مصطفى مدبولي يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال    الرقابة النووية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الأيزو    مدبولي: مُتابعة خُطوات وإجراءات ضبط الأسواق وخفض أسعار السلع بصورة دورية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    تهديدات أمريكية.. لإنقاذ نتنياهو!!    إعلام عبري: حزب الله هاجم بالصواريخ بلدة بشمال إسرائيل    صلاح دندش يكتب : تخاريف    مفاهيم مغلوطة    «خلاف الشارة».. مدرب بلجيكا يؤكد استبعاد كورتوا من اليورو    حالة وحيدة تقرب محمد صلاح من الدوري السعودي    15 مايو.. أولي جلسات محاكمة 4 متهمين في حريق ستوديو الأهرام    مصرع زوجين وإصابة طفليهما في حادث انقلاب سيارة بطريق سفاجا - قنا    «التعليم» تحدد موعد امتحانات نهاية العام للطلاب المصريين في الخارج 2024    3 أغاني ل حميد الشاعري ضمن أفضل 50 في القرن ال 21    الخميس..عرض الفيلم الوثائقي الجديد «في صحبة نجيب» بمعرض أبو ظبي للكتاب    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    نادين لبكي: فخورة باختياري عضو لجنة تحكيم بمهرجان كان السينمائي    حسام عبد الغفار: نجاح المنظومة الصحية يعتمد على التنسيق مع القطاع الخاص    قبل شم النسيم.. جمال شعبان يحذر هؤلاء من تناول الفسيخ والرنجة    بالفيديو.. خالد الجندي: هناك عرض يومي لأعمال الناس على الله    مفاجأة بأقوال عمال مصنع الفوم المحترق في مدينة بدر.. تفاصيل    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    النائب العام يقرر إضافة اختصاص حماية المسنين لمكتب حماية الطفل وذوي الإعاقة    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    90 محاميا أمريكيا يطالبون بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل    غرق بمياه ترعة.. العثور على جثة شخص في الصف    موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم ل القطاع الخاص 2024    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    كرة سلة – قمة الأهلي والزمالك.. إعلان مواعيد نصف نهائي دوري السوبر    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    زاهي حواس يوضح سبب تجاهل الفراعنة لوجود الأنبياء في مصر.. شاهد    موقف طارق حامد من المشاركة مع ضمك أمام الأهلي    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    طرد السفير الألماني من جامعة بيرزيت في الضفة الغربية    كتائب القسام تفجر جرافة إسرائيلية في بيت حانون ب شمال غزة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    غدًا.. «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف الإعانة الشهرية لشهر مايو    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    آثار جُرم يندى له الجبين.. أبو الغيط يزور أطفال غزة الجرحى بمستشفيات قطر (تفاصيل)    وزير المالية: مصر قادرة على جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    "دمرها ومش عاجبه".. حسين لبيب يوجه رسالة نارية لمجلس مرتضى منصور    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    وزير التموين يعلن تفاصيل طرح فرص استثمارية جديدة في التجارة الداخلية    التأخيرات المتوقعة اليوم فى حركة قطارات السكة الحديد    اليوم.. محاكمة 7 متهمين باستعراض القوة والعنف بمنشأة القناطر    حزب الله يستهدف مستوطنة أفيفيم بالأسلحة المناسبة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطائفية سلاح الغرب الأمضى لتفتيت الشرق الأوسط
نشر في الشعب يوم 31 - 05 - 2013

form id="MasterForm" onsubmit="var btn=window.document.getElementById("psbtn");if(this.s && btn){btn.click(); return false;}" enctype="multipart/form-data" method="post" action="/mail/InboxLight.aspx?n=1983170808"
div id="mpf0_readMsgBodyContainer" class="ReadMsgBody" onclick="return Control.invoke("MessagePartBody","_onBodyClick",event,event);"
يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل ، ليس كل التاريخ مؤامرة ولكن المؤامرة موجودة في التاريخ!. وأقول أن من لايرى مؤامرة في كل ما فعله الغرب في المنطقة منذ بدايات القرن الماضي ، من وعد بلفور ، وسايكس - بيكو، وإقامة اسرائيل ، وما فعله منذ بدايات هذا القرن ، فمن لا يجد في ذلك مؤامرة ، فإنه لايفرق بين التمرة والجمرة .
