بدأ مسلمو البوسنة أمس الاثنين فعاليات إحياء الذكرى الثانية عشرة لمذبحة سربرنيتشا التي ارتكبتها القوات الصربية في البوسنة وراح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف مسلم من سكان المدينة قتلهم الصرب في يوليو عام 1995. وقبيل حلول موعد الذكرى غدا شارك نحو ألفي شخص في مسيرة انطلقت من مدينة زوفرنيك باتجاه مدينة سربرنيتشا شرق البوسنة لتشييع ودفن رفات 465 ضحية للمجزرة وهم من الصبية والرجال من عمر 13 إلى 77 عاما في مقبرة بوتوكاري قرب سربرنيتشا. وحددت هويات هؤلاء الضحايا الذين كانوا في مقابر جماعية عبر تحاليل الحمض النووي الريبي (دي إن إيه) منذ آخر عملية دفن مشتركة في يوليو 2006 حين تم دفن 505 جثث. وينتظر حضور عشرات الآلاف من أقرباء الضحايا هذه المراسم التي تشارك فيها للسنة الثانية على التوالي مدعية محكمة الجزاء الدولية الخاصة ليوغسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي. وسيتولى ما بين ألف و1200 شرطي ضمان الأمن خلال إحياء هذه الذكرى التي تمثل بحسب قائد الشرطة أروس بينا حدثا ينطوي على مخاطر أمنية عالية بسبب النزاع بين القادة الصرب والمسلمين حول وضع سربرنيتشا. ودفن حتى الآن أكثر من 2400 ضحية تم نبش جثثهم منذ انتهاء الحرب من ستين مقبرة جماعية في بوتوكاري، فيما تم التعرف على رفات 3195 شخصا. وبعدما دفنوا على عجل خلال أيام المجزرة، تم نقل غالبية الضحايا لاحقا إلى العديد من المواقع بهدف إخفاء حجم المجزرة. وفي بعض الأحيان عثر على بقايا الشخص نفسه في موقعين أو حتى ثلاثة مواقع مختلفة. وهناك حوالي خمسة آلاف كيس تحتوي على عظام ألف ضحية مخزنة في مشرحة خاصة، لا يزال ينبغي أن تمر عبر عملية طويلة لتحديد الهويات. واعتبر مراد هورتيتش وهو عضو لجنة محلية للبحث عن المفقودين أن البحث عن المفقودين سيستمر لعدة سنوات إضافية. وأضاف أنه لا يزال ينبغي التفتيش في عشرات من المقابر الجماعية المعروفة في هذه المنطقة. وتعد مجزرة سربرنيتشا أسوأ مذبحة ترتكب في حق مدنيين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم خلال بضعة أيام. فبعدما أعلنتها الأممالمتحدة "منطقة آمنة" في أبريل 1993سقط هذا الجيب المسلم يوم 11 يوليو1995 في أيدي قوات صرب البوسنة. ويقول المسلمون أن سربرنيتشا يجب ألا تكون جزءا من صربيا لأن المجزرة ارتكبتها القوات الصربية في البوسنة. يُذكر أن القائدين السياسي والعسكري لصرب البوسنة سابقا رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش لا يزالان فارين منذ أن وجهت إليهما محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة التهم بارتكاب مجازر إبادة عام 1995.