اقترح رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أمس الثلاثاء إعطاء البرلمان سلطة القول الفصل في قرار شن الحرب وعرض إلغاء جملة من الصلاحيات الممنوحة لرئيس الحكومة. ويهدف اقتراح براون إلى دعم ثقة الشعب البريطاني في حكومة حزب العمال والسياسة البريطانية والتي تراجعت بسبب قرار سلفه توني بلير دعم العدوان على العراق الذي قادته الولاياتالمتحدة على العراق ومزاعم الفساد. واقترح براون أيضا أن يجري البرلمان جلسات استماع على النمط الأمريكي في عمليات تعيين أفراد في مواقع حساسة وأن يتولى صلاحية المصادقة على المعاهدات الدولية. وهذه في الوقت الراهن من ضمن صلاحيات رئيس الوزراء. واقترح براون إلغاء أو تقليص صلاحيات يتمتع بها رئيس الحكومة منذ قرون في 12 مجالا. وتشمل هذه الصلاحيات إعلان الحرب و حل ودعوة البرلمان للانعقاد وتعيين القضاة والأساقفة. واقترح براون أن يخضع الأعضاء الجدد في لجنة السياسات النقدية لبنك انجلترا بمن فيهم محافظ البنك المركزي لتدقيق اكبر من جانب البرلمان خلال جلسات استماع. وقال براون أيضا إنه سيجري مشاورات بشأن قانون للحقوق في بريطانيا وسيخفض الحد الأدنى لعمر الناخب البريطاني. من ناحية أخرى تتواصل التحقيقات في الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينتا لندن وغلاسكو البريطانيتان يومي الجمعة والسبت وفي الوقت نفسه أدان مسلمو بريطانيا ما وقع واعتبروه محاولة لضرب وحدة البريطانيين. وقالت متحدثة باسم الشرطة البريطانية إن قوات الأمن أغلقت الثلاثاء شارعا في أسكتلندا بعد تلقيها تقارير عن "نشاط مشبوه". من جهة أخرى قال مصدر أمني إن ضباط الشرطة عثروا في وقت لاحق على سلاح ناري في سيارة ببلدة بيسلي قرب مدينة غلاسكو وإنهم سيخضعونهما للفحص الجنائي. وأكدت المتحدثة أنه لا يوجد ما يشير إلى أن هذا الحادث له صلة بالأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية في إشارة إلى العثور يوم الجمعة على سيارتين مفخختين بالعاصمة لندن ومحاولة اقتحام مطار غلاسكو -كبرى مدن أسكتلندا- يوم السبت بسيارة محترقة. وفي موضوع ذي صلة، أعيد بعد ظهر الثلاثاء فتح المبنى الرابع في مطار هيثرو بلندن بعد إخلائه في صباح اليوم نفسه إثر العثور على "طرد مشبوه" ما أدى إلى إلغاء أكثر من 100 رحلة وتأخير رحلات أخرى وأجبر مئات الركاب على البقاء ساعات طويلة خارج المبنى تحت المطر. وكان طرد آخر مشبوه وجد مساء الأحد في قسم الرحلات المغادرة بصالة الركاب الثالثة التي تختص بالرحلات الطويلة وأخليت بدورها قبل أن يعاد فتحها في وجه الركاب. وفي وقت سابق أعلنت الشرطة أن خبراء فجروا في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء سيارة مشبوهة كانت متوقفة قرب مسجد في غلاسكو، وتم أيضا تفجير طرد على مقربة من محطة هامرسميث لقطار الأنفاق غرب لندن. وفي سياق ردود الأفعال على محاولات شن هجمات في العاصمة لندن ومطار مدينة غلاسكو، أدان مجلس مسلمي بريطانيا –وهو أبرز منظمة إسلامية في البلاد- هذه الأحداث.