في هذا المقال سأستعرض بعض الوثائق والوقائع والحقاثق والمعطيات والتصريحات المأخوذة كلها من أفواه الصهاينة في إسرائيل أو في أمريكا ، معتمداً أحد مناهج البحث السياسي المتعددة ، ألا وهو المنهج التاريخي الذي يستند إلى الاحداث التاريخية في فهم الحاضر والمستقبل ، وعدم فهم وإدراك اية حالة سياسية الا بالعودة إلى جذورها التاريخية وتطورها ، سلباً أم إيجابياً ..!!!
في 14 أيار 1948 ، يوم الاعلان عن قيام / دولة إسرائيل / أعلن دافيد بن غوريون ، أن أمن إسرائيل يتحقق عندما تكون إسرائيل أقوى عسكرياً من اي تحالف عربي محتمل..!!!؟؟ وباتت هذه الرؤية عقيدة إسرائيل الأمنية لعقود عديدة....!
الا أن العديد من الاستراتيجيين الصهاينة رأوا لاحقا ان هذه النظرية وحدها لاتكفي لضمان أمن إسرائيل، وأن ضمان هذا الأمن ، واستقرار إسرائيل وقوتها وتماسكها مرهون بانهيار المجتمعات العربية وضعفها وتمزقها ...!!!
في شباط 2011 نشر الكاتب الامريكي / مايكل كولينز بايبر/ مقالاً في موقع / أمريكان فري برس American Free Press / اشار فيه إلى بحث نشرته دورية المنظمة الصهوينة العالمية المعروفة/ كيفونيم/ بقلم الصحفي الاسرائيلي /عوديد ينون/المرتبط بالخارجية الاسرائيلية ، ودعا فيه بوضوح إلى نشر الفوضى في العالم العربي ، وإحداث انقسام في الدول العربية من الداخل إلى درجة تصل إلى / بلقنة / مختلف الجمهوريات العربية وتجزئتها إلى جيوب طائفية..!!! وهذا كان ترداد لذات الأجندة التي طرحها البرفسور الاسرائيلي الراحل/ إسرائيل شاحاك/ وهدفها تحويل إسرائيل إلى قوة عالمية من خلال نشر الفوضى في الدول العربية وبالتالي إعداد المسرح في الشرق الاوسط للهيمنة الاسرائيلية.
هذه الاستراتيجية سبق وتحدث عن شبيه لها الأكاديمي الامريكي/ زبغنيو بريجنسكي/ قبل أن يصبح فيما بعد مستشار الرئيس كارتر لشؤون الامن القومي ، وذلك في كتابه /بين عصرين العصر التكنوتروني/ الصادر في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي والذي دعا فيه للإعتماد على الأصوليات الدينية لمواجهة الخطر الماركسي ، ودعا لهيمنة رجال الدين واشعال حروب الاديان والطوائف، وتقوية التيارات الدينية التي لاترى العالم إلا من زاوية الدين والخلافات الدينية ....!!!
وفي إحدى تصريحاته يقول : ان منطقة الشرق الاوسط ستحتاج الى تصحيح الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس - بيكو ومقررات مؤتمر فرساي .!!!
وكان قد سبق لوزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر ان صرح انه بهذه المنطقة تواجدت كل الاديان ولايمكن التعامل معها الا من خلال الدين .!!! أي أن اللعب على وتر الدين هو المدخل المناسب لتنفيذ المشاريع التي تصبو اليها الصهيونية العالمية !!!.
وأعتقد ان كل منا قد قرأ مشروع المستشرق الصهويني الامريكي ، البريطاني الأصل / بيرنار لويس / عن تقسيم الشرق الاوسط بكامله بحيث يشمل تركيا وإيران وافغانستان ، وقد تمت الموافقة على هذا المشروع بالإجماع في الكونغرس الامريكي عام 1983.
وفي مقابلة لبرنار لويس في 20/5/2005 قال تماما مايلي : " ان العرب والمسلمين قومٌ فاسدون ومفسدون فوضويون ، لايمكن تحضرهم ، وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوّض المجتمعات ، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة إحتلالهم واستعمارهم ، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة ، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان ... وأنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ، ولاداعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الافعال عندهم ، ولذا يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل ان تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها".
وفي البحث الذي كتبه الصحفي البريطاني جوناثان كوك في العام 2008 كشف عن الدور الذي لعبته إسرائيل في إذكاء الصراع بين الحضارات ومحاولة جعل تلك المقولة اساساً لنظرة العالم الى مكوناته الأساسية لاسيما البلدان الاسلامية .!!!
