جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    «متحرش بفتاة وأصدقاؤه زقوا عربيتي في النيل».. اعترافات سائق «ميكروباص» معدية أبوغالب (خاص)    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    ملف يلا كورة.. إصابة حمدي بالصليبي.. اجتماع الخطيب وجمال علام.. وغياب مرموش    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    سيراميكا كليوباترا : ما نقدمه في الدوري لا يليق بالإمكانيات المتاحة لنا    اجتماع الخطيب مع جمال علام من أجل الاتفاق على تنظيم الأهلي لنهائي إفريقيا    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    النائب عاطف المغاوري يدافع عن تعديلات قانون فصل الموظف المتعاطي: معالجة لا تدمير    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    إبداعات| «سقانى الغرام».... قصة ل «نور الهدى فؤاد»    تعرض الفنانة تيسير فهمي لحادث سير    زيادة يومية والحسابة بتحسب، أسعار اللحوم البتلو تقفز 17 جنيهًا قبل 25 يومًا من العيد    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    لعيش حياة صحية.. 10 طرق للتخلص من عادة تناول الوجبات السريعة    اليوم.. قافلة طبية مجانية بإحدى قرى قنا لمدة يومين    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    بلينكن: طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية يعقد اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس    عاجل - نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الجيزة.. رابط نتيجة الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني Natiga.Giza    قناة السويس تتجمل ليلاً بمشاهد رائعة في بورسعيد.. فيديو    محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير شارع صلاح سالم وحديقة الخالدين    شارك صحافة من وإلى المواطن    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 22 مايو 2024    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    محمد حجازي ل"الشاهد": إسرائيل كانت تترقب "7 أكتوبر" لتنفيذ رؤيتها المتطرفة    ضد الزوج ولا حماية للزوجة؟ جدل حول وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق ب"كلمة أخيرة"    كاميرات مطار القاهرة تكذب أجنبي ادعى استبدال أمواله    بعبوة صدمية.. «القسام» توقع قتلى من جنود الاحتلال في تل الزعتر    مواصفات سيارة BMW X1.. تجمع بين التقنية الحديثة والفخامة    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    أول فوج وصل وهذه الفئات محظورة من فريضة الحج 1445    عمر مرموش يجرى جراحة ناجحة فى يده اليسرى    حظك اليوم برج الجدي الأربعاء 22-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلينتون : الصراع الفلسطيني الاسرائيلي أساس كل مشكلات الشرق الأوسط
نشر في التغيير يوم 03 - 07 - 2004


حوار: آلان راسبردج جوناثان فريدلاند
\r\n
\r\n
ظهر النجوم تماماً كما كانوا يفعلون دائماً. ها هي اوما ثورمان، تلك الجميلة ذات الشعر الاشقر.وهناك ايضاً جلين كلوز، وهي تلوح بيدها للحضور وتستعد لأخذ مقعدها على بعد خطوات من مقعد ثورمان، في حين ان سبايك لي موجود في مكان ما بين الحضور.وعلى المستوى الرسمي جاء كل هؤلاء إلى مركز سكيربول بنيويورك لحضور العرض الاول لاحد الافلام. غير ان الحقيقة تشير إلى ان الشكل الخارجي لتلك الليلة هو الذي يوحي بأن هناك عرضاً لفيلم ما.
\r\n
\r\n
فالعرض الذي جاء ذلك الحشد من النجوم لحضوره يخص رجلاً اضحى اكثر الشخصيات جدلاً في الحياة الاميركية، منذ الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون، اشيد به حتى من قبل اعدائه ووصف بأنه اكثر الشخصيات السياسية التي جاءت بعد الحرب العالمية الثانية موهبة. لقد اتى كل هؤلاء النجوم ليشهدوا بعث بيل كلينتون.
\r\n
\r\n
اولاً، يبدأ العرض بفيلم بعنوان «مطاردة الرئيس»، وهو فيلم وثائقي حربي يهدف إلى تأكيد مصداقية اعلان هيلاري كلينتون الشهير بأن زوجها كان ضحية «مؤامرة كبيرة من قبل اليمين» على حد تعبيرها.
