\r\n بالنسبة للعراقيين, لا يمكن لغير هذه الانتخابات المباشرة والجمعية الوطنية التي تأتي بها ان تدعي الشرعية او ان تمثل »السيادة« التي تصل ادارة بوش جاهدة على فبركتها ومن ثم »نقلها« الى العراقيين. \r\n \r\n لا ينبغي الخلط بين هذا الاجراء وبين ما تدعيه ادارة بوش من »بناء الديمقراطية في العراق« وهو العملية التي يمكن ان تحل جميع النزاعات الداخلية في ذلك البلد المعذب, والتي تفتقر امريكا افتقارا تاما لعناصرها الاساسية وهي الحكمة والقدرة. \r\n \r\n فالاجراء الذي نقترحه يعمل بمعزل عن هذا الادعاء, وكل ما ينطوي عليه هو اتاحة الفرصة للعراقيين بان يقوموا بالمهمة بأنفسهم, اما مسألة كونهم قادرين على ذلك ام لا فهو امر يخصهم ويتعلق بمصيرهم وليس بمصيرنا. \r\n \r\n ان توفير مثل هذه الفرصة للعراقيين هي اقل ما يمكن ان نقدمه واقصى ما نقدر عليه الآن وفي ضوء العواقب المدمرة للحرب غير الضرورية التي فرضناها ضدهم. اذ سيكون بوسع الولاياتالمتحدة عند ذاك, وعند ذاك فقط, ان تعلن ان »المهمة انتهت ونحن عائدون الى بلادنا«. \r\n \r\n من اجل توفير هذا المخرج الديمقراطي من الازمة, على الولاياتالمتحدة ان »تكمل الشوط« حسب التعبير الدارج لكن »الشوط« يجب ان يرتكز على اربعة وعود ينبغي التمسك بها. \r\n \r\n على سلطات الاحتلال بقيادة امريكا ان تسمح باجراء انتخابات نزيهة لجمعية وطنية عراقية خلال فترة تتراوح ما بين ستة الى تسعة شهور باشراف الاممالمتحدة او اي كيان دولي آخر وان تتقبل نتيجة تلك الانتخابات حتى لو جاءت بأغلبية معادية لامريكا وفي هذه الاثناء تقوم الولاياتالمتحدة باعداد قوات الامن العراقية وتبدأ انسحابها العسكري بمجرد بدء الحكومة المؤقتة باداء وظيفتها واخيرا على واشنطن ان تواصل تأمين التمويل اللازم لاعادة إعمار العراق ما دامت السلطات العراقية تلتزم بشكل عام بأصولها الديمقراطية. \r\n \r\n علينا ان نرفض بشكل قاطع وتام دعوات البعض الى ابقاء قوات عسكرية امريكية دائمة في العراق لحماية النفط واسرائيل والامبراطورية الامريكية وحربها الصليبية على ما يدعى ب ̄ »الشمولية«. \r\n \r\n ويبقى على هذه الاستراتيجية العاجلة للخروج من العراق ان تواجه ثلاثة اعتراضات اولها الاعتراض القائل بان الاحتلال الامريكي للعراق يجب ان لا ينتهي قبل تحقق الاستقرار في العراق لان نتيجة الانسحاب في تلك الحالة ستكون الفوضى والعنف. \r\n \r\n لكن هذه النبوءة المتشائمة تتجاهل الدروس التي قدمتها تجارب الاحتلال في اماكن اخرى اضافة الى تجاهلها للوضع القائم في العراق حاليا, فلا استقرار قبل انهاء الاحتلال, ويتضح ذلك بجلاء من حالة الفوضى والعنف التي تستشري في العراق اليوم. \r\n \r\n اما الاعتراض الثاني فهو ان العناصر المعادية لامريكا من »المتطرفين« سوف تعيق قيام انتخابات الجميعة الوطنية, ولكن اذا كان اولئك العراقيون يريدون لامريكا ان ترحل, بانهم سيؤيدون بالضرورة العملية الانتخابية التي تقود الى رحيل الامريكيين. \r\n \r\n واخيرا فان الاعتراض الثالث يقول: اننا لم نخض الحرب ونضحي بالارواح من اجل المجازفة بمجيء نظام آخر معاد لامريكا في بغداد, الواقع ان ادارة بوش شنت الحرب للقضاء على اسلحة الدمار الشامل التي يملكها العراق وعندما لم تجد اية اسلحة للدمار الشامل, ادعت بان الحرب قامت من اجل الديمقراطية, لذا علينا ان نتذكر ان الحديث عن الديمقراطية جاء كتدارك للفشل الاول, والخروج السريع من العراق, بغض النظر عن نتائجه السياسية وحتى الاقتصادية, هو فرصتنا الاخيرة في ادعاء دور المحررين, اما البديل فهو حكم استعماري تقابله مقاومة عراقية تزداد عنفا, يقود بالتالي الى قيام نظام اكثر معاداة لامريكا يصل الى السلطة عن طريق آخر عبر طريق صناديق الاقتراع. \r\n \r\n تغيير النظام في واشنطن \r\n \r\n راي كلوز مسؤول محطة وكالة الاستخبارات المركزية في المملكة العربية السعودية: \r\n \r\n