تصاعدت حدة الغضب بعدما انتشرت فوضي فتاوي شاذة لشيوخ ينتمون إلي التيار اليساري أو الدعاة الجدد أو إعلاميين ليس من حقهم الإفتاء ولكنهم أفتوا بجهل في مواضيع حساسية مثل إنكار عذاب القبر أو الحديث عن علاقات النبي الجنسية أو سب العلامة البخاري الذي يعد من أهم علماء الحديث عند أهل السنة ووصفه بأنه "مسخرة" . حيث زعم الصحفي اليساري إبراهيم عيسى، في برنامجه على قناة «أون تي في» إنه لا يوجد شيء في الدين الإسلامي يسمى «عذاب القبر»، أو «الثعبان الأقرع»، مضيفًا أن «الغرض من ذلك هو تهديد وتخويف الناس، ومفيش لا ثعبان أقرع ولا بشعر" . كما زعم إن المدينة النبوية كان بها «تحرش جنسي»، وقال: «المسلمات الحرائر والجواري كن يقضين حاجتهن في الصحراء، ومكنش فيه دورات مياه وقتها، وكان بيتعرض لهم الشباب، ويتحرشوا بيهم في عهد الرسول، سواء لفظيا أو جسديا». وقد رد عليه علماء منكرين ما يقول منهم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف ، الذي قال : "إن الدين ليس كلا مباحا، ويجب الرجوع في قضاياه العقيدية والفقهية إلى علمائه المتخصصين"، قائلا أن "الأمة في غنى تام عن إثارة قضايا شائكة مثيرة للجدل ومستفزة لمشاعر الخاصة والعامة، ومنها عذاب القبر في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى جمع كلمتنا معا، في دعم قضايا العمل والإنتاج وترسيخ مكارم الأخلاق" . كما رد عليه الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني، يبكي، واصفا ما قاله "عيسي" بالتطاول على الإسلام ، وقال «الحويني»، في فيديو على قناته ب«يوتيوب»، إن «عيسى بيقول إن عمر بن الخطاب تحرش بأم المؤمنين سودة بنت زمعة، إزاي الكلام ده يتقال في ديار المسلمين وفي بلد الأزهر يا شيخ الأزهر؟!». وتابع: «أنا معرفش الراجل بتاع الأزهر شغلته إيه وقاعد ليه ساكت؟! إزاي ميطلعش يرد على ما يقال إن المدينة كان فيها تحرش جنسي؟!»، مضيفًا: "ما يقال سب للنبي وللصحابة" . وأعقب هذا تصريح لمن يسمي نفسه الشيخ محمد عبد الله نصر الشهير ب«خطيب التحرير» و«الشيخ ميزو»، والذي قالت وزارة الأوقاف أنه لا ينتمي لها ، ويعرف بأنه مسئول التثقيف الديني بحزب التجمع اليساري ، حيث انتقد كتاب صحيح البخارى وتوثيقه للأحاديث النبوية، قائلا: «صحيح البخارى مسخرة للإسلام والمسلمين»، مضيفًا في الوقت نفسه أن «عذاب القبر ليس من الثوابت». وقال «نصر»، في حوار مع قناة «المحور»، إن «كتاب البخارى سب رسول الإسلام وزعم أنه مسحور»، مضيفًا: «البخاري أدعى على الرسول أنه كان يعيش على الغنائم وتحدث عن زنا القرود». وبادرت وزارة الأوقاف بالرد عليه من خلال بيان ساخن جاء فيه: «المدعو محمد عبد الله نصر الشهير ب(ميزو) لا علاقة له بالأوقاف من قريب أو بعيد، وحديث أمثاله من الجهلاء باسم الدين عار على الثقافة الإسلامية، مجال الاجتهاد وتجديد الخطاب الديني ودراسة القضايا المعاصرة والمستجدات، فهذه مهمتنا في الأزهر والأوقاف على أيدي العلماء المتخصصين، وهو ما نسعى إليه بقوة، ونسابق الزمن للإنجاز فيه، لكن أن يترك أمر الدين العظيم كلأ مباحًا ل(ميزو) وأمثاله فهذا ما لا يرتضيه عاقل ولا وطني ولا غيور على دينه، لأن هذا العبث يزيد من تعقيد الأمور، ويمكن أن يجر المجتمع إلى عواقب نسأل الله (عز وجل) السلامة منها». فتاوي جنسية أيضا صدرت مجموعة فتوي جنسية مثيرة للجدل أبرزها فتوي للدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، في تسجيل صوتي علي مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد فيه ضمنا أن على الرجل أن يتساهل مع زوجته في حالة الزنا وأن يتصل بها قبل قدومه إلى المنزل وإذا كان معها رجل فينتظر حتى يرحل ذلك الرجل، وبعدها يدخل البيت !. وقال جمعة في احدي فقرات الحديث بأحد المساجد : "فوت لمراتك وعدي لها، وهذا التفويت من الدين، وإن عرفت أنها زنت يجب عليك أن تطلقها، فمن تاب تاب الله عليه، وإن لم تعرف أنها زنت، لا تبحث ولا تفتش وراءها" ، زاعما أن الإيتيكيت الإسلامي يقولك تتصل بها قبل ما توصل البيت، لكن الشك يقولك طيب أفرض إن معاها واحد.. افرض معاها واحد، عادي سيبه يمشي، اتصل بالتليفون يا أخويا.. ده الجمال والحلاوة، لكن في ناس مش عايزة الجمال لكن عايزة الحق، طيب خد بقي المقلب يا أخويا، ووقتها هتلاقي راجل معاها وهتضطر أنك تطلقها" ، حسب قوله . وعندما علّق أحد الحاضرين على كلامه، في الفيديو محتجا ، رفض الشيخ علي جمعه حديثه قائلًا : "بس أسكت، احنا مش فاتحينها للحوارات، مش هي الجلسة دي اللي تتكلم فيه، دي جلسة في اتجاه واحد، أنا أقول وأنت تسمع، لكن أنا أقول وأنت تقول ده مينفعش، أنت هنا متلقي وبس" ، فيما علق نشطاء علي مواقع التواصل بوصفه بأنه "ديوث" . وسبقَ وأثارت فتوى مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة، التي أجاز فيها لجنود وضباط الشرطة والجيش قتل المتظاهرين من أنصار الشرعية ورافضي الانقلاب، ردود فعل غاضبة في الشارع المصري . أيضا انتشرت فتوي لداعية سلفي مؤيد للسلطة هو أسامة القوصي، يفيد بجواز رؤية الرجل للمرأة، التي يرغب في الزواج منها أثناء الاستحمام، حتى يدعوه ذلك للزواج منها، بشرط «نيته الجواز منها وعدم تركها»، حسب فيديو انتشر علي شبكات التواصل الاجتماعي . وقال «القوصي»: «لو كنت صادقًا في أنك ترغب بالزواج من البنت، وعرفت تستخبى وشفت حاجة هي مش ممكن توريهولك جائز، إنما الأعمال بالنيات، وأحد الصحابة فعل ذلك، فاستنكر عليه البعض، وقالوا له أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله؟». بعدها تبرأ «القوصى» من فتواه، قائلًا إنه بالفعل قال ذلك منذ 10 سنوات، عندما كان ينتمي ل«بعض الجماعات المتطرفة التي تتبنى أفكار دينية غير صحيحة»، معلنًا تراجعه عنها وترك هذه «العصابات»، حسب وصفه، مضيفًا: «تُبتُ من التطرف والحمد الله، وتراجعت عن هذه الأفكار، والمنتقمون منّى هم الربعاوية». وعلي نفس الطريق انتشر فيديو علي شبكات التواصل الاجتماعي، للداعية السلفي الجديد محمود المصري، يقول فيه إن «قوة الرسول الجنسية تعادل قوة 4 آلاف رجلاً»، مشيرًا إلى أن «هذا الكلام يستند إلى حقيقة علمية، عن حديث للبخاري». وأضاف : «النبي كان يجامع زوجاته ويطوف عليهم في ساعة واحدة»، مشيرا إلى أن «ساعة هنا لا تعني ساعة زمنية ولكنها أي توقيت في الليل أو النهار»، مستكملًا بقوله : «النبي أعطي قوة 40 رجلًا من أهل الجنة»، موضحًا أن «الرجل من أهل الجنة عنده قوة مائة رجل في الدنيا في الطعام والشراب والشهوة والجماع». وهو ما أثار سخرية نشطاء الانترنت أيضا وتندر شباب علي انتشار الفتاوي الجنسية بينما يسكت غالبية العلماء علي قتل المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي واغتصاب الفتيات في السجون وانتشار التعذيب داخل المعتقلات .