\r\n
\r\n
ويسلط الفيلم الضوء على جميع الاحداث المتعلقة بتلك «المؤامرة»، ابتداءً بصفقة ارض وايتواتر، وقوات ولاية اركنساس التي ادعت انها استقطبت نساءً لاشباع نزوات كلينتون الجنسية، عندما كان حاكماً للولاية، مروراً بشخصيات مثل باولا جونز ومونيكا لوينسكي، ونهاية بكينيث ستار، مطارد الساحرات المصمم على تجميع كل الخيوط والنقاط وتحويلها إلى تهم قانونية من شأنها ان تسقط الرئيس من سدة الرئاسة. ويأتي مشاهدو العرض، وهم جميعاً من الحزب الديمقراطي، ليعبروا عن استهجانهم للاشرار، ويصفقوا للابطال الاخيار.
\r\n
\r\n
وعندما تضاء الانوار يظهر البطل نفسه على خشبة المسرح وهو يبدو كمغن موغل بالعمر يعمل في احد الكازينوهات الليلية، ويتقدم إلى الجزء الامامي من المسرح ممسكاً بالميكروفون في يده، وقد تحول شعره الآن إلى اللون الابيض، واصبح اكثر نعومة.
\r\n
\r\n
وتمتليء القاعة بالتصفيق والتهليل ويبدو كلينتون سعيداً مبتهجاً بما يناله من حفاوة. ويبدو الامر وكأنه تجمع خاص بحملة انتخابية، مثل تلك التي كان يخوضها كلينتون في السابق، وهو الامر الذي بشكل او بآخر يبدو اقرب إلى الحقيقة لان العرض كان بالفعل عبارة عن عرض انتخابي.
\r\n
\r\n
بالنسبة لكلينتون الذي قضى كل حياته بعد البلوغ وهو يقوم بحملات انتخابية، كان الامر يعد محاولة اخرى لعرض نفسه بشكل جذاب امام الشعب الاميركي. غير انه في هذه المرة لا يريد منهم مساعدته على الفوز بمنصب مهم، ولكنه يبحث عن تبرئة نفسه، ويعرض مشوار حياته من خلال سيرة ذاتية تتكون من 957 صفحة.
\r\n
\r\n
وابتداءً من تلك الليلة سينخرط كلينتون في سلسلة من البرامج التلفزيونية واللقاءات العلنية في مختلف المدن الاميركية في اطار برنامج مشابه لذلك الذي كان يقوم به عندما كان يدير حملته للفوز برئاسة البيت الابيض.جزء من هذا البرنامج ثم تخصيصه في صورة مقابلة حصرية منحت لصحيفة «جارديان» التي تعد الصحيفة البريطانية الوحيدة التي نالت حق الوصول إلى الكتاب قبل نشره. وداخل فندق يقع بالقرب من منزله في منطقة شاباك بنيويورك، تحدث كلينتون عن الفضيحة التي اوشكت ان تتسبب في انهياره، وعن كيف تعلم ان يسيطر على غضبه.
\r\n
\r\n
وتحدث كلينتون كذلك عن حرب العراق وبحثه عن السلام في الشرق الاوسط. وتحدث ايضاً عن صديقه توني بلير، وعن زوجته هيلاري التي قد تخلفه يوماً ما في رئاسة البيت الابيض.
\r\n
\r\n
نعم لم يعد الآن يشغل منصباً سياسياً، ولكنه لا يزال يحيى هذا الزمن المعروف بزمن كلينتون. فهناك عدد من المساعدين يأخذون في الدخول والخروج من ذلك الفندق المجهول ليأتوا ويخبرونا بأن «الرئيس سيتأخر حوالي نصف الساعة». ثم يأتي هؤلاء بعد ذلك بعشرين دقيقة ليقولوا انه سيتأخر ساعة.
