناة الإنسانية، البيئة المدمرة، وتعاظم عدم الاستقرار في البلاد بكل تأكيد عما كان يمكن أن يكون عليه الوضع في إطار أى سيناريو متخيل بما في ذلك نظام إسلامي يأتي الى السلطة عبر اقتراع شامل.
\r\n
\r\n
ومن الصعب أن نتجادل في أن المصدر الأساسي للنزاع إنما يتمثل في انكار الشرعية الشعبية. وتعبر محاولة تصوير الموقف على أنه ثقافى، أو ايديولوجي، علماني أو أصولي عن سوء فهم، وهو أمر يعزز موقف المتطرفين ويتناقض مع موقف الديمقراطيين على السواء».
\r\n
\r\n
في آسيا الوسطي
\r\n
\r\n
من العالم العربي ينتقل المؤلف ليعرض حالة الإسلام السياسي في روسيا واسيا الوسطى، موضحا أنه على الرغم من السيطرة السوفييتية والسياسات المناهضة للإسلام في وسط آسيا، فقد ظل الإسلام عنصراً أساسياً وجوهرياً في هوية الفرد والمجتمع وجزءاً مهماً من الحياة الدينية والثقافية. وفي اعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي، أصبح الإسلام متمماً لعملية بناء الأمة فيما بعد استقلال آسيا الوسطى، ومساهما في نمو الهويات الوطنية الجديدة ونظم القيم ومرشدا للحياة الإجتماعية والسياسية والعلاقات الجديدة مع العالم الإسلامي.
\r\n
\r\n
ويشير الى أن الحركات المسلحة التي تتخذ من الإسلام أساسا لرؤاها نشطت بشكل خاص في اوزبكستان وطاجيكستان، وهما الدولتان اللتان اتسمت حكومتاهما بأنهما الاكثر قمعا. وبدأ معظمها كحركات معارضة واحتجاج ضد الحكومات التي يقودها مسئولون شيوعيون سابقون. ومن بين أكثر هذه الحركات شهرة حزب النهضة الإسلامي في طاجيكستان، الحركة الشعبية الإسلامية الأولى في آسيا الوسطى، والتي جمعت سوياً عينة تمثل جميع الأجزاء المميزة في المجتمع من الزعماء الدينيين، المهنيين والشباب الساخط لمعارضة الحكم الشيوعي، وقد أكد على التجديد الروحي والاستقلال السياسي والاقتصادي.
\r\n
\r\n
ويعد حزب التحرير الإسلامي مستوردا من الشرق الأوسط وتعود جذوره الى الأردن، ويتمثل هدفه العالمي في إقامة الخلافة الإسلامية. الى جانب ذلك فإن الحركة الإسلامية لاوزبكستان تعد المجموعة المسلحة التي يخشى منها بشكل أكبر من أى مجموعة أخرى وهي تنشط في اوزبكستان، طاجيكستان، وقرغيزستان. في أواخر سبتمبر 2001 أعلنت حكومة الولايات المتحدة هذه المجموعة منظمة إرهابية أجنبية وأحد أعضاء القاعدة، مكررة توصيف الإدارة السابقة في سبتمبر 2000.
\r\n
\r\n
وعلى الرغم من أن الحركة الإسلامية الأوزبكية نمت كحركة معارضة في أوزبكستان فإن القمع الكبير الذي جرى استخدامه على يد حكومة كاريموف أدى الى مواجهات عنيفة في التسعينيات. ووجد أعضاء الحركة ملجأ ودعماً من قبل طالبان وأسامة بن لادن في أفغانستان. ومثل العديد من الجماعات المسلحة الأخرى.
\r\n
\r\n
بدأ هؤلاء الزعماء المعارضة من داخل أراضي أقطارهم وتوجهوا الى أفغانستان فقط عندما احتاجوا الى المساعدة والتدريب أو إقامة مخيمات التدريب الخاصة بهم. وقد حصل الكثيرون على التدريب وقاتلوا مع طالبان ولكن فيما بعد عادوا الى بلادهم ليواصلوا جهادهم الداخلي.
\r\n
\r\n
ويشير اسبوزيتو في معرض رؤيته الإجمالية بشأن هذه الحركات الى أنه ليس من السهل تقييم الوضع الحالي للمجموعات الدينية المتشددة في اسيا الوسطى وشمال القوقاز وتناميها ونشاطها نظرا الى إن المعلومات الجادة صعب الحصول عليها بسبب الطبيعة السرية لهذه الحركات، الى جانب، وهذا هو السبب الاكثر أهمية، اتجاه أنظمة هذه الدول الى المبالغة بشأن وجود الجماعات الإرهابية وخطرها.
\r\n
\r\n
غير أنه يشير الى ملاحظة عامة تتمثل في أن هناك ميلا الى تفسير كل النزاعات الرئيسية وحركات المعارضة على أنها «تهديد أسلامي» لروسيا وآسيا الوسطى عبر أفغانستان. وبعد هذه الرؤية الواسعة لقطاع كبير من الحركات الإسلامية التي تصف أغلبها بالتطرف يشير المؤلف الى أن 11 سبتمبر 2001 يمثل نقطة تحول، وهو حدث يؤكد قدرة المتشددين على إلحاق ضربة مدمرة لهدفهم الدولي الأساسي، الولايات المتحدة، في عقر دارها.
\r\n
\r\n
ويشير اسبوزيتو الى حقيقة أن القليلين توقعوا مثل هذا الهجوم الكبير الذي كان بمثابة إعلان من قبل ابن لادن للحرب ومثل علامة على التوسع الكبير للتحرك ضد الغرب، مؤكدا أن 11 سبتمبر يحيي أسئلة قديمة، مضفيا عليها أهمية طارئة هي: هل هناك صدام حضارات بين الإسلام والغرب؟ لماذا يكرهوننا؟
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.