لايزال "العسكر" يصرون على أنهم في حالة حرب مع كل ما يمثل ثورة الخامس والعشرين من يناير حتى أن شهداء الثورة دماؤهم في الدنيا ذهبت هباء بعد أن نال من قتلهم من ضباط وأفراد الشرطة حريتهم المطلقة بعد "هوجة" أحكام البراءة التي اجتاحت ساحات المحاكم. وفي هذا الإطار، قال ضياء الصاوي –المتحدث الرسمي باسم "حركة شباب ضد الانقلاب": إن استمرار مهرجان البراءة للجميع لقتلة المتظاهرين بثورة يناير أمر متوقع بعد الانقلاب العسكري والذي كان مخططا له منذ البداية وبأن نصل للحالة الراهنة، فثورة يناير ثورة كبيرة طالبت بالقصاص وإسقاط النظام، ولكن تم التضحية فقط برأس النظام للحفاظ على جسده، وسمحوا لمبارك بالتنحي، والمجلس العسكري طالب بالاستجابة لمطلب الشعب بالتنحي، وفي الوقت نفسه وعدوه بالتحصين وعدم المساس به، ليس هو فحسب بل تحصين رجاله من الشرطة والجيش أيضا، فهم قد انحنوا للعاصفة لكي تمر، ثم بدأ مخططاتهم بإعادة إنتاج النظام البائد وصنعوا ثورة مضادة بالسيطرة على مفاصل الدولة وإعادة توظيف فلول الحزب الوطني المنحل بأماكن مختلفة مرة أخرى، مع صناعة عملية إفشال ممنهجة ضد الرئيس مرسي وحكومة هشام قنديل مع استغلال بعض أخطاء بتلك الفترة وتضخيمها واستغلالها إعلاميا. وأضاف، في تصريحات صحفية، أنه كانت المرحلة التالية تنفيذ وعودهم للرئيس المخلوع بتحصين مبارك ورجاله بعملية شاملة بدأت مبكرا، وجزء منها أنهم عاشوا بأفضل حال وحياة وهم داخل السجون، ثم جاءت مرحلة الوفاء بالوعد ببراءات متتالية، ثم تحصين أشخاصهم ثم تحصين أموالهم المهربة، وعدم الاستجابة لمطالب استردادها، والآن نشهد الإفراج عنهم وتبرئتهم، حتى صرنا لا نخشى فقط من عودة نظام مبارك بأركانه بل عودة مبارك نفسه إذا استمر الحال على ما هو عليه، وقد عاد رجاله لوظائفهم ولأموالهم. واعتبر"الصاوي" أن البراءات المتتالية لقتلة المتظاهرين تعد رسالة واضحة لرجال الشرطة والجيش بأن يطلقوا الرصاص على المتظاهرين والثوار دون أي خوف من مساءلة أو محاسبة أو عقاب، وأنه حتى من دخل السجون لفترة سيخرج منها براءة بل وبتكريم وبدلات، وقد نكتشف أن مرتباتهم كانت سارية، ورسالة بمزيد من القمع ضد الانتفاضات الشعبية القائمة والقادمة فهم يشعرون أنها مستمرة فأراد الانقلابيون طمأنة وتحصين رجالهم والبراءة مكفولة حتى لم تمت إدانتهم بالصوت والصورة، هي رسالة تحصين مفتوحة لمرتكبي جرائم قتل سواء السابقة والقائمة والمتوقعة. ووصف "الصاوي" حبس ثوار يناير خلف الأسوار وبذات الوقت نجد سلسلة براءات للقتلة يكشف أن الانقلابيين يحاكمون الثورة ورموزها وشبابها فيما يبرئ من أطلقوا النار على الشعب وجرائمهم موثقة، فمن شارك وقاد الثورة بالسجون ومنهم الرئيس المنتخب ود.محمد البلتاجي وآخرون، والدولة العميقة وأمريكا وإسرائيل انقلبوا على النظام الشرعي.