\r\n
\r\n
وفي النهاية يأتون ليخبرونا بأننا علينا الاستعداد، وذلك بعد مرور ساعة ونصف الساعة على الموعد الذي كان من المفترض ان تبدأ فيه المقابلة. لا يزال كلينتون مشغولاً بقدر كبير من الانشطة. ويقوم حراسه السريون بتفقد ارجاء اي غرفة قبل ان يدخلها. وشأن كل الرؤساء الاميركيين السابقين وكبار المسئولين فإن كلينتون يتمتع بحماية على مدار الاربع والعشرين ساعة، كما انه يحتفظ شأن الرؤساء الاميركيين السابقين بلقب «السيد الرئيس» طوال حياته.
\r\n
\r\n
ثم يأتي كلينتون وقد بدا اكثر نحافة مما كان اثناء فترة رئاسته، كما ان وجهه اصبح اكثر امتلاءً بالتجاعيد مقارنة بما نتذكره عنه. عندما بدأ رحلة الانتخاب الرئاسي لاول مرة عام 1992، كان منافسوه يسخرون منه باطلاق اسم «بابا»، على اساس انه صبي من الجنوب يعشق تناول الاطعمة السريعة السيئة التي تزيد من عرض خصره. اما الآن فقد تغير مظهره الخارجي، حيث يرتدي بدلة بحرية تليق برجل دولة ويضع رابطة عنق قرنفلية اللون ويرتدي قميصاً من طراز اكسفورد وينتعل حذاء تم تلميعه وصقله، مثل احذية الجيش.
\r\n
\r\n
كما انه لم يعد يلتزم بتلك الابتسامة العريضة وتلك الجاذبية اللتين كانتا تحفان به اثناء ظهوره في اي حملة انتخابية. كما ان طريقته في المصافحة لم تعد مثل السابق، عندما كان يضغط بيده على من يصافحه بشكل نتذكر بأن جو كلاين وصفه في كتاب «ألوان رئيسية» بأنه ينم عن حرارة ومودة الاستقبال. وتبدو عيناه شريدتين. قد يكون خبير الحملات الانتخابية الكبير لا يعبأ باظهار جاذبيته للصحافيين، أو انه قد غير اسلوبه بعدما لم يعد يبحث عن منصب سياسي.
\r\n
\r\n
غير انه ابتسم عندما تطرق الحديث في بدايته إلى وقت فراغه الذي كان يقضيه في ممارسة رياضة الغولف. وكان كلينتون قد قضى لتوه ساعتين مع كلاين. وقد كان الاثنان من هواة ممارسة تلك الرياضة في عطلة نهاية الاسبوع. ويتحدث كلينتون عن التفاصيل الخاصة بنادي كلاين، حيث تبين انه يعلم كل شيء عن هذا النادي. ثم يحين وقت العمل. يقول كلينتون: «حسناً، يا رجال فلنبدأ».
\r\n
\r\n
ونستهل الحديث بإثارة إحدى القضايا التي منحته إرثاً ذهبياً، وهي قضية الشرق الأوسط. ويأتي كلينتون في هذا الصدد ليتحدث عن تفاصيل الصراع الفسلطيني الإسرائيلي بكل ثقة، تماماً كما كان يفعل عندما كان يقود الجهود الدولية لانهاء ذلك الصراع. فقد تحدث عن نسبة الأراضي المتنازع عليها، وعدد الضحايا في صفوف الطرفين.
\r\n
\r\n
انه بالفعل قاعدة معلومات متحركة. ولم يكن هذا الأمر مفاجأة، فلقد كانت مساعيه لارساء السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إحدى العلامات المميزة التي صاحبت رئاسته على طول الخط، وكانت تلك المساعي من أعظم انجازاته، لاسيما عندما نجح في ترتيب تلك المصافحة التاريخية في 1993 بين اسحاق رابين وياسر عرفات في البيت الابيض، غير ان تلك المساعي قد مثلت ايضاً إحدى علامات الفشل القاتلة في عهده، ألا وهي محادثات السلام المشؤومة التي جرت في كامب ديفيد عام 2000.