وفي كتابه / إسرائيل وصرع الحضارات/ يكشف كوك بوضوح محاولات إسرائيل استخدام مقولة صراع الحضارات لإعادة صياغة الشرق الاوسط بأكمله على نحو مواتٍ لها ولمصالحها .!!!
ويؤكد كوك أن الحرب الأهلية ودعوات التقسيم التي رافقتها كانت على وجه التحديد هي الهدف الأول لغزو العراق ، وأن هذا الهدف لم يوضع في واشنطن ، وإنما في مكان اخر على بعد آلاف الأميال / ويقصد تل ابيب/ ،، والحالة العراقية التي تسودها الانقسامات الطائفية والدينية والعرقية تشكل المواصفات المثالية للدولة العراقية من وجهة النظر الاسرائيلية ....
وبحسب التصور الصهويني فمن يسيطر على العراق يتحكم استراتيجياً في الهلال الخصيب وبالتالي الجزيرة العربية ، فضلا عن موارده الضخمة....!!!
وحسبما نقلته الأنباء في حينه ، فقد سبق وقال نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني ، لآرييل شارون ، ان الولايات المتحدة هاجمت العراق أولاً ، وقبل اي شيء من أجل خاطر إسرائيل .!!!
ويقول جوناثان كوك ان إسرائيل منذ عام 1980 قررت اتباع سياسة ملخصها هو تقسيم كل شيء على الضفة الاخرى ، أي في الجانب العربي ، بداية من الفلسطينيين ثم زحفاً وأحياناً ركضاً ، إلى بقية الدول العربية .
ويضيف كوك أن المحافظين الجدد كانوا يشاركون إسرائيل بقوة في ضرورة مواصلة هذه الاستراتيجية لإلغاء اي دور لدول الشرق الأوسط واغراقها في مشكلات داخلية تعمق من ضعفها....!!!!
ويتابع كوك ، أن الهدف هو بدء موجة من الصراع الطائفي انطلاقاً من العراق الى كل المنطقة ، وكان العراق مكاناً جيداً لإختيار هذه الاستراتيجية لأسباب متعددة كان منها ، انه تمكن في السابق من تحقيق وئام طائفي وإعلاء لراية الوطن على راية الطائفية ، فقد كانت نسبة الزيجات المختلطة بين الطوائف المتباينة هي الأعلى في الشرق الاوسط ، وكان من الواضح انه إذا نجحت تلك الاستراتيجية في العراق فان بامكانها ان تنجح في اماكن أخرى كثيرة !!!!
ويقول كوك ان هدف اسرائيل من ذلك كان ادخال العراق في دائرة الاضطراب الدائم وزرع بذور شقاق طائفي اقليمي يقطع الطريق على دعوة القومية العربية ذات الطابع العلماني ، واطلاق اليد الاسرائيلية بترحيل عرب 1948 من فلسطين الى خارج ارض / إسرائيل الكبرى/ بحجة ان الجميع في الشرق الأوسط يبعدون بعضهم البعض على أسس دينية وعرقية ، فلماذا لاتفعلها إسرائيل !!!!
ويقول كوك ان احداث الحادي عشر من ايلول 2001 أتاحت فرصة ذهبية لأصحاب هذه الرؤية وجعلت الحديث عن صراع الحضارات وتفتيت الشرق الاوسط يخرج من مجالس الهمس الى العلن ..!!!
الحالة العراقية هذه وما يسودها من انقسامات مذهبية وعرقية ، موجودة مسبقاً في لبنان ، واليوم يعملون بدأب لنقلها الى سوريا لنشر الفوضى والتفتيت في كل المنطقة ، مع الأخذ بعين الاعتبار ان السودان قد انفصل قسمه الجنوبي مسبقا ، وأن الفوضى تعم ليبيا واليمن ومصر وحتى تونس ، وكل شيء في هذه البلدان يشير أنها سائرة في هذا الإتجاه ، وليس العكس ، كما يُروج بعض / أهل / الفكر والثقافة لتخدير العقول ، ليس إلا !!!. بل أن الجزائر تخشى من تصعيد الأوضاع الأمنية ،، غير المستقرة أصلا ،، بعد المعلومات عن تهريب صواريخ تُحمل على الكتف من ليبيا الى داخل أراضيها !!!. وتجدر الإشارة هنا الى ما قاله الأمريكان للمرحوم ياسر عرفات حينما رفض التوقيع على شروطهم : / إعلمْ أنك من منطقة قابلة لتعديل الحدود والبشر في اي وقت / !!!. وفضلا عن ذلك ، أفادت دراسات صادرة عن مركز واشنطن لدراسات الشرق الادنى ، ومعهد الدراسات السياسية الاستراتيجية المتقدمة ،، ومنذ زمن ، أن اسرائيل تريد حصار العراق وسورية من الشمال من خلال وجودها في تركيا والتجسس عليها من خلال علاقاتها مع الأكراد والحكومة التركية ، وتستطيع اسرائيل التحرك ضد ايران من تركيا ، وكذلك التغلغل في الجمهوريات الاسلامية في آسيا الوسطى عن طريق تركيا !!!. فماذا يعني هذا ؟؟. إنه يعني محاصرة روسيا من كل الاتجاهات !!!.
