فجوة كبيرة دائمة الاتساع بين حاجة سوق العمل والتعليم في بلادنا، كل منهما يسير في اتجاه معاكس للأخر لا توافق ولا تنسيق بينهما وكأنهما في خصام دائم، والضحية شباب يتراكمون في "دواليب" البطالة نتيجة سوء التخطيط، ازدادت أعدادهم حتى وصلت خلال الربع الأخير من العام 2012 ل 3.5 مليون عاطل ما نسبته 13 %. مشكلات عديدة تواجه الخريجين نتجت عن عدم التنسيق بين وزارتي القوى العاملة والهجرة والتعليم والمؤسسات التابعة لهما، كان ضحاياها ملايين ممن لم يستوعبهم سوق العمل في الوقت الذي تلجأ فيه الشركات والمؤسسات إلى خبراء ومُدربين أجانب لإلحاقهم بسوق العمل. في وطننا لا عجب في أن يعمل خريج الصيدلة في التسويق وخريج الزراعة في التجارة، وخريج التجارة بائعاً للأنابيب فكل منهم يضرب مجبراً بشهادته عرض الحائط بعد أن أطاح بهم سوق العمل إلى مجال يبعد تمام البعد عن ما تلقاه في تعليمه العالي، ليبتعد عن شبح البطالة. عاطلون بدرجة دكتوراه امتدت يد البطالة لتطال حاصلين على الماجستير والدكتوراه الذين كونوا ائتلافاً لهم نظم العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام مجلس الشورى وقصر الاتحادية اعتراضاً على عدم تعيينهم أسوة بأوائل الخريجين. يقول ع ش الحاصل على الماجستير في القانون الجنائي، ويقوم حاليا بالإعداد لرسالة الدكتوراه " قررت أن أكمل دراستي بالماجستير والدكتوراه وفى نفس الوقت بحثت عن عمل في مكاتب المحاماة لكنني فشلت". وأضاف "بعد ثورة 25 يناير تطلعنا إلى الحصول على حقوقنا، لكن أحوالنا لم تتغير بعد الثورة عن قبلها. وتقدمنا بشكاوى عديدة للمجلس القومي لحقوق الإنسان، كما نظمنا اعتصامات وإضرابات كثيرة. وأوضح أن أكاديمية البحث العلمي قامت بعمل حصر لأعداد حملة الماجستير والدكتوراه بعد تولى الدكتور عصام شرف رئاسة الوزراء ووعدنا بالتعيين في الجامعات والمراكز البحثية، لكننا اكتشفنا بعد فترة تعيين أوائل الخريجين وترك مشكلتنا معلقة. وأكد أن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة وعدهم بتوفير 9 آلاف فرصة عمل في الجهات الحكومية، وبالفعل تمت المخاطبات اللازمة، ولكن لم يفعل القرار حتى الآن دون وجود أسباب منطقية لذلك. رضينا بالإشراف وهو مش راضي بينا لا عمل لحملة الماجستير أما ن م الحاصلة على الماجستير من كلية الدراسات الإنسانية من جامعة الأزهر وتحضر لرسالة الدكتوراه فتقول "عانيت بعد التخرج للحصول على عمل في أي المجالات وليس فقط في مجالي لكنني لم أجد عملاً مناسباً على الإطلاق". وأضافت "تقدمت للعمل في وظيفة مشرفة، أتوبيس مدرسة لكن تم رفضي على اعتبار أن هذه الوظيفة لا تليق بالماجستير الذي أحمله ورغم محاولاتي لإقناع مديرة المدرسة بموافقتي على العمل وأنني في حاجة ماسة إليه إلا أنها رفضت بشدة لأن إمكانياتي أعلى من ذلك بكثير". وحملت ن م المسئولين في مصر مسئولية ما يحدث معنا من سوء معاملة وتسويف لقرارات تعييننا في أجهزة الدولة، فأين تقدير العلم والاهتمام بالباحثين؟.