\r\n
\r\n
ويكثر كلينتون من الحديث في كتابه «حياتي» عن تفاصيل الأيام الأولى لتلك المساعي، وكيف كان ينصح عرفات بألا يحمل مسدساً أثناء حفل التوقيع مع اسحاق رابين، وكيف قام هو ومساعدوه بمناورة بدنية منعت محاولة الرئيس الفلسطيني لتقبيل رابين بعد مصافحته بالأيدي.
\r\n
\r\n
غير انه يكتب بالتفصيل كذلك مرحلة التدهور التي مرت بها عملية السلام، وما حدث في كامب ديفيد، وأدى بعد ذلك الى اندلاع الانتفاضة المستمرة حتى الآن. وبحسب كلينتون، فإن ايهود باراك كان مستعداً لتقديم تنازلات كبيرة، غير ان عرفات لم يكن «قادراً على القيام بالقفزة الأخيرة من رجل ثوري إلى رجل دولة» فهو لم يستطع أن يحمل نفسه على قول «نعم»، على حد قول كلينتون.
\r\n
\r\n
وقبل أن يترك كلينتون منصبه، شكره عرفات بسبب كل الجهود التي قام بها، وقال له انه رجل عظيم. ورد عليه كلينتون بالقول: «سيدي الرئيس، أنا لست رجلاً عظيماً، أنا فاشل، وأنت الذي جعلتني فاشلاً».وهذا جعلنا نسأل عما إذا كان هذا الأمر يجعل كلينتون مقتنعاً، شأن الاسرائيليين، بأنه طالما ظل عرفات موجوداً، فإنه لن يكون هناك شريك للسلام.
\r\n
\r\n
يقول كلينتون «لا» ويضيف ان الرئيس بوش وارييل شارون سيكونان مخطئين إذا اعتقدا انهما بوسعهما تجاهل الزعيم الفلسطيني.
\r\n
\r\n
يقول كلينتون في هذا الصدد: «إذا لم يكونوا يريدون الانتظار إلى أن يصبح عاجزاً أو يموت، أو إذا لم يكونوا يعتقدون بجدية انهم بوسعهم العثور على شريك تفاوض أفضل منه في حماس.. في هذه الحالة فقط فإنه يمكنهم أن يواصلوا العمل للتوصل إلى اتفاق».
\r\n
\r\n
وأضاف كلينتون ان الأمل الاسرائيلي، الذي يؤيده بوش في تخطي عرفات والتعامل مع رئيس وزراء فلسطيني جديد، مثل أبومازن في باديء الأمر، هذا الأمل كان جيداً من حيث المبدأ، ولكن الأمر يعد «خطوة بعيدة للغاية لأن يتم توقع أن يأتي رئيس وزراء جديد لا يتمتع بأي شعبية مثل التي يتمتع بها عرفات ليأخذ السلطة».
\r\n
\r\n
لم يكن مجدياً أن تتم مطالبة رئيس الوزراء بأن يقوم «بتحييد عرفات علنياً» ويجعله رئيساً فخرياً فحسب، وذلك لأن عرفات لا يزال يسيطر على جانب كبير من قوات الأمن الفلسطينية، فرئيس الوزراء لم يدع شيئاً من هذا يحدث، فذكاؤه سيمنعه من ذلك».
\r\n
\r\n
أفضل ما كان ينبغي لبوش وشارون أن يتمنياه هو اتفاق تقاسم سلطة مع عرفات، فتجاهل عرفات تماماً، حتى بالنسبة لشخص لديه سبب وجيه لمقته، لا يعد خياراً.
\r\n
\r\n
كل تلك الملاحظات من قبل كلينتون تأتي في سياق إجابات مفصلة وطويلة على أسئلة يتخللها الغوص في أعماق التاريخ والتطرق إلى ذلك الطريق الخاص «بالأهداف الثلاثة الرئيسية» أو «الأربعة أسباب»، وبشكل فجائي يفهم المرء لماذا تحول البيت الابيض في عهد كلينتون، لاسيما أثناء الأشهر القليلة الأولى من رئاسته إلى ساحة للقيل والقال.