ويفيد احد العاملين في مكتب رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي ان إسرائيل تدفع باتجاه قيام حرب اهلية في سوريا على الطريقة العراقية او اللبنانية ، وان مصلحتها تكمن في انهيار النظام الحالي دون قيام نظام اخر في مكانه ، وهذا يؤكد وجود مشروع يتعمد إغراق سورية في الفوضى والإقتتال ، وليس غير ذلك ، وإخراجها كلية من معادلات المنطقة لتسترخي اسرائيل وتطمئن عيون قادتها وأهلها !!!
إذاً مخطط تفجير المنطقة بدأ من العراق وهذا ما أوضحه النائب الامريكي/ جيمس مورون/ بقوله : ان اليهود الأمريكيين هم المسؤولين عن دفع الولايات المتحدة الى الحرب على العراق ...!!
وهذا ما أكده بدوره المفكر الأمريكي / كولينز بايبر/ بقوله : ان الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق تندرج في مخطط اقامة اسرائيل الكبرى وان اللوبي الصهويني في الإدارة الامريكية هو الذي كان يدفع بقوة واستماتة في اتجاه الحرب ...!!!!وهذا كله يصب في ذات المجرى الذي تحدث عنه الصهويني الاسرائيلي الفرنسي برنار هنري ليفي في كتابه / الحروب التي لانحب/ الصادر في تشرين الثاني 2011 ..!!
وقد عبر الجنرال احتياط / عاموس يادلين / رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق ، في تصريح له في أواخر كانون الثاني الماضي عن شماتته ، وسروره بنفس الوقت ، عندما قال : ان اسرائيل كانت مستعدة ان تدفع ثمناً غالياً ، يتمثل بالتنازل عن هضبة الجولان ، مقابل اخراج سورية من محور سوريا ايران (الراديكالي ) في حين ان ذلك من شأنه ان يحدث اليوم دون ان ندفع اي ثمن ...!!!! طبعا هو يراهن بذلك على وهن وضعف سورية مستقبلا ، ووعود بعض اطراف المعارضة السورية.!!!
ان الدعوات الى اضعاف العرب وتقسيم المنطقة الى كانتونات عرقية ودينية وقبلية كانت دوماً موضع مخططات وتصورات استراتيجية لمعاهد البحوث الامريكية التي يسيطر عليها اللوبي الصهويني مثل : مؤسسة التراث ، والمعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة ، ومعهد أبحاث السياسة الخارجية ، ومعهد بروكنجز --- Brookings Institute -- هذا إضافة الى العشرات من معاهد الدراسات الأخرى مثل : مركز فريمان للدراسات الاستراتيجية في تكساس ، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي ،، ومعهد دراسات السياسة والاستراتيجية المتقدمة ...... ألخ ..
وهذه المعاهد طرحت دوماً اهمية الهمينة الاسرائيلية على المنطقة وايجاد نظام اقليمي شرق اوسطي بدلاً من النظام الاقليمي العربي // وهذا ما تساهم به الجامعة العربية //، وجميعنا يتذكر طرح شيمون بيريز بعد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 عن قيام شرق اوسط كبير ، ينسجم مع هذه الرؤى والاستراتيجيات الصهوينة !!!.. وهذا مارفعته ايضاً وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندوليزا رايس عندما تحدثت عن ولادة شرق أوسط جديد في بداية عدوان 2006 على لبنان ،، واعادت الحديث عن نظرية / الفوضى الخلاقة/ ، إذ ان هذه النظرية هي مشروع مطروح حتى قبل احتلال افغانستان وانهيار الاتحاد السوفيتي من قبل معاهد البحوث الامريكية ، ثم أعادت رايس اثارة هذا المشروع من جديد والسعي الى تحقيقه ، وربما ما تشهده المنطقة اليوم هو من أحد ثمرات جهودها الهدامة !!..
