قال مصدر مطلع اليوم الأحد – في بيان بثته وكالة الأنباء المصرية الرسمية – أن مصر لم توجه الدعوة لخالد مشعل لزيارة مصر لبحث اتفاق وقف إطلاق النار ، وقالت "إنه في إطار سلسلة الأكاذيب والادعاءات والمراوغات من جانب مسئولين وقيادات من حركة حماس ادعى عدد منهم زورًا وبهتانًا أن مصر قد وجهت دعوة لحركة حماس لاستقبال رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل لبحث التهدئة، وأن الأخير رفض هذه الدعوة، وهو أمر عار تمامًا عن الصحة ولا يمت للواقع بأية صلة حيث لم تقدم مصر الدعوة للحركة أو قياداتها لزيارتها في الفترة الأخيرة " . وأضاف المصدر : "أنه وفي الوقت الذي تعيش فيه قيادة حركة حماس في الخارج سواء في قطر أو غيرها وتنعم بحياة مرفهة وتقيم في فنادق خمس نجوم وتستقل السيارات الفارهة ، فإنها تترك الأبرياء المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني يسقطون بالعشرات كل يوم وتسفك دماءهم ويدفعوا ثمن مغامرات سياسية وعسكرية لقيادة هذه الحركة، وهم بمنأى تمامًا عن الأحداث والأوضاع الصعبة التي يتعرض لها أهالي القطاع" . وأوضح المصدر : "أنه قد كان من الأجدى لحماس وقياداتها بدلًا من التفرغ لإطلاق الأكاذيب والادعاءات أن ترتقي لمستوى المسئولية وتحقن دماء شعبها من خلال قبول المبادرة المصرية التي تحقق مطالب الشعب الفلسطيني بوقف إطلاق النار وفتح المعابر " . وكان مصدر فلسطيني مقرب من حماس، قال:"إن مشعل اعتذر عن دعوة وجهها له الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، لزيارة القاهرة للتباحث حول مبادرة التهدئة المصرية" ، وقال المصدر "إن نبيل العربي اتصل بخالد مشعل وطلب منه الموافقة على المبادرة المصرية للتهدئة ولكن الأخير رفض". وأضاف "إن العربي حثّ مشعل على قبول المبادرة المصرية للتهدئة، فقال الأخير إن رفض المبادرة هو موقف فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والشعب الفلسطيني ولا مجال للتراجع عنه مطلقا". وأشار إلى أن العربي طلب من رئيس المكتب السياسي ل"حماس" زيارة القاهرة للتباحث حول موضوع التهدئة، فاعتذر مشعل عن ذلك لأن الدعوة "غير رسمية" فنبيل العربي يمثّل الجامعة العربية ولا يمثل مصر . وأكد حسام بدران القيادي في حركة حماس،أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، لم يتلق أي دعوة رسمية من القاهرة لزيارتها ، وأوضح بدران في تصريح أن مشعل تلقى دعوات عبر وسطاء وليس من القاهرة بشكل مباشر بغرض التباحث في المبادرة المصرية، بعد موافقة إسرائيل عليها. وأشار بدران إلى وجود جهات دولية عدة تسعى هذه اللحظة لبلوة أفكار لإيجاد مبادرة توقف إطلاق النار، لافتًا إلى أن المقاومة قدمت مطالبها لقطروتركيا، اللتين بدورهما تشرعان باتصالات لبلورة مبادرة تحقق هذا الغرض . وتطالب المقاومة بوقف العدوان على كل الأراضي المحتلة، ورفع الحصار عن غزة بكل أشكاله، وإلزام "إسرائيل" باتفاقية 2012م، إضافة لإطلاق سراح جميع الأسرى الذين تم اختطافهم من محرري صفقة وفاء الأحرار. تبدل في الموقف المصري وتقول صحيفة "المونيتور" الأمريكية أن مواقف القاهرة تبدلت بوتيرة متسارعة وعملت على اعادة فتح قنوات الاتصال مع حركة حماس في محاولة لاستقطابها من جديد مصر والسعي لإنقاذ مبادرتها لوقف حرب غزة حفاظا على دورها الإقليمي ، وذلك بعد إعلان الحركة رفضها للمبادرة المصرية لوقف اطلاق النار في قطاع غزة . وكشف مصدر حكومي رفيع المستوى ل "المونيتور" أن القاهرة سارعت بإعلان مبادرتها لتقطع الطريق أمام أطراف أخرى كانت تسعى لتحل محل مصر في احتضان القضية الفلسطينية سعيا وراء إظهار تراجع الدور المصري بالمنطقة وتقزيمه ، وأضاف " تم طرح المبادرة بعد إطلاع السلطة الفلسطينية ، والحكومة الإسرائيلية ، ولم تعرض على حماس باعتبارها فصيل ضمن الفصائل الفلسطينية ، وهي كانت على علم بالمبادرة وبنودها وفي إطار شراكتها الحالية في السلطة الفلسطينية بعد المصالحة". وفيما يتعلق بالموقف الرسمي للخارجية المصرية في التعامل مع أزمة إعلان حركة حماس لرفضها للمبادرة فقد جاء مرتبكا الى حد ما ففي الوقت الذي أكد فيه المتحدث الرسمي للخارجية السفير بدر عبد العاطي خلال اتصال هاتفي مع "المونيتور" " ان الخارجية المصرية تسير في طريقها وتحظى بتأييد ودعم دولي كبير "، رافضا الحديث عن الرفض الذي اعلنته حماس باعتبارها فصيل واحد ،ومصر تتعامل مع السلطة الفلسطينية ، وتنتظر الرد من كافة الفصائل الفلسطينية ، إلا أن هذا الموقف تبدل كلية بعد ساعات قليلة ، وعقب وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى القاهرة لمقابلة المشير عبد الفتاح السيسي ، والذي تزامن مع زيارة مبعوث الرباعية الدولية للسلام توني بلير ، وبعد أن كانت القاهرة تتجاهل التفاوض المباشر مع قادة حماس ، خرج وزير الخارجية المصري ليعلن في مؤتمر صحفي مع بلير عن فتح حوار بين القاهرة وحماس لإقناعها بقبول المبادرة . وقال مصدر خاص بجامعة الدول العربية ل"المونيتور" أن لقاء الرئيسان السيسي وأبو مازن الخميس بالقاهرة جاء لدراسة الشروط التي وضعتها حماس للقبول بالمبادرة المصرية ولتحديد ما يمكن قبوله من هذه الشروط ، وعرضه على الجانب الإسرائيلي قبل لقاء أبو مازن وأردوغان ، وحيث عرض الرئيس الفلسطيني على القاهرة أن تكون تركيا هو الوسيط غير المباشر بين القاهرة وحماس ، وحيث أنها رغبة حماس في ضوء الحديث عن ضمانات دولية للمبادرة، ولقدرة الجانب التركي على التأثير في قادة الحركة ".