\r\n
\r\n
وكيف تحولت اجتماعات وضع السياسات إلى جلسات ليلية تشبه «جلسات التحقيق» التي تمتد لساعات متأخرة من الليل. وقد انسحب هذا الأمر على تعاملات كلينتون مع قادة العالم، حيث كانت تمتد المقابلات مباشرة بينه وبين هؤلاء القادة الى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً. فكلينتون بالفعل رجل يتقن الحديث.
\r\n
\r\n
ولكن احياناً يكون هناك، كما حدث ليلة العرض، دلالات على «سوء تنظيم شنيع» على حد وصف أحد الذين حضروا العرض. وقد كان ذلك الرجل يتحدث عن ظهور كلينتون الارتجالي على المسرح، والذي كان من المفترض ألا يزيد على 10 أو 15 دقيقة، ولكنه استمر الى 35 دقيقة.
\r\n
\r\n
ولقد كان ظاهراً من كلينتون ذلك الخليط نفسه من البراعة الفكرية الذي يلخص النطاق الكامل للتاريخ السياسي الأميركي، وتلك المراحل من الخسارة التي بدا هو فيها وانه تقريباً قد فقد خيط الاتصال. فبعد مرور أربعة أعوام على خروجه من البيت الابيض، بدا الرئيس السابق وكأنه شخص يحارب من أجل جائزة لم يعد في ذروة مجده.
\r\n
\r\n
ولكن ها هو الآن يقوم بتذكر ما مر به بشكل بارع، ويقوم بتحليل تفصيلي للأحداث. ماذا عن خطة شارون للانسحاب بشكل احادي من قطاع غزة؟ يقول كلينتون: «إذا نُفذت تلك الخطة بشكل صائب، فأنا أعتقد انها خطة جيدة، ففكرة ان اسرائيل بوصفها الطرف الأقوى في العملية، تتمتع بالقوة الكافية التي تؤهلها للقيام بتنازلات بشكل احادي هي فكرة اعتقد انها جيدة، ولكن بشرطين، أما الأول فهو انها يجب أن تتم بشكل لا تكون فيه اهانة للفلسطينيين.
\r\n
\r\n
فإذا كانوا يريدون القيام بهذا الأمر فليفعلوا، ولكن ليفعلوه بشكل يحترم الآخرين. عليهم التفكير فيما يجب فعله مع المستوطنين والمستوطنات، وإذا كانت هناك حاجة لأن تقدم أميركا مساعدات مالية لإعادة توطين هؤلاء فعلينا أن نفعل كل ما يجب فعله».
\r\n
\r\n
ويتابع الشرط الثاني هو ان الأمر لا يجب أن يظهر وكأنه ورقة يرميها الاسرائيليون من فوق المنضدة للفلسطينيين، فالرسالة التي يجب أن يتم توصيلها من هذا الانسحاب من غزة يجب ان تتمثل في القول بأن هذا يمثل دليلا على حسن نيتنا ... والآن اذا منحتمونا الامان وتنازلتم عن حق العودة كما قال عرفات بالفعل انه سيفعله عندما قبل بتصوري لحل الصراع اذا قمتم بفعل تلك الاشياء وتعاملتم معنا بنية طيبة، فإن هناك المزيد من التنازلات ستقدم في تلك الحالة اعتقد ان اموراً جيدة ستحدث» بعبارة اخرى يرحب كلينتون بالانسحاب الاسرائيلي من غزة على اساس انه خطوة مبدئية .
\r\n
\r\n
ولا يقتصر على غزة فقط، بمعنى ان يليه انسحاب من مناطق اخرى في المستقبل ويعترف كلينتون بأن هذا قد لا يكون رأي شارون. ويعترف كذلك بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي لا يزال يرى الضفة الغربية على انها جزء حيوي لاسرائيل، وهي وجهة نظر لم يكن يحملها كل من رابين وباراك ولا هو نفسه، على حد تعبيره.
