"إعلام وداخلية الانقلاب "ميكس" كل شيء وبالعكس" .. هكذا اعتاد أن يصف رافضي الانقلاب تناقضات وتضارب إعلام الانقلاب ومصادره الأمنية فيما يخص قضايا التلفيقات والتفجيرات والمتهمين فيها ردا على أمور لا يصدقها عقل وتكذب بعضها البعض، وكان أبرزها اتهام ما يعرف ب "جماعة بيت المقدس" بتفجير ميدان رابعة بعدما سبق أن اتهمها ذات الإعلام بأنها "ذراع الإخوان" ، واتهام "متوفين" من الإخوان وحماس بالوقوف وراء أعمال إرهابية . فالانقلابيين لا يتقنون حتي الكذب والتلفيق، والأذرع الإعلامية للانقلاب وأجهزته الأمنية أو الأمنجية" يروجون أخبار كاذبة وغير متسقة مع بعضها البعض . وقال خبراء ل "الشرق. تي في" في تفسيرهم لهذه الحالة بأنها "تكشف تخبط داخل الأجهزة الأمنية كمنبع ينقل عنه الإعلاميون، وأنه لا دليل واضح لديها على الاتهامات، وأن هرتلة الإعلام هدفها إحداث بلبلة بالرأي العام" . تخبط داخل أجهزة الأمن حيث يؤكد اللواء د.عادل سليمان الخبير الاستراتيجي أن تضارب الأخبار المتعلقة بالتفجيرات والمتهمين فيها ومنها اتهام أموات ومعتقلين وشهداء وأن "بيت المقدس" وراء تفجير "رابعة" وخبر سابق بأنها "ذراع الإخوان" يعد نوع من التخبط داخل أجهزة الأمن نفسها، فهي مصدر هذه المعلومات المتناقضة، والإعلام ينقل عن مصادر ولا يخترع من بنات أفكاره ، بل ينقل عن الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية، أي أن التخبط في المنبع، مشيرا إلى أنه تخبط نتيجة قصور أمني، وقصور في المهنية والاحترافية، ونتيجة قصور في الكفاءة المهنية. وأضاف في تصريح خاص ل"الشرق تي في" أن الواقعة الواحدة حين يتم تكذيبها وثبوت عدم مصداقيتها ثم يعاد طرحها مرارا وتكرارا على فترات فهذا يعني أنه ليس لديه دليل واضح يستطيع تقديمه في وسائل الإعلام، فنجد واقعة ثم تكذيبها ثم تقع حادثة جديدة فيروج مرة ثانية لنفس الفكرة، مما يعني استمرار حالة التخبط نتيجة أن غالبية أجهزة الأمن تعاني قصور في المهنية للعمل الشرطي . هرتلة بهدف بلبلة أوضح د.أحمد سمير أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أن تضارب وتناقض روايات وأخبار إعلام الانقلاب له أكثر من تفسير وسبب، مشيرا لأن التضارب قد يكون مقصودا لإحداث حالة من الهرتلة تتسبب في حالة بلبلة لدى الرأي العام بحيث لا يعرف من يفعل ماذا؟ وأضاف في تصريح خاص ل "الشرق .تي في" أن التناقض والتضارب قد تنتج عن أن هناك إعلاميين وصحفيين يجتهدون كذبا في أمور حساسة بينما الدولة يجب ألا تسمح بذلك فلا يجوز الاجتهاد في قضايا تؤثر على حالة الأمن والاقتصاد والسياحة، أيضا بعض جهات أمنية ومخابراتية تمدهم بالمعلومات بكم كبير، وكل إعلامي يقول وينقل على هواه أو ما يعرفه وهذا الأرجح، ولو الخبر خطأ يغيره بآخر، المهم أن يثبت تواجده وولاءه للنظام الجديد.أيضا الجهات والأجهزة الأمنية كمصادر للصحفيين متنوعة ولا تنسيق بينها فنجد الخبر وعكسه رصد لأبرز حالات تناقضات التحقيقات نشرت جريدة "الوطن" الموالية للانقلاب بأحد عناوينها البارزة بالنسخة الورقية في 12 مايو 2014 عناوين تكذب بعضها بعضا فما أسمته انفرادات لها أن "جماعة أنصار بيت المقدس حاولت تفجير اعتصام رابعة في وقت سابق قالت أن الجماعة نفسها ذراع الإخوان . فتحت عنوان :"مفاجأة: «أنصار بيت المقدس» حاولت تفجير اعتصام رابعة العدوية و«الدفاع» واغتيال «السيسى» وقالت "كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، فى قضية «أنصار بيت المقدس»، عن مفاجأة، حيث تبين أن التنظيم استهدف تفجير اعتصام «رابعة العدوية» ..