في هذا العيد تجولت وسافرت وتأملت وجلست ألاحظ سلوكيات الشباب .. والأسر. وأعتقد أن الساحات الاجتماعية خسرت كثيرا لانشغال أهل الدعوة بالسياسة - دون إنكار لأهمية دائرة الحُكم. لكن السلوكيات الاجتماعية تحتاج تهذيبا كثيرا على كل المستويات. ويحتاج المجتمع إلى أن يستعيد كثيرا من القيم التي انفرطت دون أن يتم خلط ذلك بدفاع غير رشيد عن الحريات الشخصية. فقد شعرت شخصيا بانتهاك خصوصيتي لتوغل الشاشات التي تذيع العُري ولا تليق بالعرض في مساحة عامة بها أطفال وعائلات. وكأن الناس في غيبوبة، في المطاعم وأماكن تناول المشروبات. وقد كتبت منذ سنوات في هذا الأمر. الخصوصية تعني أن تفعل ما تشاء في مساحتك، لكن المساحة العامة ليست مستباحة. نحتاج تمييزا واضحا بين المستويات ونقاشا مجتمعيا هادئا يتحرر من توترات ونزاعات السياسة، لأن المساحة الاجتماعية تختلف عن الساحة الحزبية. والتوجس من تهذيب المجال العام كي لا يجور ذلك على مصادرة الحريات الخاصة تطفيف في الميزان وتضييع لمصالح عامة تتعلق بالنسيج الاجتماعي. وللحديث بقية وتفصيل لاحق إن شاء الله. لكنني فقط أدركت مجددا عِظم المهمة وقسوة الواقع الاجتماعي وقساوته، وتنامي عنفه المكتوم. وكل عام وأنتم بخير