\r\n
\r\n
وعلى أية حال يجب على اسرائيل ان تتحرك. ويوضح كلينتون ان استمرار الاحتلال يعني ان تكون اسرائيل هي الطرف الخاسر. وقال «اذا لم يتركوا الفلسطينيين في الاراضي المحتلة يصوتون بالطريقة التي تركوا الفلسطينيين قبل 1967 يصوتون فإنهم سيكونون دولة تمارس العنصرية. واذا تركوهم يصوتون فإنه لن تكون هناك دولة يهودية بعد ذلك بفترة». لذلك فإن عليهم ان يفعلوا شيئا فضلا عن ذلك «فأنا مازلت اعتقد انه يمكن الوصول الى اتفاق».
\r\n
\r\n
حدى اكثر صفحات كتاب «حياته» جذباً للانتباه هي تلك التي تصف لقاء كلينتون وبوش عند تسليم الاول الاخير السلطة في ديسمبر 2000. وقتها قال بوش ان اكبر القضايا الامنية التي سيواجهها هي قضية بناء درع صاروخية تحمي بها اميركا نفسها، ثم قضية العراق. يقول كلينتنون: «لقد قلت له انه اعتماداً على ما حدث طوال السنوات الثماني الماضية فأنا اعتقد ان اكبر مشكلاته الامنية هي بالترتيب كالآتي اسامة بن لادن والقاعدة، غياب الامن في الشرق الاوسط، الازمة النووية بين الهند وباكستان، والعلاقات بين باكستان والقاعدة وطالبان، ثم كوريا الشمالية، ثم العراق».
\r\n
\r\n
غير اننا عندما نسأل الرئيس الاميركي السابق عن العراق، لا تبدو اجابته مباشرة. فمثل موقف مرشح الديمقراطيين للرئاسة، جون كيري، فإن موقف كلينتون لا يمكن تحديده بوضوح المنتقدون يمكنهم ان يصفوا هذا الموقف بأنه لانسان مرتبك في هذا الشأن او انه على الاقل موقف سياسي من شخص يريد ان يبقى على حياد.
\r\n
\r\n
أحيانا يقول انه كان سيتصرف مثل جون كيري «اعترف بأنني كنت سأتصرف مثل كيري لو كنت في مجلس الشيوخ. فقد كنت سأمنح الرئيس سلطة مهاجمة العراق لان صدام حسين في الماضي لم يصنع اي شيء كان غير مضطر اليه. ونحن كنا وقتها في فترة اعقبت هجمات سبتمبر، وأعتقد انه كان لزاماً علينا ان نتأكد ما اذا كان لديه تلك الاسلحة ام لا».
\r\n
\r\n
وكان كلينتون يعلم اثناء رئاسته ان هناك «مخزوناً لم يتم تفسير مصدره من المواد البيولوجية والكيميائية في العراق يمكن ان يتحول الى اسلحة، وأن تلك الاسلحة كان يمكن ان تقع في ايدي الارهابيين».
\r\n
\r\n
قد يرضى هذا معسكر مؤيدي الحرب. غير ان معارضي الحرب يمكنهم ان يجدوا ايضا الكثير مما يرضيهم في اقوال كلينتون. ففي اليوم الذي عقدنا فيه ذلك اللقاء مع كلينتون جاءت التقارير المبدئية للجنة المستقلة التي تحقق في احداث سبتمبر لتخلص الى انه لم تكن هناك صلة بين صدام حسين والهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن. وتعليقاً على هذا الامرقال كلينتون: «هذا ما كنت اتصوره دائما» وبدأت نظرته ثابتة وهو يقول تلك الكلمات ويضيف: «منذ اللحظة الاولى التي وقعت فيها تلك الهجمات كنت متأكدا من ان القاعدة هي التي وراءها. لا اعتقد ان العراق كان لديه القدرة على فعل هذا الشيء».
\r\n
\r\n
ويرى كلينتون ان قائمة الاخطار التي كان قد اعطاها لبوش لا تزال هي الاكثر دقة. فيما يتعلق بقدرتهم على الهجوم علينا او على الاسرائيليين كنت اشعر دائما ان القاعدة وبن لادن هما التحدي الاكبر، وان الشرق الاوسط هو القضية الاكبر وذلك لان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يغذي كل التهديدات الاخرى».