أثناء وجود أنصار «مرسى» داخله، ولكن خللاً فى الدائرة الكهربائية فى العبوات الناسفة التى تم تجهيزها لاستخدامها للتفجير، حال دون ذلك". وكذبت الجريدة نفسها بخبر سابق قالت فيه : الوطن:«أنصار بيت المقدس» جناح الإخوان العسكرى تتصدر المشهد الإرهابى من جديد" وليس هي فحسب فأذرع الانقلاب الإعلامية تناقلت الخبرين المتناقضين. أيضا جري اتهام المتهم "محمد بكري هارون" المعتقل في نوفمبر 2013 بسجن العازولي بالإسماعلية بارتكاب جرائم بعد اعتقاله حيث قالت صحيفة «المصرى اليوم» في 14 مايو 2014 أنها تواصل "نشر اعترافات المتهمين فى خلية تنفيذ تفجير مديرية أمن القاهرة، التى أقر فيها المتهم الثالث، محمد بكرى محمد هارون عبدالعزيز أنه..." وفي 13 إبريل 2014 نشر موقع (اليوم السابع) هذه العناوين على أنها انفراد عن مصادر مطلعة وهي: "ننشر تفاصيل سقوط بكرى هارون مشرف "أنصار بيت المقدس".. كون خلية وأشرف على اغتيال الضابط محمد مبروك.. وضبطه أزال غموض معظم العمليات أبرزها تفجيرى "القاهرةوالدقهلية..." وذلك برغم أنه في يوم 25 يناير 2014 أي بعد ساعات من وقوع تفجير مديرية أمن القاهرة أكدت بثينة القماش، محامية المتهم محمد بكري هارون، أن موكلها تم اعتقاله في 28 من نوفمبر 2013 ، وأنها فوجئت بإعلان اسمه علي أنه من قام بتفجير مديرية أمن القاهرة الذي حدث بتاريخ 24 يناير 2014 أي بعد اعتقاله بشهرين تقريبا ، وتفجير مديريه أمن الدقهلية بتاريخ 24ديسمبر 2014 أي بعد اعتقاله بشهر تقريبا . اتهام مسجونين وأموات وتلفيقات أيضا اتهم وزير داخلية الانقلاب 2 يناير 2014 "جماعة أنصار بيت المقدس"، وجناحها "تنظيم كتائب الفرقان" بالاشتراك مع من وصفه ب"يحيى نجل القيادي الإخواني المنجي سعد حسين مصطفى الزواوي، بتنفيذ تفجير مديرية أمن محافظة الدقهلية بمدينة المنصورة وكذبه التحالف الوطني لدعم الشرعية في محافظة الدقهلية، في بيان مؤكدا أن هذا الشخص لا علاقة له بالإخوان لا من قريب ولا من بعيد. ورغم استشهاده منذ عامين ، أعلن التليفزيون المصري في خبر عاجل الأربعاء 29 يناير 2014 القبض على أحمد سعيد الجعبري القيادي بحركة حماس في سيناء، فالشهيد الجعبري الذي شغل منصب نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس استشهد إثر عملية اغتيال نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي عرفت بعامود السحاب مساء يوم 14 نوفمبر 2012. أيضا نفت حركة حماس اتهامات وزير داخلية الانقلاب بأنها قدمت دعما لوجستيا لمنفذي تفجير الدقهلية، وقال الناطق باسم حماس، سامي أبو زهري إن الاتهامات باطلة ولا أساس لها من الصحة، وإن القائمة التي نشرت وقالوا إنها تتضمن أسماء من حماس قائمة ترد على نفسها فمن بين الأسماء حسن سلامة وهو أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 1996 وعدد منهم سقطوا شهداء في غزة في نهاية 2008. وسرعان ما تكشف أن المتهمين حسن سلامة ووسام محمد محمود عويضة من حماس بالضلوع في تفجير المنصورة، الأول في سجون إسرائيل والثاني استشهد منذ 3 سنوات. وفي يوم الثلاثاء 28 يناير 2014 وجهت محكمة جنايات القاهرة في قضية وادي النطرون اتهامها للأسير حسن سلامة الأسير في سجون الاحتلال الصهيوني منذ 1996 واتهمته باقتحام سجن وادي النطرون وإخراج المسجونين منه. وفي قضية وادي النطرون وجهت المحكمة الاتهام أيضا لحسام عبد الله إبراهيم الصانع ووصفته بالهارب الفلسطيني ضمن قائمة المتهمين والتي تضمنت 71 فلسطينيًا بينهم الشهيد الصانع الذي استشهد يوم 27 ديسمبر 2008 عندما قصفت إسرائيل مقرًا أمنيًا للحكومة المقالة، وينتمي الصانع إلى سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.