في عز الموسم السياحي الصيفي الذي تعيش عليه مدينة مطروح الهادئة واستمرارًا لمسلسل الإهمال الرسمي في مختلف المواقع شهدت منطقة السملا بمطروح أمس الثلاثاء كارثةً بيئيةً ضخمةً حيث تسرَّبت مياه الصرف الصحي من محطة الصرف الرئيسية التي تقع شرق مدينة مرسى مطروح بحوالي 11 كيلو مترًا لتتسبب في إغراق الزراعات والمنازل. كما امتدت إلى حدِّ التسلل إلى الآبار التي يستخدمها المواطنون في الشرب والزراعة ثم وصلت إلى الطريق الرئيسي الساحلي مطروح- الإسكندرية لتكتمل صورة الإهمال الحكومي الجسيم بتعطُّل المرور على الطريق لأكثر من ساعة!! ووفق ما نشرته صحف الصباح الصادرة اليوم الأربعاء فإنَّ السبب في تلك الكارثة يرجع إلى عدم تنفيذ المرحلة الثانية من إنشاء برك الأكسدة بمحطة الصرف التي كان من المقرَّر أنْ تستوعب مليون متر مكعب من مياه الصرف القادمة من مدينة مرسى مطروح كما أنَّ تشغيل محطة تنقية مياه الشرب بالعلَمين وزيادة المياه القادمة إلى مطروح وزيادة عدد المصطافين من مليونَي مصطاف إلى 6 ملايين مصطاف قد أدى إلى زيادة مياه الصرف بالمحطة مع عدم وجود بركٍ كافيةٍ لاستيعاب هذه المياه، فضلاً عن عدم الانتهاء من مشروع الغابة الشجرية الذي كان سيستهلك جزءًا كبيرًا من مياه الصرف بعد تنقيتها لزراعة الأشجار الخشبية، وهي كلها بطبيعة الحال من مسئوليات المواطن وليس الحكومة!! وقد فوجئ الأهالي بمياه الصرف تتدفَّق بكمياتٍ كبيرةٍ من سور محطة الصرف الصحي كالشلالات؛ ممَّا أدى إلى غرق زراعات التين والزيتون والبطيخ واللوز، واختلاط مياه الصرف الصحي بالآبار، ووصولها إلى بعض منازل منطقة سملا؛ نظرًا لارتفاع المحطة عن المنطقة المحيطة بها؛ ممَّا أدى إلى فزع الأهالي وخروجهم من منازلهم!! وطبقًا لمبدأ الحكومة الشهير "حد يبلغ البوليس يا جماعة" قال عبد القادر سنوسي- عضو مجلس محلي مدينة مطروح- إنَّه سبق أنْ تم تشكيل لجنة العام الماضي بعد استغاثة الأهالي بالمنطقة من خطر تسرُّب بعض مياه الصرف من المحطة ولم يتم تنفيذ أيَّة إجراءاتٍ عاجلة لحماية سكان المنطقة من خطر تلوث الزراعات والمنطقة المحيطة بمنازلهم من مياه الصرف، وإنَّه لا بد أنْ يتم اختيار موقع آخر لهذه المحطة التي تم اختيار موقعها الحالي بدون دراسةٍ كافيةٍ قبل أنْ تقع كوارث أخرى لا يمكن تداركها!! وقد قرَّر محافظ مطروح محمد الشحات تشكيل لجنة عاجلة برئاسة عطية محمد السيد السكرتير العام للمحافظة، وقامت اللجنة أمس بزيارة المنطقة لصرف التعويضات اللازمة للأهالي المتضرِّرين من غرق الزراعات المملوكة لهم بمياه الصرف الصحي, كما تمَّ شفط كميات كبيرة من مياه الصرف بسيارات الكسح التابعة لمجلس مدينة مرسى مطروح ورشّ المياه والمنطقة بالمبيدات للقضاء على الحشرات بالمنطقة التي توجد بها مياه الصرف.