قامت الشرطة البريطانية باعتقال شخصين في مقاطعة تشيشير شمالي إنجلترا بدعوى أنهما على صلة بالهجوم على مطار غلاسكو ومحاولة تفجير سيارتين مفخختين في لندن. باعتقال هذين الشخصين وصل عدد المعتقلين إلى أربعة أشخاص بعد أن تم اعتقال آخرين عقب اصطدام سيارتهما بمطار غلاسكو والتسبب في إشعال حريق بالمطار. واعتبر قائد شرطة ستراثكلايد الإسكتلندية ويلي راي اقتحام سيارة الدفع الرباعي صالة الركاب في المطار واشتعالها هجوما "إرهابيا" له صلة واضحة بالهجومين اللذين أحبطا الجمعة في لندن. وأوضح راي أن أحد الرجلين الآسيويين اللذين اعتقلتهما الشرطة بعد الهجوم مصاب إصابة خطرة ولوحظ أن بحوزته عبوة مشبوهة وهو يتلقى العلاج الآن في المستشفى القريب من المطار. وقد سحبت العبوة ووضعت في مكان آمن وأخلي جزء من المستشفى على سبيل الاحتياط أما زميله فإن الشرطة تواصل استجوابه. ولا تزال السيارة وهي من نوع جيب شيروكي في مكان الهجوم. وقال راي إن كثيرا من المسافرين ما زالوا عالقين في طائرات متوقفة على مدرج المطار. وقد وصل قائد شعبة مكافحة الإرهاب في شرطة إسكتلنديارد بيتر كلارك إلى إسكتلندا وأكد عدم توفر أي معلومات استخباراتية قبل هذا الحادث توحي بأن إسكتلندا ستتعرض لهجوم. وفي ليفربول شمالي غربي بريطانيا أقفلت شرطة مرسيسيد حتى إشعار آخر مطار المدينة على خلفية الأحداث في غلاسكو. وقال رئيس الشرطة المحلية إنه سيقوم بإعادة نظر مستمرة في هذا القرار مع تطور الأحداث لكنه لم يحدد الأسباب الدقيقة لقرار الإغلاق. كما منعت الشرطة وقوف السيارات بالقرب من مطاري أدنبره ونيوكاسل. وبعد أحداث الجمعة والسبت في لندن وغلاسكو رفعت السلطات البريطانية درجة التهديد الأمني إلى خطير. ووصف رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون حادث مطار غلاسكو بالفعل العدواني فيما وصفه رئيس الوزراء الإسكتلندي بأنه حادث إرهابي. ويؤشر رفع درجة التأهب إلى مخاوف من هجوم وشيك. وقالت وزيرة الداخلية جاكي سميث إن رفع درجة التأهب اتخذ بناء على توصيات مركز التحليل المضاد للإرهاب بعد الأحداث التي شهدتها البلاد خلال الساعات ال48 الماضية. وتشهد لندن استنفارا أمنيا حيث أغلقت الشوارع الرئيسية عقب العثور على سيارتين مفخختين في منطقة الملاهي الليلية فجر الجمعة وتواصل الشرطة دراسة الصور الملتقطة من كاميرات منصوبة في الشوارع المحيطة بالمكان. وجاء الكشف عن المفخختين بعد يومين من تولي رئيس الوزراء الجديد منصبه خلفا لتوني بلير وقبل أيام قليلة من الذكرى السنوية الثانية لوقوع تفجيرات السابع من يوليو 2005. من جهته قال كبير مستشاري رئيس الوزراء البريطاني بشأن الإرهاب إن قنابل لندن تثبت أن القاعدة استوردت أساليب العمل في العراق وإندونيسيا إلى بريطانيا. من جانبها أكدت وزيرة الداخلية البريطانية عقب اجتماع خلية الأزمات الحكومية أن التهديدات الإرهابية يجب ألا تعوق ممارسة البريطانيين لحياتهم الطبيعية. وانتقل صدى هذه التطورات إلى الولاياتالمتحدة التي أعلنت تعزيز الأمن في مطاراتها. وقال توني سنو المتحدث باسم البيت الأبيض إنه ليست هناك علامة على أي تهديد محدد في الولاياتالمتحدة وإن درجة تأهب الحكومة الاتحادية تحسبا لتهديد هجوم إرهابي لم ترفع ولا زالت كما هي دون تغيير. وأشار إلى أنه سيكون هناك وجود إضافي لمسؤولي الأمن كإجراء احترازي ويمكن توقع حدوث بعض التأخير للمسافرين. وكان وزير الأمن الداخلي الأمريكي مايكل تشيرتوف قد أشار في وقت سابق إلى أنه لا إشارات بوجود هجوم وشيك بالولاياتالمتحدة لكنه حث الأمريكيين على اليقظة والإبلاغ عن أي أنشطة مثيرة للشبهات أثناء الاستعداد لعيد الاستقلال يوم الأربعاء المقبل. وفي برلين قال مسؤولو أمن ألمان إنهم لن يفرضوا مزيدا من التشديد على الإجراءات إثر الهجوم على مطار غلاسكو. وقال متحدث باسم الداخلية الألمانية إنه لا توجد صلة معروفة تربط ألمانيا بما جرى في بريطانيا لكنه أكد أن أجهزة الأمن تراقب الوضع عن كثب هناك.