التفتيت الطائفي على مستوى المنطقة يحتاج بالضرورة الى طائفيين ، أو الى نوعيات تدعي الليبرالية والعلمانية ولكن لا تدري خطر ما تفعل ، أو أنها مخروقة بوسيلة أو بأخرى ، أو تحركها دوافع وأحقاد وكيديات خاصة ...!!! فالقوى العلمانية واليسارية والقومية والليبرالية الحقيقية والمبدئية والصادقة مع ذاتها ، لا تؤدي هذا الغرض ، لأن تكوينها الفكري والثقافي والعقائدي لا يسمح لها بذلك ..!!! إذا من هو المؤهل للقيام بهذا الدور ؟؟ طبعا هي القوى الدينية المتعصبة والمتطرفة والتكفيرية ،، والنوعيات الأخرى التي أشرت اليها آنفا ،، فضلا عن كل من يُغذي الثقافة الطائفية بالقول أو الكتابة أو الفتاوى والخطابات والمقابلات والأحاديث والألفاظ ... الخ .. هؤلاء جميعا هم الرهان لجر المنطقة الى الدائرة التي تخطط لها دوائر الصهيونية العالمية ، وهي تفتيت المُفتت ، من خلال الضخ والحقن الطائفي حتى الصدام ،، ثم تجزئتها على مقاسات تتلائم مع اسرائيل ومستقبلها لقرن قادم على الاقل ،، لأن سايكس – بيكو قد شاخَتْ ولم تعد صالحة لخدمة هذه الإستراتيجية الصهيو- أمريكية ...!!!
فالغرب الواقع تحت التاثير الصهيوني القوي ، ومن خلال استراتيجية توظيف الدين السياسي والاستثمار به ، يسعى لتطويع الشعوب وتدجينها واستخدامها في استراتيجية السيطرة والهيمنة وإشعال الحروب الأهلية والإقتتال الداخلي وتنفيذ مخططاته من دون ان يرسل جندي واحد الى ميادين القتال ، وأيٍ يكون الخاسر فهو مكسب للغرب ، ودعم لاسرائيل وتعزيز لمكانتها في المنطقة ،، فالخاسر والرابح هما بالنسبة للغرب أعداء ، وينطبق عليهم المثل / نابْ ........ / وبقية المَثَل معروفة !!! . والكل يتذكر كيف استخدم الغرب استراتيجية الدين وتشجيع التطرف والتعصب الديني من كافة الأديان ، في حربه لمجابهة الإتحاد السوفييتي السابق ، على قاعدة الإيمان والكفر ،، وهذا ذات الخطاب المُستخدم اليوم !!!..
لا أعتقد أن أحدا أكثر سعادة من اسرائيل في هذا الزمن ، وهي تقف وتتفرج على الوضع العربي ، في مشهد أشبه بإحدى حلقات مسلسل / مرايا / عندما تمكن بطل المسلسل من خلق الفتنة والإقتتال بين أبناء القرية ، الذين كانوا مُوَحَدين ضده ، بعد أن أرسل للمختار بعض المعونات من الزيت والسمنة والسُكّر والأرز لتوزيعها ،، ثم وشَى به وأنه إحتفظ بمعظمها الى نفسه ،، فدارت المعركة ووقف البطل على شرفته يتفرج ويقول : يا سلام ما أجمل هذا المنظر !!!..
والسؤال أخيرا ، هل ستتمكن اسرائيل وأمريكا من تنفيذ هذا المخطط الجهنمي والخطير من خلال البوابة الطائفية ؟؟؟!!! إعتقادي أنها لن تتمكن لأن الشعوب العربية الحية أوعى بكثير من أن تتمكن اسرائيل وحلفائها من جرها الى أتون هذه المحرقة ،، حتى لو وُجد هناك من بينها قوى وتيارات ونخب وأفراد تسير في التيار الغربي -- الاسرائيلي ،، منها عمدا ومنها جهلا ،، ولكن هذه تبقى بالنسبة لشعوب الأمة عبارة عن أسماك ميتة ،، والأسماك الميتة وحدها هي من يسبح مع التيار ، بحسب المثل الشهير !!!. فحذارِ ،، حذارِ ،، حذارِ ، من غول ونار الطائفية لأنها ستأكل الجميع ، بينما الإسرائيلي يردد من الأعلى : يا سلام ما أجمل هذا المنظر !!!!...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.