ان اول ما يتحتم علينا استيعابه هو الحقيقة المتمثلة في كون الوطنية هي القوة الاعظم في العراق اليوم وهي تطغى على أي شعور بالامتنان يمكن للشعب العراقي ان يكون قد احس به ازاء الامريكيين بعد التحرير مباشرة. \r\n \r\n لقد وضعنا مجموعة من الاهداف التي تستند الى عقيدة المحافظين الجدد اكثر من استنادها الى تطلعات العراقيين, وهذه الاهداف غير قابلة للتحقيق لانها تجرح الروح الوطنية العراقية. \r\n \r\n اولا, نحن نريد قواعد عسكرية استراتيجية طويلة الامد , ثانيا, نحن نتطلع الى الاحتفاظ بتأثير فاعل على السياسة النفطية العراقية, ثالثا, نحن نحبذ الاستثمار الاجنبي غير المحدود في بلد له تاريخ طويل من العداء المستحكم لكل ملكية اجنبية لموارده الطبيعية ومشاريعه الاقتصادية. رابعا, نتوقع من العراق ان يؤيد الدور الامريكي في العملية السلمية في الشرق الاوسط حتى وان كان ذلك يعني الوقوف في صف جورج بوش او اريئيل شارون. \r\n \r\n لقد وضعت الادارة الامريكية نفسها في موضع لا يمكن معه تكييف هذه الاهداف لمواجهة الحقيقة. \r\n \r\n ولهذا ينبغي ان يكون هناك تغيير للنظام في واشنطن, فهو المخرج الوحيد من المشكلة العراقية. \r\n \r\n علينا ان نبتلع كبرياءنا \r\n \r\n جون بريدي كيزلينغ \r\n \r\n دبلوماسي امريكي استقال من الخدمة في شباط 2003 احتجاجا على سياسة ادارة بوش الخارجية: \r\n \r\n قدم الرئيس بوش وعدا للشعب العراقي وللاسرة الدولية بان نصرنا العسكري سيجعل من العراق دولة ديمقراطية مسالمة, ونموذجا في المنطقة, وقلعة ضد الارهاب. \r\n \r\n فاذا كانت هذه هي اهداف الحرب التي خضناها فان حربنا لم تحقق اهدافها. وها هي المقاومة العراقية تعلن ان جنودنا ومقاولينا ليسوا سوى اعداء محتلين. \r\n \r\n اذا انسحبت قواتنا, ستندلع الحرب الاهلية بين عشرات الفئات المتنافسة واذا عززنا قواتنا لقمع العنف فسوف يحكم وجودنا المرفوض هناك على اية حكومة عراقية مقبلة بالاخفاق وعدم الشرعية, دعنا اذن ننظر في بدائل النصر المتاحة. \r\n \r\n لا يمكن, في نهاية المطاف, المحافظة على العراق موحدا الان خلال رجل واحد يكتسب الشرعية من نجاحه في الكفاح المسلح تماما كما كان الحال عليه مع جورج واشنطن او هوشي منه, لذا علينا ان نختار الوطني العراقي المقتدر الذي سيهزمنا, لا بد ان يكون هناك ضحايا واضطرابات بغض النظر عن براعتنا في تنسيق انسحابنا لكن الغالبية الساحقة من العراقيين سوف تلتف حول الشخص الذي ينسب لنفسه فضل ازاحتنا, وسوف تعزز الانتخابات لاحقا انتصاره العسكري. \r\n \r\n ان هذا الفارس الذي يمتطي الجواد الابيض سيكون قادرا على استدعاء الاممالمتحدة كضيف مدعو وليس كتابع مكروه لنا وسوف تتمكن شرطته من فرض القانون الذي لا تستطيع فرضه وسوف تغفر له خطاياه في حين لن نجد من يغفر لنا خطايانا. \r\n \r\n وعلى امريكا ان تبتلع امتعاضها وان تحتفظ لنفسها بشيء من السيطرة على الاوضاع عن طريق تقديم الاموال اللازمة لتسيير الدولة العراقية. ان عشرة مليارات في العالم تشترى لنأمن التعاون في محاولة مكافحة الارهاب اضعاف ما يمكن ان يحققه لنا الاحتلال العسكري. اضافة الى ان العراقيين هم الذين سيتولون القيام بالمهمة بدلا عنا. \r\n \r\n لا شك ان الاكراد سوف يقاومون اي اضعاف لمكانة حليفهم الامريكي, لكن هدية الوداع التي نقدمها له يجب ان تكون الحدود الجنوبية لكيان كردي يتمتع بالحكم الذاتي, وعلى الولاياتالمتحدة ان تدفع ثمن ذلك ضغوطا على تركيا من اجل ابداء الاحترام للحكومة المركزية العراقية ولحقوق العرب والتركمان. \r\n \r\n لقد سبق لنا ان هزمنا مرة في فيتنام لكن احجار الدومينو لم تتساقط. فقد بقينا قادة العالم الحر. \r\n \r\n ان الجهل وجنون العظمة اللذين جاء بنا الى العراق اشد خطرا على امن ورفاهية الولاياتالمتحدة من الهزيمة العسكرية التي سوف تخرجنا منه. \r\n \r\n عن »الغارديان» البريطانية \r\n \r\n