\r\n
\r\n
وانطلاقا من وجهة النظر هذه فإن العراق كان يجب تفتيشه لمعرفة ما اذا كان لديه اسلحة دمار شامل ام لا، لكن الامم المتحدة هي الطريق الذي يجب سلكه للقيام بهذا الامر. يقول كلينتون: «وجهة نظري كانت اننا لا يجب ان نهاجم حتى يفرغ مفتشو الامم المتحدة من عملهم ويقولوا ان صداماً يريد أو لا يريد الانصياع للقرارات الدولية. ولهذا السبب ومن اجل مساعدة بلير.
\r\n
\r\n
بدأ كلينتون في اللجوء الى المحادثات الهاتفية وبدأ الحديث الى قائدي المكسيك وتشيلي لحثهما على التصويت لصالح صدور قرار ثان من الامم المتحدة عن العراق، وذلك لان مثل ذلك القرار كان سيمنح هانز بليكس وفريق التفتيش معه اسابيع قليلة اخرى، وقد يؤدي الامر بأميركا ان تؤجل العمل العسكري».
\r\n
\r\n
ولدى كلينتون سبب آخر للقلق بشأن اتخاذ عمل عسكري ضد العراق «كنت قلقاً من ان يؤثر الامر على وجودنا في افغانستان، وان نضطر لارتكاب الخطأ نفسه الذي ارتكبناه في الثمانينيات عندما انسحبت الولايات المتحدة بعد ان غادر السوفييت المنطقة».ولكن الا يقول الجمهوريون ان اسقاط صدام كان احد اهداف كلينتون السياسية ايضا؟ يقول كلينتون:
\r\n
\r\n
«منذ 1998 كانت سياستنا تتمثل في تغيير النظام. ولكن سياستنا بشأن كاسترو كانت ايضا تغيير النظام ولكننا لم نقم بغزو كوبا، هناك اكثر من وسيلة لتحقيق هذا الهدف».
\r\n
\r\n
وانتقل سياق الحديث بشكل طبيعي الى صديقه القديم بلير الذي لا يزال يحتفظ له كلينتون باحترام واضح. ويصمم كلينتون من خلال كتابه على ان يخبر «القراء البريطانيين» كيف ان عليهم ان يتفهموا طبيعة محنة بلير.
\r\n
\r\n
يقول كلينتون انه يتعاطف بشدة مع بلير فيما واجه من ورطة بسبب العراق. فلو كان قال: «حسنا، لم توافق الامم المتحدة على الامر»، ثم ذهب بعيدا فإن مثل ذلك الموقف كان سيسعد اوروبا، ولكنه كان سيعرض العلاقات عبر الاطلسي للخطر، وفي الوقت نفسه كان لن يفعل اي شيء يقوي من اركان الامم المتحدة.
\r\n
\r\n
واذا بقى على تأييده لبوش فإنه سيكون عليه ان يفعل شيئاً فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل مهما كان هذا الشيء، وهنا ستكون لديه فرصة ان يكون الشخص الذي جمع اطراف الاطلسي، وفي الوقت نفسه لن يكون قد اضر بالأمم المتحدة بشكل اكثر مما هي متضررة بالفعل.ويدافع كلينتون عن بلير ايضا بالقاء الضوء على المواقف التي اختلف فيها عن بوش بشأن عدد من القضايا. يقول كلينتون:
\r\n
\r\n
«لقد كان بلير مؤيدا لمعاهدة حظر التجارب النووية، كما انه يؤيد انشاء محكمة جنائية دولية كما تعرفون ولم يدع الى الانسحاب من معاهدة الصواريخ الباليستية، ويؤيد معاهدة كيوتو الخاصة بتغير المناخ».ويضيف كلينتون: «على حد علمي فإن بلير لم يقم ابدا بالموافقة على السياسة النووية الجديدة التي طورها الرئيس بوش والخاصة بالاسلحة النووية متوسطة المدى، واتفاقية اخرى لتحطيم المخابيء الخرسانية تحت الارض. ولذلك فإنني لا ارى انه من العدل ان نحكم على كل سياسته الخارجية من خلال موقفه بشأن العراق».
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.